صدر حديثا عن دار الفلق للنشر والتوزيع، كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟»، للكاتب الصحفي والإعلامي حسين عبد الغني، والذي يناقش من خلاله قضية توثيق الأحداث الراهنة المرتبطة بالقضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل تغير المعطيات بشكل متسارع على المستوى الإقليمي.

ونستعرض خلال السطور التالية بشيء من التفصيل بعض الأجزاء من كتاب «طوفان الأقصى.

. تغيير قواعد اللعبة؟».

كتاب «طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟»

يتضمن كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟»، تسعة فصول يرصد الكتاب من خلالها لحظات تاريخية لا يمكن تأجيل توثيقها، نظرا لرؤية المؤلف في أن هذا التوثيق يصبح أكثر إلحاحًا عندما يكون الطرف المسيطر على الإعلام والسرديات هو الغرب وإسرائيل، إذ جرت العادة على إعادة صياغة الأحداث وتحوير الحقائق لصالح الرواية الإسرائيلية. لذا، فإن تسجيل الوقائع من منظور فلسطيني وعربي لحظة وقوعها ليس مجرد توثيق، بل هو دفاع عن الحقيقة ورفض لتزوير التاريخ.

قضايا كتاب «طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟»

وعلى وصف الكاتب، فهذا الكتاب يغامر بعرض تحليل لمسيرة الحرب، وخرائط النار، ومسيرة مفاوضات الباب الدوار، واستنزاف الوقت من القاهرة والدوحة إلى باريس، وبالعكس على مدى 500 يوم تقريبا، بادئا بالتنبؤ بطوفان الأقصى قبل وقوعه من واق متابعة حثيثة للمشهد في إسرائيل.

ويناقش «عبد الغني»، كيف أن «طوفان الأقصى» لم يكن حدثًا منفصلًا، بل كان نتيجة حتمية لمسار طويل من التراكمات، كان أبرزها اتفاق أوسلو، إذ يُوضح أن أوسلو، الذي قُدم للبعض على أنه «غصن زيتون» للسلام، انتهى إلى تكريس الاحتلال الإسرائيلي، وتقسيم الأرض بنسبة 22% للفلسطينيين مقابل سيطرة إسرائيلية شبه كاملة.

غلاف كتاب طوفان الأقصى.. من غير قواعد اللعبة؟

وأما عن الفصول التسعة للكتاب، فينبثق من خلال عناوينها المتمثلة في: « كل الطرق تؤدي إلى طوفان الأقصى، من غير قواعد اللعبة؟، النصر المراوغ، بين مكر الكباوي ودهاء العمائم، اليوم التالي.. رعب أكبر سوف يجئ، غزة الصامدة في مواجهة أفلام السياسة الأمريكية، بين المقاومة والساداتيين الجدد، خارج خرائط النار.. تفاعلات دولية مع المظلمة الفلسطينية، الطوفان المضاد وانقلاب المعادلات لصالح إسرائيل»، مدى التحليل الشامل والرؤية المفصلة التي يقدمها الكاتب.

آثار طوفان الأقصى على إسرائيل داخليا

يفصّل الكتاب كيف أدّت تداعيات «طوفان الأقصى» إلى تصدع داخلي غير مسبوق في إسرائيل، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين فقدوا الثقة في قادتهم العسكريين والسياسيين، بل وبدأ البعض في البحث عن خيارات للهجرة، نتيجة شعور متزايد بعدم الأمان، هذا إلى جانب مناقشته مدى أهمية المواجهة بين أمريكا وإيران كعنصر رئيسي في معادلة الحرب، حيث تُقدم واشنطن دعمًا غير محدود لإسرائيل، بينما تُدير طهران موقفها بحذر، متجنبة الدخول المباشر في الصراع. يُشير عبد الغني إلى أن إيران، رغم قدراتها العسكرية، لا تزال مترددة في اتخاذ قرار استراتيجي بتوسيع نطاق الحرب، وهو ما تسعى أمريكا وحلفاؤها إلى منعه عبر التهديدات المستمرة.

يُقدم كتاب «طوفان الأقصى.. تغيير قواعد اللعبة؟◄5 تحليلًا شاملًا لما يجري، ويرى أن هذه الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل محطة مفصلية ستعيد رسم مستقبل الإقليم، وربما تُغيّر معادلات السياسة العالمية لعقود قادمة.

