يتعرض أبناء محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية (وسط اليمن)، لسلسلة من الجرائم والانتهاكات المبنية على التمييز العنصري والطبقي الذي تكرسه الجماعة بحق السكان، باعتبارهم مواطنين من الدرجات الدنيا.

أقدم قيادي ميداني في صفوف مليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، على صب زيت مغلي على بائع مُسنّ في محافظة إب، وسط اليمن، ما أدى إلى إصابته بحروق وجروح خطيرة.

وتعد هذه الجريمة هي الثانية في غضون أيام، حيث سبق واعتدى منتحل صفة نائب مدير أمن محافظة إب، على عامل في مطعم "الدار" بسبب تأخير تقديم حلوى "الكنافة".

وقالت مصادر محلية إن المدعو أحمد الحلواني الطاهري، المعيّن من قبل مليشيا الحوثي كضابط في إدارة أمن العدين، اعتدى على البائع المسن علي دبوان أثناء مزاولته عمله في بيع "الزلابيا"، بعد أن رفض الأخير منحه الحلوى مجاناً.

وبحسب المصادر، تطوّر الموقف إلى مشادة كلامية، قام على إثرها الطاهري بركل إناء الزيت المغلي باتجاه البائع، متسبباً في حروق بالغة نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة لتلقي العلاج.

وقبل أيام، تداول ناشطون تسجيلا مرئيا، وثّق اعتداء القيادي الحوثي العميد "بكيل غلاب"، مُنتحل صفة نائب أمن المحافظة، على عامل في مطعم "الدار"، بالضرب والشتائم بسبب تأخر تقديم طبق "الكنافة" في مشهد أظهر حجم الاستغلال والتعسف من قيادات المليشيا ضد العاملين والفقراء.

ويتعرض عمال وباعة ومواطنون لاعتداءات شبه يومية من قبل قيادات وعناصر حوثية، في حين يتعرض آخرون لنهب ممتلكاتهم والبسط عليها تحت تهديد السلاح واستخدام النفوذ.

وتأتي هذه الجرائم في سياق سلسلة من الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين، خصوصاً الفئات الضعيفة وأصحاب الدخل المحدود، في ظل غياب تام لأي محاسبة قانونية أو رقابة حقوقية.

جرائم عنصرية

وأكدت مصادر حقوقية، أن قيادات المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً تمارس انتهاكات فظيعة ضد أبناء المحافظة الذين تعتبرهم مواطنين من الدرجة الثالثة، لا يحق لهم حتى تولي المناصب المدنية والامنية في المحافظة، في واحدة من أبشع طرق التمييز العنصري.

وطالبت المصادر، المنظمات الدولية والحقوقية، توثيق جرائم التمييز العنصري والطبقي التي يتعرض لها أبناء المحافظة منذ عام 2015، والتي من بينها جرائم قتل عمد برصاص الجماعة، ودهس بعجلات مركباتها العسكرية، واقتحام المنازل والاعتداء على النساء والأطفال وغيرها.

وكشف تحليل أجراه مشروع "بيانات مواقع وأحداث الصراع المسلح" (ACLED) الذي يعنى برصد النزاعات وتحليلها، ارتفاع الانتهاكات ضد حقوق الإنسان بشكل مقلق في المحافظة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: التمییز العنصری

إقرأ أيضاً:

المليشيا .. انهيار سياسي وهزائم عسكرية متتالية

تعرضت مليشيا الدعم السريع خلال الفترة الأخيرة إلى هزائم عسكرية متكررة أفقدتها قدرًا من التوازن في مناطق بابنوسة بولاية غرب كرفان، ومدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور على يد القوة المشتركة، بجانب الوقوع في فخ تم التخطيط له بدقة عالية من قبل الجيش لهذه القوة المتمردة بمنطقة المثلث الذي يربط مابين السودان ودولتي مصر وليبيا، مما جعلها عرضة لهجوم ومواجهات عسكرية من خارج الجغرافيا السودانية. ومن المرجح أن تنتقل الحرب في السودان إلى مربع جديد يحمل الطابع الإقليمي، وهو ماقد يرسم تحالفات تبحث عن مصالحها ضد تلك المليشيا التي باتت تشكل مهددًا إقليميًا على بعض دول الجوار السوداني سياسيًا، واقتصاديًا، وعسكريًا.

+ فشل سياسي

وعلى الصعيد السياسي لم تتمكن مليشيا الدعم السريع وحلفائها حتى الآن من تكوين الحكومة التي أعلن عنها وفقًا لوثيقة التأسيس الموقع عليها في كينيا في فبراير الماضي، بل دبت الخلافات حول توزيع المناصب التنفيذية والحقائب الوزارية، مما يؤشر بتعذر تشكيل الحكومة لعمق الخلافات وتباعد الرؤى بين المكونات التي قامت بالتوقيع على ميثاق نيروبي.

+ أزمات

وموخرًا تتالت الأزمات على رأس الدعم السريع بعد ارتفاع أعداد الجرحى والعجز عن علاجهم، وعدم القدرة على دفع الرواتب مما تسبب في حالة من السخط والامتعاض والتململ وسط القوات، فضلًا عن التأخر في دفع الديات المقرر لها منذ وقت طويل وفقًا لإتفاق سابق بين قيادة الدعم السريع وزعماء العشائر، وهو ما دفع العمد والنظار على الامتناع عن دعم المليشيا بعد أن كانوا يشكلون عنصرًا أساسيًا في التجنيد والتشوين وجمع آليات وعتاد الحرب والوقوف مع الدعم السريع اجتماعيًا، وعسكريًا عبر مايعرف بالفزع، مما أدى إلى تلقي المليشيا لهزائم كبيرة دفعت قياداتهم إلى تهديد زعماء القبائل بإقليم دارفور وكردفان بالقتل والضغط عليهم للتراجع عن قراراتهم.

+ هزائم عسكرية متتالية

ويعزي الكاتب الصحفي على داود فقدان الدعم السريع للإتزان مؤخرًا لعدة أسباب أهمها تعرضه لهزائم عسكرية متتالية في ولاية الخرطوم، ووسط السودان، وشمال وجنوب كرفان. وأيضًا مقتل أبرز القيادات في معظم المعارك العسكرية على يد الجيش مما جعله قوة عسكرية بلا قيادة. ويضيف داود: هناك عوامل محلية منها تراجع التأييد الشعبي في مناطق الدعم السريع أو مايعرف بالحواضن الاجتماعية، خاصة بعد أن صار الرأي السائد وسط القبائل والحواضن هو عدم الإنضمام للقتال مع الدعم السريع برغم الاغراءات المطروحة على القبائل، مما يؤشر لتخلي زعماء دارفور بصورة تدريجية عن الدعم السريع نظرًا لإنعدام الرؤية من وراء إدارة الحرب، لذا نجد أن المليشيا لجأت لتصميم خطاب سياسي اعلامي يحمل طابع التعبئة الإثنية والجهوية.

+ مخاوف من ضربات عسكرية

ويوضح المحلل السياسي محمد سعد بأن هناك مخاوف وسط الدعم السريع بأن يتعرض لضربات عسكرية على يد القوات المسلحة المصرية، أو الجيش الليبي التابع للحكومة المعترف بها دوليًا بقيادة عبد الحميد الدبيبة، لهذا تجد أن المليشيا تبحث عن حليف إقليمي يشاركها الفعل، لذا بات قياداتها يتحدثون ويبررون خطوة الانقضاض على المثلث الحدودي الرابط مابين السودان، ومصر، وليبيا بأنهم سيقومون بلعب دور حماية العالم من عصابات الإجرام الإرهابية والهجرة غير الشرعية، وتجارة المخدرات. وأضاف سعد: كذلك فقد أثرت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية على الدعم السريع مما يجعلها قوة عسكرية مؤهلة بأن تصنف “بالإرهابية” نتيجة لأفعالها، وعليه سارعت للبحث عن مخرج جديد يلفت أنظار العالم بأنها قوة بإمكانها القيام بأدوار إقليمية ودولية تصب في صالح العالم الذي أضحى يحارب المهاجرين، وتجارة السلاح، والجماعات الإرهابية.

أمدرمان: الهضيبي يس
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحزاب شبوة تطالب برفع الرواتب وتمكين أبناء المحافظة من ادارة حقولهم النفطية
  • (شفشافة) المليشيا: عايزين (نمرة عسكرية)
  • جنوب أوروبا يرزح تحت وطأة ارتفاع درجات الحرارة
  • رياح أكثر اعتدالاً تتسرّب نحو المنطقة وتراجع وطأة الحر في 6 دول عربية الأيام القادمة
  • المليشيا .. انهيار سياسي وهزائم عسكرية متتالية
  • أمانة المواطنة بحزب الجبهة الوطنية تناقش خطتها لتعزيز قيم الانتماء ومكافحة التمييز
  • شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
  • محافظ بورسعيد: ثورة 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ الوطن
  • ريمة تُعلن النفير السادس.. انطلاق مرحلة جديدة من الدورات العسكرية المفتوحة نصرةً لفلسطين
  • تمّ إنقاذه.. شاب يتعرض لحادث غرق في بحر الميناء - طرابلس