إيبو كُردوم هو مغنٍ، وعازف جيتار، وفنان، وممثل، وناشط سوداني-سويدي علم نفسه بنفسه. يُبدع موسيقى معاصرة من نوع أفرو-بلوز وأفروبيت سياسية الجذور، تستمد عناصرها من عدة تقاليد موسيقية في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. يغني إيبو بلغات متعددة، وتدور معظم أغانيه حول مواضيع مثل العدالة، والسلام، والحرية، والمساواة، والتنوع، والثورة، والتحرر.

ترجمة _  بشرى سليمان

البدايات

اكتشف إيبو موهبته في الغناء والعزف على الطبول بيديه العاريتين عندما كان في السادسة من عمره، وبدأ يُسلي سكان قريته، وكان يُكافأ أحيانًا بقطعة نقدية صغيرة أو بالحلوى. وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره صنع جيتاره الخاص وتعلم العزف عليه من خلال الاستماع إلى راديو والده والتلفاز الوحيد بالأبيض والأسود في القرية، حيث تعرف على فنانين مثل علي فاركا توري وبوبكر تراوري. مع مرور الوقت، تعلم العزف على آلات أخرى مثل القوجو، النغوني، العود، الطنبور، الطبول، الكيبورد، والناي الخشبي.

الحرب في دارفور والنضال السياسي

عندما اندلعت الحرب في دارفور عام 2003، أصبح إيبو صوتًا مهمًا للثورة السلمية ضد النظام القمعي. لم يقتصر نشاطه على الجانب الموسيقي فحسب، بل كان ناشطًا في الحراك المعارض الساعي لإسقاط الديكتاتورية في السودان، وهو ما اضطره في نهاية المطاف إلى الفرار من البلاد. يقيم إيبو الآن في ستوكهولم بالسويد، حيث أصبح من أبرز الفنانين في ساحة الموسيقى العالمية، وأسّس فرقته الموسيقية في نهاية عام 2017 والتي تضم سبعة موسيقيين.

المسيرة الموسيقية

أصدر إيبو مع فرقته 11 أغنية في شكل ألبومات قصيرة وأغانٍ منفردة ضمن مشروعه (ذاكرة الحرب).

وفي سبتمبر 2021، أصدر ألبومه الفردي الأول بعنوان “التنوع” مع شركة الإنتاج السويدية “Supertraditional”، وهو جزء من مشروعه المسمى “رقصات ما دون الصحراء”.

تبع ذلك إصدار ثلاثة ألبومات فردية أخرى: “حب وصراع”، و”ثورة من أجل التغيير” في 2022، و”سوغا جماليه” في 2023، جميعها مع شركة “Epidemic Sound”. كما أصدر أغنية منفردة بعنوان “عالم بلا حرب” في 2023 ضمن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وآخر إصداراته كانت أغنية “أومبيلي” في 2024، والتي تمثل أول تعاون له في عالم الموسيقى الإلكترونية.

البداية والتعليم الموسيقي

بدأ إيبو رحلته الموسيقية منذ الطفولة في مدينة نيالا بجنوب دارفور، حيث التحق بالمدرسة الابتدائية وشارك في الغناء في الفصل وفي الفعاليات المدرسية. انضم بعد ذلك إلى مجموعة منظمة للأطفال تهدف لاكتشاف وتنمية مواهب الأطفال في المسرح والرقص والموسيقى. رغم الصعوبات الاجتماعية والتمييز الطبقي، إذ لم يكن من “الطبقة الثرية” وكان يعمل بعد المدرسة ليساعد عائلته ببيع القبعات والحلويات، أصر إيبو على الحضور يوميًا إلى تدريبات المجموعة لأكثر من نصف عام حتى حصل على فرصة لإثبات موهبته، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف.

العمل الإنساني والنشاط الحقوقي

بعد اندلاع الحرب في دارفور عام 2004، التحق إيبو بالعمل الإنساني متطوعًا مع منظمة الصحة العالمية، ثم عمل مع منظمات دولية وأممية حتى عام 2009، وشارك في دورات تدريبية في حقوق الإنسان، العنف القائم على النوع الاجتماعي، حقوق الطفل، بناء السلام، الدعم النفسي الاجتماعي من خلال الفن، وورش مسرحية متعددة.

عمل مع مشاريع تضم وكالات أممية بالتعاون مع منظمات محلية ووطنية في مخيمات النازحين داخليًا بمناطق مختلفة في دارفور، سواء في المجتمعات المستقرة أو مناطق النزاع. رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة، لم يتخلّ إيبو عن الموسيقى، بل اعتبرها مصدر الحياة الذي كان يمنحه الطاقة والأمل. ألهمته هذه التجارب لكتابة كلمات أغانيه ومسرحياته، والتي تتميز برسائل قوية حول العدالة والحرية والسلام وحقوق الإنسان، وتنتقد السياسات الفاسدة والعادات الضارة كزواج القاصرات وختان الإناث. بسبب هذا، صُنّف إيبو كفنان “راديكالي”.

