عدنا منذ أيام لديارنا.. بعد أن خرج الجنجويد مذلولين مهانين منها
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
منذ حوالي عامين تقريبا، كنا محاصرين أنا و ابني الأصغر في المنزل، لم تكن هنالك أسواق و لا مخابز تعمل، و كان اولئك المرتزقة اللصوص يجوبون الشوارع مدججون بالأسلحة ينهبون و يقتلون.
أعددت طبقا من ( القراصة ) لنفطر به، عندما سمعنا طرقا عنيفا على الباب،
بيوتنا قبل دخول الجنجويد عالمنا كانت مفتوحة (للغاشي و الماشي) حق الضيف فيها أكثر من حق صاحبها لم تكن أصلا تحتاج لطرق…
لكن بعد اجتياح الجراثيم دنيانا، عرفت أبوابنا نوعا جديدا من الطرق،) ليس رغبة في الاستئذان، طرق يحمل طابع الترويع و يوجه رسالة الاذلال للامنين في ديارهم، أن افتحوا ، رغما عن أنوفكم.
فلم أشأ أن أفتح لهم، فليسوا مرحبا بهم..
و سرعان ما دفعوا الباب بالقوة و اتلفوه.. حينها غلي الدم في عروقي، و اجتمعت رغبة الدفاع عن الكرامة في غلاف من الحنق و الغضب و الكره لهذا المعتدي، ففتحت الباب الداخلي و حملت بيدي فأسا، كان سابقا معدا لتكسير لحم الأضحية، كان هو كل ما كنت أمتلكه من سلاح و خرجت اليهم، وجدت نفسي في مواجهة ثلاثة، أكبر بقليل من الصبية في العمر، كل منهم يمتطيه كلاش معمر بالرصاص..
رفعت فأسي في مواجهة الغزاة فهربوا الى خارج المنزل، ( يا الله، كم هم جبناء.. نعم.. اللص المرتزق ضعيف في مواجهة صاحب الحق..
كانت لحظة فارقة أغلقت فيها العقل و سيطر علي احساس
الدفاع عن الكرامة.، أكثر من النفس .
خرجوا فاغلقت الباب برجلي و جلست أرضا، و كما توقعت أمطروني بزخات من الرصاص الحي من خارج الباب ( بقيت فتحاتها حتى الان شاهدا على ذلك الفعل الشنيع)
كان ابني خلفي و يطلب مني أن أتشهد.. نحن في عداد القتلى لا محالة.. و كنت أرفع رأسي الى السماء و أدعو بصوت خافت..
و استجاب الله دعاءي، ظنوا أنهم أصابوني، و أشار اليهم أحدهم ( كنت أسمع صوته) : يا جماعة الزول ده و الله بكون مسلح، عنده طبنجة و لاحاجة.. خلونا ندور العربية (و كانت متوقفة بالخارج) و نجيه مرة تانية..
حمدنا الله الذي سلم أرواحنا، و خرجت و أبني بالثياب التي كنا نرتديها، تركنا لهم كل شي من حطام الدنيا، ادخرناه او تملكناه من تعب و كد عشرات السنين..
و بدأت رحلة النزوح التي استمرت لعامين تقريبا (و هذه قصة أخرى) و عدنا منذ أيام لديارنا. بعد أن خرج الجنجويد مذلولين مهانين منها.
وجدناها خرابا عاثوا فيها فسادا، و حولوا غرف النوم فيها الى مراخيض يتغوطون فيها..
نهبوا و سرقوا حتى ملابسنا الداخلية، و تركوا لنا الغبار و خيوط العنكبوت..
كنت مشغولا بطبق (القراصة) الذي كنا أعددناه للافطار أنا و ابني، ماذا فعل الله به..
و بينا أنا أبحث في الأنقاض و الأواني التي تحرقت، وجدت الطبق، كانت القراصة لا تزال شاهدة على تلك الأيام، لم تكن لطعامنا كرامة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه ثم قال له انظر إلى طعامك لم يتسنه،…
جرت على طعامنا سنن الحياة.. فقد تسنه.. و تحول الي كتلة من الكربون لم تستطع الفطريات أن تلتهمها..
يس ابراهيم إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
فعالية نسائية حاشدة في الحديدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
الثورة نت /..
شهد ملعب العلفي بمدينة الحديدة عصر اليوم فعالية نسائية حاشدة بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام – اليوم العالمي للمرأة المسلمة.
وعكس الحفل، الذي اكتظ بحشود نسائية من مديريات الميناء والحوك والحالي وعدد من مديريات المحافظة، الوعي المتنامي للمرأة اليمنية بأهمية إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة المتجسد في ذكرى ميلاد فاطمة البتول ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وأُلقيت في الاحتفالية كلمات أكدت في مجملها أن إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام يُجسّد الارتباط الصادق برسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، ويعمق الالتزام بنهجه، ويعبر عن التمسك بخط آل البيت في واقع الأمة.
واعتبرت الذكرى، محطة إيمانية تربوية للتذكير بتضحيات الزهراء وصبرها وإيمانها وجهادها، بما يعزّز من مناعة المجتمع في مواجهة الحرب الناعمة والمشاريع التي تستهدف الهوية الدينية تحت عناوين الحريات المضللة والانفتاح المنفلت.
وأشارت الكلمات إلى أن الاحتفال بمولد ابنة رسول الله صلوات الله عليه وآله يعد من مظاهر الانتماء للهوية الإيمانية، ويُجسّد اعتزاز المرأة اليمنية بتعظيم المناسبات المرتبطة برسول الله وآل بيته الأطهار.
وأوضحت أن المرأة اليمنية، وهي تُحيي ذكرى ميلاد البتول التي تمثل الأنموذج القدوة لنساء المسلمين، تجدّد موقفها الثابت في الانتصار لدين الله ومواجهة طاغوت الاستكبار العالمي الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وتطرقت إلى تضحيات نساء اليمن في معركة الدفاع عن الوطن، ودورهن في دعم الجبهات وإسناد المرابطين وتعزيز الصمود الشعبي في مواجهة العدوان والحصار.
وحيّت المتحدثات، صمود نساء الحديدة ودور الهيئة النسائية في رفد مسارات التوعية المجتمعية، والإسهام في التعبئة، وترسيخ قيم ومعاني الهوية الإيمانية، وتحصين النساء من الثقافات الدخيلة والمفاهيم المغلوطة.
وأكدت أهمية إحياء ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام وإعطائها ما تستحقه من حضور وزخم، بما ينسجم مع مكانتها في الإسلام، ويعزّز من الروح المعنوية في مواجهة التحديات.
ولفتت الكلمات، الى أن الفعاليات، تشكل دافعاً عملياً لاقتفاء صفات الزهراء وأخلاقها، وترجمتها في واقع المرأة اليمنية سلوكاً وموقفاً وانضباطاً في الأسرة والمجتمع.
وتناولت، دلالات الاحتفال بهذه الذكرى، في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، بوصفها رسالة واضحة لقوى العدوان بأن المرأة اليمنية تستمد قوتها وثباتها من نهج سيدة نساء العالمين وقيم الإسلام المحمدي الأصيل.
ودعت إلى استثمار فعاليات هذه المناسبة في تعزيز الارتباط بفاطمة الزهراء عليها السلام، وترسيخ القيم والمبادئ والفضائل التي حملتها، والاستفادة من سيرتها العطرة في بناء الأجيال وإبراز النماذج القدوة من آل بيت النبي الكريم.
وأكدت المشاركات، أن المرأة اليمنية ستظل رمزاً للعزة والكرامة والصمود، متمسكة بنهج الزهراء ونساء آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله في نصرة قضايا الحق، باعتباره السبيل للانتصار على طغاة العصر ومجرمي الحروب، وتحقيق العزة للأمة.
وجددّت الالتزام بأخلاق وأهداف مشروع المسيرة القرآنية الذي يعبر عن الأمة وقيمها ومبادئها في مواجهة أخطر مشروع تدميري يستهدف هويتها من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة.
تخللت الفعالية فقرات خطابية وانشادية عبرت عن معاني الارتباط بسيرة الزهراء ومكانتها في وجدان المجتمع اليمني، وأبرزت الدور الإيماني والتربوي للمرأة في مواجهة التحديات الراهنة.
عقب الفعالية، نُظمت المشاركات وقفة احتجاجية في ملعب العلفي للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة وخروقاته المتكررة لاتفاقات وقف إطلاق النار واعتداءاته المتواصلة على المقدسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستنكر بيان الوقفة، الموقف العربي الرسمي المتخاذل تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل، مؤكداً مساندة المرأة اليمنية لكافة الخيارات التي تتخذها القيادة الثورية لنصرة فلسطين والتصدي لأي تهديدات تستهدف اليمن، ومواصلة تنظيم الفعاليات والوقفات المؤيدة للشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة.
وأشار إلى استمرار المرأة اليمنية في السير على نهج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، والتمسك بمبادئها في نصرة الحق والعدالة والدفاع عن المستضعفين، والثبات على المواقف التي تخدم قضايا الأمة العادلة.
وحذر البيان، من مساعي العدو لاستهداف المرأة عبر أدوات إعلامية وثقافية وفكرية تهدف لسلخها من هويتها الإيمانية وقيمها وأخلاقها، داعيًا كافة النساء إلى اليقظة والتمسك بالهوية التي تحفظ الكرامة وتصون المجتمع من محاولات الاختراق والتضليل.
وندد بالاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والعدوان الصهيوني الوحشي على غزة والضفة الغربية، مجددّا التأكيد على الموقف الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة جرائم الاحتلال.
ولفت البيان إلى الاستمرار في حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهما، داعياً الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تفعيل هذا السلاح الفعال وتعزيز أثره في إضعاف العدو اقتصادياً.
وجددّ ثبات موقف المرأة اليمنية في دفع أبنائها وأزواجها ورجالها للالتحاق بدورات التعبئة العسكرية، ورفع مستوى الجهوزية لخوض أي مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني أو الأمريكي أو أي طرف يقف في صفهما.