معركة الوعي: كيف يحاول الكيزان إعادة التاريخ
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
معركة الوعي: كيف يحاول الكيزان إعادة التاريخ
احمد ود اشتياق
يعيش السودان في خضم صراع مرير، ليس فقط بالسلاح والنار، بل في ميدان آخر أشد خطورة وهو ميدان الذاكرة والوعي الجمعي. فبينما تتواصل الحرب وتتعقد الأزمة، تخرج من تحت الركام حملات دعائية تقودها القوى التي كانت جزءًا من النظام المباد، وعلى رأسها الحركة الإسلامية – الكيزان – في محاولة لإعادة صياغة التاريخ، وتقديم أنفسهم كحماة للوطن والمواطن، في سردية مشوهة تتجاهل دورهم الأساسي في الخراب الذي تمر به البلاد.
في هذه الرواية الجديدة، يحاول الكيزان تصوير خصومهم السياسيين كخونة وعملاء، ويصنعون من أنفسهم “الوطنيين الغيورين”، متناسين عشرات السنين من القمع والنهب والفساد وإشعال الحروب.
إنهم لا يكتفون بإخفاء الحقيقة، بل يشنّون حملة منهجية لتشويه ذاكرة الثورة، وتحويل الشهداء إلى “ضحايا مؤامرة”، والثوار إلى “أدوات خارجية”، في مشهد عبثي يراد له أن يتحول إلى حقيقة سياسية وثقافية جديدة.
تصريحات المصباح واتهامات العمالة وبيانات العسكر هذه ليست مجرد دعاية عابرة، بل هي عملية تحوير شاملة تستهدف جوهر الثورة السودانية ومعانيها.
أدواتها ليست البنادق، بل المنابر الإعلامية، وخطاب الكراهية، والمحتوى الموجّه الذي يعيد تدوير الأكاذيب القديمة في قالب جديد.
إنها محاولة لقتل الفكرة التي وُلدت في ديسمبر، وتكريس خطاب سلطوي يعيد السودان إلى زمن الطاعة والخوف.
وفي هذا المناخ، يُستدعى الماضي بكل ما فيه من تشويش، حيث تسعى تلك القوى إلى تبييض سجلها الملطخ، وتقديم نفسها كطرف عقلاني يسعى إلى “الاستقرار” في مقابل من تصفهم بـ”الفوضويين”. لكن الحقيقة تظل واضحة لمن عاش التجربة: لا استقرار بدون عدالة، ولا سلام بدون مواجهة الحقيقة.
و هنا تبرز أهمية التوثيق واهتمام القوى المدنية بالاعلام . فالمعركة ليست فقط سياسية أو عسكرية، بل معرفية وأخلاقية. يجب أن ندوّن ما جرى، ونحفظ أصوات الشهداء، ونعيد بث مشاهد الثورة التي لا يمكن إنكارها، ونسرد القصص الصغيرة التي صنعت المعنى الكبير. فالحقيقة وحدها هي القادرة على مواجهة هذا السيل الجارف من التضليل.
الثورة السودانية لم تكن لحظة عابرة، بل بداية طريق طويل نحو التغيير. وما يعيشه السودان اليوم هو اختبار لإرادة هذا الشعب في ألا يُختطف تاريخه مرة أخرى.
فالتغيير الحقيقي لا يأتي ببيان عسكري أو خطاب سياسي، بل يأتي من إصرار الناس على ألا يُخدعوا مرتين، وعلى أن يحتفظوا بذاكرتهم حيّة، عصية على الكسر، وقادرة على رسم المستقبل.
هكذا تُخاض معركة الوعي… لا بالرصاص، بل بالكلمة. لا بالإنكار، بل بالتوثيق. ولا بالهروب، بل بالمواجهة.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإرادة التغيير الحقيقة الشعب السوداني الكيزان بيان عسكري معركة الوعي
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: عاشوراء سنة نبوية قديمة ليست مقتصرة على الإسلام
كتب- حسن مرسي:
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن يوم عاشوراء يُعد من الأيام العظيمة في التاريخ الإسلامي، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم صامه شكرًا لله، وأن هذا اليوم ليس حدثًا طارئًا أو مستحدثًا بعد الهجرة النبوية كما يظن البعض.
وأوضح الجندي، خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، أن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قدم المدينة المنورة، وجد اليهود يعظمون يوم عاشوراء، فسألهم عن السبب، فأجابوه بأنه اليوم الذي نجّى الله فيه موسى وقومه من فرعون، فصامه موسى شكرًا لله. عندها قال النبي: "نحن أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه.
وأشار الجندي إلى أن الأحاديث النبوية الواردة حول عاشوراء كلها صحيحة وثابتة، وذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم: "أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية"، مؤكداً أن هذا يدل على فضل هذا اليوم وأثر صيامه العظيم في تكفير الذنوب.
ولفت إلى أن البعض يظن أن النبي لم يكن يعرف شيئًا عن عاشوراء قبل الهجرة، وهذا غير دقيق. وأكد أن النبي كان يعلم بأهمية هذا اليوم، وكان يصومه في مكة، وأن أهل مكة أيضًا كانوا يعرفونه ويصومونه.
وأستشهد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحديث آخر قال فيه النبي: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"، في إشارة إلى رغبته في مخالفة اليهود بصيام تاسوعاء مع عاشوراء.
وشدد الجندي على ضرورة فهم الأحاديث في سياقها الصحيح، وعدم الاكتفاء بالجزء المتعلق بيهود المدينة فقط، لأن هذا يُظهر وكأن النبي لم يكن على علم بهذا اليوم قبل الهجرة، وهذا منافٍ لما ورد في الروايات الأخرى.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الشيخ خالد الجندي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عاشوراء المدينة المنورة لعلهم يفقهون الأحاديث النبويةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
خالد الجندي: "عاشوراء" سنة نبوية قديمة ليست مقتصرة على الإسلام
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
36 26 الرطوبة: 30% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك