منذ حوالي عامين تقريبا، كنا محاصرين أنا و ابني الأصغر في المنزل، لم تكن هنالك أسواق و لا مخابز تعمل، و كان اولئك المرتزقة اللصوص يجوبون الشوارع مدججون بالأسلحة ينهبون و يقتلون.
أعددت طبقا من ( القراصة ) لنفطر به، عندما سمعنا طرقا عنيفا على الباب،
بيوتنا قبل دخول الجنجويد عالمنا كانت مفتوحة (للغاشي و الماشي) حق الضيف فيها أكثر من حق صاحبها لم تكن أصلا تحتاج لطرق…
لكن بعد اجتياح الجراثيم دنيانا، عرفت أبوابنا نوعا جديدا من الطرق،) ليس رغبة في الاستئذان، طرق يحمل طابع الترويع و يوجه رسالة الاذلال للامنين في ديارهم، أن افتحوا ، رغما عن أنوفكم.

. و سلمونا ما نريد في مقابل حق لا يملكه بشر هو ( حق الحياة.. الذي هو.حق الله) لم نكن نشك لحظة، أنها طرقات أولئك الأوباش الذين يدخلون البيوت عادة بلا استئذان، طرقات تتم عادة بقبضة الأياد لا بمفصل السبابة و أحيانا ب (دبشك الكلاشنكوف)
فلم أشأ أن أفتح لهم، فليسوا مرحبا بهم..
و سرعان ما دفعوا الباب بالقوة و اتلفوه.. حينها غلي الدم في عروقي، و اجتمعت رغبة الدفاع عن الكرامة في غلاف من الحنق و الغضب و الكره لهذا المعتدي، ففتحت الباب الداخلي و حملت بيدي فأسا، كان سابقا معدا لتكسير لحم الأضحية، كان هو كل ما كنت أمتلكه من سلاح و خرجت اليهم، وجدت نفسي في مواجهة ثلاثة، أكبر بقليل من الصبية في العمر، كل منهم يمتطيه كلاش معمر بالرصاص..
رفعت فأسي في مواجهة الغزاة فهربوا الى خارج المنزل، ( يا الله، كم هم جبناء.. نعم.. اللص المرتزق ضعيف في مواجهة صاحب الحق..
كانت لحظة فارقة أغلقت فيها العقل و سيطر علي احساس
الدفاع عن الكرامة.، أكثر من النفس .
خرجوا فاغلقت الباب برجلي و جلست أرضا، و كما توقعت أمطروني بزخات من الرصاص الحي من خارج الباب ( بقيت فتحاتها حتى الان شاهدا على ذلك الفعل الشنيع)
كان ابني خلفي و يطلب مني أن أتشهد.. نحن في عداد القتلى لا محالة.. و كنت أرفع رأسي الى السماء و أدعو بصوت خافت..
و استجاب الله دعاءي، ظنوا أنهم أصابوني، و أشار اليهم أحدهم ( كنت أسمع صوته) : يا جماعة الزول ده و الله بكون مسلح، عنده طبنجة و لاحاجة.. خلونا ندور العربية (و كانت متوقفة بالخارج) و نجيه مرة تانية..
حمدنا الله الذي سلم أرواحنا، و خرجت و أبني بالثياب التي كنا نرتديها، تركنا لهم كل شي من حطام الدنيا، ادخرناه او تملكناه من تعب و كد عشرات السنين..
و بدأت رحلة النزوح التي استمرت لعامين تقريبا (و هذه قصة أخرى) و عدنا منذ أيام لديارنا. بعد أن خرج الجنجويد مذلولين مهانين منها.
وجدناها خرابا عاثوا فيها فسادا، و حولوا غرف النوم فيها الى مراخيض يتغوطون فيها..
نهبوا و سرقوا حتى ملابسنا الداخلية، و تركوا لنا الغبار و خيوط العنكبوت..
كنت مشغولا بطبق (القراصة) الذي كنا أعددناه للافطار أنا و ابني، ماذا فعل الله به..
و بينا أنا أبحث في الأنقاض و الأواني التي تحرقت، وجدت الطبق، كانت القراصة لا تزال شاهدة على تلك الأيام، لم تكن لطعامنا كرامة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه ثم قال له انظر إلى طعامك لم يتسنه،…
جرت على طعامنا سنن الحياة.. فقد تسنه.. و تحول الي كتلة من الكربون لم تستطع الفطريات أن تلتهمها..
يس ابراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أبناء تعز يحتشدون في 40 ساحة بتعز ثباتاً مع غزة في مواجهة العدو الصهيوني

يمانيون/ تعز

احتشد أبناء محافظة تعز اليوم الجمعة، في 40 مسيرة جماهيرية بمركز ومديريات المحافظة تحت شعار “مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع”، تأكيدا على الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني.
وأكدوا أن الشعب اليمني يتصدر شعوب العالم بمواقفه المشرفة المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم، وتسلحه بالإيمان والحكمة والتوكل على الله في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، محققا بذلك الانتصارات العظيمة.
وأشاروا خلال المسيرات التي تقدمها في مركز المحافظة القائم بأعمال المحافظ أحمد المساوى وعضو مجلس الشورى طه حميد، وقيادات محلية وتنفيذية وشخصيات اجتماعية إلى أن اليمن قيادة وشعبا وجيشا وقف في مواجهة مباشرة مع أمريكا والكيان الصهيوني وفرض معادلة جديدة في المنطقة.
ولفت أبناء المحافظة إلى أن خروجهم الأسبوعي في كل ساحات مديريات المحافظة يأتي انطلاقا من المسؤولية الدينية في مناصرة المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني، وبراءة من أعداء الله وعملائهم.
وأكد بيان صادر عن المسيرات الثبات على الموقف المحق والمشرف، ومواصلة الخروج الأسبوعي بلا كلل، ولا ملل، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم.
وخاطب الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة في ذكرى النكبة الكبرى ” إنكم بجهادكم في سبيل الله، وصبركم، وثباتكم الذي لا مثيل له، واستمراركم في ذلك، تمنعون تكرار النكبة، وتقفون حجر عثرة أمام العدو الصهيوني، وتحمون الأمة العربية والإسلامية من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى”.
وأضاف: “نحن معكم وإلى جانبكم، وبتوكلنا على الله، وجهادنا في سبيله، لن تتكرر النكبة – بإذن الله – بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم”.
وعبر البيان عن “التحية والسلام والوفاء للإخوة في سرايا القدس ولكل المجاهدين الأعزاء الذين أهدوا لنا ولقائدنا التحية في عمليتهم الصاروخية الأخيرة ضد الكيان، وخصّوا الحشود المليونية في ميدان السبعين وبقية الساحات”.. لافتا إلى أن رسالتهم هذه “أغلى ما يصلنا في هذه المعركة المقدسة، ولهم منا العهد بالبقاء إلى جانبهم مهما كانت التحديات”.
وأشار إلى أنه وفي الوقت الذي كان العدو الصهيوني يصعد من جرائمه في غزة، كان الكافر المجرم -ترمب – الشريك الأول للصهيوني في الجريمة يتجول بكل عنجهية، وغطرسة، وكبر، وخيلاء، في بعض العواصم الخليجية، ويجمع الكميات الهائلة جدا من أموال الشعوب العربية والمسلمة ليقدم منها الدعم المهول لمجرمي الحرب في كيان العدو ليبيدوا الشعب الفلسطيني ويقتلوا العرب والمسلمين.
ولفت إلى أن الصواريخ التي ذهبت أثناء خطاب الكافر المجرم ترمب، ومرت من فوق رأسه إلى عمق كيان العدو تقدم شاهداً بأن الإسلام عزيز بعزة الله، وبأن ما يحدث لا يمثل الإسلام، ولا يقبله أهل الإيمان والحكمة.
وذكر البيان أن على شعوب الأمة العربية والإسلامية مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية وأخوية تجاه المآسي والفظائع التي تحدث في غزة.. داعيا إلى المقاطعة الاقتصادية للأعداء، والتي لا يعفى منها أي مسلم، وكذلك تنظيم المظاهرات والاحتجاجات.
كما دعا العلماء وقادة الفكر والرأي والنخب العلمية والفكرية والسياسية على العمل لرفع حالة الوعي داخل الأمة بضرورة العودة العملية الصادقة إلى القرآن الكريم، والاهتداء والالتزام به، وبأهمية النهوض بالمسؤولية والجهاد في سبيل الله ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية، وعدم موالاتهم.

مقالات مشابهة

  • علاج الحسد والعين في 3 أيام.. الإفتاء تحدد 12 دواء للشفاء
  • أبناء تعز يحتشدون في 40 ساحة بتعز ثباتاً مع غزة في مواجهة العدو الصهيوني
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية
  • الجنجويد العاملين فيها محايدين ديل اخطر علينا من الجنجويد الواضحين
  • أذكار الصباح اليوم الخميس 15 مايو 2025.. «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء»
  • ما الذي قد تفعله إيران بـسلاح حزب الله؟ تقريرٌ يكشف
  • الرئيس أحمد الشرع: وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
  • والي الخرطوم: الولاية ستكون خالية من مليشيا الجنجويد خلال أيام
  • ما فضل أيام العشر من ذي الحجة؟