دعوة لبناء خط طوارئ فضائي لتفادى صدام المدارات بين أميركا والصين
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
التوتر بين القوتين الكبيرتين، الولايات المتحدة والصين، لم يعد مقتصرا على الأرض، بل امتد إلى الفضاء، حيث باتت المخاطر أكبر وأكثر حساسية. وفي هذا السياق، اقترحت واشنطن إنشاء "خط طوارئ فضائي مباشر" يهدف إلى تخفيض التوتر وتفادي الحوادث المدارية التي قد تتسبب في اشتعال صراع غير مقصود خارج الغلاف الجوي.
وتجسد هذا التوتر الفضائي في أكثر من مناسبة خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2021 أبلغت الصين الأمم المتحدة رسميا أن قمرها الصناعي في محطة "تيانقونغ" اضطر مرتين إلى تنفيذ مناورات لتفادي الاصطدام بأقمار صناعية تابعة لشركة "سبيس إكس" الأميركية، متهمة واشنطن بالتقاعس عن التعاون في تبادل بيانات المدار.
وفي عام 2023، حذر البنتاغون من أن الصين تطور أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، تشمل ليزرات أرضية وأقمارا صناعية انتحارية، وسط قلق متزايد من محاولات بكين لتعطيل أو شل البنية التحتية الفضائية الأميركية عند اندلاع أي نزاع.
كذلك اتهمت واشنطن الصين مرارا بإطلاق أقمار صناعية "غامضة المهام" قادرة على تتبع أقمار أخرى أو تعطيلها، مما يزيد من ضبابية النوايا في الفضاء ويعقد المشهد الأمني هناك.
ويتسابق الطرفان لبناء قواعد على سطح القمر، وهو ما دفع وكالة "ناسا" إلى التحذير من أن السباق القمري مع الصين قد يؤدي إلى احتكار الموارد وخلق توترات جيوسياسية جديدة، ما لم توضع قواعد واضحة تنظم هذا التنافس.
إعلانوفي ظل تصاعد هذه التوترات، جاء مقترح إنشاء "خط الطوارئ الفضائي المباشر" مع الصين كخطوة تهدف إلى تفادي الحوادث المدارية والصدامات العرضية التي قد تتحول إلى مواجهات مفتوحة في الفضاء.
وجاءت هذه التوصية ضمن تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي بعنوان "تأمين الفضاء: خطة للعمل الأميركي"، عرض خلال أعمال المنتدى الأربعين لمؤسسة الفضاء (منظمة غير ربحية أميركية أسست عام 1983) الذي استضافته مؤخرا مدينة كولورادو سبرينغز.
ويحث التقرير واشنطن على اعتبار الفضاء "أولوية وطنية"، مشيرا إلى أن المشهد الفضائي بات أكثر ازدحاما وتعقيدا، في وقت لا توجد فيه بعد قواعد دولية موحدة لتنظيمه أو احتواء الأزمات بين الخصوم.
لماذا "الخط الساخن" الآن؟وفكرة إنشاء خط ساخن فضائي ليست جديدة تماما، إذ يوجد بالفعل خط مماثل بين الولايات المتحدة وروسيا. هذا ما أكدته الجنرال المتقاعدة نينا أرماجنو، إحدى المشاركات في إعداد التقرير، في تصريحات نقلتها منصة "سبيس دوت كوم" المختصة بعلوم الفضاء.
وقالت إن " إنشاء خط مماثل مع الصين يمكن أن يسهم في تفادي الحوادث المدارية وسوء الفهم، خاصة في ظل النشاط المكثف لإطلاق الأقمار الصناعية".
وأضافت "بإمكاننا، في حالة الطوارئ أو الخطأ في الحسابات، أن نلتقط الهاتف ونتحدث مباشرة، فهذه ليست فكرة معقدة، لكنها ضرورية".
ومن جانبه، أوضح الخبير الأمني صامويل فيزنر، أحد أعضاء فريق إعداد التقرير، أن القطاع التجاري الفضائي الأميركي، الذي يمثل ركيزة الابتكار والتقدم التكنولوجي، بات هدفا متزايدا لهجمات محتملة من خصوم مثل الصين وروسيا.
وأشار فيزنر إلى أن أول هجوم إلكتروني في حرب أوكرانيا استهدف منظومة فضائية تجارية، مضيفًا أن "الأنظمة الفضائية التي تعتمد عليها الزراعة والنقل والاتصالات أصبحت أهدافا عسكرية مشروعة، وهذه حقيقة يجب أن تؤخذ بجدية".
إعلان هل تنجح الدبلوماسية الفضائية؟وفي ظل عجز المنظمات الدولية حتى الآن عن فرض قواعد ملزمة تنظم الفضاء وتمنع انفلات النزاعات، ترى الولايات المتحدة أن خلق آليات للثقة، مثل الخط الساخن، قد يقلل من مخاطر الانزلاق إلى صدام فضائي مباشر.
لكن يبقى السؤال مطروحا: هل تقبل الصين بمثل هذه الآلية؟
يرى الخبراء أن احتمالات قبول بكين تبدو محدودة، خصوصا أنها ترفض في الغالب الانضمام إلى المبادرات التي تقودها واشنطن، مفضلة إطلاق مشاريعها ومبادراتها الفضائية المستقلة، مثل مبادرة "طريق الحرير الفضائي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
فرنسا تتوعّد بـرد أوروبي قوي إذا فشلت المفاوضات التجارية مع أميركا
توعدت فرنسا، اليوم السبت، برد قوي من الاتحاد الأوروبي إذا فشلت جهود التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
وأعرب وزير الاقتصاد الفرنسي، إريك لومبار، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع أميركا "خلال نهاية الأسبوع" لتجنب تطبيق الرسوم الجمركية العقابية، معتقداً أنه في حال فشل المفاوضات سيتعين على الاتحاد الأوروبي الرد "بقوة أكبر".
وقال لومبار، خلال لقاءات "إيكس أون بروفانس" الاقتصادية: "في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، من المرجح أن تُحسم الأمور خلال نهاية هذا الأسبوع، نظراً لوجود وفد من المفوضية (الأوروبية) في واشنطن".
وأضاف الوزير الفرنسي: "آمل أن نتوصل إلى اتفاق خلال نهاية الأسبوع. وإن لم يحدث ذلك، فسيتعين على أوروبا، بلا شك، أن تظهر قوة أكبر في ردها لاستعادة التوازن".
ورأى لومبار أنه "من الضروري" أن يقيم الاتحاد الأوروبي حواجز جمركية لحماية صناعته من الولايات المتحدة والصين.
وفي أبريل الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية تبدأ من 10% كحد أدنى، ويمكن أن ترتفع إلى 50% بالنسبة للدول التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها.
ثم علّق ترامب هذه الرسوم من أجل إجراء مفاوضات تجارية مع كل من الشركاء، وحدد 9 يوليو الجاري موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق.
وذكر الرئيس الأميركي، أمس الجمعة، أنه وقّع خطابات إلى 12 دولة تحدد معدلات الرسوم الجمركية المختلفة، على أن تُرسل على أساس "إما القبول أو الرفض" الاثنين القادم.
وقد تختلف هذه الرسوم الجمركية من دولة لأخرى، من الصين إلى الاتحاد الأوروبي، وتتراوح بين 10% و20%، وصولاً إلى نسبة أعلى بكثير تتراوح بين 60% و70%، وفقاً لترامب، الذي أوضح أن الدول المعنية ستبدأ بالدفع في الأول من أغسطس القادم.