الخلفية السياسية

بدأ اهتمامه بالسياسة عندما التحق بالمرحلة الثانوية وقرأ كتبًا عن الاشتراكية في أوروبا، ثم توسع اهتمامه ليشمل حركة عموم إفريقيا (Pan-Africanism)، وتعرف على حركات مثل حزب الفهود السود في الولايات المتحدة، وأدباء وثوار مثل توماس سانكارا، كوامي نكروما، باتريس لومومبا، ماركوس غارفي، مالكوم إكس، مارتن لوثر كينغ، جون قرنق، وهيلي سيلاسي، ويوسف كوة وغيرهم.

ساعدته هذه القراءات على فهم أعمق لمفاهيم مثل الاستعمار، العنصرية، التهميش، والظلم، مما شكل وعيه السياسي وصاغ رؤيته الشخصية والفنية حول الثورة والنضال في السودان.

الروحانية والتصوف

يرى إيبو أن التصوف كان جزءًا مهمًا من تكوينه الموسيقي، إذ قرأ عن شيوخ التصوف مثل الشيخ عمر الفوتي، ومنتهى الفوتي، إبراهيم بن ياس، والشيخ موسى التجاني. كما رافق والده خليـل، الذي كان تيجانيًا، وتعلم من الأذكار والصلوات طرقًا جديدة في الأداء الصوتي.

الفنانون المؤثرون عليه

تأثر إيبو بعدد كبير من الفنانين من داخل وخارج إفريقيا، ومن بينهم: علي فاركا توري، أمدو ومريم، بارا سامبارو، مريم عمو، آدم أبو طويلة، ألفا بلوندي، بيتر توش، تريسي تشابمان، هاوا رمضان، ميسيسيبي جون هيرت، فيلا كوتي وغيرهم.

الأيديولوجية الموسيقية

تتمثل أيديولوجية إيبو الموسيقية في الوقوف دائمًا إلى جانب الفقراء، ونشر الوعي حول القضايا المهمة، وعدم الاستهانة بقوة الكلمة والموسيقى في إحداث التغيير، ودعم المظلومين والمهمشين، واختيار اللاعنف كحل للنزاعات.

كلمات ملهمة

“الثوار الحقيقيون لا ينامون، لا يستسلمون، ولا يتراجعون حتى يحققوا ما بدأوه، وإن لم يكن في زمنهم، فليكن بذرة للأجيال القادمة، حيث سيُذكرون ولن تُنسى تضحياتهم. فالتاريخ لا ينسى ولن يغفر. ليت السلام، والتغيير، والعدالة، والحب تعمّ العالم يومًا ما.”

الوسومإيبو كردوم الغناء الفن سوداني سويدي مخيمات النازحين منظمات محلية وكالات أممية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الغناء الفن سوداني سويدي مخيمات النازحين منظمات محلية وكالات أممية

إقرأ أيضاً:

عاجل: 40 قتيلاً في هجوم للدعم السريع على مخيم للنازحين في دارفور

قتل 40 شخصا على الأقل الاثنين في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور في غرب السودان، بحسب غرفة طوارئ مخيم أبو شوك.
وأفادت غرفة الطوارئ في بيان بمقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 19 "بين الطلقة الطائشة والتصفية المباشرة بعد أن توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم أبو شوك من الناحية الشمالية من الفاشر".

الصراع في السودان

كانت سجلت 63 وفاة على الأقل خلال أسبوع بسبب "سوء التغذية" في مدينة الفاشر بإقليم دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وفق ما أفاد مصدر في وزارة الصحة السودانية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 40 قتيلاً في هجوم للدعم السريع على مخيم للنازحين في دارفور - وكالات
وبين أن الوجبة التي كان يتقاسمها 3 أشخاص صار يتقاسمها 7.

أخبار متعلقة السودان.. سكان الفاشر يواجهون المجاعة بتناول العلف والنفاياتسوء التغذية يفتك بـ 63 حالة في الفاشر بإقليم دارفور خلال أسبوعوسط حصار وانقطاع الإغاثة.. تحذيرات من مجاعة وشيكة في الفاشر

وقال المصدر لوكالة فرانس برس، إن "عدد الذين ماتوا بسبب سوء التغذية في مدينة الفاشر بين يومي 3 و10 أغسطس بلغ 63 شخصًا أغلبهم نساء وأطفال".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مقتل 60 شخصا بسبب المجاعة في الفاشر
  • عاجل: 40 قتيلاً في هجوم للدعم السريع على مخيم للنازحين في دارفور
  • مناوي: الهجوم على الفاشر تذكرة للذهاب إلى الجحيم بلا عودة
  • طالب ماجستير سوداني على متن حاملة طائرات أمريكية.. ما الحكاية؟
  • تراجع الكوليرا في الخرطوم ومعدلات الإصابة ترتفع بإقليم دارفور
  • تفاقم أزمة الكوليرا والجوع في دارفور وسط تصاعد الصراع العسكري
  • عاجل.. الزحف على الفاشر يبدأ
  • سقط من الطابق الحادي عشر.. العثور على جثة سوداني أسفل عقار بأرض اللواء
  • توزيع الناموسيات المشبعة في محليات ولاية جنوب دارفور
  • منظمة دارفور للتنمية والموارد البشرية تقدم معينات إيواء لـ600 أسرة نازحة