جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-20@22:41:37 GMT

الاقتصاد الثقافي

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

الاقتصاد الثقافي

مدرين المكتومية

سُعدتُ كثيرًا على مدى 3 أيام بحضور وتغطية المؤتمر الدولي حول "المتاحف ودورها في التنمية السياحية "، والذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بتعاونٍ مُميز مع متحف عُمان عبر الزمان، الذي استضاف الحدث، في قاعاته الفخمة الأنيقة، ووزارة التراث والسياحة، المعنية بالارتقاء بالقطاع السياحي الواعد وتعزيز دوره في تنمية اقتصادنا الوطني.

لقد فتح هذا المؤتمر نافذة كبيرة على جانب مهم وفاعل في نمو الاقتصادات، والذي يُعرف باسم "الاقتصاد البنفسجي" عند كثير من الخبراء، لكن من وجهة نظري أن الأجمل أن نُبقي على اسمه الطبيعي الذي يفهمه كل مواطن، ألا وهو "الاقتصاد الثقافي"؛ أي الاقتصاد المُرتكز على الثقافة بكُل مشتملاتها، من فنون وموسيقى وسينما ومسارح وأوبرا ومتاحف، وقلاع وحصون، وغيرها من المرافق التي تُعزز من السياحة الثقافية.

ومن خلال متابعتي لكافة مجريات المؤتمر، عُرضت أوراق عمل وجرت مناقشات موسعة حول دور المتاحف في التنمية السياحية، إذ شهد هذا الحدث مشاركة أكثر من 42 باحثًا وأكاديميًّا وخبيرًا من 21 دولة، وهذه الأوراق لم تكن مجرد بحوث أعدها المتخصصون في هذا المجال، لكنها كانت بمثابة دراسات مُعمَّقة في كيفية الاستفادة من المتاحف في تعزيز نمو القطاع السياحي، ولذلك تضمنت توصيات المؤتمر التأكيد على أهمية "تعزيز الإدارة المتكاملة للتراث الثقافي عبر التوثيق الرقمي، والرواية الشفهية، والشراكات المؤسسية، لتكريس المتحف بوصفه ذاكرة حية ومحركًا للتنمية السياحية والثقافية المُستدامة". والحقيقة أن قضية الاستدامة باتت الشغل الشاغل للمختصين في العديد من المجالات، والسياحة واحدة من المجالات ذات الصلة بمسألة الاستدامة، سواء على المستوى الاقتصادي من خلال ضمان تدفق السياح على مدار العام وتعزيز إسهاماتهم في زيادة الإنفاق وإنعاش الأسواق، أو على المستوى البيئي وارتباطه بحماية البيئة وصونها.

التوصيات التي طرحها المؤتمر تؤكد ضرورة العناية بهذا القطاع، لما له من أدوار مُهمة في نمو الاقتصاد؛ حيث دعا المشاركون في المؤتمر إلى "ترسيخ دور المتاحف في التخطيط الحضري والسياحي، بوصفها مراكز إبداعية تفاعلية، قادرة على تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق مسارات سياحية تعليمية وتجريبية، وتوظيف ريادة الأعمال الثقافية والتحول الرقمي لتطوير نماذج متاحف ذكية تولد دخلًا مُستدامًا، وتدعم التنويع الاقتصادي في إطار الاقتصاد الثقافي، إلى جانب تعزيز نماذج الحوكمة التشاركية، والشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع، لرفع كفاءة الاستثمار المتحفي، وتوسيع تأثيره السياحي والاجتماعي ضمن أجندة التنمية المستدامة".

وهذه كلها نقاط محورية يجب الانتباه إليها في ضوء ما نشهده من تطور في القطاع السياحي، وما يرتبط به من خدمات، توفر الكثير من فرص العمل، وتستنهض همم الشباب، وتُحفِّزهم على الانخراط في مجالات عمل تُدر عليهم دخلًا جيدًا ومُستدامًا، لا سيما وأن وطننا الحبيب ينعم بالاستقرار والهدوء، ويتميز بالتنوع البيئي والطبيعة الخلابة، وهي من بين عوامل عديدة تساهم في نمو القطاع السياحي.

ومن جانب آخر، نأمل أن يشهد القطاع السياحي، وخاصة السياحة الثقافية، مزيدًا من عمليات الرقمنة، وأتمتة الخدمات، وبالتحديد التركيز على الذكاء الاصطناعي وتوظيف التقنيات الحديثة في "تعميق تجارب الزوار وتعظيم الأثر الثقافي والسياحي للمحتوى المتحفي"، وهي توصية بالغة الأهمية أطلقها المشاركون في المؤتمر.

