كيف لي براحة البال مع خطيبي المتحفظ؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
تحية إكرام وشكر كبير لكل القائمين على الركن الذي أعتبره متنفسي وراحتي عبر موقع النهار اونلاين، وحتى أعثر على ذلك. قررت التواصل معك سيدتي اليوم علني أعثر بحول الله عل نبراس يساعدني في اتخاذ أهم قرار في حياتي. فانا سيدتي متخوفة جدا من مستقبلي بسبب غموض الشخص الذي سيكون شريك حياتي.
سيدتي أنا فتاة نشأت على الصراحة والشفافية، وأحب دوما التعامل بهذه المبادئ حتى يفهمني الغير، وأفهمهم، وهو ما لأجد في الشخص الذي سأكمل إلى جانبه حياتي، أجل هو على خلق ودين، والكل يشهد له بالسيرة الحسنة، لكن الغموض جلي في تعاملاته خاصة معي، فمنذ أن تقدم لخطبتي لأكثر من سبعة أشهر لم أتمكن من الغوص في أفكاره ولم يتيح لي الفرصة لأفهم شخصيته، لا أكاد اعرف عليه أدنى الأمور، وحديثنا كله يقتصر في عبارات السلام والتوديع، حاولت أن أفتح معه مجالات للعديد من المواضيع التي تخصنا لكننا نعود دوما إلى نقطة الصفر.
سيدتي إن هذا الحال يقلقني كثيراً على مستقبلي معه، ويجعلني متخوفة من الاصطدام مع شخصية لا أستطيع التعايش معها، من جهة فكرت في فسخ الخطبة، لكن أخلاقة وتربيته تجعلني متردد، فماذا أفعل انصحوني؟
أختكم ن.ياسمين من الوسط الجزائري.
الردتحية أجمل لك حبيبتي، وكل الاحترام لحكمتك ورجاحة عقلك، حقاً هذه الصفة تثير الأعصاب وتجعل الإنسان تائه لا يدري ما العمل، لكن تأكدي أنه ما من مشكل إلا وله حل فلا تتهورين في قراراتك، ولا تفعلين شيء قد تندمين عليه لاحقا، لأن أول ما يجب أن تضعه الفتاة نصب عينيها حين تختار شريك حياتها أخلاق ودين من تقدم لها، وبما أن خطيبك تتوفر فيه هذه الأمور فتأكدي أن الحل موجود.
عزيزتي، تعاملي مع غموض خطيبك بذكاء، وأول ما أنصحك به هو تقبل هذه الصفة والتعامل معها ببرودة أعصاب، حتى لا تتغلغل إليك الأفكار السلبية التي قد تفسد ما بينكما، أعلم أن فترة الخطوبة من أحمل اللحظات التي قد يمر بها الشريكان لأنها تتيح لهمه الفرص لمعرفة بعضهما أكثر وأكثر، ولتكن صراحتك وشفافيتك في الحديث مفتاح شخصيته، ولتبادري أنت بالحديث ويجب أن تكوني ذكية في اختيار تلك المواضيع التي تخصك لتشعريه بالأمان وبالتالي تجعله يسترسل هو الآخر في الحديث والتكلم في نفس المواضيع، هذا سيمكنك من فهم بعض جانب شخصيته، وإياك ثم إياك أن تتعاملي معه عزيزتي بأسلوب الاستجواب، لان هذا سيجعله يشك في أمرك، ويزيد في التحفظ معك، فأنا أعتقد أن المسألة تحتاج القليل من الوقت والكثير من الصبر، وتأكدي أن الحياة بعد الزواج مختلفة كثيرا، فربما هذا ليس غموض بل مجرد تحفظ ليبقي على الاحترام قائم بينكما في هذه الفترة، فلا تتعجلي في أحكامك، والوقت كفيل بأن يريح بالك، موفقة ونتمنى أن تتواصلي بنا مرة أخرى.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
ما الذي على ترامب أن يسمعه في الرياض غدًا؟!!
تختلف القمة الخليجية الأمريكية التي يحضرها الرئيس الأمريكي ترامب هذه المرة عن تلك التي حضرها في ولايته الرئاسية الأولى، فالعالم لم يعد هو العالم والشرق الأوسط تغير كثيرا عما كان عليه في عام 2017، حتى أفكار ترامب نفسها تغيرت رغم أن استراتيجية «الصفقة» ما زالت هي التي ترسم تفاصيل المشهد في مجمله.
عودة ترامب إلى المنطقة هذه المرة لا تمثل استئنافا لتحالفات تقليدية ولكنها اختبار لتوازنات جديدة تتشكل بهدوء في شرق العالم وغربه. ولذلك سيكون أمام قادة دول الخليج الذين سيحضرون القمة غدًا مسؤولية كبيرة ليُسمعوا ترامب ما يجب أن يسمعه حول مستقبل الشراكة الخليجية الأمريكية وحدودها وشروطها.
