لجريدة عمان:
2025-12-09@18:46:21 GMT

قمة بعد قمة .. لك الله يا غـزة

تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT

أفسد مجرم الحرب نتانياهو زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التاريخية - أقله في أعين الشعوب الخليجية والعربية - لكل من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات خلال الفترة من ١٣ إلى ١٦ مايو الجاري. وذلك عندما أكرم وفادته للمنطقة بمجازر وحشية مضاعفة، في حق المدنيين العزل في غزة. وأفسد العرب كرم الضيافة والتحضيرات الاستثنائية التي قامت بها الجمهورية العراقية لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي عقدت في بغداد بتاريخ ١٧ مايو الجاري.

عندما أعادوا تكرار بياناتهم الإنشائية تجاه ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا قامت وتقوم بها آلة الحرب الصهيونية المجرمة على مدى ١٩ شهرًا في قطاع غزة. فبعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م، عُقدت عدة قمم عربية طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع الخطيرة في غزة والشرق الأوسط، كان أبرزها: ١- القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الرياض بتاريخ ١١ نوفمبر ٢٠٢٣م، التي أدانت التصعيد الإسرائيلي في غزة وقررت كسر الحصار المفروض على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. إضافة إلى تكليف لجنة وزارية بالتحرك وزاريًا لحشد الدعم لوقف الحرب. وقد فشلت بامتياز في تحقيق الهدفين. ٢- القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الرياض في ١١ نوفمبر ٢٠٢٤م، وكانت هذه القمة امتدادًا للقمة السابقة، حيث ركزت على التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وطالبت الدول بحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها.

وبالطبع كسابقتها، فشلت في تحقيق هذه الأهداف.

٣- القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت في البحرين بتاريخ ١٦ مايو ٢٠٢٤م. ٤- القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة بتاريخ ٤ مارس ٢٠٢٥م، وركزت على إقرار خطة شاملة لإعمار غزة ودعم الفلسطينيين، ومنع تهجيرهم، إلى جانب وضع آلية لدعمهم إنسانيا والعمل على تحقيق سلام عادل لحل الدولتين، والتي سبقتها قمة عربية مصغرة عُقدت في الرياض بتاريخ ٢١ فبراير ٢٠٢٥م، بمشاركة قادة معظم دول مجلس التعاون ومصر والأردن، لمناقشة الرد العربي على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن. ٥- القمة العربية الرابعة والثلاثون التي عُقدت في العاصمة العراقية بغداد بتاريخ ١٧ مايو الجاري.

ويعد العامل المشترك في مخرجات كل هذه القمم هو «دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته» تجاه ما يحدث في غزة من جرائم وحشية وتطهير عرقي يقوم بها الكيان الصهيوني المجرم.

وبدعم علني من قبل القوى الدولية الفاعلة التي بلغت نتيجتها حتى الآن أكثر من ٥٣ ألف شهيد وأكثر من ١٢٠ ألف جريح وتدمير البنية التحتية بالكامل تقريبا. ويحضرني في هذا السياق، عبارة رائعة للغاية للعالم الفيزيائي آلبرت آينشتاين عندما قال «من الغباء فعل الشيء نفسه مرتين بنفس الأسلوب والخطوات وانتظار نتائج مختلفة». والنظام الرسمي العربي أخرج نفسه من عبء الملامة ورمى الجمل بما حمل - كما يقال - على المجتمع الدولي، وكأن الدول العربية ليست جزءًا من المجتمع الدولي، وعليها مسؤوليات أيضا تجاه ما يحدث في غزة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ونسف للقانون الدولي الإنساني. لقد كشف السابع من أكتوبر والأحداث التي تلت هذا اليوم، ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني. ولولا الدعم الأمريكي والغربي المسعور لإنقاذه من الانهيار، بتزويده على مدى أشهر بأساطيل جوية وبحرية مستمرة، محملة بالأسلحة المتطورة والصواريخ والقنابل القاتلة، إضافة إلى الدعم الاستخباراتي التام والاقتصادي والمالي الضخم، لكان في وضع مختلف كليا عمّا هو عليه الآن. وما كان هذا الكيان المجرم ليستمر في مجازره، لولا الخذلان العربي والإسلامي التام للقضية الفلسطينية، وتحديدًا لما يحدث في قطاع غزة. لقد أثبتت التجارب من خلال عقود من التعامل مع هذا الكيان الصهيوني، وتحديدا منذ ١٥ من مايو من عام ١٩٤٨م - يوم النكبة -، أن هذا الكيان لا يحترم عهودًا أو مواثيق، ولا يعترف بالقانون الدولي، وأنه لا يعرف غير لغة القوة.

