لماذا يبتلي الله عباده وماذا أعد لهم؟ خطيب المسجد الحرام يجيب
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وأوضح الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام، أن المقصود من البلاء والابتلاء، تكفير السيئات، وتكثير الحسنات، ورفعة الدرجات، وهي ضُروب لا يمكن حصرها، ويعسر استقصاؤها، منها المادية: من ضيق في الرزق، وعلة في البدن، وفقدان للأهل، وهلاك للحرث، ومنها معنوية: من حُزن، وهم، وغَم، وَخَوْفٍ، وَنَحْوِهَا، وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمْ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٌ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ).
وأفاد بأن الله -جل وعلا- يبتلي عباده ليشعرهم بفقرهم إليه، وحاجتهم له، وعدم استغنائهم عنه، فيهرعون إليه، ويستغيثون به، فيسمع دعاءهم، ويرى تذللهم، ويبصر تضرعهم، فتنقلب المحنة منحة، والبلاء هبة ومنة، والضر عبادة وخضوعًا، وإلا فإن الله غني عن تعذيب عباده {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، فهنيئًا لمن قابل ذلك بإحسان الظن بربه، فسلم أمره لله، ورضي واسترجع، وأعقب ذلك صدق الالتجاء، وإخلاص الدعاء، فاستحق من الله الرحمة والثناء، ويا خيبة ويا خسارة من قابل ذلك بالتسخط والعصيان، والتمرد والكفران، فباء بغضب من الرحمن.
وبين الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، أنه لا يفهم من ذلك الترغيب في التعرض للبلاء، ولا الحث على تمني الابتلاء - معاذ الله، فإن ذلك من قلة العقل ونقص في الدين، فالمؤمن لا يدري أَيصبر أم يَسْخَط، أَيَشْكُر أم يَكْفُر، والعافية لا يعدلها شيء، ولكن من سَبَق في علم الله أن يلحقه بلاء، وأن يُصاب بابتلاء، فعليه بالصبر والرضا ما استطاع، فإن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وأفاد بأنه من الابتلاء ما يصيب الناس ويلحقهم من عنت ولأواء، بسبب شدة حر الصيف وزمهرير الشتاء، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا! فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشَّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ»، وإن الصبر فيه على الطاعات والتجلد فيه على القربات مما يعظم الأجر عند رب الأرض والسماوات من جمع وجماعات، وطواف بالبيت أوقات الظهيرات، ومن أجل العبادات القيام على أمن وسلامة وخدمة حجاج بيت الله الحرام، من طرف رجال الأمن وباقي الجهات والهيئات، وبخاصة فيما يستقبل من العشر المباركات، التي تضاعف فيها الحسنات وترفع فيها الدرجات، فاحتسبوا فيها أعمالكم عند ربكم، فإن الأجر على قدر المشقة، متى ما حصلت اتفاقًا، واعلموا أنما هي أيام قلائل تمضي وتنقضي، ويبقى الثواب عند من لا يضيع عنده مثقال ذرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة البلاء السيئات الحسنات المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
أكثر من 220 سلّمًا و29 مصعدًا تخدم 200 ألف قاصد في المسجد الحرام
تواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها في تسهيل تنقل ضيوف الرحمن داخل أروقة المسجد الحرام وساحاته، حيث تسهم منظومة السلالم والمصاعد الكهربائية في خدمة أكثر من 200 ألف قاصد في الساعة الواحدة، بما يضمن انسيابية الحركة وراحة الزوار والمعتمرين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتتوزع أكثر من 220 سلّمًا كهربائيًّا في عدة مواقع داخل المسجد الحرام، منها 122 سلّمًا في المسعى، و56 سلّمًا في التوسعة السعودية الثانية، و20 سلّمًا عند نفق السوق الصغير، و14 سلّمًا إضافيًا تخدم دورات المياه.كفاءة عالية
أخبار متعلقة إغلاق مستودع مخالف لتكرير الزيوت في حي الساحل بجدةاستشارات ومبادرات متنوعة.. أنشطة جناح "تعليم الرياض" في سكول إكسبو 2025وصُمّمت هذه السلالم لتعمل بكفاءة عالية على مدار الساعة، وتتكامل مع باقي البنية التحتية لخدمة الكثافة البشرية المتزايدة.
كما تدعم هذه المنظومة 29 مصعدًا كهربائيًّا موزعة بدقة لتغطية النقاط الحيوية، منها 9 مصاعد في المسعى، و4 في التوسعة السعودية الثانية، و5 تخدم دورات المياه، بالإضافة إلى 4 مصاعد في بدروم الساحات ونفق السوق الصغير، و7مصاعد في المباني المشغلة للمسجد الحرام.صيانة دورية
وحرصت الهيئة على تنفيذ برامج صيانة دورية ومكثفة لكافة هذه التجهيزات لضمان أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية والسلامة، مع تطبيق معايير دقيقة في الحماية والوقاية، ما يعزز راحة القاصدين ويعكس حرص المملكة الدائم على تيسير أداء المناسك في أجواء إيمانية آمنة.