تستخدم مليارات الطيور المهاجرة مسارات عابرة للقارات لنقلها من مواطن غذائها وتكاثرها وإليها، وتعرف هذه المسارات باسم مسارات الطيران، وهي أشبه بالطرق السريعة في السماء، لكن هذه الرحلات الطويلة الملحمية باتت تتعرض لمصاعب في ظل التغيرات مناخية.

ويركز اليوم العالمي للطيور المهاجرة هذا العام، الذي يوافق يوم 10 مايو/أيار، على تهيئة وتكييف بيئات تدعم أسراب الطيور المهاجرة في جميع المجتمعات، من المدن المزدحمة إلى البلدات والمجتمعات الصغيرة، من خلال بناء موائل صحية، وتقليل التلوث، وتجنب استخدام الزجاج في المباني التي قد تصطدم بها الطيور.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 4دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجعlist 3 of 4جوع وتغير مناخي.. سكان أوغندا يصطادون طيورا مهاجرة للبقاءlist 4 of 4"عصفور التين".. واحد من أهم طيور بلاد الشام تحت التهديدend of list

ويحتفل العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة مرتين في السنة: الأولى في شهر مايو/أيار والثانية في أكتوبر/تشرين الأول (في بداية الصيف وبداية الخريف)، تماشيا مع الطبيعة الدورية لهجرة الطيور في نصفي الكرة الأرضية.

وتقطع الطيور المهاجرة مسافات طويلة من مكان إلى آخر في أوقات منتظمة، وعادة ما تقطع هذه الطيور عشرات الآلاف من الكيلومترات في موعد سنوي مرتبط بالنمط الدوري للفصول، وتتميز الطيور بامتلاكها وسائل ذات كفاءة عالية تمكّنها من السفر بسرعة.

ويمكن للطيور المهاجرة بناء مخازن للدهون كمصدر للطاقة لاستهلاكها في الفترات الطويلة أثناء الرحلات الجوية، وعادة ما يكون للطيور المهاجرة أجنحة أطول ومدببة أكثر وأقل وزنا من الطيور غير المهاجرة.

إعلان

ووفقا لبيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن أغلب الطيور تهاجر من مناطق التكاثر الشمالية إلى الجنوب في فصل الشتاء، ولكن بعض الطيور التي تولد في الأجزاء الجنوبية من أفريقيا تهاجر إلى مناطق الشتاء الشمالية، أو بمحاذاة خطوط العرض للتمتع بالمناخ الساحلي الأكثر اعتدالا في فصل الشتاء.

الطيور تلعب دورا محوريا في الحفاظ على توازن الطبيعة (بيكسابي) مؤشرات بيولوجية

تلعب الطيور المهاجرة دورا محوريا في الحفاظ على توازن الطبيعة والبيئة. فبينما تتنقل من مكان إلى آخر تقوم بتلقيح النباتات ونشر البذور، ومكافحة الآفات عن طريق التهام الحشرات واللافقاريات الأخرى، وتساعد في الحفاظ على صحة النظام البيئي، مما يسهم في دعم الأمن الغذائي.

ويقول فرانسيسكو ريلا، عالم الأحياء البرية ومستشار الأمم المتحدة المعني بحماية الأنواع المهاجرة، إن الطيور المهاجرة تعد أيضا "مؤشرات بيولوجية"، فهي تميل إلى تجنب المناطق الملوثة، ومن ثم توفر تحركاتها معلومات مفيدة في تقييم جودة المياه والهواء.

وفي رحلاتها الملحمية في أرجاء العالم، تسترشد الطيور المهاجرة بالشمس والنجوم والسواحل والمسطحات المائية. لكن بعض المناطق التي تتوقف فيها للراحة والتزود بالطاقة على السواحل باتت تتغير بفعل الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر.

(أسوشيتد برس)  مخاطر المسارات والموائل

تتعرض الطيور المهاجرة لمخاطر عديدة سواء في رحلتها أو بعد الوصول إلى موائلها الجديدة، فبعض أنواعها تكون عرضة للصيد الجائر والاتجار غير الشرعي في عدة مناطق.

ويمكن لتغير المناخ أن يؤثر على سلوك الطيور المهاجرة، فدرجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى ندرة الغذاء، مما يدفع الطيور إلى تقصير مساراتها أو عدم العودة إلى موطنها الأصلي على الإطلاق.

ويؤثر تغير المناخ أيضا على سلوك الطيور، فقد يؤدي إلى صراعات على الغذاء مع الحيوانات المقيمة.

إعلان

وبينما تبذل بعض الطيور المزيد من الطاقة لتجاوز التحديات، تفشل أنواع أخرى في التأقلم، مثل طائر الكروان ذي المنقار النحيل الذي أُعلن انقراضه في عام 2024 نتيجة فقدان موائله الطبيعية.

وفي وقت تواجه فيه القشريات الصغيرة، التي تعد مصدرا غذائيا مهما للطيور المهاجرة، صعوبة في بناء أصدافها في المحيطات التي أصبحت أكثر حمضية نتيجة امتصاصها المزيد من ثاني أكسيد الكربون، تتأثر الطيور بفقدان هذا المصدر الغذائي.

ومن دون الغذاء الكافي، تقلّ فرص الطيور في البقاء على قيد الحياة خلال الرحلات الشاقة أو التكاثر بنجاح، كما تتعرض الطيور لتهديدات متزايدة من الظواهر الجوية المتطرفة، كالرياح العنيفة والعواصف التي قد تؤدي إلى نفوقها.

ويعد التلوث الضوئي تهديدا كبيرا ومتزايدا للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ويسبب كل عام موت ملايين الطيور إذ يغير الأنماط الطبيعية للضوء والظلام في النظم البيئية.

ويمكن للتلوث الضوئي تغيير أنماط هجرة الطيور وسلوك البحث عن الطعام والتواصل الصوتي. فالطيور المهاجرة تنجذب بالضوء الاصطناعي ليلا، لا سيما عند وجود سحابة منخفضة أو ضباب أو مطر أو عند الطيران على ارتفاعات منخفضة.

وفي هذه الحالة يمكن أن ينتهي بها الأمر بالدوران في مناطق مضاءة تستنزف احتياطيات الطاقة لديها، فتتعرض لخطر الإرهاق والافتراس والاصطدام المميت بالمباني.

ويشكل التوسع الحضري والبيئات من صنع الإنسان أيضا تهديدات كبيرة لهذه الطيور، مما يؤدي إلى فقدان الموائل وزيادة مخاطر الاصطدامات المميتة بالمباني والزجاج.

ويقترح برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنشاء مزيد من المناطق الصديقة للطيور، فإذا بدأت الطيور المهاجرة بالاختفاء فقد يؤثر ذلك على الزراعة والسلسلة الغذائية والنظام البيئي بأكمله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع الطیور المهاجرة للطیور المهاجرة

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تلتقي مسئولي جمعيات حماية الطبيعة لتعزيز التعاون في صون الطيور المهاجرة|صور

التقت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مع الدكتور خالد النوبي، رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، وTim Appleton، مؤسس ومدير جمعية Global Birdfair، والوفد المرافق له، وذلك لتعزيز التعاون في صون التنوع البيولوجي، وخاصة حماية الطيور المهاجرة. وقد تم خلال اللقاء تسليم جدارية تتضمن رسمًا لأنواع الطيور المهاجرة، لوضعها في موقع الجلالة لمراقبة الطيور، في إشارة إلى مدى الاهتمام بالحفاظ عليها وأهميتها لصون التنوع البيولوجي، وذلك بحضور هدى عمر، مساعدة الوزيرة للسياحة البيئية.

واستعرضت وزيرة البيئة خلال اللقاء، رحلة مصر في مجال حماية الطبيعة، مشيرة إلى أن قطاع حماية الطبيعة كان نواة الهيكل المؤسسي للبيئة في مصر منذ عام 1983، مما يعكس اهتمام مصر المبكر بصون الطبيعة. 

وقد تعزز هذا الاهتمام باستضافة مصر لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي عام 2018، حيث بدأت مصر مواجهة تحدٍ كبير يتمثل في التوفيق بين التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وحماية الطيور المهاجرة في الوقت ذاته. 

