في إطار حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع دول منطقة الشرق الأوسط، تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة كخطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في عدد من الملفات الحيوية، وعلى رأسها الأمن، الاقتصاد، والدبلوماسية متعددة الأطراف.

زيارة ترامب للخليج 

وتعد هذه الزيارة أول جولة خارجية للرئيس ترامب منذ توليه منصبه، مما يمنحها أبعادا رمزية وسياسية كبيرة تعكس توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة في التعاطي مع قضايا المنطقة والعالم.

وفي هذا الصدد، أعلن البيت الأبيض أن زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط تهدف إلى تأكيد رؤيته لتحقيق السلام والرخاء في المنطقة، وهو ما تم الإعلان عنه من خلال خبر عاجل أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".

وصرح البيت الأبيض أن جولة ترامب للشرق الأوسط تمثل أول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، موضحا أن الزيارة تأتي بعد توقيعه اتفاقا اقتصاديا تاريخيا مع بريطانيا، يهدف إلى دعم الأمن القومي الأمريكي.

كما أشار البيت الأبيض إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين لن يتم تخفيضها بشكل أحادي، لافتا إلى أن رسوما أساسية بنسبة 10% ستظل سارية على بريطانيا، في إشارة إلى استمرار سياسات الحماية التجارية.

التحركات الدبلوماسية المصاحبة

من جهة أخرى، كشف البيت الأبيض أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يقوم بإجراء اتصالات دبلوماسية مع كل من الهند وباكستان، وذلك في إطار مساعي إدارة ترامب لخفض التوترات بين البلدين في أقرب وقت ممكن، بما ينسجم مع التوجه الأمريكي نحو تخفيف التصعيد في المناطق ذات الأهمية الجيوسياسية.

وفي السياق ذاته، نشر حساب وزارة الخارجية الأمريكية باللغة العربية على منصة "إكس"، تغريدة بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، مرفقة بمقطع فيديو من إنتاج مكتب التواصل الإعلامي التابع للوزارة.

وقد ظهر في الفيديو متحدث رسمي باسم الخارجية الأمريكية يوضح أبرز الملفات التي سيتم بحثها خلال الجولة، مؤكدا أن هذه الزيارة تمثل أول زيارة للرئيس ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه مهامه الرئاسية.

وقال المتحدث: "مرحبا بكم من قلب العاصمة السعودية الرياض.. من 13 إلى 16 مايو، سيقوم الرئيس دونالد ترامب بأول زيارة إقليمية له منذ توليه الرئاسة، وتشمل المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة".

كما أكد أن هذه الزيارة تعكس أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة بدول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن اللقاءات المرتقبة ستركز على ملفات الأمن الإقليمي والدفاع والطاقة والاستثمار، إلى جانب التعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

ترامب: أسعار الأدوية ستنخفض فورا بنسبة تصل إلى 80%عمرو أديب: ترامب تجاوز نتنياهو ويتفاوض بشكل مباشر مع حماسفرص اقتصادية واستثمارية جديدة

وفي السياق نفسه،قدم برنامج "المراقب" الذي يقدمه الإعلامي أحمد بشتو على قناة القاهرة الإخبارية، عرضا تفصيليا بعنوان "زيارة ترامب للخليج.. فرص اقتصادية واستثمارية جديدة"، حيث تناول المحطات الاقتصادية المهمة في جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

وأوضح التقرير أنه تعتبر هذه الزيارة أول جولة خارجية لترامب في فترة رئاسته الثانية، المملكة العربية السعودية تسعى إلى رفع حجم استثماراتها في القطاعين العام والخاص بنحو 600 مليار دولار خلال الأربع سنوات المقبلة، وقد بلغ إجمالي حجم التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة في عام 2024 حوالي 26 مليار دولار، حيث كانت الصادرات الأمريكية إلى السعودية تصل إلى 13.2 مليار دولار، بينما بلغت صادرات السعودية إلى الولايات المتحدة 12.7 مليار دولار.

ولفت التقرير إلى أنه بعد السعودية، سيتوجه الرئيس الأمريكي إلى قطر حيث من المتوقع الإعلان عن استثمارات ضخمة، أهم هذه الصفقات هي صفقة مع الخطوط الجوية القطرية بقيمة 30 مليار دولار لشراء 100 طائرة من شركة بوينج الأمريكية.

وتابع التقرير: الإمارات ستكون المحطة الأخيرة في الجولة، حيث أعلنت عن استثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، مع التركيز على تطوير البنية التحتية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والتصنيع.

