الحرف اليدوية التراثية تتصدر المشهد في «اصنع في الإمارات»
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
خصصت منصة «اصنع في الإمارات» قطاعاً كاملاً للحرف اليدوية، لأول مرة منذ انطلاق فعاليتها، والتي تستعرض بها التراث الحرفي لدولة الإمارات ودوره المتنامي في الاقتصاد الإبداعي المعاصر، إذ يشارك فيها نحو 50 حرفياً وشركة متخصصة في التراث، مقدمين ورش عمل، ومحاضرات ثقافية، وجلسات حيَّة تثري تجربة الزوار.
ووقّعت وزارة الثقافة سلسلة من مذكرات التفاهم مع الشركاء الوطنيين؛ بهدف إنشاء السجل الوطني للحرفيين، وستساهم هذه الاتفاقيات في الترويج للمنتجات الحرفية المحلية، وتشجيع تسجيل الحرفيين، وتوفير بيانات دقيقة ورؤى ترويجية، إضافة إلى تعزيز نظام بيئي داعم للنمو المستدام في هذا القطاع الحيوي.
وشملت الاتفاقيات الاتحاد النسائي العام، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي - مشروع الغدير للحرف الإماراتية، وجمعية الفجيرة الخيرية - مركز غرس للتمكين الاجتماعي، ودائرة الآثار والمتاحف - رأس الخيمة.
ويُبرز مشروع الغدير للحرف الإماراتية، كأحد العارضين المميزين في قطاع التراث، وتركز هذه المؤسسة غير الربحية على تدرب النساء، بمن فيهن من لا يمتلكن مهارات سابقة، على فن صناعة السلع اليدوية باستخدام تقنيات تقليدية عريقة مثل التلي، والخوص، والسدو، والفخار.
أخبار ذات صلة
ويعمل «الغدير» على تحويل هذه التقنيات القديمة إلى منتجات عصرية، مثل حقائب اليد ومستلزمات الديكور المنزلي، ممزوجة بتصاميم تقليدية ووظائف حديثة، وقد نجحت المؤسسة في تدريب أكثر من 470 امرأة، ووصلت إبداعاتهن، لإضافة إلى العروض الحيَّة، إلى معارض دولية في المملكة المتحدة، إيطاليا، الصين، وغيرها.
كما يعرض «خنير»، العلامة التجارية التراثية لبيت الخنير، قطعاً فنية تُجسد إرث الإمارات العريق، إذ تُنتج «خنير» الخناجر الإماراتية المصنوعة يدوياً، ودلال القهوة، وغيرها من التحف التراثية، محافظة على التراث، بينما تبتكر قطعاً ذات قيمة اجتماعية ووطنية دائمة.
ويواصل فريق الحرفيين المهرة في «خنير»، بمن فيهم صاغة الذهب والمصنوعات المعدنية، صناعة الرموز الإماراتية يدوياً باستخدام الأساليب التقليدية المتوارثة عبر الأجيال.
وتتواجد «خنير» في «اصنع في الإمارات» لإحياء الاهتمام بالحرف الإماراتية التقليدية، وتشجيع تقدير أكبر للمنتجات التراثية محلياً، إذ يَرون في هذا الحدث فرصة لعرض القطع اليدوية والتحف الاحتفالية لجمهور أوسع، والتواصل مع عملاء جدد، وتسليط الضوء على القيمة الثقافية للسلع المصنوعة في الإمارات في سوق لا يزال كثيرون فيه يبحثون عن مثل هذه القطع في الخارج، وهدفهم هو ترسيخ مكانة الحرف التراثية ليس فقط كرموز للهوية، ولكن أيضاً كمنتجات قابلة للتسويق تستحق التقدير والدعم.