اقرأ أيضاًفصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «10» الجدار الواقي ومفهوم نتنياهو

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (7) جابوتنسكي «الملهم»

«الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط».. كتاب جديد لـ ضياء رشوان يفضح الخطاب التحريضي للجماعة عقب 30 يونيو

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: طوفان الأقصى كتاب طوفان الأقصى تغییر قواعد اللعبة طوفان الأقصى عبد الغنی من کتاب

إقرأ أيضاً:

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «10» الجدار الواقي ومفهوم نتنياهو

لم يكن نتنياهو داعمًا لعملية السلام في أي مرحلة من مسيرة حياته سواء عندما كان طالبًا في الولايات المتحدة أو عندما انخرط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وعملياته المختلفة، أو حتى عندما أصبح زعيمًا لحزب الليكود ورئيسًا للوزراء الإسرائيلي.

وقد عبر نتنياهو عن موقفه من خلال رؤيته لمعاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، فهو يقول في كتابه «مكان تحت الشمس» وعلى الرغم من إعادة سيناء إلى مصر، أتفق على أن تبقى شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح، وأن لا يدخل الجيش المصري إلى شرق القناة سوى «قوة صغيرة»، كما تم تشكيل قوة مراقبة فعالة اشتملت على قوة مراقبين متعددي الجنسيات بهدف ضمان بقاء سيناء منزوعة السلاح.

وقال: إن مساحة شبه جزيرة سيناء، كبيرة جدا، (تصل إلى ضعفي مساحة إسرائيل داحل حـدود عـام 1967، والضفة الغربية معا)، بحيث تتوفر لاسرائيل، في حالـة أي خـرق لاتفاقيـة نـزع الـسلاح، الفرصـة والوقـت لمواجهة أي هجوم مصري، قبل أن تتمكن القوات المصرية من الوصـول الى مـشارف النقـب. ولفـصل هـذا الحاجز الواسع المتمثل بصحراء سيناء، كان من السهل نسبيا تحقيق مثل هذه الظروف، على طول الحدود مع مصر.

ويقول نتنياهو: «يتوفر على الجبهة المصرية، الشرط الأساسي المطلوب لمعاهدة سلام بين إسرائيـل ودولـة عربية: إمكانية مناسبة لإسرائيل للدفاع عن نفسها في حالة خرق المعاهدة. غير أنه على بقية الجبهات، من الصعب جدا توفير ظروف كهذه. فالجبهة الشرقية تشمل، أولا وقبـل كـل شيء، سـوريا والعـراق، الـدولتين العسكريتين العربيتين الكبيرتين، اللتين رغم مـا بيـنهما مـن خـصومة، تعاونتـا في الـسابق في الحـروب ضـد إسرائيل. ويقول: يجب أن نأخذ بالحسبان أيضا، العربية السعودية، التي قد تضع ترسانتها من الأسلحة، في ظروف معينة، في خدمة حرب مستقبلية. كما أسلفنا استبعاد إمكانية دخول الأردن إلى دائـرة الحـرب، مـثلما أن معاهدة سلام مع سوريا، ليست ضمانا لعدم خرقها في المستقبل.

ويرى نتنياهو أن هناك شروطًا يجب توفرها لإدامة سلام مـع الجبهـة الـشرقية.

ومن بين هذه الشروط قدرة إسرائيل على الردع، والتي تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية: قوتها العسكرية، مقابل القوة العسكرية العربية، المدة الزمنية للإنذار المبكر المتوفرة لديها لتمكينها من تجنيد قوات الاحتياط لديها، والحـد الأدنى من المساحة المطلوبة للجيش الإسرائيلى كي يستطيع الانتشار لمواجهة أي خطر محتمل.