والجدير بالذكر، أنه كان من المقرر أن يرافق وزير الخارجية ماركو روبيو الرئيس ترامب في جولته، حيث سيشارك في اللقاءات التي ستعقد في السعودية وقطر، مما يعكس مستوى التنسيق العالي بين القيادتين السياسية والدبلوماسية الأمريكية في مقاربة قضايا الشرق الأوسط.

وتعد هذه الزيارة محطة محورية في مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والمنطقة، وسط تطلعات لتحقيق نتائج ملموسة على مستوى الأمن والتنمية والاستثمار المشترك.

زيلينسكي يوافق على لقاء بوتين في تركيا بعد تحذير ترامبترامب يشكر مصر وقطر بعد الإفراج عن عيدان ألكسندر: أنا ممتن للجميع طباعة شارك ترامب الشرق الأوسط الخليج الرئيس الأمريكي الاقتصاد دونالد ترامب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الشرق الأوسط الخليج الرئيس الأمريكي الاقتصاد دونالد ترامب الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی الشرق الأوسط البیت الأبیض دونالد ترامب هذه الزیارة ملیار دولار منذ تولیه ترامب إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟

تناول تقرير في مجلة "الإيكونوميست" إعلان ترامب وقف الحرب بين إسرائيل وإيران بعد غارات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، واصفًا إياها بـ"حرب الأيام الـ12". ورغم إعلان وقف إطلاق النار، يبقى مستقبل البرنامج النووي الإيراني، واستقرار الشرق الأوسط، والتزام الأطراف بالهدنة، محل شك وترقّب.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن الرئيس دونالد ترامب أراد للعالم أن يصدّق أنه "جاء وقصف وأنهى الحرب". فبعد يومين فقط من قيام قاذفات أمريكية شبحية بضرب منشآت نووية إيرانية مدفونة بعمق، أعلن ترامب عن وقف "كامل وتام" لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب على منصة "تروث": "أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما الصبر والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يجب أن يُسمى بـ"حرب الاثني عشر يوما"".

وأضافت المجلة أن تقارير أفادت أن ترامب حصل أولاً على موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، وأرسل المقترح إلى إيران عبر قطر، بحيث توقف إيران الهجمات أولًا، ثم إسرائيل بعد 12 ساعة. ورغم نفي إيران وجود اتفاق رسمي، أعلنت استعدادها للتوقف إذا فعلت إسرائيل، لكن مع انتهاء المهلة، قُتل ثلاثة إسرائيليين بصواريخ إيرانية، في ما يُرجح أنه هجوم أخير رمزي.



وجاء الإعلان الأخير ضمن سلسلة تطورات مفاجئة منذ أن شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 حزيران/ يونيو، استهدفت فيه الدفاعات الجوية الإيرانية، واغتالت علماء نوويين وقادة عسكريين، وبدأت بتدمير برنامج نووي متشعب.

وفي 22 حزيران/ يونيو، تدخلت الولايات المتحدة عبر عملية "مطرقة منتصف الليل"؛ حيث أسقطت قاذفات بي-2 أربعة عشر قنبلة خارقة للتحصينات على مواقع تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو، بينما ضربت نحو ثلاثين صاروخ توماهوك منشآت نووية في أصفهان.

وبينت المجلة أن إيران ردّت في اليوم التالي بهجوم رمزي، إذ أطلقت 14 صاروخًا، بعدد القنابل الأمريكية، على قاعدة العديد الجوية في قطر. وقد تم اعتراض جميع الصواريخ باستثناء واحد، ولم يُصب أحد بأذى بفضل التحذير المسبق الذي أرسلته إيران، بحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي. وبعد ذلك بساعتين، أعلن ترامب وقف إطلاق النار.

وطرحت المجلة ثلاثة تساؤلات رئيسية:
هل يمكن للهدنة أن تصمد؟
هل سيكون هناك اتفاق دبلوماسي لاحق للحد من البرنامج النووي الإيراني؟
هل سيصبح الشرق الأوسط أكثر استقرارًا بعد هذه الحرب؟


وأشارت المجلة إلى أن إيران وإسرائيل لم تؤكدا رسميًا وقف القتال، لكن كليهما لديه دوافع للتهدئة. فالنظام الإيراني، رغم شعاراته المعادية لأمريكا، تجنب لعقود المواجهة المباشرة مفضلًا الاعتماد على الميليشيات والدبلوماسية. ومع ضعف حلفائه في المنطقة وتراجع شعبيته ودخول واشنطن على خط المواجهة، فقد يفضّل الآن احتواء الخسائر.