وتشارك هيئة دبي للثقافة والفنون في قطاع الحرف اليدوية لرفع الوعي بقيمة الحرف التقليدية، وضرورة الحفاظ عليها في الحياة اليومية، إذ توارثت هذه الحرف عبر الأجيال، ولكنها الآن معرضة لخطر التلاشي بسبب أنماط الحياة الحديثة السريعة، وتركز مشاركتهم على إظهار الأجيال الشابة ليس فقط كيفية صنع هذه الحرف، ولكن أيضاً المعنى والوقت والهوية الثقافية الكامنة وراءها.
وحتى ضمن الحرفة الواحدة، مثل نسج سعف النخيل، يُمكن أن تختلف التقنيات واختيارات الألوان بشكل كبير بين العائلات والمناطق، مما يعكس التفسيرات المتنوعة للتراث المشترك. وبدمج الأساليب التقليدية مع التصميم الحديث، مثل تحويل الأنماط المنسوجة إلى حقائب يد عصرية أو ديكور منزلي، يأملون في جعل هذه الحرف أكثر ملاءمة وتقديراً اليوم.
وفي غضون ذلك، يربط «الخزنة للجلود»، وهي مدبغة مستدامة مقرها أبوظبي، بين التراث والابتكار، والتي تأسست في العام 2003 كإحدى رؤى الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، وتتخصص في دباغة جلد الإبل الخالي من الكروم، وباستخدام أساليب صديقة للبيئة، وتمتد منتجات الخزنة من حقائب اليد إلى تنجيد الطائرات، لتشمل العديد من الصناعات مع الحفاظ على جذورها في أعمال الجلود التقليدية، وتساعد الشركة، من خلال الاستوديو الداخلي ومبادرات التدريب، في إعادة تصور الحرف الإماراتية في سياق عالمي ومستدام.
ويُبرهن هؤلاء العارضون بقوة أن الحرف اليدوية ليست مجرد بقايا من الماضي، بل هي طريق نحو المستقبل. إنها تدعم الاستمرارية الثقافية، وتوفر سبل العيش، وتُعزز التميز الإماراتي على الساحة العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اصنع في الإمارات
إقرأ أيضاً:
هيئة التراث تفعّل مبادرات “عام الحرف” في مشروع سولتير بالرياض
شاركت هيئة التراث بعدة من التفعيلات الثقافية تحت مظلة “عام الحرف 2025″، في “مشروع مجمع سولتير” بالعاصمة الرياض، وذلك بعدد من المواقع الحيوية في المشروع، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز حضور الحرف اليدوية في المشهد الثقافي والاجتماعي.
وشملت التفعيلات تخصيص مساحات داخلية وخارجية لعرض الحرف التقليدية، بما يتيح للزوار التفاعل مع الأعمال الحرفية بمنظور فني معاصر، والتفاعل مع تفاصيل وخامات الحرف اليدوية عن قرب، وذلك في مواقع تم اختيارها بعناية لتواكب متطلبات العرض والأنشطة التفاعلية.
وتضمّنت التفعيلات التي اختتمت مساء أمس، تنظيم ورش عمل تفاعلية لحرفة المشغولات المطرزة مع زوار المجمع، هدفت إلى إشراك الجمهور في تجربة مباشرة لتعلم وممارسة الحرف، وتقديم المحتوى الحرفي بأسلوب تفاعلي يراعي جمالية المكان وسهولة الوصول لتكوين قطعة جمالية مشتركة.
أخبار قد تهمك نزع ملكية مزارع وملكيات خاصة بمدينة الرياض 16 مايو 2025 - 7:44 مساءً غدًا السبت.. انطلاق المنتدى العالمي لإدارة المشاريع بالرياض بمشاركة خبراء من 100 دولة عالمية 16 مايو 2025 - 5:49 مساءًوأكدت هيئة التراث، أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا لجهودها المستمرة نحو رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الحرف اليدوية، وإبراز قيمتها الفنية والتراثية المتجددة، وتعزيز حضورها في الفضاءات العامة والمشاريع الحديثة.