نحن نعيش في ثقافة تمجّد “عدم الاستسلام”، وتربط بين الصمود والنجاح، ولكن ماذا لو كان الإستسلام في بعض المواقف، هو أقصر الطرق إلى الشفاء؟ يجب أن يعلم المرء، أن ليس كل تراجع هزيمة، وليس كل انسحاب ضعفًا، بل أحيانًا يكون التوقف عن القتال، هو أول خطوة نحو السلام الداخلي.
الاستسلام الواعي، لا يعني أن نرفع الراية البيضاء لأي تحدٍ نواجهه، بل هو فنّ التمييز بين ما يمكن تغييره، وما يجب تقبّله.
هناك لحظة فارقة في حياة كل إنسان، يدرك فيها أن العناد لم يعد ينفع، وأن “التخلّي”، هو القرار الأكثر حكمة. قد يكون ذلك في علاقة تنهك القلب، أو وظيفة تُطفئ الشغف، أو حتى حلم قديم، لم يعد يناسب واقعنا الحالي.
هذا النوع من الاستسلام، لا يولد من ضعف، بل يولد من وعي ونضج، و يجعلنا نرى الأمور على حقيقتها، دون أقنعة التوقعات، أو ضباب المثالية.
والجميل في الاستسلام الصحي، أنه لا يُغلق الأبواب، بل يفتح نوافذ جديدة، حين نترك ما يؤذينا، نعطي لأنفسنا فرصة لاحتضان ما يُلهمنا، وحين نقبل ما لا يمكن تغييره، نوفر مساحة داخلنا للسلام بدل القتال المستمر، وبهذا فإن الاستسلام يصبح دعوة للتوازن ولا للاستسلام الكامل.
في نهاية المطاف، القوة لا تُقاس بكمّ ما نُصارعه، بل بقدرتنا على اختيار معاركنا بذكاء، والاستسلام الواعي ليس انسحابًا، بل عبور نحو مرحلة أنضج حيث نتصالح مع أنفسنا، ونمنحها ما تستحق الطمأنينة والراحة بعد طول صراع واستقرار نفسي دائم.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية السوري .. ارسل فريقًا خاصًّا إلى السودان للوقوف على أوضاع السوريين هناك وإجلائهم
قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن بلاده سترسل فريقًا خاصًّا إلى السودان للوقوف على أوضاع السوريين هناك وإجلائهم.
وأضاف في تدوينة على منصة إكس، أنه “بناء على توجيهات الرئيس أحمد الشرع، سنرسل فريقًا خاصًّا إلى للوقوف على أوضاع السوريين في ظل الظروف الراهنة”، مشيرا إلى أن الفريق سيقدم الدعم اللازم والعمل على إجلائهم وتوفير سبل الأمان لهم.
الحدث_السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب