تغير المناخ يؤثر على رحلات الطيور المهاجرة الملحمية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
تستخدم مليارات الطيور المهاجرة مسارات عابرة للقارات لنقلها من مواطن غذائها وتكاثرها وإليها، وتعرف هذه المسارات باسم مسارات الطيران، وهي أشبه بالطرق السريعة في السماء، لكن هذه الرحلات الطويلة الملحمية باتت تتعرض لمصاعب في ظل التغيرات مناخية.
ويركز اليوم العالمي للطيور المهاجرة هذا العام، الذي يوافق يوم 10 مايو/أيار، على تهيئة وتكييف بيئات تدعم أسراب الطيور المهاجرة في جميع المجتمعات، من المدن المزدحمة إلى البلدات والمجتمعات الصغيرة، من خلال بناء موائل صحية، وتقليل التلوث، وتجنب استخدام الزجاج في المباني التي قد تصطدم بها الطيور.
ويحتفل العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة مرتين في السنة: الأولى في شهر مايو/أيار والثانية في أكتوبر/تشرين الأول (في بداية الصيف وبداية الخريف)، تماشيا مع الطبيعة الدورية لهجرة الطيور في نصفي الكرة الأرضية.
وتقطع الطيور المهاجرة مسافات طويلة من مكان إلى آخر في أوقات منتظمة، وعادة ما تقطع هذه الطيور عشرات الآلاف من الكيلومترات في موعد سنوي مرتبط بالنمط الدوري للفصول، وتتميز الطيور بامتلاكها وسائل ذات كفاءة عالية تمكّنها من السفر بسرعة.
ويمكن للطيور المهاجرة بناء مخازن للدهون كمصدر للطاقة لاستهلاكها في الفترات الطويلة أثناء الرحلات الجوية، وعادة ما يكون للطيور المهاجرة أجنحة أطول ومدببة أكثر وأقل وزنا من الطيور غير المهاجرة.
إعلانووفقا لبيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن أغلب الطيور تهاجر من مناطق التكاثر الشمالية إلى الجنوب في فصل الشتاء، ولكن بعض الطيور التي تولد في الأجزاء الجنوبية من أفريقيا تهاجر إلى مناطق الشتاء الشمالية، أو بمحاذاة خطوط العرض للتمتع بالمناخ الساحلي الأكثر اعتدالا في فصل الشتاء.
تلعب الطيور المهاجرة دورا محوريا في الحفاظ على توازن الطبيعة والبيئة. فبينما تتنقل من مكان إلى آخر تقوم بتلقيح النباتات ونشر البذور، ومكافحة الآفات عن طريق التهام الحشرات واللافقاريات الأخرى، وتساعد في الحفاظ على صحة النظام البيئي، مما يسهم في دعم الأمن الغذائي.
ويقول فرانسيسكو ريلا، عالم الأحياء البرية ومستشار الأمم المتحدة المعني بحماية الأنواع المهاجرة، إن الطيور المهاجرة تعد أيضا "مؤشرات بيولوجية"، فهي تميل إلى تجنب المناطق الملوثة، ومن ثم توفر تحركاتها معلومات مفيدة في تقييم جودة المياه والهواء.
وفي رحلاتها الملحمية في أرجاء العالم، تسترشد الطيور المهاجرة بالشمس والنجوم والسواحل والمسطحات المائية. لكن بعض المناطق التي تتوقف فيها للراحة والتزود بالطاقة على السواحل باتت تتغير بفعل الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر.
تتعرض الطيور المهاجرة لمخاطر عديدة سواء في رحلتها أو بعد الوصول إلى موائلها الجديدة، فبعض أنواعها تكون عرضة للصيد الجائر والاتجار غير الشرعي في عدة مناطق.
ويمكن لتغير المناخ أن يؤثر على سلوك الطيور المهاجرة، فدرجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى ندرة الغذاء، مما يدفع الطيور إلى تقصير مساراتها أو عدم العودة إلى موطنها الأصلي على الإطلاق.
ويؤثر تغير المناخ أيضا على سلوك الطيور، فقد يؤدي إلى صراعات على الغذاء مع الحيوانات المقيمة.
إعلانوبينما تبذل بعض الطيور المزيد من الطاقة لتجاوز التحديات، تفشل أنواع أخرى في التأقلم، مثل طائر الكروان ذي المنقار النحيل الذي أُعلن انقراضه في عام 2024 نتيجة فقدان موائله الطبيعية.
وفي وقت تواجه فيه القشريات الصغيرة، التي تعد مصدرا غذائيا مهما للطيور المهاجرة، صعوبة في بناء أصدافها في المحيطات التي أصبحت أكثر حمضية نتيجة امتصاصها المزيد من ثاني أكسيد الكربون، تتأثر الطيور بفقدان هذا المصدر الغذائي.
