هوكستين: لقاء ترامب والشرع قد يعود بالفائدة على لبنان وتقدم في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
لبنان – رأى المبعوث الأمريكي السابق آموس هوكستين أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واتفاق وقف العمليات العدائية، يظهران أن التوصل لاتفاق لترسيم الحدود البرية في المتناول.
وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، أكد أنه جرى “إحراز تقدم كبير” في المفاوضات غير المباشرة، مشيرا إلى وجود “حلول خلاقة” مثبتة في “سجلات وبروتوكولات”، شرط توفر “الإرادة السياسية”.
وأشار هوكستين إلى أن حركة الفصائل اللبنانية ليس سوى “ذراع لإيران”، معتبرا أن طهران “تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان، وأن اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع “تطور إيجابي” قد يعود بالنفع على لبنان.
وأوضح هوكستين أن اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كان “فريدا”، لأنه نتج عن أكثر من عشر سنوات من العمل الدبلوماسي، وقال: “أدركنا أن الجهد الدبلوماسي وحده لن يكون كافيًا، وكان لا بد من التوصل إلى اتفاق أكثر تعقيدا وشمولا. ولو لم ننجح، لربما كنا الآن في قلب صراع ساخن، أو حتى حرب على الموارد”.
ولفت إلى أن الاتفاق البحري تضمن بندا يدعو إلى بدء مفاوضات حول الحدود البرية بهدف التوصل إلى اتفاق سريع، مؤكدًا أن “الخلافات القائمة قابلة للحل، وقد تتطلب بعض التعديلات والتنازلات، لكنها ليست مستعصية، والاختلافات ضئيلة جدًا”.
وأشار هوكستين، الذي شغل ملف لبنان في عدة إدارات أميركية، إلى أن التعامل مع حركة الفصائل اللبنانية كان “أكثر تعقيدًا”، لأنه لم يكن هناك محاور واحد، بل كانت هناك حاجة إلى دبلوماسية مكوكية داخل لبنان نفسه، ثم إلى دبلوماسية مماثلة في إسرائيل.
وأضاف أن واقع الأمور في عام 2022 كان مختلفا تماما عما هو عليه اليوم، فقد كان لـحركة الفصائل اللبنانية آنذاك سيطرة واسعة على النظام السياسي، وهي لم تعد قائمة اليوم، ما جعل التفاوض حينها أكثر تعقيدًا.
واعتبر هوكستين أن اتفاق الحدود البحرية أثبت صلابته، إذ نجا من الحرب، ولم تسجل أي مواجهات بحرية تذكر، ولم تطلق صواريخ تذكر في عرض البحر. وقال إن هذا يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به لحل النزاع الحدودي البري.
وشدد على أن تفاهم وقف إطلاق النار الأخير يشترط انسحابا إسرائيليا كاملا من الأراضي اللبنانية، وأن تتولى القوات المسلحة اللبنانية، إلى جانب الأجهزة الأمنية، السيطرة الكاملة على منطقة جنوب الليطاني وصولا إلى الحدود، كما يتطلب نزع سلاح “حركة الفصائل اللبنانية” وانسحابه إلى شمال الليطاني، وليس فقط إلى خطه.
وأكد هوكستين أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على تحقيق هذين الشرطين. وبين أن هذا هو السبب في إنشاء آلية تتيح للجيش الأميركي وجودًا كبيرًا على الأرض، لتقديم الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في ما يتعلق بالانتشار والتدريب والمعدات والبنية التحتية، بهدف تعزيز قدرتها على ترسيخ سيطرتها في المنطقة.
ورفض هوكستين التعليق على نهج إدارة ترامب تجاه لبنان، لكنه رأى أن لبنان يقف أمام “فرصة لإعادة صياغة مستقبله”، معتبرًا أن هذه الفرصة لا يمكن أن تتحقق من خلال إصلاحات تدريجية، بل عبر تغيير جذري في النهج المتبع.
وأكد أن في لبنان إمكانات اقتصادية كبيرة، وإذا تمكن من تنفيذ إصلاحات اقتصادية وقانونية جدية، واستعادة فرص العمل، فقد يكون مستقبله مشرقا. وأضاف: “حركة الفصائل اللبنانية لم تعد قادره على الهيمنة على السياسة. فهي مجرد ذراع لإيران، وهي دولة أجنبية تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان”.
وشدد على أنه “لا ينبغي لإسرائيل أو سوريا أو أي جهة أخرى أن تفرض إرادتها العسكرية. هذه لحظة لبنان ليقرر مصيره بنفسه”.
وعن العلاقات الدولية للبنان، أكد هوكستين أن “لبنان لا يحتاج إلى صدقات، بل إلى استثمار حقيقي”.
وأضاف: “لبنان يمتلك رأسمال بشريا عالمي المستوى، وإذا تمكن من إصلاح مشكلاته في الحوكمة، فبوسعه استعادة مكانته كدولة نابضة بالحياة. وهو لا يزال الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يستطيع جميع أتباع الديانات العيش فيها بحقوق متساوية، وهذا أمر يستحق النضال من أجله”.
المصدر: “الشرق الأوسط”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: حرکة الفصائل اللبنانیة هوکستین أن على لبنان
إقرأ أيضاً:
موسكو: لا اتفاق على لقاء روسي أوكراني جديد
موسكو، كيف (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةأكد الكرملين أنه لا يوجد اتفاق بعد على لقاء روسي أوكراني ثان، يمكن أن يعقد في الفاتيكان، وفقاً لتقارير صحفية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، خلال إيجازه الصحافي اليومي: «لا يوجد اتفاق بعد، ولا اتفاق ملموس بشأن اجتماعات مستقبلية».
وأضاف أن «العمل مستمر لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها».
وأكدت روسيا وأوكرانيا، أنهما تريدان تنفيذ اتفاق تبادل ألف أسير من كل جانب الذي أُعلن عنه يوم الجمعة الماضي في تركيا، قبل النظر في مواصلة المناقشات.
وأضاف بيسكوف: «الجميع يريد أن يحدث هذا بسرعة»، من دون أن يحدد موعداً، في وقت رفض المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف التعليق على سؤال حول إمكان إجراء مفاوضات في الفاتيكان.
من جانبه، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين الماضي، عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن كييف تدرس كل الاحتمالات بشأن مكان لقاء ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما تركيا والفاتيكان وسويسرا.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك أمس، عقب محادثة هاتفية مع رئيس قسم الأمن الدولي في وزارة الخارجية السويسرية غابرييل لوتشينغر، إن سويسرا أكدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام الأوكرانية الروسية المستقبلية.
وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع عام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن فشل الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى.
وتتمسك روسيا التي يحتل جيشها نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تتنازل عن 4 مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.
كذلك تطالب كييف، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً.
وفي السياق، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلاً عن الكرملين أمس، أن روسيا سلمت أوكرانيا قائمة تضم 1000 أسير حرب تريد استعادتهم في صفقة تبادل مقبلة.