أما بالنسبة لإسرائيل، فمن غير المرجح أن يخالف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب بعد إشادته بتدخله العسكري الحاسم، خاصة أن مصادر عسكرية إسرائيلية ترى أن معظم الأهداف قد تم تدميرها.



واعتبر بعضهم أن إسرائيل قد تعلن النصر وتوقف هجماتها حتى دون اتفاق رسمي، إذ يرى نتنياهو أن ما تحقق يمثل انتصارًا تاريخيًا. ومن جانبه، يسعى ترامب لإنهاء الحرب بسرعة لتأكيد وعده بعدم توريط أمريكا في "حروب أبدية" كتلك التي خاضتها في العراق وأفغانستان.

وأفادت المجلة أن إيران، رغم الضربات، لن تتخلى عن معرفتها النووية، وقد يسعى المرشد الأعلى لاستئناف البرنامج سرًا لضمان بقاء النظام، مؤكدًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجهل مكان 400 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة.

وتابعت، "إذا كانت إيران قد أخفت أجهزة الطرد المركزي للتخصيب، فيمكنها صنع مواد انشطارية صالحة للاستخدام في الأسلحة بسرعة نسبية، وهذه الكمية تكفي لصنع 10 قنابل".

وقالت المجلة إن الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس أوباما سنة 2015 منح إيران برنامج تخصيب محدودًا تحت رقابة دولية، بهدف منعها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة لمدة سنة تقريبًا. لكن ترامب انسحب من الاتفاقية في ولايته الأولى، وقُبيل الهجوم الإسرائيلي، كانت إيران على بُعد أيام أو أسابيع من "الاختراق النووي"، وسط تقارير استخباراتية تفيد بأنها بدأت العمل على تسريع تصنيع رأس نووي يصلح للصواريخ.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس ترامب طالب في مفاوضاته الأخيرة مع إيران باتفاق يقترب من "صفر تخصيب"، مشيرةً إلى أن مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، اقترح صفقة تحفظ ماء الوجه تتيح لإيران تخصيب اليورانيوم ضمن اتحاد إقليمي خارج أراضيها. وليس من الواضح إذا كان هذا الاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة، أو ما إذا كانت إيران أو إسرائيل ستوافقان عليه.

ولفتت الصحيفة إلى أن استقرار المنطقة يظل موضع شك ما دام النظام الثوري في طهران قائمًا. فإذا كشفت إسرائيل برنامجًا نوويًا سريًا، فقد تتحرك مجددًا حتى دون دعم أمريكي، وستطالب أيضًا بقيود على تسليح إيران ودعمها للميليشيات بعد سنة من المواجهات مع حلفائها ووكلائها في المنطقة.

وتابعت الصحيفة أن بعض الأوساط في إسرائيل وأمريكا يعتقدون أن استقرار المنطقة يتطلب سقوط خامنئي. فإسرائيل استهدفت سجن إيفين ومقر الباسيج لتقويض أدوات القمع، لكن دعواتها للانتفاضة لم تلقَ استجابة وسط القصف. ولكن إذا توقفت الحرب، فقد تظهر ردود فعل داخلية ضد النظام. وحتى ذلك الحين، سيزيد اعتماد إسرائيل وحلفاؤها العرب على الدعم الأمريكي بضمان أمن المنطقة.

واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن عملية "مطرقة منتصف الليل" أبرزت الدور الحاسم للولايات المتحدة في النزاع، رغم تنامي الدعوات داخل إدارة ترامب للحد من تدخلها العالمي والتركيز على مواجهة الصين، مشددة على أن التدخل العسكري والهدنة المعلنة لا يشكلان حتى الآن سلامًا دائمًا في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: الاضطراب بالشرق الأوسط موجود منذ عقود .. وقد يتجدد في أي لحظة
  • الفرقة 19 مشاة في مروي تبعث رسائل للمواطنين
  • برلماني إيطالي سابق لـعربي21: نشهد حربا صليبية جديدة لكن بلا صليب (فيديو)
  • حفل زفاف بمليارات الدولارات.. جيف بيزوس يحجز مدينة الحب
  • أستاذ علوم سياسية: احتفال كل من إيران وإسرائيل بما وصفاه بـالنصر يثير تساؤلات كبيرة
  • عاجل- الرئيس الإيراني يشيد بمواقف مصر الرشيدة وجهودها في استعادة استقرار الشرق الأوسط
  • طهران تبعث رسائل لواشنطن عبر بريد أبو ظبي
  • بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟
  • الرئيس عون استقبل الحوت: نقدر جهود جميع العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط
  • جوتيريش يعرب عن "قلقه" إزاء التصعيد المتواصل في الشرق الأوسط