السديس: توحيد الجهود الدينية لتعزيز رسالة الوسطية ونشر الهداية للعالمين
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
في إطار تعزيز مسارات عمل المنظومة الدينية وتوحيد جهودها الإثرائية وفق الخطة التشغيلية لموسم حج 1446هـ، وصل رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إلى المدينة المنورة، للإشراف الميداني على حوكمة مبادرات وكالة المسجد النبوي (فرع المدينة)، والوقوف على تنفيذ المستهدفات الإثرائية بما يحقق أداءً تشغيليًا محوكمًا يسهم في إيصال رسالة الحج الوسطية لضيوف الرحمن والعالم، ويعزز موقع المملكة الريادي في خدمة الحرمين الشريفين.
ويطلق السديس خلال زيارته عددًا من المبادرات الإثرائية النوعية داخل المسجد النبوي، ويقوم بجولات ميدانية على المسارات الإثرائية للتأكد من توافقها مع المرتكزات الإستراتيجية المعتمدة في الخطة التشغيلية، وتدعيم رسالة المسجد النبوي الدينية الوسطية، وإبلاغها إلى العالم، ونشر قيم الاعتدال والتسامح، وترسيخ الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية في وجدان المسلمين والإنسانية، وضمان إثراء تجربة الزائرين إيمانيًا وروحيًا وفكريًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السديس: توحيد الجهود الدينية لتعزيز رسالة الوسطية ونشر الهداية للعالمين
وأكد رئيس الشؤون الدينية أن الرئاسة تولي وكالة المسجد النبوي ومنظومتها الدينية اهتمامًا كبيرًا، وتسعى إلى دعم وتعزيز الدروس والمحاضرات العلمية والتوجيهية والإرشادية، وتوطيد رسالة الأئمة والمؤذنين، وإثراء تجربة الزائرين للمسجد النبوي علميًّا ومعرفيًّا وسلوكيًّا، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة ويعكس جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.
وأوضح أن الجولة التفقدية تهدف إلى توحيد التناغم بين وكالتي المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتشجيع القيادات الميدانية المتخصصة على بذل المزيد من الجهد لخدمة قاصدي المسجد النبوي، وإثراء رحلتهم الإيمانية عبر خدمات نوعية تحقق أعلى معايير الجودة وحوكمة الأداء وقياس الأثر.
ويعقد السديس خلال زيارته عددًا من الاجتماعات القطاعية مع القيادات الميدانية المتخصصة بمنظومة الرئاسة في المسجد النبوي، كما يلقي درسه العلمي في رحاب المسجد النبوي، تأكيدًا على دور المنبر العلمي في توعية الزائرين وتوسيع الأثر التوجيهي والإرشادي.
وكانت وكالة الرئاسة الدينية بالمسجد النبوي قد أعدت خطة إثرائية رقمية متكاملة لموسم حج هذا العام، تسعى من خلالها إلى توظيف التقانة والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية والإعلام الحديث، بما يعزز من إيصال رسالة المسجد النبوي الدينية إلى العالم، ويؤكد ريادة المملكة في تقديم نموذج حضاري متكامل في خدمة الإسلام والمسلمين.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري المدينة المنورة السديس الوسطية الوسطية والاعتدال المسجد النبوي الحج موسم الحج المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله -عز وجل-.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: “في زمان كثرت فيه الفتن الظلماء، وعمت محن الدهماء، وفي أغوار الأحداث وأعماقها تتألق قضية فيحاء عريقة بلجاء، من الضرورات المحكمات، والأصول المسلمات، ومن أهم دعائم العمران والحضارات، إنها قضية الأمن والأمان، والاستقرار والاطمئنان”.
وأوضح أن الأمن أول دعوة دعا بها خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام حيث قال: ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ )، فقدَّم الأمن على الرزق، بل جعله قرين التوحيد فجمع في دعائه بين أمنين عظيمين؛ الأمن العام الشامل لحفظ الأنفس والأبدان، والأمن العقدي، الذي يُراعى فيه التوحيد الخالص لله تعالى، وهذا معنى عظيم من معاني الإيمان الذي جاءت به شريعة الإسلام.
وبين أنه منذ أشرقت شمس هذه الشريعة الغراء ظللت الكون بأمن وارف، وأمان سابغ المعاطف، لا يستقل بوصفه بيان، ولا يخطه يراع أو بنان.
