ابتكارٌ عُمانيٌ واعدٌ لتنقية المياه الصناعية عبر حبر الحبار
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
العُمانية : يُقدم المشروع الابتكاري "مرشح مياه باستخدام حبر الحبار" للمبتكرة يسرى بنت يوسف الغدانية حلًا فعّالًا ومستدامًا لأحد أبرز التحدّيات التي تواجه قطاع النفط والغاز المتمثل في المياه المصاحبة لاستخراج النفط، التي تخرج بشكل يومي بكميات هائلة يصعب معالجتها لاحتوائها على العديد من المواد الكيميائية السامة.
ووضّحت يسرى بنت يوسف الغدانية لوكالة الأنباء العُمانية أنّها طوّرت مادة مرشحة مبتكرة تعتمد على حبر الحبار؛ ليكون بديلًا اقتصاديًّا وفعالًا للكربون المنشّط المستخدم في أغراض ترشيح المياه الملوثة الصناعية، وتعمل هذه المادة على امتزاز العناصر الثقيلة، وبعض المواد الهيدروكربونية الذائبة، كما تُسهم في تقليل ملوحة المياه، ويعمل على معالجة شاملة لهذا النوع من المياه الصناعية الملوثة بأقل التكاليف.
وقالت: إنّ فكرة المشروع بدأت في عام 2023 خلال مشاركتها في ماراثون "منافع" التابع لموارد وكان أحد التحدّيات فيه يتمحور حول الاستفادة من الموارد العُمانية المحلية لتصميم منتجات مفيدة ومنها بدأت رحلة تطوير هذا الابتكار.
وبيّنت أنّ المرشح يعتمد بشكل رئيس على مادة مسحوقية تمّ تطويرها من حبر الحبار بعد معالجته بطريقة خاصة تمنحه خصائص الامتزاز المطلوبة إذ يتميز هذا المسحوق بإمكانية دمجه مباشرة في أنظمة الترشيح المختلفة، وخصوصًا في أنظمة "الفلترة المعبأة" أو ما يُعرف بالـ Compact Filters، دون الحاجة إلى تعديل كبير في البنية الأساسية للأنظمة المستخدمة، وهذا يجعل استخدامه عمليًّا ومرنًا في التطبيقات الصناعية؛ حيث يمكن إضافته مباشرة داخل وحدات الفلترة والاستفادة من خصائصه في إزالة الملوثات.
وحول الفوائد البيئية لهذا المشروع مقارنة بالمرشحات التقليدية أفادت بأنّ هذا الابتكار يتميّز بكونه أكثر استدامة من المرشحات التقليدية، خصوصًا الكربون المنشّط المستخدم في ترشيح المياه الصناعية، فعملية إنتاج المادة المبتكرة من حبر الحبار لا تتطلب عمليات تصنيع معقدة أو استهلاكًا عاليًا للطاقة، مما يُقلل من البصمة الكربونية.
وقالت: إنّ هذه المادة صديقة للبيئة من حيث مصدرها وطريقة تصنيعها، ويمكن إنتاجها محليًّا في سلطنة عُمان من موارد طبيعية متوفرة، على عكس الكربون المنشط الذي غالبًا ما يتمُّ استيراده ويحتاج إلى تجهيزات صناعية متقدمة، وهذا يمنح المشروع ميزة مزدوجة: حماية البيئة ودعم الاقتصاد المحلي في آنٍ واحد.
وذكرت أنه تمّ اختبار المادة المطورة في البداية على عينات محاكية للمياه المصاحبة للنفط، وأظهرت فعالية عالية جدًا في امتزاز العناصر الثقيلة وتقليل الملوحة، كما أجرينا مقارنة علمية بين المادة الجديدة والكربون المنشّط الوظيفي المستخدم حاليًّا في ترشيح هذا النوع من المياه، وكانت النتائج متقاربة جدًا من حيث الكفاءة، مما يعكس قدرة المرشح على أداء نفس الوظيفة بكفاءة عالية.
ولفتت إلى أنها تعمل حاليًّا على اختبار المادة على عينات حقيقية من المياه المصاحبة للنفط في بيئات أكثر قربًا للواقع الصناعي، ولا تزال هذه الاختبارات قائمة، مشيرةً إلى أنّ النتائج الأولية مبشّرة ولها دلالات إيجابية، والعمل على مواصلة تطوير وتحسين المادة لضمان فعاليتها واستدامتها عند التطبيق على نطاق أوسع.
وحول التحدّيات التي واجهت مشروعها الابتكاري أشارت إلى أنّ المشروع واجه عدّة تحدّيات خلال مرحلة تطويره أبرزها كان صعوبة تنفيذ التجارب العلمية وإثبات فعالية المادة عمليًّا، خاصة أنني كنت قد تخرّجت بالفعل ولم أعد أنتمي لأي جامعة، وبالتالي لم يكن لدي وصول مباشر إلى المختبرات الجامعية لكنني تغلبت على هذا التحدي من خلال تكوين فريق بحثي مكوّن من أشخاص ذوي خبرات متعددة في المجالين المالي والعلمي.
وقالت: إنّ التحدي الآخر تمثل في إيجاد جهة حاضنة للمشروع إذ شاركت بداية في برنامج "منافع" التابع لمؤسسة موارد، وكنت أطمح إلى أن يكون هو بوابة الوصول إلى المنتج النهائي، لكن للأسف لم أتأهل لمرحلة الحاضنات، مما تسبب في توقّف مؤقت لمسار المشروع، وبدأت بعدها رحلة بحث عن جهة تستضيف المشروع بشكل فعلي، كما تواصلت مع عدّة مؤسسات دون استجابة واضحة، إلى أن وُفّقت بالانضمام إلى مسرعة OQX التابعة لشركة أوكيو، والتي قدمت لنا الدعم المطلوب، وما زلنا نعمل تحت مظلتها حتى اليوم.
