شماعة الحصار.. استغلال حوثي لضربات إسرائيل على اليمن
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
منذ سريان الهدنة الأمريكية مطلع مايو الجاري؛ كثفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من حملات الابتزاز والجباية التي تستهدف التجار والسكان في المحافظات القابعة تحت سيطرتهم.
وتستغل الميليشيات شماعة "الحصار الإسرائيلي" لتبرير حملات النهب التي تمارسها، دون مراعاة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنين في ظل انعدام المرتبات وتفاقم أزمات الوقود والغاز.
وتتغنى القيادات الحوثية بما أسموه "الحصار الجوي على إسرائيل" في الوقت الذي يعيش أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم لحصار خانق من الغذاء والدواء والوقود، ناهيك عن الحصار السياسي الذي يستهدف كل النشطاء الذين يعبرون عن أراءهم ويكشفون حقيقة الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها اليمن بسبب الحرب العبثية التي تقودها الميليشيات تحت غطاء "مناصرة غزة".
في محافظة إب، تعرض عدد من ملاك المحال التجارية في المدينة القديمة، لعمليات اختطاف واعتقالات تعسفية واسعة تحت غطاء فرض جبايات لصالح الحرب ضد إسرائيل والتصدي للحصار.
وأفاد مصدر محلي إن لجان ميدانية تتبع ما يسمى "هيئة الزكاة" الحوثية نفذت عمليات نزول لجمع مبالغ مالية إجبارية من أصحاب المحال التجارية في المدينة القديمة، في إطار حملة تهدف إلى فرض جبايات مالية جديدة ضد التجار والقطاع الخاص. مشيرًا إلى أن اللجان الحوثية طالبت التجار بتسليم مبالغ مالية كدعم لجماعتهم التي تواجه حصار خانق وتحميهم من إسرائيل وأمريكا والغرب.
وأشارت المصادر إلى أن اللجان المعززة بقوة عسكرية قامت باعتقال عدد من ملاك المحال الذين لم يستطيعوا دفع إي مبالغ، وجرى نقلهم إلى سجن خاص أسسته قيادات حوثية داخل مكتب "هيئة الزكاة" في مديرية المشنة بمدينة إب.
استغلال الحوثيين للضربات الإسرائيلية وصل إلى خلق أزمات متفاقمة سواء في الوقود أو الغاز وصولًا لرفع أسعار المواد الغذائية في مناطق سيطرتهم. حيث تشهد صنعاء ومحافظات عدة أزمة خانقة في المحروقات النفطية والغاز المنزلي، وسط تنامي وعودة الأسواق السوداء التابعة للقيادات الحوثية التي تقوم بعملية البيع العلني لهذه المواد الأساسية وبأسعار مضاعفة.
كما يشتكي سكان صنعاء من ارتفاع مفاجئ لأسعار الكهرباء التجارية، حيث تم رفع تسعيرة هذه الخدمة التي تديرها قيادات حوثية إلى 330 ريالاً يمنياً للكيلو الوات الواحد، بدلاً من 260 ريالاً؛ الأمر الذي يضاعف من الأعباء المعيشية للملايين في ظل ما يعانونه من أوضاع بائسة وانعدام لأبسط الخدمات.
وبحسب المصادر أن القيادات الحوثية التي تدير محطات الكهرباء التجارية تبرر الزيادة بالأزمة الراهنة في الوقود جراء الضربات الإسرائيلية على موانئ الحديدة. مشيرة إلى إن ملاك تلك المحطات لا يعانون من أي أزمة كما يدعون الوقود يصلهم بصورة رسمية وعلنية عبر شركة النفط الخاضعة لسيطرتهم، وهي كميات مخصصة للسوق المحلية والمواطنين ويتم ضخها للمحطات التجارية لجني أرباح مضاعفة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس الأوروبي يطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة فورا
بروكسل – أعرب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، عن صدمته من أخبار الهجمات الواردة يوميا من غزة، داعيًا إسرائيل إلى رفع الحصار بشكل عاجل.
وقال كوستا، في بيان نشره يوم السبت، إن “الأخبار الواردة يوميا من غزة صدمتني. المدنيون يموتون جوعًا، والمستشفيات تتعرض للقصف مرارًا وتكرارًا. يجب أن يتوقف العنف!”
وأضاف: “على الحكومة الإسرائيلية رفع الحصار فورًا وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق”.
وتابع كوستا: “شعب بأكمله يتعرض لقوة عسكرية غير متناسبة، والقانون الدولي يُنتهك بشكل ممنهج”.
وأكد أن وقف إطلاق النار المستدام والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الخمسة الأخيرة وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.
وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينياً، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
الأناضول