أحد أهم الأفكار التي على ترامب أن يسمعها غدًا في الرياض أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تجاوزت كل الحدود وباتت عبئا أخلاقيا واستراتيجيا على حلفاء واشنطن، وفي مقدمتهم دول الخليج. وإذا كانت دول الخليج لا تستطيع، منطقا، الطلب من أمريكا أن تتخلى عن إسرائيل، فإن عليها في هذه القمة أن تطلب من أمريكا قبل ترامب إعادة تعريف العلاقة معها ضمن إطار يحفظ للمنطقة استقرارها ويكبح جماح السياسات التي تهدد بإشعال صراعات لا يمكن احتواؤها.
ورغم أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل بات مريرا، بعد سلسلة الجرائم التي ارتُكبت في غزة ولبنان وسوريا واليمن خلال الأشهر الماضية، فإن من الضروري أن توضح دول الخليج موقفها للرئيس الأمريكي إذا ما أعاد طرح ملف الاتفاقيات الإبراهيمية وتحيله إلى شروط المبادرة العربية التي تشترط قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، ودون ذلك، إن الدفع باتجاه تطبيع غير مشروط يعكس ما وصفته دراسات غربية بأنه «تسوية وظيفية» لا «تسوية سياسية»، أي بناء علاقات سطحية دون معالجة جذور الصراع، مما يهدد بإعادة تدوير العنف، إضافة إلى أنه تخلٍ واضح عن القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، فإن ملف الطاقة لا يُمكن فصله عن مفهوم الشراكة الاستراتيجية. فالاستقرار الاقتصادي الذي تسعى إليه واشنطن مرهون باستقرار سياسي لا تصنعه السوق وحدها، بل يضمنه التفاهم العميق مع الحلفاء.
ولا يجب هنا أن يغيب عن بال ترامب أن موازين القوى في الخليج لم تعد أمريكية بالكامل. فالصين بعد الاتفاق النفطي في عام 2023 مع الرياض، أصبحت شريكا موازيا في التجارة والاستثمار، فيما تتقدم الهند كمحور جيو ـ اقتصادي بديل، كما أن المستثمرين الروس، وهم كثر، نقلوا الكثير من ملياراتهم إلى الخليج منذ فبراير 2022 إلى اليوم. وعلى ترامب أن يسمع بوضوح أن الحديث عن «العودة إلى الشرق الأوسط» لا يكفي وعليه أن يعرف جيدا أن الشراكة اليوم لم تعد عمودية، بل أفقية، قائمة على التوازن لا التبعية.
ثمة أمر آخر شديد الأهمية، وهو إشكالية عميقة تراكمت منذ ولاية ترامب الأولى وتتمثل في تداخل المصالح الخاصة مع مصالح الدولة، ومن حق الدول الخليجية أن تسمع إجابة واضحة: هل الشراكات التي أبرمت منذ ولاية ترامب الأولى إلى اليوم هي عميقة مع واشنطن أم مرحلية عمرها الافتراضي لا يتجاوز أربع سنوات!
هذا السؤال وما شابهه من الأسئلة ليست هامشية؛ فالثقة الاستراتيجية تُبنى على مؤسسات، لا على أفراد. والدول الخليجية لا تريد بناء علاقات استراتيجية قائمة على أفراد وإلا فإنها قادرة على البحث عن توازنات جديدة أكثر موثوقية في لحظة مفصلية من لحظات التغير العميق في العالم.
وفيما يخص الطاقة وهو موضوع لا يمكن فصله عن العلاقات الاستراتيجية والاستقرار السياسي فمن المهم أن يسمع ترامب وجهة نظر خليجية قوية مفادها أن ليس في مصلحة أمريكا أن تضعف أصدقاءها وحلفاءها عبر العمل على انهيار أسعار النفط، وكذلك فرض رسوم جمركية تنهار معها اتفاقيات التجارة الحرة بين أمريكا ودول الخليج.. تحتاج دول الخليج إلى أخذ التزامات من واشنطن تضمن استقرار المنطقة سياسيا واقتصاديا.
سيكون على الرئيس الأمريكي، إذا أراد استعادة ثقة حلفائه، أن يُظهر استعدادا للاستماع إلى الكثير من الملاحظات الاستراتيجية وفي مقدمتها أن الخليج بات قادرا على بناء شراكات استراتيجية أمنية واقتصادية مع أقطاب جديدة في العالم، وأن تكلفة دعم إسرائيل باتت عالية سياسيا وأمنيا، وأن الشراكة الاقتصادية لا يمكن أن تغطي على فجوات الثقة.
لن تكون قمة الرياض، إذن، اختبارا لشكل العلاقة مع إدارة ترامب فقط، ولكن للحظة الخليج نفسها: هل ما زالت ترى في أمريكا شريكا حصريا، أم أصبحت شريكا بين شركاء في نظام عالمي يعاد تشكيله بلا قيادة مركزية؟ الجواب لن يظهر في البيان الختامي ولكن في الخيارات الفعلية التي تتخذها العواصم الخليجية بعد القمة.