وقد أتاحت تلك التحديات الفرصة لبناء القدرات الوطنية في مجال مراقبة وحماية الطيور، ما أثمر عن حصول مصر في عام 2019 على جائزة "أيوا العالمية" لصون الطيور المهاجرة في أفريقيا وأوراسيا.

وأوضحت الوزيرة أن جهود حماية الطيور المهاجرة شملت أيضًا إنشاء مواقع لمشاهدتها ومراقبتها، بداية من شرم الشيخ، حيث تم تأهيل بحيرات الأكسدة لتكون موقعًا مناسبًا لذلك، فضلًا عن عقد شراكات مع الشركات السياحية لإدراج نشاط مشاهدة الطيور ضمن أنشطة السياحة البيئية. وفي السياق نفسه، أُطلقت حملة "إيكو إيجيبت" للترويج لـ13 مقصدًا بيئيًا في مصر، بالإضافة إلى تهيئة القطاع الخاص لفهم مفاهيم السياحة المستدامة والبيئية، وإصدار أول معايير منظمة للنُزُل البيئية بالتعاون مع وزارة السياحة.

كما أشارت إلى جهود الحكومة المصرية في استعادة موقع طبيعي لمراقبة الطيور ببحيرة قارون في الفيوم، موضحة أن وزارة البيئة تدخلت عام 2018 لمواجهة التدهور البيئي الذي تسبب في عزوف الطيور عن المرور بها، وتم استعادة النظام البيئي للبحيرة، فعادت إليها الطيور بعد ثلاث سنوات.

ولفتت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى تزايد الاهتمام الشعبي بالحياة البرية والشغف بمتابعة مسارات الطيور المهاجرة، مشيرة إلى معرض الصور الفوتوغرافية الذي نظمته مؤخرًا رابطة الحفاظ على الحياة البرية، والتي تضم مجموعة من المهتمين بالحياة البرية في مصر، وهو ما يعكس أثر توسيع قاعدة أصحاب المصلحة في قضايا البيئة، بدءًا من المواطن والمجتمعات المحلية وصولًا إلى مختلف فئات المجتمع.

من جانبه، ثمّن ممثل الجمعية المصرية لحماية الطبيعة دعم وزيرة البيئة لحماية الطيور المهاجرة، وجهودها في مواجهة التهديدات التي تواجه هذه الطيور، وتعزيز الاستثمار في السياحة البيئية، والترويج لها، وجذب اهتمام المواطنين والسياح بالتمتع بمشاهدتها، مؤكدًا أن مصر تمتلك سوقًا واعدًا في هذا المجال، خاصة مع تزايد أعداد محبي الطيور حول العالم.

وأشار الدكتور خالد النوبي إلى قصة نجاح مرصد الطيور المهاجرة في الجلالة، في رصد آلاف الطيور، ومنها النسر المهدد بالانقراض، وتوفير إجراءات حمايته، مؤكدًا أن هذا الجهد يُضاف إلى الجهود المصرية الداعمة للجهود العالمية في مجال صون الطبيعة.

طباعة شارك والسياحة البيئية مجال السياحة البيئية اهتمام المواطنين

مقالات مشابهة

  • خبراء يكشفون عن خطر يهدد عيون البشر بسبب تغير المناخ
  • تغير المناخ يهدد أهم منطقة للتنوع البيولوجي في كينيا
  • وزيرة البيئة تبحث حماية مسارات الطيور المهاجرة
  • وزيرة البيئة تلتقي مسئولي جمعيات حماية الطبيعة لتعزيز التعاون في صون الطيور المهاجرة|صور
  • في يومها العالمي.. الحدود الشمالية ملاذ طبيعي للطيور المهاجرة
  • ورشة تعليمية في متحف شرم الشيخ احتفالا باليوم العالمي للطيور المهاجرة
  • مصر تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة ٢٠٢٥
  • مصر تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة 2025
  • سلطنة عُمان تحتفل باليوم العالمي للطيور المهاجرة