د. عصام محمد عبد القادر يكتب: مراقبة التحول الرقمي
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
حصولنا على كافة الخدمات في صورتها الرقمية، يعد نقلة نوعية، كثيرًا ما حلمنا بها، وترقبنا حدوثها؛ وذلك من خلال مؤسساتنا الوطنية، الرسمية منها، وغير الرسمية، وأرى أن هذا يدخل في خضم مشروعاتنا القومية؛ حيث دشنت البنية التحتية، والفوقية الأساسية، التي قد حوت في مكونها مقومات البيئة الرقمية الآمنة، التي يتوافر من خلالها كافة البيانات الدقيقة، من خلال تقنيات سريعة الأداء؛ ومنها نحصل على ما نريد، في وقت قياسي، وبجودة عالية.
حديثنا عن هذا التحول الهائل، والمذهل في كليته، يجعلنا دومًا في حالة من اليقظة، تجاه تقييم المنتج المنشود؛ فهناك تعامل بشري، يترجم مراحل تنظمها اللوائح، والقوانين؛ ومن ثم يفترض أن تكون الأخطاء نادرة الحدوث؛ لكن الإشكالية هنا تكمن في ماهية ثقافة التعامل مع التقنية؛ فالأمر يرتبط بمهارة الاستخدام، والتوظيف، كما يتعلق بمرونة التعامل؛ فلا يصح أن يتخلل الدورة الرقمية، دورة ورقية تقليدية، تستهلك الوقت، وتستنزف الجهد، وتبعث على الملل، وتضير بمن نقدم له الخدمة على وجه الخصوص.
مراقبة التحول الرقمي، تعني أن نصل في كافة التعاملات إلى مرحلة ماهية الضبط، والانضباط؛ لتتحقق جودة الأداء المأمولة، والتي ترتبط قطعًا بالنزاهة، والشفافية، وكفاءة إدارة الخدمة المستندة إلى الإتقان، القائم على سرعة الإنجاز، ودقة المنتج، وهذا في جملته يحقق الرضا الجماهيري، ويجعلنا ندرك جهود الدولة، التي بذلت، وما زالت؛ من أجل حدوث جودة الحياة.
العدالة، والمساواة في التعاملات الرسمية، وغير الرسمية، لا يعني بها التزمت مع الفئات المستهدفة بالخدمة، وفق مراحل، وخطوات، تدحض مبتغى التحول الرقمي، وتجعله عقيمًا في حد ذاته؛ لكن تعني في الأصل، المرونة، والفهم العميق، الذي يجمع بين احترام القوانين، وإنجاز العمل؛ فلا يصح أن يكون القائم على العمل، مفتقدًا للكفايات، والمهارات النوعية؛ لتوظيف التقنية، ولا يجوز أن تستخدم الآلة بعيدًا عن حرفية، تنبري على خطوات تتسم بالسهولة، والبساطة، وحسن التنظيم، وسلامة المسار، طالما قد اتخذت الإجراءات المؤسسية الصحيحة.
هنالك فلسفة نطلق عليها شراكة الرضا؛ حيث جودة الخدمات التي تقدم للمواطن، مقابل مهارة، وحسن أداء من قبل القائم، أو المكلف بتقديم هذه الخدمات؛ فنجد أن البيئة الرقمية قد حققت مستويات الرضا المشار إليه لدى كليهما؛ ومن ثم نرصد استجابة سريعة من الطرفين، ناهيك عن مستويات فائقة إلى الخصوصية، والأمن، والأمان فيما يقدم من خدمات، وهنا نتحدث عن مقومات، ينبغي توافرها عبر البيئات الرقمية؛ ليصبح التحول إليها ذا جدوى، والاهتمام به له ثمرة يانعة؛ فسهولة الاستخدام، والولوج السريع في المواقيت المحددة تحت مراقبة، ورقابة مشروعة وفق التدرج الأدائي من الأمور المهمة التي تضمن نجاح التمكين الرقمي.
والرقابة، وصور السيطرة الذكية تشكل حجر الزاوية في تحقيق مستهدفات التحول الرقمي؛ لنضمن استبعاد دروب الفساد، والإفساد، وصورهما المتعددة، وعلى هذا يتوجب أن تتنامى لدينا القناعة التامة بفكرة تشديد الرقابة، التي لا تعطل مراحل، ومسار تقديم الخدمات، بل تيسر، وتسهل الإجراءات، ولا تضير بمصالح مستحقي الخدمة، وهو ما يستوجب أيضًا تنمية الوعي الرقمي لدى كافة القائمين على هذا الأمر دون استثناء.
أعتقد أن الرقابة، والتقويم المؤسسي المستمر أمر غاية في الأهمية؛ كي نرى تطويرًا، وتحسنًا في الممارسات بما يجعلنا نسهم بصورة صادقة في الحفاظ على الحقوق، ونعلن المسئوليات بشكل واضح لدى طرفي المعادلة، وهنا أؤكد دوما على أن الحوكمة الذكية من المسارات الرئيسة التي تساعد في تحقيق هذا الهدف السامي؛ حيث إنها تعتمد في مساقها على معايير أمان عالية في إدارة المؤسسات بكافة أنماطها، ومجالاتها، وفق إجراءات واضحة بكافة أنماطها، ومجالاتها، تسهم في تنظيم العلاقات بكافة أنماطها، ومجالاتها، في صورتها الشاملة داخليًا وخارجيًا بكافة أنماطها، ومجالاتها، وعلى المستويين،: الأفقي، والرأسي.
بالطبع نثمن جهود قيادتنا السياسية، التي قد هيأت المناخ من أجل أن يتحقق الإصلاح الإداري؛ كي تحدث التغييرات الهيكلية، وتتخذ الإجراءات اللازمة الضامنة لمستويات من الخدمة التي تقدم للمواطن في مستوى مميز؛ كي تنال رضاه؛ فهذا دون مواربة يدفع بعجلة المسار التنموي في بلادنا الحبيبة، ويؤكد في الأذهان أن مشروعاتنا القومية تعد طريقًا لنهضتنا الآنية، والمستقبلية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي التحول الرقمی
إقرأ أيضاً:
"الإسكان والتخطيط العمراني" تدشن الخدمة الذاتية لإصدار الملكيات الرقمية
مسقط- الرؤية
دشّنت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني أمس الخدمة الذاتية لطباعة الملكيات الرقمية والتي تُمكّن المستفيدين من إصدار الملكية بطريقة إلكترونية مباشرة، دون الحاجة إلى مراجعة قاعات تقديم الخدمة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التحول الرقمي وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وتعد هذه الخدمة نقلة نوعية في تبسيط الإجراءات، حيث تُمكّن المستفيدين من إصدار ملكياتهم إلكترونيًا بشكل فوري، متجاوزةً بذلك الحاجة لزيارة قاعات الخدمة التقليدية. ومن المتوقع أن توفر هذه الخدمة ما يصل إلى أكثر من 70% من الوقت المستغرق لإصدار الملكيات، كما تهدف إلى تقليل عدد المراجعين لإصدار الملكية بنسبة 60% خلال العام الأول من إطلاقها.
وإضافة إلى السرعة والكفاءة، تتبنى الوزارة نهجًا صديقًا للبيئة، من خلال عـــدد من الأنظمة في مختلف توجهات الوزارة ومنها ليس الحصر المراسلات الداخلية والتوثيق الخارجي وحاليا إصدار بطاقة الملكية؛ حيث ستُسهم في تقليل الاعتماد على المستندات الورقية من خلال تحويلها إلى وثائق رقمية مؤمّنة، مدعومة برمز تحقق إلكتروني يضمن صحة البيانات وموثوقيتها. كما تتيح الخدمة للمستفيدين الحصول على نسخة من سند الملكية الاعتيادي عبر منصة "أملاك".
وقال الدكتور مؤمن بن عبد الله البوسعيدي مستشار الوزير للمدن الذكية إن ما تقدمه الوزارة يمثل لخطوة رئيسية للذهاب لاستصدار الملكية الإلكترونية، وهو ما تطمح الوزارة لاستكماله قبل نهاية العام المقبل، كما ستوفر هذه الملكية الجهد والوقت على المستفيد الذي كان يتحمل العبء للوصول لمختلف محطات تقديم الخدمة التابعة للوزارة من أجل الملكية الورقية. وأضاف البوسعيدي أن الوزارة تعمل حاليًا على تطوير "الخدمة الذكية" بهدف تسهيل وتبسيط تعامل المستفيدين مع مختلف خدمات الوزارة التي تهدف إلى استباق احتياجات المستفيدين وتقديم المعلومات والاستحقاقات دون الحاجة إلى طلبها مسبقًا. وأشار إلى أن الوزارة ستتيح إنجاز عدد من الخدمات عبر الهاتف، مع إمكانية التفاعل المباشر مع قاعدة البيانات الذكية لتجنب الحاجة للتواصل مع موظف خدمة المستفيد.
ولضمان أقصى درجات الشمولية وسهولة الوصول، ستتوفر الخدمة تدريجيًا في أكثر من 300 موقع؛ بما في ذلك جميع قاعات تقديم الخدمة التابعة للوزارة، وفروع شركة "أونك" وأجهزة الخدمة الذاتية التي تعمل على مدار الساعة في مختلف محافظات السلطنة. ومن شأن هذا التوسع أن يُسهم بشكل مباشر في رفع كفاءة الأداء وتسريع وتيرة الإنجاز، مع توقعات برفع نسبة رضا المستفيدين لتصل إلى 95%.
من جانبه، قال الدكتور راشد بن محمد الغيلاني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية العُمانية للهندسة والاستثمار "أونك": "يمثّل هذا المشروع خطوة محورية في مسيرتنا لدعم التحول الرقمي في سلطنة عُمان، كما يعكس التزامنا العميق بتقديم حلول تقنية آمنة وفعالة تسهم في تحسين تجربة المواطن وتطوير أداء المؤسسات الحكومية، ونحن فخورين بثقة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، متطلعين إلى المزيد من الشركات الوطنية مستقبلا لخدمة هذا البلد بما يتوافق ما رؤية عُمان 2040".
وتؤكد هذه المبادرة التزام الوزارة الراسخ بتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" في بناء حكومة رقمية ومجتمع معرفي، وتقديم خدمات ذكية وفعالة تضع راحة المواطن وابتكار الحلول في صدارة أولوياتها.