سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على حالة التوتر والانقسام التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل، في ظل تباين وجهات النظر بين الجيش واليمين المتطرف حول كيفية إدارة الصراع في قطاع غزة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية والحصار المفروض منذ نحو شهرين.

خلافات استراتيجية تعرقل الحسم

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتأرجح بين ضغوط اليمين المتطرف الداعي لتشديد الإجراءات العسكرية، ووجهة نظر الجيش التي تحذر من الانجرار إلى قرارات غير مدروسة، مثل إعادة احتلال غزة بالكامل، لما قد يحمله ذلك من تداعيات خطيرة، خصوصًا على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس".

‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر مطلع: المحادثات مع حماس تدار بشكل غير مباشر ويديرها ويتكوف ونتنياهو ودرمر

وأكدت الصحيفة أن غياب الوضوح في الاستراتيجية الإسرائيلية يعكس عمق الخلافات داخل القيادة السياسية والعسكرية، حول الأولويات وكيفية التوفيق بين الأمن القومي والمصالح الدبلوماسية.

نتنياهو بين ضغوط الداخل وتحذيرات الخارج

وأبرزت نيويورك تايمز معاناة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق توازن دقيق بين حلفائه من اليمين المتطرف الرافضين لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، وبين الضغوط الدولية، وعلى رأسها من الإدارة الأمريكية، التي تخشى من تفاقم الوضع الإنساني وتحوله إلى مجاعة شاملة داخل القطاع.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن "شيرا إيفرون"، مدير الأبحاث في منتدى سياسة إسرائيل بنيويورك، قوله: "كل ما يجري يجب قراءته في إطار المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن". 

وأضاف أن العملية البرية الإسرائيلية الجديدة التي أطلقت مؤخرًا، لا تزال ضمن أدوات الضغط التفاوضية، وقابلة للتراجع عنها في أي وقت.

المساعدات لغزة كأداة تفاوض وضغط دولي

ورأت الصحيفة أن التحول في موقف إسرائيل تجاه إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعكس تغيرًا في التوجه الرسمي، خصوصًا بعدما منعت الحكومة منذ مارس الماضي دخول الغذاء والوقود، ما دفع منظمات الإغاثة وبعض الجنود الإسرائيليين إلى التحذير من خطر المجاعة.

ومع انضمام إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى قائمة المحذرين من تفاقم الكارثة الإنسانية، بدأ نتنياهو يخفف من لهجته المتشددة، قائلًا:
“يجب ألا نصل إلى المجاعة، لا من الناحية الإنسانية ولا السياسية. فدون استئناف تدفق المساعدات، لن تحظى إسرائيل بالدعم الدولي، ولن تستطيع حسم المعركة”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اسرائيل غزة المساعدات الانسانية الجيش الإسرائيلى اليمين المتطرف نتنياهو الحصار على غزة الغزو البري الرهائن وقف اطلاق النار نيويورك تايمز

إقرأ أيضاً:

مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـمؤسسة غزة الإنسانية

نقلت وكالة رويترز أن المصرفين العالميين "يو بي إس" وغولدمان ساكس رفضا فتح حسابات لما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأميركيا، والتي ارتبط اسمها بقتل مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف قرب النقاط التابعة لها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ووفقا لما نقلته الوكالة -اليوم الجمعة- عن مصدرين مطلعين، فقد رفض المصرفان فتح حسابات للمؤسسة في سويسرا. وأوضح أحد المصدرين أن إحدى العقبات التي واجهت المؤسسة في محادثاتها مع المصرفَين كانت "انعدام الشفافية بشأن مصادر تمويلها".

ونقلت رويترز أن المؤسسة كانت تسعى لفتح فرع لها في جنيف بسويسرا، لكنها واجهت عدة عقبات مثل "قلة التبرعات واستقالة أعضاء مؤسسين، من بينهم مديرها التنفيذي جيك وود في مايو/أيار الماضي، وكذلك صعوبات في فتح حساب مصرفي بسويسرا".

وتمثل "مؤسسة غزة الإنسانية" مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع المساعدات في قطاع غزة بعيدا عن القنوات المعتادة، وقد دانته الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وحقوقية لكونه أداة لعسكرة المساعدات وتهجير الغزيين وإذلالهم. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مناطق التوزيع التابعة لهذه المؤسسة تعد "مصايد موت".

مئات الشهداء

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 613 شخصا في محيط نقاط التوزيع التابعة لتلك المؤسسة -التي بدأت عملها أواخر مايو/أيار الماضي- وقرب قوافل المساعدات في القطاع.

وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم المفوضية للصحفيين في جنيف، "سجلنا 613 قتيلا، سواء عند نقاط مؤسسة غزة الإنسانية أو بالقرب من قوافل الإغاثة الإنسانية، وهذا العدد حتى 27 يونيو/حزيران، وحدثت وقائع أخرى بعد ذلك".

وأوضحت المفوضية أن 509 أشخاص من هؤلاء قُتلوا قرب نقاط التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.

إعلان

وأضافت المفوضية أنها استندت في إحصاءاتها إلى مجموعة من المصادر، مثل المعلومات الواردة من المستشفيات والمقابر والعائلات والسلطات الصحية الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية وشركاء لها على الأرض. وذكرت أنها تتحقق من تقارير عن قتلى آخرين، ولا يمكنها حاليا تقديم تفاصيل عن أماكن قتلهم.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • أين اختفى الرئيس الشيشاني؟: "نيويورك تايمز" تكشف السر ومخططه المفاجئ
  • مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (4)
  • إسرائيل تدرس رد حماس مساء قبل توجه نتنياهو إلى واشنطن
  • مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـمؤسسة غزة الإنسانية
  • بنك سويسري يرفض طلبا عاجلا لمؤسسة غزة الإنسانية
  • نيويورك تايمز: واشنطن خففت العقوبات عن سورية مقابل شروط
  • السفينة مادلين التي أبحرت ضد التيار بشراع الإنسانية
  • المعارضة الإسرائيلية بين استقالات وتحالفات جديدة وفرص الإطاحة بنتنياهو
  • فاو: الحرب الإسرائيلية قضت على الزراعة في غزة
  • سويسرا تنوي حلّ فرع مؤسسة غزة الإنسانية المسجّل في جنيف