موقع النيلين:
2025-05-20@15:23:35 GMT

الجنجويدى بائع الهوي ومكر البرجوازية

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

الجنجويدى بائع الهوي ومكر البرجوازية:
بعض اوهام الخطاب تدعي ان هذه الحرب فيها تمرد الهامش علي ظلم المركز. في حالة الجنجويد لم يتمرد هامش إطلاقا.

كل ما في الأمر وجود جيوش معطلة من شباب حزام الصحراء، ضربها الفقر والجفاف والنيوليبرالية. ثم جاء التاجر دقلو وجند من صفوف العطالة عصبة للتجارة والتهريب وتوفير الحماية في إقليم محترب.

ثم قرر البشير تقنين وتمويل جنجويد دقلو لحمايته من انقلاب محتمل من الجيش او كيد من كيزان. ثم تبنت دول خارجية سالطة امر الجنجويد لمحاربة الهجرة او توفير جيش مرتزق يقاتل نيابة عنها حول الاقليم. ثم جاء مدنيون سوادنيون فشرعنوا ودستروا وقننوا الجنجويد لحماية التحول الديمقراطي من كيد الكيزان وللي زراع الجيش حتي يرضخ. ثم حدس ما حدس.

لايوجد هامش متمرد إطلاقا في حالة الجنجويد. كل ما في الامر ان برجوازيات داخلية وخارجية مختلفة ومراكز مال وسلطة استغلت فقراء الصحراء وعهرتم حتي صاروا ذئابا باطشة على اخوتهم ومجتمعاتهم. وفي هذا معني ان الجنجويدى لا قضية له ولا يفرز هامش من معزة او قطعة بيتزا. فهو مجرد فتي ليل مسكين للايجار بثمن. والمسكين بائع الهوي بثمن يظن انه اشوس مغوار ويتناسي السيد مشتري هواه الذي يدفع اثمان بوته وذخيرته ووجبته وتلفونه. ولكنه مكر البرجوازية الذي زين له السوء وهتك انسانيته واوهمه انه شجاع اشوس وفي هذا معني العلف الذي لا يعلي عليه. الجنجويدى المسكين جلاد وضحية في نفس الوقت. وبما انه باطش ومسلح، واجب اللحظة هو إيقافه في حده ونزع بندقيته وفي المرحلة القادة تفجير نهضة اقتصادية تغنيه عن بيع الهوي والاتجار باعراض الاخرين في مواخير السياسية الداخلية والخارجية.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله

 

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

 

لم يكن رحيل الأخ والصديق زاهر بن سالم البوسعيدي مجرد غياب جسد، بل كان لحظة فارقة، حملت معها الكثير من المعاني، وأيقظت فينا الحنين إلى زمن الطفولة وصفاء البدايات.

كان رحيله في يوم غير عادي، يوم جمعة مُبارك، اجتمعت فيه الأسرة كما اعتادت، على مائدة الغداء، في مشهد يفيض بأريج المحبة ودفء الأخوة. تبادلوا أطراف الحديث، تدارسوا القرآن الكريم، كما كانوا يفعلون في عهد والدهم، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمه الله. كأن الرحيل أراد أن يكون تذكرة بما كانت عليه الأسرة، وأن يختم حياة زاهر بجلسة عامرة بالألفة، بين اثني عشر كوكبًا، كان هو كوكبهم الأوسط.

ولعل من أعمق ما يربطني بزاهر، رحمه الله، أن علاقتنا لم تكن وليدة يوم أو صدفة، بل جذورها تمتد إلى جيل الآباء. فقد كان والدي، الشيخ الجليل علي بن محمد الطوقي الحارثي، يرتبط بصداقة متينة بوالد زاهر، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمهما الله جميعًا. ومن تلك العلاقة الأبوية المُباركة نبتت علاقة الصداقة بيني وبين زاهر، فترسخت، واتسعت لتشمل إخوانه الكرام، أحبّتي أحمد وسعيد ومحمد وبقية الإخوة، علي وسليمان وحافظ وخلفان وخليفة حتى صرنا نعد أنفسنا أسرة واحدة، تربطنا محبة صادقة ووئام دائم، قَلَّ أن نجد له نظيرًا.

أكتب هذه الكلمات لا لأرثي زاهر فحسب، بل لأحيي ذكراه، وأخلّد أثره. فهو لم يكن صديق الطفولة فقط، بل رفيق الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وزميل حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جامع السلطان قابوس بروي. عرفته رفيق درب ذكيًا، وشابًا طموحًا، ورجلًا لا يعرف الكلل ولا الملل.

تميّز زاهر منذ صغره بحب الرياضة وروح القيادة، فأسس فريق كرة اليد في نادي فنجا، وبذل فيه من الجهد ما جعله فريقًا منافسًا على الساحة الرياضية، فكانت النتيجة أن أُسندت إليه مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة اليد، وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من عزيمة صادقة وإيمان راسخ بقدراته.

لكن زاهر، رحمه الله، لم يكن رياضيًا فقط، بل كان إنسانًا واسع القلب، له قاعدة عريضة من الأصدقاء الذين ظلوا أوفياء له حتى اللحظة الأخيرة، وقد لمسنا ذلك في مجلس العزاء، حيث توافد الأحبة من كل حدب وصوب لتقديم التعازي، واستحضار ذكراه الطيبة.

رغم أن لقاءاتنا تباعدت في السنوات الأخيرة، بسبب مشاغل الدنيا التي لا تنتهي. إلا أن زاهر ظل حاضرًا في القلب. والوجدان، أذكر أنني التقيته ذات مرة، فقلت له ممازحًا: "مختفي يا كابتن زاهر!" فكنت أحب أناديه بالكابتن فضحك وقال: "بعد التقاعد من مستشفى السلطاني، اشتريت مزرعة صغيرة في مدينة المصنعة.. فبعد التقاعد وجدت ضالتي في الزراعة أحب الزراعة، وأدعوك لتناول الخضروات الطازجة من مزرعتي." وما زال صدى تلك الدعوة يتردد في أذني، وقد حالت مشاغل الدنيا بيني وبين تلبيتها.

رحل زاهر، ولكنه ترك خلفه سيرة عطرة، وعلاقات طيبة، وإنجازات باقية. رحل بعد حياة حافلة بالعطاء، والطاعة، والعمل، تاركًا قلوبًا مُحبة، وذكريات لا تُنسى.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنّا وعن وطنه وأسرته خير الجزاء.

وداعًا يا أبا سالم.. إلى جنات الخلد بإذن الله.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • من الذي التهم صنم العجوة ؟
  • الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله
  • بعد تبرئته من 9 قضايا اعتداء.. تكريم كيفن سبيسي على هامش مهرجان كان
  • على هامش رسالة دكتوراه.. رئيس جامعة حلوان يستقبل وزير التموين
  • على هامش قمة بغداد.. لقاء دبلوماسي بين بوريطة ونظيره السوري
  • نائب وزير الخارجية يستعرض سبل تعزيز العلاقات مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
  • على هامش القمة.. نيجيرفان بارزاني يلتقي السوداني وزعماء دول عربية (صور)
  • أحمد الجفالي يخوض تدريبات تأهيلية على هامش مران الزمالك
  • أحمد الجفالي يخوض تدريبات تأهيلية استعدادا لمبارة الزمالك وبتروجيت