ولعل من أبرز ما شهده هذا المؤتمر، إقامة حفلين موسيقيين مَلحمييْن، من خلال تقديم العمل الرائع والمميز "سيمفونية أحمد بن ماجد.. أسطورة البحر"، من تأليف الدكتور ناصر بن حمد الطائي، والذي استطاع أن يُطوِّع الموسيقى والإبداع لخدمة الأهداف الوطنية، من خلال هذه السيمفونية، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ عُمان، وتحتفي بالإرث البحري الخالد الذي تركه البحّار العُماني الكبير أحمد بن ماجد السعدي. لقد نجح الدكتور ناصر الطائي في أن يمزج اللحن مع الشعور، والنغمات مع الأحاسيس، في سيمفونية مُذهلة، أدتها بنجاح منقطع النظير الأوركسترا السلطانية العُمانية، وحازت على إعجاب الجمهور الذين تجشموا عناء التوجه إلى ولاية منح بمحافظة الداخلية، من أجل حضور هذا الحفل الرائع، ليتأكد للجميع أنَّ الفن والموسيقى والإبداع، عناصر أساسية في صناعة السياحة، وضمان تطورها ونموها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: القطاع السیاحی من خلال

إقرأ أيضاً:

بن حبتور يؤكد أهمية المؤتمرات الطبية في تحسين وتطوير القطاع الصحي

 

 

