هل يؤثر الذكاء الاصطناعي في ترتيب مراحل صناعة الفتوى؟.. نظير عياد يجيب
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: هل يؤثر ظهور الذكاء الاصطناعي في ترتيب مراحل صناعة الفتوى أو في إضافة مراحل جديدة؟
وقال مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد، إن مراحل الإفتاء الأساسيَّة ثابتة لا غنى عنها، فهي تبدأ بتصوير المسألة وفهم الواقع الذي يستفتي فيه السائل، ثم تكييفها الفقهي وربطها بالنصوص والقواعد الشرعية، ثم استنباط الحكم الشرعي المناسب، وأخيرًا إبلاغ الفتوى للسائل بصورة حكيمة.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن هذه المراحل الأربع لا يمكن الاستغناء عن أيٍّ منها، حتى مع ظهور الذكاء الاصطناعي؛ لأنها تمثِّل جوهر منهجية الإفتاء عبر العصور، ولكن ما تغيَّر مع التقنية هو كيفية تنفيذ بعض هذه المراحل وتسريعها.
وتابع: على سبيل المثال، بات بإمكاننا الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات وتصنيف الأسئلة بشكل أوَّلي وسريع، مما يُسهِّل على المفتي الاطلاع على سوابق تاريخية أو فتاوى مشابهة في ثوان معدودة .
وقال مفتي الجمهورية، إنه قد يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في أرشفة الفتاوى وتنظيمها، بل وتقديم إجابات مبدئية عن الأسئلة المتكررة اعتمادًا على مصادر شرعية موثوقة، لكن ينبغي التنبيه أن دور هذه التقنية يظل مساعدًا ضمن الإطار الذي يحدِّده المفتي؛ فهي لا تستطيع القيام بمرحلة الاجتهاد الشرعي نفسها، لأن هذه المرحلة تتطلَّب فهمًا عميقًا لمقاصد الشريعة ولعوامل الزمان والمكان وأحوال السائلين، وهي أمور لا تستوعبها الخوارزميات بشكل كامل.
وقال مفتي الجمهورية، إنه يمكن القول إن ظهور الذكاء الاصطناعي لم يضف مرحلة جديدة جوهرية إلى مراحل صناعة الفتوى بقدر ما أضاف أدوات جديدة ضمن المراحل القائمة، وربما يكون التغيير الفعلي هو إضافة خطوة مراجعة وتدقيق لمخرجات التقنية؛ فبعد أن يقترح البرنامج تحليلًا أو معلومات، يتعين على المفتي مراجعتها وتقويمها على ضوء الخبرة الشرعية والبصيرة الإنسانية.
وهكذا يبقى ترتيب مراحل الإفتاء كما هو، مع توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز تلك المراحل وتسريعها، تحت إشراف العقل البشري الذي يضمن دقَّة الفتوى وصوابها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الذكاء الاصطناعي صناعة الفتوى العقل البشري الذکاء الاصطناعی فی مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
نظير عياد: المفتي الذي لا يتقن التكنولوجيا يواجه صعوبة في عمله مستقبلا
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: هل سيُشترط مستقبلاً أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي؟
وقال مفتي الجمهورية، إنه يعتقد أن مفتي المستقبل لن يستغني عن الدراية بالتكنولوجيا الحديثة، ربما لن يصدر نصٌّ قانوني صريح يشترط إجادة التقنيات في المؤهلات الرسمية للمفتي، لكن الواقع يفرض ذلك بالفعل.
وأوضح أن الجيل الجديد من المفتين سيجد نفسه مضطرًا لإتقان التعامل مع الحاسوب والبرمجيات الذكية ومحركات البحث المتقدمة، لأنها أصبحت جزءًا من بيئة العمل الإفتائي. لقد دخلت التقنية في صلب العمل اليومي لدار الإفتاء؛ لدينا منصة إلكترونية موحَّدة لإصدار الفتاوى، وتطبيقات هاتفية، وقواعد بيانات رقميَّة، وجميعها أدوات يجب على المفتي فهمها ليقوم بواجبه بكفاءة.
وتابع: من واقع خبرتي، المفتي الذي لا يستطيع استخدام هذه الوسائل سيواجه صعوبة في مجاراة سرعة تدفّق الأسئلة والمعلومات في عصرنا، لذلك نعم، سيكون من الضروري أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عمومًا. نحن في دار الإفتاء نعمل على تأهيل كوادرنا تدريبًا مستمرًا في هذا المجال ؛ نظمنا ورش عمل ودورات لتعليم المفتين كيفية الاستخدام الرشيد والفعّال للمصادر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر صحيح الدين والرد على الاستفسارات.
كما أصدرنا أدلّة للدبلوماسيّة الرقميّة وأخلاقيّات الخطاب الديني الإلكتروني لضبط تواصل المفتين مع الجمهور . كل ذلك يؤكد أن إلمام المفتي بأدوات العصر أصبح جزءًا من تأهيله العلمي.
وأكد أن المفتي الرشيد في المستقبل هو من يمزج بين العلم الشرعي العميق ومهارة تقنية عالية، بحيث يسخر التقنية لخدمة الفتوى دون أن يقع أسيرًا لها. فإن سألني أحد: هل سيُشترط إتقان التكنولوجيا في المفتي؟ أجيب: لن يكون مفتيًا رشيدًا من يجهل لغة العصر وأدواته، وهذا شرط تفرضه ضرورة الواقع وإن لم تنص عليه لوائح التعيين بعد.