قررت هيئة قناة السويس المصرية تخفيض رسوم عبور السفن بنسبة 15 بالمئة في محاولة لرفع معدلات الملاحة عبر هذا الممر المائي الهام، وهو ما يفتح الباب مجدداً للسؤال عن جدوى مشروع توسعة القناة الذي تم افتتاحه قبل نحو 10 سنوات وكلَّف الدولة المصرية مبالغ مالية طائلة.
مشروع التوسعة أو مشروع قناة السويس الجديدة الذي تم افتتاحه في العام 2015 كلف الدولة المصرية أكثر من أربعة مليارات دولار أمريكي، وشاركت فيه أكثر من 17 شركة مصرية، وقيل حينها إنه سيرفع الإيرادات المالية للقناة بنسبة تصل الى 259%، أي أن الدخل المالي للقناة سيتضاعف، وهي التي تُعتبر أصلاً واحدة من أهم الثروات التي تحظى بها مصر، كما إنها واحدة من أهم مصادر العملة الأجنبية للبلاد.
منذ عشر سنوات والجدل يشتعل حول جدوى المشروع، خاصة وأن أعداداً كبيرة من المصريين البسطاء وضعوا مدخراتهم المالية في شهادات استثمارية للمشاركة في تمويل هذا المشروع ومن ثم حصاد شيء من الأرباح.
واقع الحال هو أن إيرادات قناة السويس في العام 2014، أي قبل عام واحد فقط من افتتاح التوسعة، بلغت 5.323 مليار دولار أمريكي، أما في العام 2024، أي بعد تسعة سنوات على توسعة القناة، فقد بلغت 3.9 مليار دولار أمريكي!
في الوقت الذي كانت مصر تقوم بتوسعة قناة السويس كان الطلب على خدمات القناة يتراجع، وذلك لأسباب كثيرة لا تتوقف فقط على الحرب في غزة والأوضاع الملتهبة في المنطقة عموماً، وإنما ثمة أسباب اقتصادية ولوجستية عديدة في مقدمتها زيادة الطلب على الشحن الجوي وانخفاض تكاليف الطيران وارتفاع الاعتماد على النقل السريع للبضائع بالطائرات، كما إن سوق النفط العالمي كان يتغير بشكل دراماتيكي، حيث كان الطلب الأمريكي والأوروبي على النفط العربي يتراجع بينما يزداد الطلب الآسيوي على هذا النفط (الصين واليابان بشكل خاص)، ولذلك فإن مسار شحنات النفط الخليجية كان وما يزال يتغير.
منذ العام 2014 والعام 2015 كان المشككون بجدوى مشروع التوسعة يقولون إن الطاقة الاستيعابية للقناة الأصلية لم يكن قد تم استهلاكه أصلاً حتى يتم التفكير في التوسعة، وهذا يجعل المليارات التي سيتم إنفاقها على التوسعة في مهب الريح، حيث من الممكن أن لا تأتي بأية إيرادات ولا تشكل أية إضافة للاقتصاد المصري. والحقيقة أن هذا ما حدث بالضبط حيث إن التوسعة لم تأتِ بأية إيرادات مالية، لا بل إن القناة قبل التوسعة كانت تُدر أرباحاً من العملة الأجنبية على الاقتصاد المصري أكثر مما هي الآن!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قناة السويس المصرية الاقتصاد المصري مصر قناة السويس الاقتصاد المصري مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قناة السویس
إقرأ أيضاً:
ترميم مبنى القبة الاثري لقناة السويس ببورسعيد
تفقد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس اليوم الأربعاء أعمال ترميم مبنى القبة الأثري وترسانة بورسعيد البحرية، وشركة قناة السويس للاستزراع المائي.
في مستهل جولته مع اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد تفقدا أعمال ترميم وتدعيم مبنى القبة للوقوف على الحالة الفنية للمبنى، ومتابعة أعمال الترميم الإنشائية المعمارية الجارية للمبنى التاريخي، بمعرفة شركة القناة للحبال إحدى الشركات التابعة للهيئة، بالتعاون مع إدارة صيانة القصور والآثار بشركة المقاولون العرب القيام بأعمال الترميم كمقاول للمشروع.
وتخضع كافة الأعمال المُنفذة لإشراف استشاري المشروع وهي شركة قناة السويس للاستثمار بالتعاون مع مركز دعم التصميمات المعمارية والهندسية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وذلك بالتنسيق وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
خلال الجولة التفقدية، استمع رئيس الهيئة ومحافظ بورسعيد إلى شرح تفصيلي من المهندس كمال النحاس رئيس أشغال بورسعيد عن المخطط العام لأعمال الترميم الجاري تنفيذها مع الحفاظ على كافة العناصر الإنشائية والمعمارية لإعادة المبنى إلى حالته الأصلية.
ثم استعرض المهندس طاهر الشريف مدير المشروع بشركة المقاولون العرب أبرز أعمال المرحلة الحالية والتي تتضمن العمل على ترميم القبة الشمالية للمبنى، وتدعيم الممرات الخشبية بالجزء الشمالي للمبنى بالإضافة إلى إزالة الجزء المستحدث من القبة الوسطى.
