لجريدة عمان:
2025-05-18@22:01:07 GMT

قمة بعد قمة .. لك الله يا غـزة

تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT

أفسد مجرم الحرب نتانياهو زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التاريخية - أقله في أعين الشعوب الخليجية والعربية - لكل من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات خلال الفترة من ١٣ إلى ١٦ مايو الجاري. وذلك عندما أكرم وفادته للمنطقة بمجازر وحشية مضاعفة، في حق المدنيين العزل في غزة. وأفسد العرب كرم الضيافة والتحضيرات الاستثنائية التي قامت بها الجمهورية العراقية لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي عقدت في بغداد بتاريخ ١٧ مايو الجاري.

عندما أعادوا تكرار بياناتهم الإنشائية تجاه ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا قامت وتقوم بها آلة الحرب الصهيونية المجرمة على مدى ١٩ شهرًا في قطاع غزة. فبعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م، عُقدت عدة قمم عربية طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع الخطيرة في غزة والشرق الأوسط، كان أبرزها: ١- القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الرياض بتاريخ ١١ نوفمبر ٢٠٢٣م، التي أدانت التصعيد الإسرائيلي في غزة وقررت كسر الحصار المفروض على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. إضافة إلى تكليف لجنة وزارية بالتحرك وزاريًا لحشد الدعم لوقف الحرب. وقد فشلت بامتياز في تحقيق الهدفين. ٢- القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الرياض في ١١ نوفمبر ٢٠٢٤م، وكانت هذه القمة امتدادًا للقمة السابقة، حيث ركزت على التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وطالبت الدول بحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها.

وبالطبع كسابقتها، فشلت في تحقيق هذه الأهداف.

٣- القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت في البحرين بتاريخ ١٦ مايو ٢٠٢٤م. ٤- القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة بتاريخ ٤ مارس ٢٠٢٥م، وركزت على إقرار خطة شاملة لإعمار غزة ودعم الفلسطينيين، ومنع تهجيرهم، إلى جانب وضع آلية لدعمهم إنسانيا والعمل على تحقيق سلام عادل لحل الدولتين، والتي سبقتها قمة عربية مصغرة عُقدت في الرياض بتاريخ ٢١ فبراير ٢٠٢٥م، بمشاركة قادة معظم دول مجلس التعاون ومصر والأردن، لمناقشة الرد العربي على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن. ٥- القمة العربية الرابعة والثلاثون التي عُقدت في العاصمة العراقية بغداد بتاريخ ١٧ مايو الجاري.

ويعد العامل المشترك في مخرجات كل هذه القمم هو «دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته» تجاه ما يحدث في غزة من جرائم وحشية وتطهير عرقي يقوم بها الكيان الصهيوني المجرم.

وبدعم علني من قبل القوى الدولية الفاعلة التي بلغت نتيجتها حتى الآن أكثر من ٥٣ ألف شهيد وأكثر من ١٢٠ ألف جريح وتدمير البنية التحتية بالكامل تقريبا. ويحضرني في هذا السياق، عبارة رائعة للغاية للعالم الفيزيائي آلبرت آينشتاين عندما قال «من الغباء فعل الشيء نفسه مرتين بنفس الأسلوب والخطوات وانتظار نتائج مختلفة». والنظام الرسمي العربي أخرج نفسه من عبء الملامة ورمى الجمل بما حمل - كما يقال - على المجتمع الدولي، وكأن الدول العربية ليست جزءًا من المجتمع الدولي، وعليها مسؤوليات أيضا تجاه ما يحدث في غزة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ونسف للقانون الدولي الإنساني. لقد كشف السابع من أكتوبر والأحداث التي تلت هذا اليوم، ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني. ولولا الدعم الأمريكي والغربي المسعور لإنقاذه من الانهيار، بتزويده على مدى أشهر بأساطيل جوية وبحرية مستمرة، محملة بالأسلحة المتطورة والصواريخ والقنابل القاتلة، إضافة إلى الدعم الاستخباراتي التام والاقتصادي والمالي الضخم، لكان في وضع مختلف كليا عمّا هو عليه الآن. وما كان هذا الكيان المجرم ليستمر في مجازره، لولا الخذلان العربي والإسلامي التام للقضية الفلسطينية، وتحديدًا لما يحدث في قطاع غزة. لقد أثبتت التجارب من خلال عقود من التعامل مع هذا الكيان الصهيوني، وتحديدا منذ ١٥ من مايو من عام ١٩٤٨م - يوم النكبة -، أن هذا الكيان لا يحترم عهودًا أو مواثيق، ولا يعترف بالقانون الدولي، وأنه لا يعرف غير لغة القوة.

