عمالقة التكنولوجيا يعترفون: البحث عبر Google يتراجع وفيسبوك لم يعد كما كان
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
في تطورات غير معتادة داخل قاعات المحاكم الأمريكية، اعترف كبار التنفيذيين في شركتي Meta و Google خلال محاكمات مكافحة الاحتكار، بأن المنتجات التي أسست عليها تلك الشركات، مثل "فيسبوك"، و"جوجل سيرش"، و"الآيفون" قد تكون في طريقها إلى فقدان أهميتها.
الاعترافات النادرة تسلط الضوء على التحديات المتصاعدة التي تواجهها هذه الشركات العملاقة في ظل التهديدات المتزايدة من الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي الجديدة، في سباق محتدم للحفاظ على الصدارة وسط عالم تقني سريع التغير.
أبرز تلك الاعترافات جاء على لسان إيدي كيو، نائب الرئيس الأول لخدمات آبل، الذي كشف خلال شهادته في محاكمة وزارة العدل ضد Google أن عمليات البحث عبر محرك Google على أجهزة آيفون تراجعت لأول مرة الشهر الماضي، وفقًا لما نقلته وكالة Bloomberg.
ويُعد هذا مؤشرًا مهمًا على التحول المحتمل في سلوك المستخدمين نحو أدوات الذكاء الاصطناعي.
ورغم ذلك، صرحت Google بأن عدد استعلامات البحث لا يزال في نمو بشكل عام، بما في ذلك من أجهزة Apple، وفقًا لبيان صدر يوم الأربعاء.
فيسبوك يفقد بريقه بين المستخدمينمن جهة أخرى، صرّح مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، في محاكمة منفصلة في أبريل، أن "مستوى مشاركة المستخدمين على فيسبوك، خاصة من حيث مشاركة المحتوى مع الأصدقاء، في تراجع". وأضاف: "حتى عدد الأصدقاء الجدد الذين يضيفهم المستخدمون بدأ بالانخفاض".
وأشار زوكربيرج إلى أن المستخدمين باتوا يفضلون الرسائل المباشرة على النشر العام، في حين كشف تقرير صادر عن مركز "بيو" للأبحاث في ديسمبر أن نسبة المراهقين الذين يستخدمون فيسبوك تراجعت إلى 32% فقط، مقارنة بـ71% في 2014-2015.
وفي المقابل، لا يزال تطبيق Instagram، المملوك أيضًا لـMeta، يتمتع بشعبية بين الفئات الأصغر سنًا.
عصر "الآيفون" إلى أفول؟وفي تطور لافت، قال إيدي كيو في شهادته إن "من الممكن ألا نحتاج إلى آيفون بعد 10 سنوات"، في تصريح وصفته وسائل إعلام أمريكية بـ"الصادم"، مشيرًا إلى التغير المتوقع في تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا في المستقبل.
ورغم أن آبل لا تزال ثاني أكبر شركة في سوق الهواتف الذكية بنسبة 19% من الحصة السوقية في الربع الأول من عام 2025، فإن الواقع يشير إلى تراجع وتيرة تحديث المستخدمين لأجهزتهم في ظل غياب قفزات تقنية سنوية كبيرة.
السباق نحو الجيل التالي من الأجهزةالشركات الكبرى Apple وGoogle وMeta وحتى Samsung وAmazon بدأت فعليًا الاستثمار في نظارات ذكية مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
قال زوكربيرج نفسه إن المستقبل قد يشهد تفاعل المستخدمين مع المحتوى من خلال "نظارات ذكية وهولوجرامات"، بدلًا من استخدام "مستطيل مضيء" في إشارة إلى الهواتف.
أما آبل، فطرحت بالفعل نظارة Vision Pro بسعر 3,500 دولار، كمؤشر على دخولها عالم الحوسبة القابلة للارتداء، وهو ما قد يمهد الطريق لجيل جديد من نظارات ذكية منافسة.
تغيّرات تنبئ بمعركة قادمةرغم سيطرة Apple وGoogle وMeta على عالم التكنولوجيا خلال العقدين الماضيين، إلا أن تصريحاتهم أمام القضاء تُظهر أنهم لم يعودوا في منطقة الأمان، وأنهم بحاجة إلى الابتكار المستمر للحفاظ على هيمنتهم.
في الوقت الراهن، لا يزال المستخدمون يبحثون عبر Google ويتصفحون Instagram على هواتف iPhone.
لكن الرسالة التي خرجت من قاعات المحاكم كانت واضحة، حيث الريادة في وادي السيليكون لم تعد مضمونة، ومن لا يواكب موجة التغيير سيتراجع خلف الركب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جوجل سيرش
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ
عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية
ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.
أمجد الأمين (أبوظبي)