ووجه رئيس الهيئة بسرعة الانتهاء من أعمال الترميم المتبقية خلال النصف الثاني من العام المُقبل تمهيدا لافتتاحه كمزار بما يُمكن معه الحفاظ على المبنى التاريخي، وحمايته لحفظ قيمته الأثرية والوجدانية.
من جانبه، أكد اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد، أن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بإحياء مبانيها التراثية والتاريخية، والحفاظ على الهوية المعمارية المميزة لمدينة بورسعيد، وذلك ضمن خطة شاملة لتطوير المنشآت ذات الطابع التراثي بالمحافظة وبما يعود بالنفع على محافظة بورسعيد و أبنائها.
وأوضح محافظ بورسعيد أن أعمال الترميم تتم وفق معايير هندسية دقيقة وتحت إشراف متخصصين لضمان إعادة المبنى إلى رونقه الأصلي بما يعكس قيمته التاريخية، وذلك بالتنسيق الكامل مع هيئة قناة السويس والجهات المنفذة لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة، مشيدٱ بدور هيئة قناة السويس في هذا الملف، لما يمثله من ذاكرة حضارية للأجيال القادمة.
عقب ذلك، توجه الفريق ربيع رئيس الهيئة إلى ترسانة بورسعيد البحرية حيث كان في استقباله قيادات الترسانة والعاملين بها.
وحرص الفريق ربيع على الوقوف على مستجدات أنشطة الترسانة في مجالي بناء وإصلاح السفن بتفقد أعمال بناء بنتونات كوبري النصر العائم الجديد حيث يتم العمل على التوازي لبناء ٤ بنتونات من إجمالي ٥ بنتونات عائمة مكونة لبدن الكوبري العائم الجديد بنسبة إنجاز قدرها 60%.
وخلال جولته، وجه رئيس الهيئة بتسريع وتيرة العمل للانتهاء من أعمال بناء الكوبري العائم الجديد الذي يتم بنائه ليكون موازياً لكوبري النصر العائم على مسافة ٣٠٠ متر تمهيداً لافتتاحه خلال شهر فبراير المُقبل بحيث يتم تشغيله كل كوبرى في اتجاه منفصل، مؤكدا أن المشروع الجديد سيتيح وفرا كبيرا في الوقت وسيعمل على زيادة السيولة المرورية في حركة عبور المركبات والأفراد لربط ضفتي القناة ما بين بورسعيد وبورفؤاد.
ثم تعرف رئيس الهيئة على مستجدات أعمال بناء قاطرة بقوة شد 20 طن لتلبية احتياجات الترسانة بنسبة إنجاز بلغت 30٪ بساحة الترسانة، بالإضافة إلى متابعة أعمال بناء معديتين ركاب حمولة 320 طن للمعدية الواحدة بنسبة إنجاز قدرها 40% وذلك لخدمة حركة عبور المركبات والأفراد بين بورسعيد وبورفؤاد.
عقب ذلك، تفقد ربيع رئيس الهيئة منطقة المعديات والمراسي، وحرص على متابعة إجراءات السلامة في المعديات في حالات الطوارئ المحتملة، كما شاهد عدة مناورات مختلفة لإطفاء الحرائق والإنقاذ من الغرق.
وشدد رئيس الهيئة على ضرورة اتباع تعليمات السلامة خلال عملية الإبحار أو التراكي واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة المواطنين خلال تواجدهم بمرفق المعديات أو مراسي الانتظار، كما وجه بوجود مسافة آمنة لانتظار المركبات عند مرسى المعدية أو انتظار الأفراد مع تعيين مسئولين بقطاعات الأمن والتشغيل مخصصين لمتابعة إجراءات السلامة أثناء عملية دخول وتحرك المعديات.
كما توجه ربيع لموقع شركة قناة السويس للاستزراع المائي للوقوف على معدلات الاستزراع بالأحواض ومتابعة مستجدات أعمال التطوير بالشركة.
شملت الجولة مصنع تجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك والجمبري للتعرف على إجراءات استكمال تجهيزه حيث تم توريد بعض ماكينات تصنيع الثلج و ماكينة التغليف الآلية بتكنولوجيا إيطالية، موجها بتسريع وتيرة العمل للانتهاء من تركيب المعدات الجديدة وتشغيلها.
ثم تعرف رئيس الهيئة على نشاط الاستزراع بالشركة حيث بدأت بالفعل عملية تجهيز الشرائح التي تم تطويرها في نطاق الحوض (٢١) تمهيداً لبدء استزراعها في الدورة المقبلة خلال شهر إبريل المُقبل بمشيئة الله.
واطلع الفريق ربيع على نتائج حصاد الأحواض المستزرعة بالشركة بمعدلات بلغت حوالي 750طن من أسماك البلطي والعائلة البورية، و90 طنا من اللوت، و 10 أطنان من أسماك السهلية، و12طن من الجمبري، وذلك خلال موسم حصاد الأسماك الحالي 2025/ 2026.