الحلقة 10 من كتاب نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى

وهو يرى أن تفوق العرب على إسرائيل من حيث القوة العسكرية، في التـسليح والوسـائل القتاليـة، أخـذ بالتزايـد منذ سنوات. فمنذ حرب «يوم الغفران»، أنفق العرب ما يزيد على (150) مليار دولار على شراء الأسلحة وإنـشاء المنشآت العسكرية، في هذا الوقت- فالعربية السعودية وحدها، تخصص لجيشها سنويا مبلغـا مـن المـال، يـضاهى مـا تنفقـه دولة عظمى على جيشها مثل بريطانيا. أما الجيش السوري فيملك الآن دبابات يزيد عـددها عـلى تلـك التي كانت بحوزة ألمانيا عندما غزت روسيا ويقول: صحيح أن إسرائيل تتفوق على العرب من حيـث النوعيـة، وخاصـة في مجالات التدريب وتأهيل الجيش، غير أن الكميات الهائلة من الأسلحة التي تتدفق على الـدول العربية، مـن شأنها تغيير ميزان القوة بسرعة، بحيث تصبح كميات الأسلحة الزائدة لدى العرب، جزءا مـن التفـوق النـوعي أيضا. كما أن القوة العسكرية، لها علاقة بحجم السكان. ففي عام 1993، حيث بلغ عدد سـكان إسرائيـل حـوالى (5)ملايين نسمة، مقابل 32 مليون نسمة في سوريا والعراق، وهما الدولتين الرئيستين اللتـين تـشكلان الجبهـة الـشرقية، وهذه الميزة تمكن الدول العربية من الاحتفاظ بجيـوش نظاميـة كبـيرة، خلافـا لإسرائيـل التي يتكـون معظـم جيشها من رجال الاحتياط الذين يتطلب الأمر تعبئـتهم للحـرب. لـذا، فالـدفاع الإسرائـيلي يتطلـب ردا عـلى هجوم يكون فيه الجيش الإسرائيلي منذ البداية أقل عددا بنسبة 5:1أو 7:1، مقابل الجيوش العربية.

ويرى نتنياهو أن هــذه الفجــوة الكبــيرة لــصالح العــرب، في مجــالى الــسلاح والطاقــة البــشرية، التــى لايمكــن لإسرائيـــل تغطيتهـــا تزيـــد مـــن أهميـــة العنـــصرين الآخـــرين مـــن عنـــاصر الأمـــن الاسرائـــيلي، فالمدة الزمنية للإنذار المبكر، تعتبر شرطا ضروريا لبقاء إسرائيل، ومن ثم فإن إسرائيـل بحاجـة ماسـة إلى وقـت كـاف لتعبئة جنود الاحتياط الذين يشكلون القوة الرئيسة في الجيش. وهذه التعبئة، تتطلـب اسـتدعاء مـواطنين من بيوتهم في جميع أنحاء الدولـة، وتجمـيعهم في وحـداتهم، وتزويـدهم بالأسـلحة والمعـدات العـسكرية الأخرى، وتوجيههم ومن ثم نقلهم إلى خطوط الجبهة.

ويقول: إن تجنيد مئات الآلاف من الجنود الاحتياط في وقت واحد، يعتـبر مهمـة صـعبة جـدا، لا يمكـن، بـأي حال من الأحوال، تنفيذها بأقل من 48-72 ساعة، بينما لا توجد لدى سوريا مشكلة مماثلة، حيـث إن جيـشها النظامي يعادل من حيث الحجم قوة الاحتياط الإسرائيلية بأكملها، وربما يكون منتـشرا في المنطقـة، ولـيس بحاجة إلا إلى بضع ساعات فقط للخروج إلى الحرب.

ويقول: وحتى يتم الانتهاء من عملية تعبئة الاحتياط، تكون مسؤولية المحافظة على بقاء إسرائيل، ملقاة عـلى كاهل القوات النظامية المرابطة على خطوط الجبهة، وإذا فشلت هذه القوة النظاميـة في الاحتفـاظ بهـذه الخطوط حـيثما يتم إلحاق قوات الاحتياط، فقط تصل الحرب بسرعة كبيرة إلى المستوطنات والمدن الكبيرة في إسرائيل.

ويقول: إن الأخطر من هذا، هو المجال الجوي. فالطائرة المقاتلة التي تقلع عن مطـار عـسكري في غـرب العـراق، أو سوريا تحتاج ما بين 5-10 دقائق فقط للوصول إلى التجمعات السكانية في إسرائيل، وأقل مـدة زمنيـة مطلوبـة لإقلاع طائرة معترضة لمواجهة طائرة مهاجمة، هي ثلاث دقائق، وهذا أيضًا إذا كانت الطائرة المعترضـة في حالـة تأهب قصوى على مدرج المطار، ويضيف: بعبارة أخرى، بـدون انـذار مـسبق، قـد تتعـرض المـدن الاسرائيليـة والمطـارات فيها للقصف الجوي دون أي مقاومة. والدليل على حدوث مثل هذه الامكانية، هو أن إسرائيل وجدت نفـسها في حـرب الخلـيج، مـضطرة للاحتفـاظ بجـزء مـن سـلاحها الجـوي، محلقـًا في الجـو، فقـد كانـت الطـائرات المقاتلة تحلق في سماء إسرائيل ليلاً نهارا طيلة فترة حـرب الخلـيج. وقـد تمكنـت إسرائيـل مـن اتخـاذ هـذا الإجراء لأن الأمريكيين أبلغونا سلفا بموعد بدء الحرب.