ومن دون الغذاء الكافي، تقلّ فرص الطيور في البقاء على قيد الحياة خلال الرحلات الشاقة أو التكاثر بنجاح، كما تتعرض الطيور لتهديدات متزايدة من الظواهر الجوية المتطرفة، كالرياح العنيفة والعواصف التي قد تؤدي إلى نفوقها.
ويعد التلوث الضوئي تهديدا كبيرا ومتزايدا للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ويسبب كل عام موت ملايين الطيور إذ يغير الأنماط الطبيعية للضوء والظلام في النظم البيئية.
ويمكن للتلوث الضوئي تغيير أنماط هجرة الطيور وسلوك البحث عن الطعام والتواصل الصوتي. فالطيور المهاجرة تنجذب بالضوء الاصطناعي ليلا، لا سيما عند وجود سحابة منخفضة أو ضباب أو مطر أو عند الطيران على ارتفاعات منخفضة.
وفي هذه الحالة يمكن أن ينتهي بها الأمر بالدوران في مناطق مضاءة تستنزف احتياطيات الطاقة لديها، فتتعرض لخطر الإرهاق والافتراس والاصطدام المميت بالمباني.
ويشكل التوسع الحضري والبيئات من صنع الإنسان أيضا تهديدات كبيرة لهذه الطيور، مما يؤدي إلى فقدان الموائل وزيادة مخاطر الاصطدامات المميتة بالمباني والزجاج.
ويقترح برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنشاء مزيد من المناطق الصديقة للطيور، فإذا بدأت الطيور المهاجرة بالاختفاء فقد يؤثر ذلك على الزراعة والسلسلة الغذائية والنظام البيئي بأكمله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع الطیور المهاجرة للطیور المهاجرة
إقرأ أيضاً:
أسواق الطيور في جازان.. تجربة سياحية غنية لعشاق الطيور والحيوانات الأليفة
تُعدُّ أسواق الطيور في منطقة جازان إحدى أبرز الوجهات السياحية التي تجذب المهتمين بتربية الطيور والحيوانات الأليفة من أبناء المنطقة وزوّارها، إذ تتجلى فيها روح الحيوية والتنوع الطبيعي؛ مما يتيح للزوار تجربة سياحية تسويقية فريدة تجمع بين بيع وشراء مختلف أنواع الطيور والحيوانات الأليفة.
وتحظى هذه الأسواق باهتمام عشاق الطيور، وتُعرض فيها مجموعات متنوعة من الحمام والطيور الملونة الجذابة، إلى جانب الأرانب والدجاج والوبر والحجل والبط؛ مما يسهم في خلق أجواء حيوية من التفاعل الاجتماعي بين البائعين والمشترين.
وتتيح هذه التجربة السياحية التسويقية للزوار التجول في الأسواق والتفاعل مع البائعين، واكتساب المعرفة حول كيفية رعاية هذه الكائنات؛ مما يُثري تجربتهم بأسلوب تعليمي ممتع ومفيد.
وتحتوي أسواق الطيور والحيوانات الأليفة التي تقام بالأسواق الشعبية بمحافظات المنطقة، مجموعة متنوعة من مستلزمات تربية الطيور، مثل الأعلاف والأدوية والأقفاص، التي تساعد المربين في توفير بيئة مناسبة لطيورهم؛ مما يعزز من صحة هذه الكائنات.
أخبار قد تهمك دوريات الأفواج الأمنية بمنطقة جازان تقبض على شخص لترويجه (14) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر 24 يونيو 2025 - 1:08 صباحًا مبادرة “التكامل الصناعي” بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية.. نموذج رائد في الاستفادة من الموارد الثانوية 22 يونيو 2025 - 12:45 مساءًوتشهد هذه الأسواق تباينًا ملحوظًا في أسعار الطيور والحيوانات الأليفة، إذ تختلف أسعار طيور الزينة عن طيور الكروان، فيما تتفاوت أسعار الحمام البلدي عن الحمام “الجاوا” والحمام الرقاص.
وفيما يتعلق بالدجاج، تتفاوت أسعار الدجاج البلدي عن الدجاج الباكستاني بشكل ملحوظ، أما بالنسبة للبط، فتُسجل أسعاره قيمة أقل من أسعار الأرانب.
وأكد عدد من بائعي الطيور لوكالة الأنباء السعودية أن هذه الأسواق تشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار، خاصة في الإجازات والعطلات الأسبوعية، مشيرين إلى أن تنوع المعروضات وأسعارها المناسبة تسهم في جذب المزيد من المشترين.
ويسهم الإقبال على هذه الأسواق في تعزيز النشاط التجاري والاقتصادي في المنطقة، إذ توفر فرص عمل للعديد من السكان، وتُعزز النشاط التجاري، إضافة إلى ذلك، تُعزز هذه الأسواق الوعي البيئي بين الزوار، إذ يمكنهم التعرف على أهمية الطيور في النظام البيئي المحلي ودورها الحيوي في الحفاظ على التوازن البيئي.