من الذي أيقظ الحنين في عينيك
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
سألني صديقي ذات مساء صيفي، بينما كانت الشهب تشتعل في السماء كأنها رسائل من زمن غابر.
كان الشعور غامضا كإحساس قديم خرج توا من سبات طويل، وكأن قلبا نسي النبض وهو يستفيق بعد جرعة عالية من المخدر ...
رفعت بصري إلى السماء أتأمل اللهب المتناثر ثم همست كمن يعثر على ذاكرته .....
الحنين لم يكن نائما ياصديقي، بل كان يقظا دائما، مختبئا في تفاصيل صغيرة.
الحنين لا ينام بل ينتظر ..
كان يقظا في ظل شجرة التوت التي اعتاد أن يجتمع تحتها شيوخ الحي، يحتسون الشاي في حضرة جدي، ويتسامرون كما لو أن العمر لا يمضي.
كان يقظًا في رائحة الليمون، تلك التي تعبر روحك عند الغروب ناعمة كلمسة أمٍ على جبينك حين يعود المساء متعبًا.
كان يقظًا في أزيز محرك يستخرج المياه النقية العذبة من ينبوع يتفجر من الأرض المقدسة، ذلك الصوت الرتيب الذي يوشك على النوم، فيمتزج بضحكات النسوة في جلسات السمر وكأن الحياة تختبئ في الضجيج البسيط.
الحنين كان يقظا في حكايات أمي التي كانت تمتد كل ليلة إلى ما قبل الفجر، عن أيام الحصاد في تموز والسمر في لياليه الحارة، المزركشة بأهازيج الحب العذري
جفرا وعتابا وظريف الطول.
الحنين كان يقظا بمواسم حصاد السمسم الذي لم يعرفه أحد أبدا في كل العالم، في مواسم حصاد القمح والترمس الذي كانت تحمله السفن إلى أوروبا من ميناء حيفا، حيث لم تكن المدن العتيدة هناك قد أنشئت بعد.
الحنين كان يقظا بموسم قطاف الزيتون حيث العونة واللمة، ما إن ينتهي قطاف كرم إلا وتنتقل لكرم آخر ...
كان يقظا بموسم قطاف العنب والتين حيث تجفيف الزبيب والقطين، وصنع الدبس والملبن في انتهاء الموسم ورحلة التسوق إلى يافا لشراء كل ما يلزم للبيت أو لتجهيز العروس بكل ما هو غال وجميل لأن لا عودة إلا في الموسم القادم ..
كان يقظا بكل عنفوانه في صوت عندليب يصدح عند الفجر، وأنا أعبر الحدود بقلب يرتجف شوقا نحو البقعة على وجه الأرض ..
وهناك في روحي كانت الذكرى تنبعث كما لو أن الوطن بكامله قد استيقظ بداخلي ...
وطن جاءت قدسيته من السماء وستعود حتما يوما ما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطوف إبداعات الشباب
إقرأ أيضاً:
محافظ جنوب سيناء : شرم الشيخ كانت وستظل مدينة السلام العالمي
قال الدكتور خالد مبارك محافظ إن شرم الشيخ كانت و ستظل مدينة السلام العالمي ورسالتها الدائمة هي أن مصر أرض الأمن والاستقرار، وقيادتها تعمل بكل قوة لترسيخ قيم الحوار والسلام."
جاء ذلك خلال متابعة اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، الاستعدادات النهائية بمدينة شرم الشيخ وذلك فى اطار جهود الدولة وكافة الأجهزة المعنية لاستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، والمقرر انعقادها ، بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول العربية والأجنبية، لإنهاء الحرب في غزة، ودعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تُعد قمة شرم الشيخ للسلام واحدة من أبرز الفعاليات السياسية على الساحة الدولية، وتهدف إلى توحيد الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحروب وتعزيز مسارات التنمية المستدامة ودعم الحوار بين الشعوب، انطلاقاً من الدور التاريخي لمصر كدولة داعمة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وخلال متابعته الميدانية، تفقد المحافظ أعمال التجميل ورفع الكفاءة بطريق السلام و الميادين الرئيسية، موجهاً بسرعة الانتهاء من أعمال الرصف والتشجير والإنارة الحديثة لتظهر المدينة في أبهى صورها أمام ضيوف القمة. كما تابع المحافظ مواقع العمل بمحيط قاعة المؤتمرات والمناطق والطرق المحيطة بها.
وحرص المحافظ خلال جولته على لقاء العمال في مواقع العمل، ووجه لهم الشكر
وأشاد بمجهوداتهم الكبيرة في إنجاز الأعمال بمعدلات قياسية، مؤكداً أنهم نموذج مشرف للعطاء والانتماء، وأن ما يبذلونه من جهد يعبّر عن حبهم لوطنهم وإصرارهم على إظهار شرم الشيخ في أبهى صورة.
وأشاد المحافظ بالجهود المبذولة من جميع الجهات التنفيذية والعاملين، وحرص على لقائهم ميدانياً، موجهاً لهم الشكر والتقدير على تفانيهم في العمل، مؤكداً أن ما تشهده المحافظة من إنجازات ملموسة هو ثمرة تعاون وجهد جماعي يعكس روح الانتماء الوطني.
وقال المحافظ: "إن مدينة شرم الشيخ كانت وستظل مدينة السلام العالمي، ورسالتها الدائمة هي أن مصر أرض الأمن والاستقرار، وقيادتها تعمل بكل قوة لترسيخ قيم الحوار والسلام."
و أضاف المحافظ أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تركز على أن تكون جميع المشروعات والخدمات في شرم الشيخ على أعلى مستوى، لتبقى المدينة واجهة مشرفة لمصر أمام العالم.
واختتم المحافظ متابعته بالتأكيد على أن شرم الشيخ أصبحت جاهزة تمامًا لاستقبال ضيوف قمة شرم الشيخ للسلام، موجهاً جميع الجهات المعنية بالاستمرار في العمل بروح .