ولهذا يعتقد نتنياهو أن هذا المستوى من التأهب، غير ممكن ضد هجـوم مفـاجئ، وهو أمر يجعـل سـلاح الجـو الإسرائيلى بحاجة إلى أنظمة مراقبة إلكترونية، تمكنه من تـوفير دقـائق ثمينـة، في حالـة اسـتعداد الطيـارين لمواجهة هجوم كهذا.

ومن ثم يرى نتنياهو أن مهمة محطات الإنذار المبكر التي أقامتها إسرائيل على قمم جبال نـابلس وهـضبة الجـولان، أقيمت على ارتفاعات توفر إمكانية مراقبة تحركات الجيش الـسوري، وكـل جـيش عـربي يتحرك داخل الأراضي الأردنية، وكذلك النشاطات الجوية في هاتين الدولتين، ولو أن دولة معادية نجحت في السيطرة على هذه المرتفعات، لأصبح الوضع معكوسا: وسيكون باستطاعة العرب مراقبة كل مـا يجـري عـلى السهل الساحلي والجليل، ولأصبحت إسرائيل عمياء وفاقدة لجزء كبير مـن قـدرتها عـلى تحقيـق الإنـذار المبكر. لذا فإن لهذه المحطات، أهمية حاسمة، ولا بديل لها في حالة الاستعداد لمواجهـة هجـوم عراقـي أو سوري، ويضيف: لو كانت هذه المواقـع في جبـال نـابلس والجـولان، بأيـدي العـرب، خـلال حـرب الخلـيج، لكانـت محطات الإنذار هذه تزود صدام حسين بكل ما يجرى في الجيش الاسرائـيلي، خاصة أن الأردن كما يقول نقلـت الى العـراق معلومات استخبارية بصورة دائمة طيلة أيام الحرب).

ويضيف: صحيح أن إمكانيات المراقبة بواسطة الأقمار الاصطناعية والطائرات قد تحسنت كثيرا، غير أن هذه الوسائل الاستخبارية معرضة لتقلبات الجو، والأعطال، وصعوبة الصيانة، بالإضافة إلى أثمانها المرتفعـة. كما أن العـدو قـد يسقط الطائرات التي تحمل أجهزة الإنذار المبكر. لذا، لا زالت إسرائيل لا تجد بديلاً عن قمة مرتفعـة كمـصدر للحصول على معلومات استخبارية.

ويقول نتنياهو: إن أحــد أهــم الــثروات المتــوفرة لــدى الجــيش الإسرائــيلى خــلال الــساعات الـــ (72) الأولى الحاســـمة في الحـــرب، هـــى المجـــال الأرضي. فـــالجيش الاسرائـــيلى بحاجـــة إلى مـــساحة جغرافيـــة تمكنه من الاستعداد عـلى صـعيدي الطاقـة البـشرية والـسلاح، بعـد انـدلاع الحـرب. ولهـذا، فـان الجـيش الاسرائيلي المضطر حاليا لضغط نفسه داخل الحدود الحالية لإسرائيل، لن يستطيع الانتشار بفعالية فيما لو حرم من مناطق الانتشار المتوفرة في الضفة الغربية، وكنتيجة لهذا سيجد نفسه مضطرا للانتشار في شـوارع القدس ومداخل تل ابيب. والأسوأ من هذا هو أن كل منـاطق التجمـع والانتـشار للجـيش سـتكون ضـمن مدى قذائف مدفعية. العدو التى يستطيع اطلاقها من جبال الضفة الغربية، الأمر الذى يؤدى الى تشويش خطير فى شبكة التجنيد باسرها.

وقال: إن سور الضفة الغربية، الحاجز الطبيعي، الـذى يحمـى الـسهل الـساحلي مـن أي هجـوم، لا يحمـى بصورة مباشرة سكان إسرائيل الذين يعيشون على الـساحل فحـسب، إمنـا يمنح الجـيش الاسرائـيلي الوقـت المطلوب، لنقل قوات الاحتياط الى الجبهة.

ويرى أن الشيء الأهم الذى ينبغي أخذه بعين الاعتبار، لـدى الحـديث عـن منطقـة عازلـة عـسكرية هـو: مسافة تمنح الوقت. فالمسافة التي سيـضطر العـدو لقطعهـا، قبـل أن يتغلغـل داخـل المنـاطق الاسرائيليـة المأهولة بالسكان، ويلحق بها خسائر فادحة، تساوي من حيث القيمة والأهمية، الوقت اللازم لتجنيد قوات الاحتياط الإسرائيلية. وكلما اتسعت المنطقة التي سيضطر العدو لاجتيازها ازدادت احتمالات نجاح الجـيش الإسرائيلي في وقف تقدم العدو، من خطـر الهجمات الجويـة والبريـة والحـصول عـلى وقـت ثمين لتعبئـة الاحتياط، والساحة التي توفر إمكانية استخدام تكتيك الإعاقة، تسمى «العمق الاستراتيجي».

وللتأكيد عل أطماع إسرائيل في الضفة الغربية يقول: لقد وضعت قوات «النـاتو» في المانيـا خطـة الـدفاع عـن ألمانيـا في وجـه التهديـد الـسوفييتي، عـلى أسـاس عمـق اسـتراتيجي يبلـغ 230 كيلـو مـترًا، وذلـك في مواجهـة عـدد الـدبابات التـي كانـت تحـت تـصرف حلـف وارسـو، والتـي كانـت مماثلـة تقريبـا لعـدد الـدبابات في الجبهـة الشرقية لإسرائيل، ومن ثم لا نستطيع القول إن مناطق الضفة الغرييـة، تمنـح إسرائيـل مثـل هـذا العمـق الاستراتيجي، لكنها توفر شيئا ما، ودون هذا الشيء، سيكون وضع إسرائيل خطيرًا، حيـث أن منـاطق الـضفة الغربية لا تمنح إسرائيل عمقًا استراتيجيا فقط، بل تمنحها ارتفاعا استراتيجيا أيضا.

ويقول: ان الطبوغرافية الجبلية لجبال الضفة الغربية، تتلاءم جيدا مع عمليات الإعاقة المطلوبـة للـدفاع عـن إسرائيل، فهذه السلسلة الجبلية تشكل عائقا يصعب جدا اجتيازه بالنسبة للمهاجم من جهة الـشرق. إذ أن القوة المهاجمة ستدخل إلى مناطق الضفة الغربية عن طريق غور الأردن، الأكثر انخفاضا في العـالم، ( يزيـد على 300 م تحت سطح البحر)، ومن هناك ستضطر القوة المهاجمة لتسلق هـذه المرتفعـات الـصعبة مـن خلال القتال، وهذه المنطقة غير قابلة تقريبا للاجتياز بالـدبابات والآليـات الثقيلـة الأخـرى، مـا عـدا بعـض المحاور الصعبة والملتوية، وأن أي نظام إلكترونى، مهما كان حديثا، لن يستطيع أن يحل محل جـدار جـبلي يزيد ارتفاعه على ألف متر، كحاجز أمام قوة مهاجمة.

اقرأ أيضاً«مصطفى بكري»: الرئيس لا ينام الليل لنهضة البلد.. واللي مش شايف يشرب من البحر

«مصطفى بكري»: أزمة غش البنزين متعمدة لإثارة الفوضى والرئيس وجه بالكشف عن المتسببين

مصطفى بكري: فرنسا تتجه لحظر الإخوان وتصنيفها جماعة إرهابية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواجه ضغوطًا غير مسبوقة من حلفائها بسبب حربها على غزة.. فهل يستطيعون تغيير نهجها؟
  • صور| الحديدة.. أبناء عزلة المبارك بزبيد ينفذون مسيرا شعبيا
  • اختتام بطولة “طوفان الأقصى” لطلاب المدارس الصيفية بمديرية عمران
  • مسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية زبيد في الحديدة
  • صور| الحديدة.. خريجو دورات “طوفان الأقصى” في السخنة ينظمون مسيراً شعبياً
  • أخبار التكنولوجيا|واتساب يغير قواعد اللعبة بميزة صوتية جديدة.. كم سيكلفك آيفون في حال تنفيذ ترامب تهديده؟
  • مسير ومناورة عسكرية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في السخنة بالحديدة
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «10» الجدار الواقي ومفهوم نتنياهو
  • مكالمات دون إزعاج.. واتساب يغير قواعد اللعبة بميزة صوتية جديدة