وبيّنت كذلك الأحداث، أن الدول الغربية لا تعترف إلا بلغة المصالح فقط. فعندما يأتي الرئيس الأمريكي إلى المنطقة. وتكون زيارته الخارجية الأولى إلى عدد من دول مجلس التعاون، فهذا بلا شك دليل على أن هذه الدول أصبحت رقما مهما على الساحة الدولية، وذلك نظرًا لقوتها الاقتصادية الهائلة. وكما هو معلوم أن زيارات رؤساء الدول، إذا انتهت بتوقيع اتفاقيات وعقود بقيمة ١٠ أو ٢٠ مليارا تُعد ناجحة للغاية. ولكن، أن يتم توقيع عقود واتفاقيات بقيمة تصل إلى ما يقارب ٤ تريليونات دولار - رفعها ترامب لاحقا في آخر أيام هذه الزيارة في تصريح لوسائل الإعلام إلى ١٣ تريليون دولار - دون أن تكون نتيجة منطقية لهذه الفائدة العظيمة غير المسبوقة للولايات المتحدة، هي إيقاف ربيبتها إسرائيل عن إجرامها، وتطهيرها العرقي للشعب الفلسطيني.

فما هو مفهوم المصالح المشتركة إذا؟ كان يمكن كسب هذه الفرصة التاريخية، لتغيير المعادلة في الشرق الأوسط، من خلال هذه الاستثمارات والأرقام المالية الفلكية، غير المسبوقة في التاريخ. وذلك، بالضغط على الجانب الأمريكي ليقابل هذا السخاء بإنهاء العدوان الصهيوني والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة على الأقل، إن لم يكن بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بفرض حل الدولتين وإنصاف الفلسطينيين الذين عانوا من إجرام عدو صهيوني محتل ومجازره المروعة على مدى سنوات طوال قاربت الـ٨٠ عاما.

خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القمة العربیة قطاع غزة ما یحدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

الكائنات الغريبة التي لم نعهدها

 

 

علي المسلمي

في عصر نستطيع أن نقول فيه إنه بلغ ذروة العلم والتمدن، مبتكرات ومخترعات، لم تخطر على بال أحد؛ لتيسير حياة البشرية جمعاء، وأخريّات لتدمير البشرية من المغلوب على أمرهم؛ من أجل المليار الذهبي من البشر.

في المُقابل توجد ثلة من الصنف الثاني من الناس، تحكمها شريعة الغاب، تمارس السّادية بحق شعب أعزل في أرضه، لا يطلب سوى العيش الكريم، والحياة الهانئة الهادئة، يطلب حريته بعدما تمت مُحاصرته برًا وجوًا وبحرًا بالقاذفات والمسيرات، والقنابل الحارقة الفسفورية المحرمة دوليًا والخارقة للصوت، والمجنزرات والبلدوزرات ودبابات الميركافا. هذه الكائنات هل هي من جنس البشرية أمْ كما تدعِي؛ بأنها شعب الله المختار، وأخذت صك الغفران من فرعون العصر، الذي أعطاها الضوء الأخضر، تبيد البشر والحجر في حمم لا تبقي ولا تذر، وتشفي غليلها بتهشيم رؤوس أطفال العرب حسب عقيدتهم التلمودية التوراتية الواردة في أسفارهم؛ حتى يهدأ بالها وتستريح قلوبها المليئة بالحقد والغل.

هيهات.. هيهات، إنَّ الله يمهل ولا يهمل، من قَبلِكِ أمم وأفراد أخذتهم العزة بالإثم، فصاروا إلى ما صاروا إليه من النكال والعذاب في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون "أَدْخِلُوا آلَ فِرْعونَ أشدَّ العذابِ". وهذه الكائنات استباحت الحرمات، ودنست الأعراض، وأهلكت الحرث والنسل، وعاثوا في الأرض الفساد، ولم تنصت لصوت العقلاء الحكماء، والمتظاهرين المناهضين لهذه الهمجية الجاهلية، ولا إلى دعوة المظلومين، ولا إلى تنهدات المكلومين والثكالى وبكاء الأطفال اليتامى، همها الأكبر التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وبناء ملك زائل، ونبوءات زائفة في أرض الميعاد بالتطهر بالبقرات الحمراء الشيكاغوجية السّمانْ؛ لبناء هيكلهم المزعوم، وتحقيق أهداف بروتوكولات بني صهيون الماسونية.

