وسط تقارير تفيد بأن الغارات الإسرائيلية على غزة خلال الليل وحتى فجر اليوم، الجمعة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 64 شخصا، ردت فرق الإغاثة مرة أخرى بقوة على مزاعم تحويل المساعدات إلى حركة حماس، مطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم، من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إسرائيل في غزة - وتحديدًا الضربات الإسرائيلية على المستشفيات واستمرار منع المساعدات الإنسانية "ترقى إلى التطهير العرقي".

وقبل الغارات التي وقعت في 13 مايو على اثنين من أكبر المستشفيات في جنوب غزة، كان هناك بالفعل دمار واسع النطاق، حيث قُتل 53 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات المحلية، ويواجه جميع المدنيين الباقين

وقال تورك "إن قتل المرضى أو الأشخاص الذين يزورون أحباءهم الجرحى أو المرضى، أو عمال الطوارئ أو غيرهم من المدنيين الذين يبحثون عن مأوى، أمر مأساوي بقدر ما هو بغيض.. يجب أن تتوقف هذه الهجمات".

وذكّر تورك إسرائيل بأنها ملزمة بالقانون الدولي الذي "يضمن اتخاذ العناية المستمرة لإنقاذ أرواح المدنيين"، وهو ما قال إنه لم يكن واضحًا في ضربات المستشفيات في 13 مايو.

وفي إحاطة للصحفيين بجنيف، وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارجريت هاريس، ليلة أخرى من الرعب في الجيب الذي مزقته الحرب، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

وقالت إن بعض المصابين في الهجمات طلبوا المساعدة من المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، على الرغم من أنه أصبح الآن "مجرد هيكل" بعد 19 شهرا من الحرب، مؤكدة "لقد بذلنا قصارى جهدنا لإعادته إلى وضعه السابق وهم يبذلون قصارى جهدهم لعلاج الجميع، لكن الفرق الطبية تفتقر إلى كل ما هو مطلوب".

ورفضت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية اتهامات بتسليم إمدادات الإغاثة إلى /حماس/، قائلة إنه "في القطاع الصحي، لم نر ذلك.. كل ما نراه هو حاجة ماسة في جميع الأوقات".

بدوره، أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نظامًا صارمًا من الفحوص والتقارير المقدمة إلى المانحين يعني أن جميع إمدادات الإغاثة تخضع لتتبع دقيق في الوقت الفعلي، مما يجعل التحويل أمرًا مستبعدًا للغاية.

وحتى لو كان ذلك يحدث، "فإنه ليس على نطاق يبرر إغلاق عملية إغاثة منقذة للحياة بأكملها"، كما قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركي. وأضاف: "لو كنت في غيبوبة لمدة السنوات الثلاث الماضية واستيقظت ورأيت هذا للمرة الأولى، فإن أي شخص يتمتع بالفطرة السليمة سيقول إن هذا جنون".

ويأتي هذا التطور بعد أكثر من 10 أسابيع من امتناع السلطات الإسرائيلية عن السماح بدخول جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها إلى غزة.

وحتى الآن، لم يتم تنفيذ اقتراحهم بإنشاء منصة بديلة لتوزيع المساعدات تتجاوز وكالات الأمم المتحدة القائمة - والذي تعرض لانتقادات واسعة من قبل المجتمع الإنساني.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، التي لم تكن معروفة في غزة قبل الحرب، والمجاعة الوشيكة.

وفي آخر تحديث لها، قالت (أوتشا) إن الأمم المتحدة وشركاءها لديهم 9000 شاحنة محملة بإمدادات حيوية جاهزة للدخول إلى غزة.

ويحتوي أكثر من نصفها على مساعدات غذائية يمكن أن توفر أشهرًا من الغذاء لسكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي غزة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

نقص التمويل يعيق تحقيقات أممية في انتهاكات حقوقية شرقي الكونغو

تشهد جهود الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تعثرا كبيرا، بفعل خفض الميزانيات المخصصة للمساعدات الإنسانية، ما قيّد قدرة لجنة التحقيق الأممية على أداء مهامها.

وفي تصريحات حديثة، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، من أن نقص التمويل يعيق عمل فرق التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، مؤكدا أن اللجان المختصة لا تملك الموارد الكافية للعمل ميدانيا.

وساهم هذا التعطيل في استمرار وقوع انتهاكات خطيرة، لا سيما في إقليمي شمال وجنوب كيفو، حيث وثّقت تقارير أولية حوادث عنف جنسي مروعة ضد النساء والفتيات، وسط غياب آليات الردع والمساءلة.

ووفقا لتورك، فإن غياب التمويل حال دون انطلاق مهام البعثة فعليا، وهذا عزز شعور الجناة بالإفلات من العقاب.

غياب التمويل حال دون انطلاق مهام البعثة الأممية؛ وهذا عزز شعور المتمردين بالإفلات من العقاب (رويترز) عجز مالي يهدد العدالة

تأسّست لجنة التحقيق في السابع من فبراير/شباط الماضي خلال الدورة الاستثنائية الـ37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكان من المقرر أن تفتح تحقيقات بشأن الانتهاكات التي أعقبت سيطرة متمردي حركة "إم 23" على مدينتي غوما وبوكافو.

ورُصدت ميزانية أولية بقيمة 3.9 ملايين دولار لتمويل عمل اللجنة، إلا أن عملية جمع هذا المبلغ واجهت صعوبات كبيرة نتيجة ضعف مساهمات الدول المانحة.

وزادت الأزمة سوءا بعد تقليص التمويل الأميركي المخصص للمساعدات الدولية، في وقت أعلنت فيه المفوضية السامية عن تراجع التبرعات الطوعية بنحو 60 مليون دولار هذا العام، وهذا أثر مباشرة على برامجها في أنحاء العالم، خصوصا في مناطق الأزمات مثل شرق الكونغو.

ويأتي هذا في ظل تصاعد التحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية، وسط تقارير أممية وحقوقية تؤكد ارتكاب أطراف النزاع، لا سيما الجماعات المسلحة، انتهاكات جسيمة تشمل القتل خارج القانون، والتهجير القسري، والعنف الجنسي المنهجي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • جهود “أممية” حثيثة لإنهاء الصراع المسلح في السودان وتوصيل المساعدات
  • أوتشا: أكملنا مهمة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة شمال غرب سوريا
  • أونروا: مؤسسة غزة الإنسانية لا تقدم سوى التجويع والرصاص للفلسطينيين
  • لازاريني: "مؤسسة غزة الإنسانية" لا تقدم سوى التجويع والرصاص
  • 169 منظمة إغاثة تدعو لإنهاء نظام توزيع المساعدات في غزة المدعوم أمريكيا
  • وزارة الثقافة: 500 ليلة مسرحية مجانية قريبًا في جميع المحافظات
  • مراسلة سانا بدمشق: وزارة الصحة تتسلم 4 سيارات إسعاف و4 عيادات متنقلة مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان بتمويل من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية ‏والحماية المدنية “إيكو”
  • نقص التمويل يعيق تحقيقات أممية في انتهاكات حقوقية شرقي الكونغو
  • منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية آدم عبد المولى يزور معرة النعمان بريف إدلب ومتحفها التاريخي، ويطلع على الخدمات الطبية المقدمة في المركز الصحي بالمدينة
  • منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يزور معرة النعمان بريف إدلب