مبادرات وبرامج إماراتية لدعم الأمن الغذائي في السودان
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
أحمد مراد (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتسبب النزاع الدائر في السودان، منذ أبريل 2023، في انعدام الأمن الغذائي بمستويات غير مسبوقة، ما جعل المجاعة تفتك بملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، الذين يصارعون الجوع، والتشتت، والحرمان الشديد.
وتعمل دولة الإمارات بالتعاون مع منظمات المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والعالمية على وقف الحرب، والتوصل إلى تسوية تحقق إرادة السودانيين، وتوقف المعاناة، مؤكدة دعمها الثابت والراسخ للشعب السوداني.
ولا تكل الإمارات ولا تمل من دعواتها ومطالباتها بفتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين، داعية إلى تضافر جهود منظمات المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب السوداني، والتصدي لمحاولات عرقلة وصول الإمدادات إلى النازحين واللاجئين السودانيين.
وبحسب التقديرات الأممية والدولية، فإن النزاع الدائر في السودان أدخل نحو 25 مليون شخص في دائرة الجوع، لا سيما مع عرقلة قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها المنظمات والدول الفاعلة في مجالات العمل الإنساني، وعلى رأسها دولة الإمارات.
وكان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للعام 2025 قد حدد 17 منطقة سودانية معرضة لخطر المجاعة نتيجة الصراع المستمر، موضحاً أن أكثر من 30 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وأُعلنت المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين في إقليم دارفور.
رسالة تضامن
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، أنه في ظل الانهيار المتسارع للأوضاع الإنسانية داخل السودان، يبرز الدور الإماراتي كأحد أهم الجهود التي تسعى ليس فقط للتخفيف من حدة الكارثة، بل لبناء جسر عبور نحو استعادة الدولة السودانية لوظيفتها الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد زهدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات اتخذت مساراً مختلفاً عن كثير من الفاعلين الإقليميين والدوليين، إذ لم تكتف بإصدار البيانات أو دعوات التهدئة، بل انتقلت مباشرة إلى الفعل الميداني، عبر جسر متصل من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي طالت شرائح واسعة من السكان المنكوبين، لا سيما في المناطق التي تعاني انعدام الأمن الغذائي بمستويات غير مسبوقة، ما يمثل الأزمة الأخطر والأكثر تعقيداً في السودان.
وأشار إلى أن دعم الإمارات لملف الغذاء والدواء لا يأتي فقط من باب الاستجابة الطارئة، بل يُعبر عن فهم عميق لطبيعة الأزمة السودانية كأزمة مركبة، أمنية وإنسانية وسياسية، لا يمكن معالجتها إلا بمداخل متزامنة، موضحاً أنه حين تُرسل الدولة شاحنات القمح والأدوية، وتُنشئ مستشفيات ميدانية ومراكز إيواء، فهي بذلك تؤسس لمعادلة استقرار قائمة على إنقاذ الإنسان السوداني أولاً، تمهيداً لاستعادة السياسة والمجتمع والدولة لاحقاً.
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، إن السودان لا يحتاج فقط لمن يرفع صوته بالنيابة عنه في المحافل، بل لمن يضع قدماً على الأرض في معسكرات النزوح والمستشفيات، ويُقدم نموذجاً فاعلاً للتضامن الإنساني العملي، مضيفاً أن الإمارات تقدم نموذجاً يستحق التقدير والتثمين، لأنه يتعامل مع السودان كقضية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية أو أمنية.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يزداد فيه الجوع ويغيب الدواء، تكتسب كل قافلة إماراتية تصل إلى الداخل السوداني معنى أكبر من مجرد شحنة دعم، مؤكداً أنها تمثل رسالة تضامن، ومحاولة جدية لردم الهوة بين الخراب وإمكانية التعافي.
دعم إماراتي
بدوره، شدد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور محمد صادق إسماعيل، على أهمية المبادرات والبرامج التي تتبناها دولة الإمارات لدعم الأمن الغذائي في السودان، في ظل التداعيات الخطيرة المترتبة على النزاع الدائر منذ أبريل 2023، ما جعل البلاد تواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، بحسب التقديرات الأممية والدولية.
وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النزاع تسبب في تداعيات خطيرة، سواءً على مستوى النزوح أو الخسائر الاقتصادية أو تفشي أزمة غذائية معقدة يُعانيها ملايين السودانيين، مؤكداً أن الإمارات تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تخفيف معاناة الشعب السوداني، عبر قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تشكل دعماً بارزاً للأمن الغذائي السوداني.
وفي إطار تضامنها الراسخ والثابت مع الشعب السوداني، تحرص دولة الإمارات على دعم الأمن الغذائي في السودان، في ظل تأثره بتداعيات النزاع الدائر منذ أبريل 2023.
سياسات متوازنة
وقال مدير المركز العربي للدراسات، إن دولة الإمارات تتبنى سياسات خارجية متوازنة تهدف إلى إحلال السلم والأمن في مختلف مناطق العالم، وتسوية النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والغذائية للمتضررين من النزاعات والصراعات، ما يعزز الحضور الإماراتي الفاعل على المستويين الإقليمي والعالمي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمن الغذائي الإمارات السودان أزمة السودان الشعب السوداني المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإغاثية مساعدات الإمارات المساعدات الإنسانیة والإغاثیة الأمن الغذائی دولة الإمارات فی السودان
إقرأ أيضاً:
وزارة الدفاع تطلق حزمة مبادرات الإمداد لدعم الجاهزية وتعزيز الكفاءة التشغيلية
المناطق_واس
أطلقت وزارة الدفاع ممثلة في برنامج تطوير وزارة الدفاع، حزمة مبادرات الإمداد؛ التي تهدف إلى تحسين كفاءة الإنفاق، ودعم توطين التصنيع العسكري، وتحديث المعدات ومنظومات التسليح، وذلك خلال حفل أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة بالرياض، بحضور معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، ومعالي مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية الدكتور خالد بن حسين البِياري، وأصحاب المعالي قادة ورؤساء أركان أفرع القوات المسلحة.
وتُعد هذه المبادرات إحدى الخطوات النوعية ضمن مسار التطوير والتحول الذي تشهده وزارة الدفاع، حيث ترتكز على إعادة بناء منظومة الإمداد، بما يواكب متطلبات الجاهزية في بيئات القتال الحديثة، ويُسهم في تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة، ودعم مرونتها العملياتية لتنفيذ المهام بكفاءة واحترافية.
أخبار قد تهمك وزير الدفاع يشهد تمرين القوات الخاصة “النخبة” بوزارة الدفاع 2 مايو 2025 - 12:10 صباحًا وزارة الدفاع توقع عقدًا مع شركة نافانتيا الإسبانية للاستحواذ وتوريد 3 سفن قتالية لصالح القوات البحرية 12 ديسمبر 2024 - 1:55 مساءًوأكد معالي رئيس هيئة الأركان العامة أن تطوير منظومة الإمداد يشكل أحد المحاور الحيوية في دعم الأداء القتالي، وضمان الجاهزية المستدامة للقوات المسلحة، مشيرًا إلى أن تعزيز القدرات اللوجستية يُسهم في إدامة العمليات في ظل التحديات المتغيرة، من خلال تحسين أنظمة النقل، وتوفير الموارد الحيوية للميدان بكفاءة واستجابة عالية.
من جانبه، أوضح معالي المستشار في وزارة الدفاع الرئيس التنفيذي لبرنامج تطوير وزارة الدفاع الدكتور سمير بن عبدالعزيز الطبيّب، أن هذه المبادرات صُممت وفقًا لمفهوم الدفاع النشط المعتمد في إستراتيجية الدفاع الوطني، وتحظى بدعم ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وصاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن محمد بن عياف نائب وزير الدفاع, حيث ستمكن الوزارة من الحصول على شبكة إمداد وتموين موحدة تدعم قواتنا المشتركة، وتستند على مفاهيم وعقائد مشتركة جديدة، ومنظومة نقل إستراتيجية متطورة وبنية تحتية حديثة تدعم عمليات الدعم الإمدادي، وإسناد القوات في مختلف الظروف.
وأضاف أن الوزارة تمر بمرحلة تحول مؤسسي شامل، تشمل النواحي التنظيمية والتقنية والتشغيلية، وتتطلب من كافة الوحدات المستفيدة المشاركة الفاعلة؛ لضمان الاستدامة، وتحقيق أعلى درجات الجاهزية.