أمّا وبَعْدّ أن تكشفت سوءات هذه الفئة، وكشفت عن بريق وجهها، ورأى العالم صنيعها وأفعالها أنَّا له أنْ يقف العالم الحُر كما يدعي بـديمقراطيته وعدالته مكتوف الأيدي بمؤسساته التي بُنيت على أساس صون كرامة الإنسان وحريته، واحترام حقوقه بعد الحربين العالميتين المدمرتين وبَنَتْ على ذلك العهود والمواثيق، أمْ تكون بريقاً مزيفاً يستخدمه الكبار؛ لاستمالة الشعوب التي يظنونها أممًا تابعة لهم تنقاد وفق أهوائهم ورغباتهم.

لقد طفح الكيل أمّة المليار مسلم، وأمّة الدين والتاريخ واللغة والنسب، إخوانكم وأبناؤكم وبني جلدتكم وقومكم يساقون سوقًا، ويدفنون أحياء بلا رحمة ولا شفقة، يُجّوعون ويتوسلون، بطونهم خاوية، أمعاؤهم تتقطع وتصرصر كصرير النمل في وضح النهار، وأفواههم عطشى ظمأى من شدة العطش، يبكون على أطفالهم من هول الأمر ولا يستطيعون بنت شفة من شدة ما يعتصرهم من الآلام. وهذا ما تسطره لنا الشاشات المرئية، يئنون من شدة الألم، يفترشون البيوت المهشمة، ويلتحفون قطعًا بالية والفضاء الملوث. وهناك من يطبل ويزمر ويزمجر، ويفرش الورد، ويُنفق المليارات نظير وعود لا يعلم صدقها إلا أصحابها، تنثر في الهواء؛ بينما الواقع يزداد بؤسًا وشقاء، بينما الأنين والنوح لا أحد يلقي له بالاً ويلقى اللوم على هذه الفئة الصابرة المرابطة منذ خمسة وسبعين سنة في دحر هذا العدوان الغاشم بأبسط الوسائل.

ألا ينبض لنا عرق من دمٍ، أم نتوجس خيفة من أحفاد الصهاينة ولم نتكلم ببنت شفة، أينك يا فاروق الأمة، ويا صلاح الدين، وقطز، والأئمة والقادة العظام، وامعتصماه، واصلتاه، أم ندس أنوفنا في التراب، ونصُم آذاننا عن السماع، أو تشرئب أعناقنا إلى السماء ننتظر الفرج من رب السماء دون عناء. ونعم بالله الواحد القهار. "ألا إنَّ نصرَ اللهِ قرِيبٌ".

لا ضيّر لهذه الزمرة المؤمنة الصابرة أن تدفع بفلذات أكبادها؛ من أجل أن تعيش مثل بقية البشر آمنة مُطمئنة، ولكن الصمت يخيم، والجبروت يزداد من قبل الكيان وزمرته المتطرفة التي لا تبقي ولا تذر، والاتكال على سيد البيت الأبيض الحالم بنوبل للسلام إحلاله في بقاع الأرض؛ وخاصة منطقة الشرق الأوسط، لعل الصبح ينبلج بفجر جديد يعم السلام ربوع البلاد، ينفع البلاد والعباد من هذه الحرب المبيدة التي قضت على البشر والحجر، رحمة بهؤلاء البشر.

صبرًا يا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنة.

مقالات مشابهة

  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • القمة العربية تدعم حصول المغرب على مقعد في مجلس الأمن الدولي
  • توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مطار دمشق الدولي للتوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج لموسم 1446 هجري
  • صلاح عبدالله يعلق على كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية
  • القمة العربية ببغداد تجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف إراقة الدماء في غزة
  • القمة العربية تطالب بالضغط الدولي لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة
  • العربى الناصرى: الرئيس السيسي عبّر عن ضمير الأمة العربية وكشف ازدواجية المجتمع الدولي
  • بغداد: القمة العربية تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف حرب الإبادة بغزة فوراً
  • منصور بن زايد يشارك في القمة العربية التي بدأت أعمالها في بغداد
  • الملك للقمة العربية: وضع مأساوي يذهب ضحيته يوميا عشرات الفلسطينيين يسائل المجتمع الدولي