وقال: “تلك هي المنهجية الإسلامية الصحيحة لهذه القضية الشاملة الربيحة، قضية الأمن والأمان، فهما جنبان مكتنفان للإيمان، منذ إشراق الإسلام، إلى أن يُحشر الأنام، فلقد أعلَى الإسلام شأنها، ورفع شأنها، من خلال التزام الإيمان والتوحيد وجانب الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الإفراط والتفريط في كل أمور الحياة”.
ولفت النظر إلى أن من قضايا العصر المؤرقة التي رمت الإنسانية بشرر، واصطلى بها العالم الإسلامي وتضرر، ذلكم الغزو الفكري المتتابع، والاستهانة بعقول البسطاء المتراقع المصادم لشريعة الإسلام، والمضاد لهدي خير الأنام، لم تنشب آثاره، تتأرجح بعقول بعض الشباب الأغرار، ومن يغرر بهم، ويقتل لهم في الذرى والغوارب لذا فإن من أهم أنواع الأمن: الأمن الفكري، بل هو لب الأمن وركيزته، لأن الأمم والأمجاد والحضارات إنما تقاس بعقول أبنائها وأفكارهم، لا بأجسادهم وقوالبهم.
وحذر فضيلته من الاختراقات الإلكترونية بشتى صورها وأنواعها، وجرائم الذكاء الاصطناعي الذي أصبح متاحًا للجميع مبينًا أنه أمام تلك الأنشطة الإجرامية متعددة الأوجه؛ فإن الواجب الوقوف صفًا واحدًا في وجه كل من يحاول شق الصف وإحداث الفرقة والخلل، بالكذب على القيادات والرموز والعلماء بمقاطع مكذوبة، أو أقوال منتحلة من خلال تفعيل الأمن المجتمعي، والإبلاغ عن كل ما يخل به، فهو ضرورة حتمية لمعرفة أساليب النصب والاحتيال، وكيفية التعامل معها والوقاية منها، وحملات الحج الموهومة والمضللة؛
لوقاية المجتمع من الجرائم المستحدثة التي تنتهك الحقوق والحريات، وتستهدف الدين والأنفس والعقول والأعراض والأموال، وأن من البشائر والآمال أن نسبة الوعي بهذه الحرب محل إشادة وتقدير، فلا تهزها الشائعات المغرضة، والافتراءات الكاذبة، التي هي نتاج أحقاد مفضوحة مكشوفة، ولهذا فإن الوعي المجتمعي أساس الأمن المجتمعي، محذرًا البعض أن يكون أدوات أو مطايا للأعداء دون أن يشعروا، بتصديق تلك الترهات.
ورأى الشيخ عبدالرحمن السديس أن الناجحين والطموحين أفرادًا ومؤسسات، ودولًا وكيانات، تتناوشهم سهام الحاسدين والحاقدين في كل مكان وزمان.
وأكد أن من أعظم النعم والآلاء نعمة الأمن والأمان؛ فبلادنا بحمد الله آمنة وهي بحفظ الله محفوظة، مشددًا على أهمية أمن الحرمين الشريفين وقاصديهما، ذلك أن الحج عبادة شرعية، وقيم حضارية، تلبية ورجاء ودعاء، وذكر ونداء، وخشوع وصفاء، وتوبة وثناء، فهو نظام كامل، ومنهج شامل، وعبادة خالصة مؤكدًا أهمية التزام الأنظمة والتعليمات والتوجيهات ومنها: لا حج إلا بتصريح، وهو من لوازم شرط الاستطاعة، تحقيقًا للمقاصد الشرعية الكبرى في جلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، وإثراء تجربة القاصدين والزائرين الدينية والقيمية، وأنه يجب تعاون المواطنين والمقيمين والمسلمين جميعًا في هذا الجانب الأمني المهم.
وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بضرورة الوحدة والاعتصام لمواجهة المخاطر والتحديات، خاصة مآسي إخواننا المستضعفين وأحبتنا المكلومين في فلسطين العزيزة، والمسجد الأقصى المبارك، فلا ننساهم من دعائنا، ونبتهل إلى الله أن يكشف عنهم ما نزل بهم، وينصرهم على عدوهم.