وحول الأهداف المستقبلية للمشروع الابتكاري وخطط تطويره بشكل أكبر ذكرت أنّ الأهداف المستقبلية التي تعمل عليها حاليًّا تتمثل في تنفيذ مشروع تجريبي ميداني في أحد حقول شركات النفط والغاز؛ لإثبات فعالية المنتج في بيئة واقعية وتحت ظروف تشغيل فعلية، وهذا سيكون خطوة مفصلية لتقييم الأداء الصناعي للمادة ومقارنتها بشكل مباشر مع المواد المستخدمة حاليًّا.
وأكّدت على أنها تسعى إلى تأسيس شركة ناشئة تحمل اسم "InkClear"، لتكون بمثابة منصة لتطوير وتسويق هذا الابتكار بشكل احترافي. طموحي أن يتحول هذا المنتج العُماني إلى منتج عالمي يصل إلى أسواق دولية ويُعتمد عليه بوصفه حلًّا مستدامًا لمُعالجة المياه الصناعية، خصوصًا في قطاع النفط والغاز.
وحول تأهل مشروعها الابتكاري لتمثيل سلطنة عُمان في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا بماليزيا 2025، قالت يسرى بنت يوسف الغدانية: يُعدُّ تأهلي إنجازًا كبيرًا وشرفًا عظيمًا يشعرني بالفخر والمسؤولية في آنٍ واحد، إذ إنّ هذا التمثيل لا يُعدُّ تكريمًا لمشروعي فحسب، بل يُمثّل أيضًا فرصة حقيقية لعرض الابتكار العُماني على منصة عالمية.
وأضافت: إنّ هذه المشاركة في هذا الحدث الدولي تمثل بوابة لعرض مشروعي وشركتي الناشئة "InkClear" أمام جمهور دولي يضم مستثمرين، وخبراء، ومهتمين بمجال الابتكار والتقنيات البيئية، وأعدها فرصة ذهبية لفتح آفاق جديدة، وبناء شراكات، وربما جذب استثمارات تدفع بالمشروع نحو العالمية، ووجودي هناك لا يمثلني فقط، بل يمثل كل شاب عُماني يؤمن بأفكاره ويعمل من أجل تحويلها إلى واقع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المیاه الصناعیة الع مانی إلى أن ع مانی
إقرأ أيضاً:
جامعة اللوتس.. صرح أكاديمي واعد يسهم في تطوير التعليم وخدمة المجتمع
شارك اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، في لقاء حواري مفتوح مع طلاب جامعة اللوتس بمدينة المنيا الجديدة، وذلك في إطار حرصه على دعم مؤسسات التعليم العالي وتشجيع التواصل المباشر مع الشباب.
وأكد المحافظ، خلال اللقاء، أن جامعة اللوتس تمثل صرحًا أكاديميًا واعدًا يضيف بُعدًا نوعيًا للمنظومة التعليمية في صعيد مصر، مشيرًا إلى دور الجامعة في إعداد الكوادر المؤهلة في التخصصات الحديثة، من خلال بيئة تعليمية متطورة تُلبي متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
كما شدد على أهمية ربط مخرجات التعليم الجامعي باحتياجات المجتمع، قائلاً: شبابنا هم ثروتنا الحقيقية وبناة المستقبل، وإن الدولة تُولي اهتمامًا بالغًا بتهيئة المناخ الملائم لهم للتميز والإبداع.
وخلال اللقاء، استعرض النائب نادر يوسف نسيم، رئيس مجلس أمناء الجامعة، الخطة المستقبلية للتوسّع الأكاديمي، مؤكدًا استعداد الجامعة لتقديم الدعم الأكاديمي وتنفيذ مبادرات تنموية ومجتمعية تخدم محافظة المنيا.
كما أشار إلى أن الجامعة تقع على مساحة 44 فدانًا، وتضم مستشفى لطب الأسنان، يخدم الجانب التعليمي ويُقدم خدمات خيرية للمواطنين، إلى جانب إنشاء وحدة للعلاج الطبيعي تُقدَّم خدماتها مجانًا في إطار دور الجامعة المجتمعي.
وأوضح الدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة اللوتس أن الدراسة بدأت هذا العام في 5 كليات، هي: طب الفم والأسنان، الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، العلاج الطبيعي، التمريض، والإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية، على أن يتم إضافة ثلاث كليات جديدة خلال العام الجامعي المقبل، وهي: الطب البشري، الصيدلة، والحقوق.
وعقب اللقاء، قام المحافظ بجولة تفقد خلالها قاعات المحاضرات والمعامل والتجهيزات الملحقة بالمبانى الإدارية، مختتما جولته بتبادل الدروع التذكارية مع رئيس الجامعة تقديرا للتعاون المثمر بين المحافظة وجامعة اللوتس
رافق المحافظ خلال الجولة النائب نادر يوسف نسيم رئيس مجلس الأمناء والدكتور جمال الدين أبو المجد، رئيس جامعة اللوتس،وعدد من عمداء ووكلاء الكليات، والأمين العام، وأعضاء هيئة التدريس، والجهاز الإداري، وسط ترحيب واسع من طلاب الجامعة الذين ثمنوا حوار المحافظ معهم وتواصله المباشر مع قضاياهم واستماعه إلى آرائهم وطموحاتهم.