حصولنا على كافة الخدمات في صورتها الرقمية، يعد نقلة نوعية، كثيرًا ما حلمنا بها، وترقبنا حدوثها؛ وذلك من خلال مؤسساتنا الوطنية، الرسمية منها، وغير الرسمية، وأرى أن هذا يدخل في خضم مشروعاتنا القومية؛ حيث دشنت البنية التحتية، والفوقية الأساسية، التي قد حوت في مكونها مقومات البيئة الرقمية الآمنة، التي يتوافر من خلالها كافة البيانات الدقيقة، من خلال تقنيات سريعة الأداء؛ ومنها نحصل على ما نريد، في وقت قياسي، وبجودة عالية.

حديثنا عن هذا التحول الهائل، والمذهل في كليته، يجعلنا دومًا في حالة من اليقظة، تجاه تقييم المنتج المنشود؛ فهناك تعامل بشري، يترجم مراحل تنظمها اللوائح، والقوانين؛ ومن ثم يفترض أن تكون الأخطاء نادرة الحدوث؛ لكن الإشكالية هنا تكمن في ماهية ثقافة التعامل مع التقنية؛ فالأمر يرتبط بمهارة الاستخدام، والتوظيف، كما يتعلق بمرونة التعامل؛ فلا يصح أن يتخلل الدورة الرقمية، دورة ورقية تقليدية، تستهلك الوقت، وتستنزف الجهد، وتبعث على الملل، وتضير بمن نقدم له الخدمة على وجه الخصوص.

مراقبة التحول الرقمي، تعني أن نصل في كافة التعاملات إلى مرحلة ماهية الضبط، والانضباط؛ لتتحقق جودة الأداء المأمولة، والتي ترتبط قطعًا بالنزاهة، والشفافية، وكفاءة إدارة الخدمة المستندة إلى الإتقان، القائم على سرعة الإنجاز، ودقة المنتج، وهذا في جملته يحقق الرضا الجماهيري، ويجعلنا ندرك جهود الدولة، التي بذلت، وما زالت؛ من أجل حدوث جودة الحياة.

العدالة، والمساواة في التعاملات الرسمية، وغير الرسمية، لا يعني بها التزمت مع الفئات المستهدفة بالخدمة، وفق مراحل، وخطوات، تدحض مبتغى التحول الرقمي، وتجعله عقيمًا في حد ذاته؛ لكن تعني في الأصل، المرونة، والفهم العميق، الذي يجمع بين احترام القوانين، وإنجاز العمل؛ فلا يصح أن يكون القائم على العمل، مفتقدًا للكفايات، والمهارات النوعية؛ لتوظيف التقنية، ولا يجوز أن تستخدم الآلة بعيدًا عن حرفية، تنبري على خطوات تتسم بالسهولة، والبساطة، وحسن التنظيم، وسلامة المسار، طالما قد اتخذت الإجراءات المؤسسية الصحيحة.

هنالك فلسفة نطلق عليها شراكة الرضا؛ حيث جودة الخدمات التي تقدم للمواطن، مقابل مهارة، وحسن أداء من قبل القائم، أو المكلف بتقديم هذه الخدمات؛ فنجد أن البيئة الرقمية قد حققت مستويات الرضا المشار إليه لدى كليهما؛ ومن ثم نرصد استجابة سريعة من الطرفين، ناهيك عن مستويات فائقة إلى الخصوصية، والأمن، والأمان فيما يقدم من خدمات، وهنا نتحدث عن مقومات، ينبغي توافرها عبر البيئات الرقمية؛ ليصبح التحول إليها ذا جدوى، والاهتمام به له ثمرة يانعة؛ فسهولة الاستخدام، والولوج السريع في المواقيت المحددة تحت مراقبة، ورقابة مشروعة وفق التدرج الأدائي من الأمور المهمة التي تضمن نجاح التمكين الرقمي.

والرقابة، وصور السيطرة الذكية تشكل حجر الزاوية في تحقيق مستهدفات التحول الرقمي؛ لنضمن استبعاد دروب الفساد، والإفساد، وصورهما المتعددة، وعلى هذا يتوجب أن تتنامى لدينا القناعة التامة بفكرة تشديد الرقابة، التي لا تعطل مراحل، ومسار تقديم الخدمات، بل تيسر، وتسهل الإجراءات، ولا تضير بمصالح مستحقي الخدمة، وهو ما يستوجب أيضًا تنمية الوعي الرقمي لدى كافة القائمين على هذا الأمر دون استثناء.

أعتقد أن الرقابة، والتقويم المؤسسي المستمر أمر غاية في الأهمية؛ كي نرى تطويرًا، وتحسنًا في الممارسات بما يجعلنا نسهم بصورة صادقة في الحفاظ على الحقوق، ونعلن المسئوليات بشكل واضح لدى طرفي المعادلة، وهنا أؤكد دوما على أن الحوكمة الذكية من المسارات الرئيسة التي تساعد في تحقيق هذا الهدف السامي؛ حيث إنها تعتمد في مساقها على معايير أمان عالية في إدارة المؤسسات بكافة أنماطها، ومجالاتها، وفق إجراءات واضحة بكافة أنماطها، ومجالاتها، تسهم في تنظيم العلاقات بكافة أنماطها، ومجالاتها، في صورتها الشاملة داخليًا وخارجيًا بكافة أنماطها، ومجالاتها، وعلى المستويين،: الأفقي، والرأسي.

بالطبع نثمن جهود قيادتنا السياسية، التي قد هيأت المناخ من أجل أن يتحقق الإصلاح الإداري؛ كي تحدث التغييرات الهيكلية، وتتخذ الإجراءات اللازمة الضامنة لمستويات من الخدمة التي تقدم للمواطن في مستوى مميز؛ كي تنال رضاه؛ فهذا دون مواربة يدفع بعجلة المسار التنموي في بلادنا الحبيبة، ويؤكد في الأذهان أن مشروعاتنا القومية تعد طريقًا لنهضتنا الآنية، والمستقبلية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك التكمولوجيا التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي التحول الرقمی

إقرأ أيضاً:

المحتوى الرقمي وتفضيلات الجمهور.. سيمنار بـ إعلام آداب دمياط

عُقد ،بمكتب الدكتور محمد سعد الدين الشربينى المشرف على قسم الإعلام بكليه الآداب بجامعه دمياط ،  السيمنار العلمي للقسم ، بحضور عددا من القيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس.

شهد السيمنار حضور الأستاذ الدكتور عطية القللي، عميد الكلية، والأستاذ الدكتور حامد الفار، مدير وحدة ضمان الجودة، والأستاذ الدكتور هاني جورج، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، إلى جانب الأستاذ الدكتور إسماعيل رجب عثمان وكيل الكليه لشؤون  التعليم والطلاب والأستاذ الدكتور محمد الحديدي، نائب مدير مركز ضمان الجودة بجامعة دمياط، والدكتورة نجوى عاشور، أمين السيمنار، والدكتورة أنغام مجدي، والدكتورة آية نبيل، والدكتورة مي أبو صالحة، والدكتورة منة الإمام، ومجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي.


ناقش اللقاء خططًا بحثية مقدمة لنيل درجة الماجستير في الآداب بقسم الإعلام، تمثلت في دراسة للباحثة هيام علي الله محمد بعنوان "تفضيلات الجمهور لتصميم واجهات المواقع الإخبارية"، إلى جانب دراسة للباحث محمد إبراهيم بربر بعنوان "تقييم النخبة الإعلامية لإنتاج المحتوى الرقمي عبر منصة X".


ويأتي هذا السيمنار ليؤكد الدور المتنامي لقسم الإعلام بجامعة دمياط في رصد وتحليل الظواهر الاتصالية المعاصرة، والارتقاء بجودة البحوث العلمية، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل وتوجهات الإعلام الجديد.

طباعة شارك دمياط جامعة دمياط سيمنار بحث

مقالات مشابهة

  • وفد من فيتنام يطلع على تجربة «الموانئ والجمارك» في التحول الرقمي
  • رئيس النيابة الإدارية يشهد عرض البوابة الرقمية للهيئة
  • حمدان بن محمد: القوات المسلحة بكافة وحداتها نموذج مشرف للانضباط والكفاءة الميدانية
  • خبير: التحول الرقمي مشروع متكامل لإعادة بناء منظومة تقديم الخدمات
  • خبير تكنولوجيا: تجارة البيانات تُدر 200 مليار دولار سنويًا وتُغيّر خريطة الاقتصاد الرقمي
  • ناقد رياضي: غموض موقف قمة الأهلي والزمالك يهدد بكارثة كروية
  • الفارسي: كافة المحاولات التي سعت لتشوية القوات المسلحة كان مصيرها الفشل
  • الإمارات توقع شراكة مع الأمم المتحدة لتعزيز التكامل الرقمي
  • المحتوى الرقمي وتفضيلات الجمهور.. سيمنار بـ إعلام آداب دمياط