الثورة / قاسم الشاوش

أكد عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور بأن الأطباء اليمنيين استطاعوا خلال سنوات العدوان والحصار أن يقدموا خطوات كبيرة وجبارة ساهمت بتطوير الخدمات الطبية بشهادة الكثير من المختصين والمتابعين.
وقال الدكتور بن حبتور خلال مشاركته أمس في أعمال المؤتمر العلمي الأول للإدارة الطبية الذي تقيمه كلية الإدارة الطبية بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية تحت شعار «نحو إدارة طبية فاعلة لخدمات طبية مستدامة ذات جودة عالية». أن انعقاد المؤتمرات العلمية والطبية لها أهمية كبيرة خاصة في ظل هذه الظروف مشيدا بانعقاد هذا المؤتمر وما سبقه من مؤتمرات طبية والتي شملت العديد من التخصصات.. معبرا عن الشكر لرئيس الجامعة وطاقمها الأكاديمي والإداري الذين استطاعوا أن يحققوا النجاحات بالرغم من التحديات ذات الصلة بالواقع الاستثنائي الراهن.
ولفت عضو السياسي الأعلى إلى أن القيادات العليا تنظر بتقدير إلى ما تحققه جامعة 21 سبتمبر وما شهدته من تطور وتوسع في نشاطها العلمي والأكاديمي التخصصي خلال أعوام قليلة.
وأوضح أن ارتباط الجامعة بثورة 21 سبتمبر يضاعف المسئولية عليها في التطوير المستمر لأدائها العام وتجويد مخرجاتها.. منوهاً بالدور المسؤول لوزير التعليم العالي السابق حسين حازب في إسناد الجامعة خلال الفترة الماضية.
وأشاد بن حبتور بالدور الذي لعبته هذه الجامعة في رفد القطاع الصحي بالأطباء المؤهلين في معظم التخصصات.
وذكر أن الإدارة الطبية تعد من أهم التخصصات الصحية التي تضيفها الجامعة لقطاع التعليم الطبي على مستوى اليمن.. واصفاً هذه الخطوة بالتجربة القوية التي تحسب للجامعة وقيادتها.
وأشار الدكتور بن حبتور، إلى أن إرادة الإنسان اليمني واجهت تحالف العدوان الأمريكي السعودي والعدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني.. وقال» رغم الحصار والصعوبات إلا أن الإنسان اليمني ظل حاضرا للتضامن الأخوي والديني والإنساني فيما معظم أبناء الأمة في سبات وكأنهم لا يشاهدون ما يتعرض له إخوانهم في غزة من عدوان وجريمة إبادة من قبل العدو الإسرائيلي».
وأضاف «نعتز كشعب يمني بأننا وإخواننا في عزة نتقاسم الجوع والصواريخ والقنابل من ذات العدو».
وفي التدشين الذي حضره محافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، نوه نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس بمبادرة جامعة 21 سبتمبر في تنظيم هذا المؤتمر العلمي الذي يعد الأول من نوعه على مستوى اليمن. وهنأ الجامعة بحصولها على شهادة الاعتماد الأكاديمي الوطني البرامجي في برنامج الإدارة الطبية، كأول برنامج معتمد على مستوى الجامعات اليمنية والذي يمثل إضافة نوعية لتحسين إدارة المؤسسات الطبية.
واعتبر الدكتور الدعيس جامعة 21 سبتمبر من أكثر الجامعات التي تولي البحث العلمي اهتماماً كبيراً من خلال الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات التي تقيمها، ترجمة لرسالتها وتحقيقاً لوظائفها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وحث المشاركين في المؤتمر على الخروج بتوصيات نوعية وقابلة للتطبيق والقياس للاستفادة منها في تحسين الإدارة الطبية بالمؤسسات والمنشآت الصحية.
من جانبه أكد رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة الدكتور أحمد الهبوب أهمية انعقاد المؤتمر بالتزامن مع منح الاعتماد الأكاديمي لبرنامج الإدارة الطبية في الجامعة.
وأشار إلى أن التعليم الطبي يحظى بمكانة رفيعة وتزداد أهميته كلما زادت جودته والتي لا تتحقق إلا بحوكمة إداراته.. مبيناً أن قيادة جامعة 21 سبتمبر أدركت العلاقة والأبعاد التطويرية للتخصصات الطبية والمتمثلة في مكانتها العلمية وجودتها الأكاديمية وإدارتها الرشيدة والعمل على تحقيقها.
فيما أشاد وزير التعليم العالي السابق حسين حازب إلى الإنجازات التي حققتها الجامعة في فترة وجيزة على الصعيد الأكاديمي والتعليمي.. مؤكدا أن الجامعة تعد إحدى ثمار ثورة 21 سبتمبر التي أزاحت الظلم والطغيان.
واستعرض المراحل والمنعطفات التي واجهت التعليم العالي في ظل العدوان والحصار وخاصة جامعة 21 سبتمبر والجهود التي بذلت من القيادة والحكومة لدعم الجامعة الناشئة والأخذ بيدها للوصول بها إلى هذه المرحلة.
بدوره أكد رئيس جامعة 21 سبتمبر- رئيس المؤتمر الدكتور مجاهد معصار، أن المؤتمر يأتي انطلاقاً من رؤية الجامعة الاستراتيجية، والمسؤولية الوطنية في دعم القطاع الصحي عبر إدارة طبية رشيدة تواكب التحديات وتستلهم أفضل الممارسات العالمية مشيرا إلى أن المؤتمر يسعى إلى توفير منصة تجمع بين الخبراء المحليين والدوليين والباحثين والممارسين الصحيين، وصناع القرار، لمناقشة التطورات في مجال إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات، وتبادل المعرفة وعرض أحدث الأبحاث في مجالات الحوكمة الصحية، وإدارة الجودة، والتحول الرقمي وتمويل الخدمات الطبية، للإسهام في إيجاد حلول مبتكرة تسهم في رفد الميدان الطبي بمعطيات علمية وعملية تترجم على الواقع إلى خدمة صحية مستدامة.
وثمن الدكتور معصار الجهود المبذولة من قيادة الكلية واللجان العلمية والتنظيمية والمساعدة وجميع الشركاء والداعمين والمشاركين من داخل اليمن وخارجه في الإعداد والتنظيم للمؤتمر.
من جهتهما أشار نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية – نائب رئيس المؤتمر الدكتور مطيع أبو عريج، وأمين عام المؤتمر الدكتور منير القاضي، إلى أن الإدارة الطبية الصحية أصبحت عنصراً اساسياً في تحقيق النجاح والاستدامة من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لتحقيق أقصى درجات الكفاءة والجودة في تقديم الخدمات الصحية.
ولفتا إلى أن المؤتمر يسعى إلى تحسين كفاءة وفاعلية الإدارة الطبية، وتطوير الخدمات الصحية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية بالصحة العامة وصحة البيئة، ورفع الوعي بأهمية تخصصات الإدارية الطبية، ودعم البحث العلمي في علوم الإدارة الطبية.
فيما استعرضت عميدة كلية الطب الدكتورة سلوى الغميري، الإنجازات التي حققتها الجامعة خلال الخمس السنوات الماضية، في المجالات والبرامج الأكاديمية والبنية التحتية والمعامل والكوادر الأكاديمية والإدارية.
وأعلن أمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله، عن منح المجلس شهادة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الوطني الذهبي لبرنامج الإدارة الطبية بجامعة 21 سبتمبر كأول برنامج على مستوى اليمن.
تصوير فواد الحرازي

مقالات مشابهة

  • بن حبتور يؤكد أهمية المؤتمرات الطبية في تحسين وتطوير القطاع الصحي
  • “الآثار النيابية” تطلع على الواقع السياحي في عجلون
  • المؤتمر: توجيهات الرئيس السيسي خارطة طريق لترسيخ مناخ استثماري جاذب وتمكين القطاع الخاص
  • عاجل- السيسي يوجه بتكثيف الجهود لجذب الاستثمارات الأجنبية وتمكين القطاع الخاص
  • مؤتمر "الإبداع والهوية - صوت الشعوب".. في احتفال القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية باليوم العالمي للتنوع الثقافي
  • الضوياني: التعاون بين الجهات المُنظمة للمؤتمر "نموذج للتكامل المؤسسي"
  • المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية" يناقش جهود تنمية السياحة وصون المُكوِّن الثقافي
  • «احتفالاً باليوم العالمي للمتاحف».. فعاليات فنية وتثقيفية بمتحف آثار طنطا
  • المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية يحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي