العدوان على غزة يترك تبعاته السلبية على سوق العمل الإسرائيلي
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
كشف تاني غولدشتاين مراسل موقع "زمان إسرائيل" عن "ظاهرة تحدث في سوق العمل الإسرائيلي يصعب فهمها، فإسرائيل في خضمّ أطول حرب في تاريخها، في وضع أمني سيء، ومعزولة سياسيًا في ظل سوء الإدارة، ولا يزال معدل البطالة منخفضًا للغاية، ووفقًا للمكتب المركزي للإحصاء، بلغ عدد العاطلين عن العمل المؤهلين للحصول على إعانات البطالة 3.
ارتفاع البطالة
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البطالة في كانون الأول/ ديسمبر وصلت أدنى معدّل ممكن، أما اليوم فمعدلها قريب من المعدل المسجل قبل اندلاع الحرب، ووفقًا لبيانات دائرة التوظيف، في شباط/ فبراير الماضي، فقد تم تسجيل 163 ألف شخص مؤهل للحصول على إعانات البطالة، وفي أيلول/ سبتمبر 2023، تم تسجيل 151 عاطل عن العمل، وفي شباط/ فبراير 2023، سجلت المكاتب 163 عاطل عن العمل، تمامًا مثل هذا العام".
وأوضح أن "أعداد العاطلين عن العمل أعلى بكثير مما تعكسه البيانات الرسمية، والاقتصاد الإنتاجي المحلي أكثر اهتزازًا مما يبدو، ومع عدم وجود خيار، فقد أصبحت الاحتياطيات مصدر دخل، حيث بلغ متوسط العدد الإجمالي للعمال العاملين، بمن فيهم الأجانب، 4.23 مليون في 2023، فيما نما عدد سكان الدولة بـ2٪ في العام والنصف الماضيين، ولو نما عدد الموظفين بمعدل مماثل، لوصل إلى 4.25 مليون على الأقل في 2024، لكنه في الواقع انخفض بـ0.8٪، وبلغ متوسطه 4.2 مليون".
وأكد أن "سوق العمل وعرض الوظائف، لم يتنامى، بل انكمش، فكيف يُعقل إذن ألا تنخفض البطالة، ويستشهد الاقتصاديون وعلماء الاجتماع أنه قبل الحرب، كان 120 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية وغزة يعملون في الداخل، معظمهم في البناء والزراعة والتنظيف والأعمال المهنية، وهؤلاء تم فصلهم جميعا تقريبًا، وترحيلهم في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولم يعد سوى بضعة آلاف منذ ذلك الحين".
بيانات متناقضة
وأوضح أنه "في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، الذي قُتل فيه واختُطف عمال من آسيا، فرّ عشرات الآلاف من العمال الأجانب، جاء آخرون ليحلوا محلهم، لكن عدد العمال الأجانب غير الفلسطينيين ظل كما كان قبل الحرب، 150 ألفًا، وتم استبدال فلسطينيي الضفة وغزة بأشقائهم من فلسطينيي48، وبعض اليهود، وبالتالي، فقد حال فصل الفلسطينيين دون زيادة البطالة في دولة الاحتلال، ولكن دون خلق وظائف جديدة".
يارا أشهار، الرئيسة التنفيذية لمنتدى منظمات تشغيل الشباب، ذكرت أنه "منذ رحيل العمال الفلسطينيين، تُبلغ بعض القطاعات كالصناعة والزراعة والبناء عن نقص حاد في العمال، هناك شباب إسرائيليون يلتحقون بالعمل فيها، لكن هذا لا يُلبي الاحتياجات، رغم أن أجر هذه الوظائف ليس زهيدًا، ولكن لأنها غالبًا ما تكون عملًا بدنيًا شاقًا، وأحيانًا في أماكن نائية، فهي ليست جذابة بما يكفي، ولذلك توجد قطاعات تعاني من نقص في العمال، وأخرى تعاني من البطالة، وبينهما عدد كبير من العاطلين عن العمل".
وأشارت إلى أن "آلاف جنود الاحتياط أصيبوا في الحرب، جسديًا أو نفسيًا، وتوقفوا عن العمل، وبدأوا يبحثون عن عمل، كثير منهم لا يتقدمون بطلبات للحصول على إعانات البطالة، وبالتالي غادروا سوق العمل دون أن يرتفع معدل البطالة الرسمي، كما أن الكثير من الشباب لا يُوظفون بسبب الاستدعاء لصفوف الاحتياط، وعادةً لا يُفصل من لديه وظيفة، ويلتحق بقوات الاحتياط".
وأوضحت أن "من سُرّح من الخدمة النظامية خلال الحرب، أو تخرج منها، أو فُصل منها عام ٢٠٢٣، ثم جُنّد مرارًا وتكرارًا في قوات الاحتياط، فيواجه صعوبة بالعثور على عمل، لأن أصحاب العمل يخشون تجنيده، وهؤلاء العاطلون عن العمل غير مؤهلين للحصول على إعانات البطالة، ولا يُسجلون كعاطلين عن العمل لدى السلطات، وبالتالي يُصنفون ضمن البطالة غير المسجلة التي خلّفتها الحرب، ويرجع ذلك لأن الجنود المسرحين لا يستحقون إعانات البطالة إلا إذا عملوا لمدة ستة أشهر من السنة الأولى لتسريحهم".
انخفاض جيش الاحتياط
وكشفت أن "عدد جنود الاحتياط العاطلين عن العمل يقدر بخمسين ألفا، ولا يعملون، رغم أنهم يظهرون في سجلات الدولة بأنهم موظفون، وبالتالي، فإن العدد الحقيقي للوظائف أقل بكثير من بيانات المكتب المركزي للإحصاء، التي لم تُشر لأي زيادة خلال الحرب، وهذه فجوة إشكالية، يزيد منها النقاش الحاد في الساحة العامة ووسائل الإعلام حول معدل الإبلاغ عن الاحتياط، حيث يتم نشر بيانات مختلفة ومتناقضة".
وختم بالقول إن "الجيش لا يذكر عدد الجنود الذين تم استدعاؤهم للاحتياط في المقام الأول، رغم موافقة الحكومة على زيادة عدد المجندين إلى 350 ألفاً، لكنه يُخفي البيانات الحقيقية لإخفاء الانهيار في صفوف الاستجابة للاستدعاء للاحتياط، لأن معدّلها انخفض من 130% بداية الحرب إلى 60% أو أقل، حتى أصبح العدد الحقيقي لأفراد الاحتياط النشطين أقل من نصف من خدموا في تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية البطالة الاحتلال غزة بطالة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للحصول على إعانات البطالة العاطلین عن العمل سوق العمل
إقرأ أيضاً:
غزة.. مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني وإصابة 142 ألفاً في غزة منذ أكتوبر 2023
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منصة “تروث سوشيال”، موافقة إسرائيل على الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً.
وقال ترامب: “إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً”.
وأضاف أن خلال هذه الفترة ستعمل الولايات المتحدة مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب، مشيداً بالجهود التي بذلها الطرفان القطري والمصري في التوصل إلى هذا الاقتراح النهائي.
وأكد ترامب أن ممثلي إدارته عقدوا اجتماعاً طويلاً ومثمراً مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن الوضع في غزة. وأعرب عن أمله في قبول حركة “حماس” للصفقة من أجل مصلحة الشرق الأوسط، محذراً من أن رفضها سيؤدي إلى تصعيد الأمور.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الأربعاء، أن “الأغلبية في الحكومة تؤيد الصفقة المتعلقة بقطاع غزة”، مشدداً على ضرورة عدم تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن تحرير الرهائن المحتجزين.
وجاء تصريح ساعر خلال حديثه لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، حيث طالب المجتمع الدولي وخاصة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بإعادة فرض جميع العقوبات الأوروبية على إيران، ووقف برنامجها النووي.
في السياق، كشفت مصادر أمريكية لشبكة CNN أن مقترح صفقة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، والذي وافقت عليه إسرائيل، “يراعي مخاوف حركة حماس”.
ويشمل المقترح إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين. وأوضحت الشبكة أن الاقتراح تم الانتهاء منه بعد جهود دبلوماسية مكثفة يقودها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
من جهتها، أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلاً عن مصادر إسرائيلية وأمريكية وخليجية، أن صفقة إنهاء الحرب على غزة قد تتضمن “مكافآت سياسية” لإسرائيل، منها تجديد الاتصالات مع السعودية بشأن إقامة علاقات واتفاق تطبيع محتمل مع سلطنة عمان، إضافة إلى إعلان سوري بإنهاء العداء مع تل أبيب، وتهدف هذه الخطوات إلى تخفيف الضغط على حكومة نتنياهو من وزراء اليمين المتطرف، الذين يعارضون وقف الحرب.
وبحسب المصادر، يتضمن الاتفاق إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء في المرحلة الأولى، يليها مفاوضات على مبادئ إنهاء الحرب، مع احتمالية تنازلات من حماس، مثل إبعاد كبار مسؤوليها من القطاع، ونقل السيطرة إلى تحالف عربي مسؤول عن الشؤون المدنية وإعادة الإعمار.
وفي الوقت نفسه، تصر إسرائيل على ضمان إمكانية العودة إلى الحرب إذا فشلت المفاوضات بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وهو شرط تلقى تأييداً من المسؤولين الإسرائيليين.
ويستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين لمناقشة سير المفاوضات وجهود إنهاء الحرب في غزة. وأكد ترامب أنه يأمل في بدء وقف إطلاق النار قريباً، مشدداً على ضرورة استعادة الرهائن.
وفي سياق آخر، كشفت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” أن 4.6% فقط من أراضي قطاع غزة صالحة للزراعة، مما يعكس حجم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في القطاع بعد سنوات من الحصار والحرب.
هذه التطورات تأتي وسط استمرار التوترات على الأرض، مع تأكيد مسؤولين إسرائيليين أن الحرب لم تحقق كل أهدافها بعد، وأن قوى حماس تراجعت لكنها لا تزال تشكل تهديداً صعب الاستهداف.
منظمة التعاون الإسلامي توثق مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني وإصابة 142 ألفاً في غزة منذ أكتوبر 2023وثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين مقتل 58,035 فلسطينياً وإصابة 142,235 آخرين بنيران القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى 30 يونيو 2025.
وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال قصفت خلال الأسبوع الأخير من يونيو 2025 خمس مدارس، بالإضافة إلى سوق شعبي مزدحم في شارع يافا، ومطعماً على شاطئ البحر في مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل 536 فلسطينياً وإصابة 2,116 آخرين في سبعة أيام فقط، كما لفت إلى استشهاد 580 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في ذات الفترة.
وفي سياق الوضع الإنساني، سجلت وفاة 66 رضيعاً في غزة نتيجة سوء التغذية، في حين يعاني نحو 70,000 رضيع من أعراض صحية مرتبطة بسوء التغذية المزمن. كما لم تدخل مطاعيم الأطفال حديثي الولادة إلى القطاع منذ أربعة أشهر.
وحذر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني من تدهور الوضع الإنساني في غزة، مشيراً إلى تراجع الاهتمام الدولي بعد 13 يونيو 2025، وتدمير 74% من آبار المياه، مما أدى إلى تلوث مياه الشرب وتفاقم معاناة السكان.
على صعيد الضفة الغربية والقدس المحتلة، رصد المرصد 279 اقتحاماً من قبل قوات الاحتلال، أسفرت عن مقتل طفل واحد واعتقال 216 فلسطينياً، بينهم 9 أطفال، كما داهمت قوات الاحتلال مدرسة في قرية جالود وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة. رغم إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى، منعت قوات الاحتلال موظفي الأوقاف من دخول الحرم، وسط اقتحامات متواصلة من المستوطنين.
ووثق المرصد كذلك أوامر مصادرة أكثر من دونمين من أراضي بلدة يعبد في جنين، ومصادرة 5 مركبات وأموال، إضافة إلى هدم أربعة منازل في القدس وجنين واحتلال ثلاثة منازل في نابلس وجنين، وهدم عدد من المحال التجارية ومشتل زراعي وحظيرتين ومجارٍ مياه في مناطق مختلفة بالضفة الغربية.