وبيّنت كذلك الأحداث، أن الدول الغربية لا تعترف إلا بلغة المصالح فقط. فعندما يأتي الرئيس الأمريكي إلى المنطقة. وتكون زيارته الخارجية الأولى إلى عدد من دول مجلس التعاون، فهذا بلا شك دليل على أن هذه الدول أصبحت رقما مهما على الساحة الدولية، وذلك نظرًا لقوتها الاقتصادية الهائلة. وكما هو معلوم أن زيارات رؤساء الدول، إذا انتهت بتوقيع اتفاقيات وعقود بقيمة ١٠ أو ٢٠ مليارا تُعد ناجحة للغاية. ولكن، أن يتم توقيع عقود واتفاقيات بقيمة تصل إلى ما يقارب ٤ تريليونات دولار - رفعها ترامب لاحقا في آخر أيام هذه الزيارة في تصريح لوسائل الإعلام إلى ١٣ تريليون دولار - دون أن تكون نتيجة منطقية لهذه الفائدة العظيمة غير المسبوقة للولايات المتحدة، هي إيقاف ربيبتها إسرائيل عن إجرامها، وتطهيرها العرقي للشعب الفلسطيني.

فما هو مفهوم المصالح المشتركة إذا؟ كان يمكن كسب هذه الفرصة التاريخية، لتغيير المعادلة في الشرق الأوسط، من خلال هذه الاستثمارات والأرقام المالية الفلكية، غير المسبوقة في التاريخ. وذلك، بالضغط على الجانب الأمريكي ليقابل هذا السخاء بإنهاء العدوان الصهيوني والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة على الأقل، إن لم يكن بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بفرض حل الدولتين وإنصاف الفلسطينيين الذين عانوا من إجرام عدو صهيوني محتل ومجازره المروعة على مدى سنوات طوال قاربت الـ٨٠ عاما.

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القمة العربیة قطاع غزة ما یحدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي

قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري، ومشاهدتها أمر مشروع ولا يحرِّمه الدين، بل أمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم؛ فالآثار من القيم التاريخية والإنسانية التي ينبغي عدم مسها بسوء، وهي إرث إنساني يجب الحفاظ عليه.

الحفاظ على الآثار

وأوضحت الإفتاء أن الحفاظ على الآثار يعكس المستوى الحضاري للشعوب، وهي تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع؛ لأنها تعبر عن تراثها وتاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هدم آطام المدينة؛ أي حصونها.

الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة التي ملأت جنبات الأرض علمًا وصناعة وعمرانًا، وقد لجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحربيًّا نقوشًا ورسومًا ونحتًا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون أمرًا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمي والحضاري النافع.

القرآن الكريم حث على دراسة تاريخ الأمم

وأوضحت أن القرآن الكريم حثَّ على دراسة تاريخ الأمم، السالفة، والنظر في آثارهم، ولذلك كان حتمًا الحفاظ على تلك الآثار والاحتفاظ بها سجلًّا وتاريخًا دراسيًّا؛ لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه من مأمورات الإسلام الصريحة الواردة في القرآن الكريم في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]

وقال الله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [العنكبوت: 20].

دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

قال الإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (3/ 93، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب) في معرض تفسير هذه الآية مستدلًّا على تكرير الأحوال: [كلُّ نهرٍ فيه ماءٌ قد جرى... فإليه الماءُ يومًا سيعود] اهـ.

وقال الإمام ابن عجيبة في "البحر المديد" (4/ 294، ط. الدكتور حسن عباس زكي): [فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ على كثرتهم، واختلاف أحوالهم وألسنتهم وألوانهم وطبائعهم، وتفاوت هيئاتهم، لتعرفوا عجائب قدرة الله بالمشاهدة، ويقوى إيمانُكم بالبعث] اهـ.

تاريخ الأمم السابقة

كما جعل الله التعارف سمةً إنسانية، والاختلاف سنةً كونية، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].

قال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (26/ 259-260، ط. الدار التونسية): [جعلت علة جعل الله إياه شعوبًا وقبائل، وحكمته من هذا الجعل: أن يتعارف الناس، أي يعرف بعضهم بعضًا. والتعارف يحصل طبقةً بعد طبقةٍ متدرجًا إلى الأعلى... وهكذا حتى يعمَّ أمَّة أو يعم النَّاس كلهم، وما انتشرت الحضارات المماثلة بين البشر إلا بهذا الناموس الحكيم] اهـ.

حكم دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

الآثار: جمع أثرٍ وهو بقيَّة الشيءِ، والآثار: الأعلام، كما قال ابن منظور في "لسان العرب" (4/ 5، ط. دار صادر).

والواقع يشهد أن ما تركته الأمم السابقة يمثِّل للبشرية الحاضرة سجلاتٍ تاريخيَّة هائلةً شاهدةً على تاريخ الإنسان، وإعماره الأرضَ، وما توصلت إليه تلك الأمم من علومٍ ومعارفَ ورقيٍّ إنسانيٍّ، كالمصريين القدماء، والفرس، والرومان وغير أولئك، وهؤلاء ممن ملؤوا جنبات الأرض صناعةً وعمرانًا؛ فإنهم جعلوا تلك الآثار وسائل تسجيل أيامهم، وأهم أحداثهم الاجتماعية والسياسية، وأهم المعارف والمعتقدات عندهم، وهو ما لا يخلو مِن فائدةٍ تعود على الإنسان المعاصر، فبذلك يحسن تصوُّرُه وعلمه بما وقع في سالف الأزمان، بما يزيد إيمانه ويشرح صدره، ويرسخ قدمه في العلم والحكمة والإعمار.
تاربخ الأمم

كما إن القرآن الكريم والسُّنة النبوية المشرَّفة قد لَفَتَا الأنظارَ في كثير من نصوصهما إلى ضرورة السير في الأرض وتتبع آثار الأمم السابقة للتعلم منها وأخذ العظة والاعتبار، ومن ثمَّ فإنه لا مانع شرعًا من دراسة الشاب المذكور تاريخَ الأمم السابقة وآثارَهم، ويكون مثابًا على دراسته تلك؛ فإن هذا النوع من الدراسة يُعد الوسيلةَ العلميةَ الصحيحةَ لحفظِ تاريخ الحضارات البشرية، والنظرِ في مصائرها لأخذ العبرة والاتعاظ، والاستفادةِ من تجاربها، ومعرفةِ السنن الإلهية في الكون، مما يدفع بالإنسانية إلى مزيد من الوعي، ويضمن لها التقدم العلمي والحضاري المستنير.

وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولُه: «الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» أخرجه الإمامان: ابن ماجه، والترمذي. ومن الحكمة: الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، حتى ولو كانوا من الأمم السابقة، فالمؤمن قاصدٌ للعلم والحكمة "يلتقطها حيث وجدها ويغتنمها حيث ظفر بها"، كما قال الإمام المُناوي في "فيض القدير" (2/ 545، ط. المكتبة التجارية الكبرى).

 

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للغة العربية» يشارك في «المنتدى العلمي والعملي الدولي» بموسكو
  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية ينطلق اليوم بمشاركة 840 خيلًا
  • "العربية لحقوق الإنسان": اقتحام الاحتلال لمقر الأونروا في القدس تصعيد خطير يهدد النظام الدولي
  • وزير العدل يترأس الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الانساني
  • وزير العدل يترأس الاجتماع الـ 13 للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني
  • السعودية تتألق في معرض مكة الدولي للمنتجات العربية والعالمية
  • الرياض تستضيف العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية 2025
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت