وفاة القيادي الفلسطيني زكريا الأغا
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
توفي الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس دائرة شؤون اللاجئين السابق في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الاثنين 12 مايو 2025، عن عمر ناهز 83 عامًا.
وجاءت وفاة القيادي الأغا في جمهورية مصر العربية بعد صراع طويل مع المرض.
ولد الأغا في مدينة خان يونس عام 1942، وتخرّج من جامعة القاهرة حاملاً شهادة بكالوريوس الطب والجراحة عام 1965، ثم نال درجة التخصص في الأمراض الباطنية عام 1971.
انضم إلى حركة "فتح" في عام 1967، وتدرّج في صفوفها حتى انتُخب عضوًا في اللجنة المركزية عام 1992. وفي عام 1996، انتُخب عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتولّى رئاسة دائرة العلاقات القومية والدولية، ولاحقًا دائرة شؤون اللاجئين.
شغل الأغا عدة مواقع قيادية، منها وزير الإسكان في أول حكومة تشكلها السلطة الفلسطينية عام 1994، كما كلّفه الرئيس محمود عباس في يونيو 2007 برئاسة اللجنة القيادية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة لمتابعة النشاط السياسي والتنظيمي للحركة، إلى جانب رئاسته لهيئة العمل الوطني في غزة، وهي ذراع سياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كان للأغا دور بارز في العمل النقابي، فكان من مؤسسي الجمعية الطبية العربية في قطاع غزة، وتولى مناصب قيادية فيها بين 1977 و1992، كما ترأس مجلس أمناء جامعة الأزهر بين عامي 2002 و2005، وشارك في عضوية عدد من المؤسسات الصحية والتعليمية.
سياسيًا، مثّل الأغا فلسطين في مراحل تفاوضية مفصلية، فكان عضوًا في الوفد الثلاثي الذي التقى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر عام 1991، إلى جانب فيصل الحسيني وحنان عشراوي، وشارك في مفاوضات مدريد وواشنطن بين عامي 1991 و1993.
تعرض الأغا للاعتقال الإداري من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات، كما مُنع من السفر لفترات طويلة بين عامي 1981 و1990، وفُصل أمنيًا من عمله الطبي عام 1987.
يُعدّ الدكتور زكريا الأغا من الشخصيات الوطنية البارزة التي ساهمت في بناء مؤسسات العمل الوطني الفلسطيني، وترك أثرًا كبيرًا في الحياة السياسية والطبية والاجتماعية في قطاع غزة وفلسطين عمومًا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الحكومة الألمانية: التطورات في غزة مثيرة للقلق ونرغب في وقف إطلاق نار بأسرع وقت رئيس الوزراء من طولكرم: نواصل جهود الإغاثة والإعمار حتى زوال الاحتلال بالفيديو: حراس الأقصى يحبطون إدخال مستوطنين "قربانا حيا" الأكثر قراءة الاتحاد الأوروبي يُعقّب على خطة إسرائيل "للسيطرة" على غزة" حكومة نتنياهو تقرر رفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 أكتوبر إنذار إسرائيلي لحماس: الصفقة خلال أسبوعين أو "عربات جدعون" تجتاح غزة التميمي: غزة تتعرض لإبادة بيئية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
أوصيكم بفلسطين.. آخر كلمات الصحفي الفلسطيني أنس الشريف قبل استشهاده
تصدرت وصية الصحفي الفلسطيني أنس الشريف المشهد الإعلامي والوجداني، بعدما استشهد بجانب عدد من الصحفيين إثر استهداف مباشر من طائرات الاحتلال الإسرائيلي لخيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، مساء الأحد.
وكتب الشريف، مراسل قناة الجزيرة، وصيته الأخيرة قبل استشهاده، لتتحول كلماته إلى نداء يلامس أعماق الضمير الإنساني، ويخلد رسالته كصحفي كرس حياته لنقل الحقيقة من قلب المعاناة.
وفيما يلي نص الوصية:
"هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.
عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.
أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.
أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام،
فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.
أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.
أُوصيكم بأهلي خيرًا،
أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم.
وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة.
أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.
أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء.
وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.
أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل.
إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.
لا تنسوا غزة…
ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول.
أنس جمال الشريف
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان رسمي اليوم، بمسؤوليته عن عملية اغتيال أنس الشريف وزميله محمد قريقع، مراسل قناة الجزيرة، مدعيا أن الشريف كان "ينشط ضمن خلية تابعة لحركة حماس بغطاء صحفي"، دون أن يقدم أي أدلة ملموسة.
وقال المتحدث باسم الجيش: "كان الشريف يروج لخطط استهداف إسرائيل بالصواريخ، وساهم في أنشطة معادية عبر الإعلام"، مشيرا إلى مزاعم وجود "وثائق استخباراتية تثبت انتماءه العسكري".