محللون: نتنياهو يرسخ جمهورية اليمين ويحصن حربه في غزة بتعيين زيني
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين ديفيد زيني على رأس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) موجة جديدة من الجدل السياسي والقانوني في إسرائيل، وسط تحذيرات من تداعيات تهدد الأمن القومي وتنذر بفتنة داخلية.
واعتبر محللون أن الخطوة تأتي في سياق محاولة نتنياهو استكمال حلقة أمنية استخباراتية تتماهى مع رؤيته لحرب طويلة الأمد في قطاع غزة، وترفض أولوية ملف الأسرى، مما أثار غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين.
ويؤكد الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي المختص بالشأن الإسرائيلي، أن تعيين زيني يشكل تتويجا لسلسلة تغييرات أجراها نتنياهو في المفاصل العسكرية والأمنية لضمان ولاء تام في مسار الحرب على غزة ورفض صفقة تبادل الأسرى.
وأضاف لبرنامج "مسار الأحداث" أن زيني لا يمثل فقط خيارا أمنيا، بل يعكس إرادة سياسية في إعادة تشكيل الحلقة القيادية، مشيرا إلى أن قادة كبارا كرئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت أُبعدوا لصالح شخصيات أكثر انسجاما مع أجندة نتنياهو.
ورأى الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر أن القرار يكشف عن توجه حكومي واضح نحو "حرب أبدية"، يتناغم مع الخطابات الفاشية السائدة في أقصى اليمين الإسرائيلي، حيث أضحى نتنياهو نفسه رمزا لهذا التيار.
إعلانوأوضح شاكر أن رفض زيني إتمام صفقة تبادل الأسرى في اجتماعات مغلقة مؤشر على هذا الانحياز السياسي، وهو ما يجعل الشاباك، الذي من المفترض أين كون أحد أعمدة المهنية في إسرائيل، أداة جديدة في يد الجناح اليميني الحاكم.
إهانة للجيشوعلى صعيد المؤسسة العسكرية، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري أن تعيين زيني دون علم رئيس الأركان يشكل إهانة للجيش الإسرائيلي وانتهاكا غير مسبوق لأعرافه المهنية، ويعكس ضعفا في قيادة الأركان.
وقال إن الحادثة تفتح الباب أمام تمرد داخل المؤسسة العسكرية وتشجع على تسييس الجيش الإسرائيلي، خاصة أن زيني يأتي من خارج جهاز الشاباك، ويفتقر إلى الخبرة الاستخباراتية المتخصصة اللازمة لقيادة الجهاز في زمن الحرب.
ويؤكد الدويري أن الخطر لا يقتصر على التخبط في التعيينات، بل يشمل تغييرا أوسع في عقيدة الجيش، إذ تتقدم إلى الصفوف قيادات متأدلجة صهيونية، مثل قائد المنطقة الوسطى آفي بلوت، مما يعمّق المسار اليميني في منظومة اتخاذ القرار.
ويطرح تعيين زيني تحديات قانونية جمة، كما يوضح مهند مصطفى، أولها رفض المستشارة القضائية للتعيين، مما يفتح الباب أمام الطعن في القرار لدى المحكمة العليا دون دعم من الجهات القانونية الرسمية.
وأشار إلى أن لجنة تعيين كبار المسؤولين -وهي هيئة إلزامية لإقرار مثل هذه التعيينات- قد ترفض اعتماد زيني بسبب غياب الإجراءات الشكلية والمهنية، خاصة أن نتنياهو نفسه اعترف بعدم إجراء مقابلة معه قبل تعيينه.
ويضيف مصطفى أن تعيين زيني يكسر تقليدا راسخا في الشاباك، حيث كان يُعيّن الرئيس من داخل الجهاز ذاته، غالبا من بين نوابه، لضمان الاستمرارية والثقة في إدارة جهاز شديد الحساسية والتعقيد.
تفكيك منظومة الحكموتعكس هذه التحديات، بحسب مصطفى، نية نتنياهو الاستمرار في تفكيك منظومة الحكم التقليدية في إسرائيل، واستبدالها بمنظومة يمينية جديدة تتجاوز كل القواعد الدستورية والقانونية والتوافقات التاريخية.
إعلانوأوضح أن نتنياهو يسعى لبناء "جمهورية يمين" داخل إسرائيل، تستند إلى الحسم لا التوافق، مستغلا حرب غزة الحالية ليصفها بـ"حرب الاستقلال الثانية"، كما فعل ديفيد بن غوريون عام 1948.
ويرى حسام شاكر أن ما يحدث من تحولات داخل إسرائيل يُفقدها تدريجيا دعم حلفائها، خصوصا في أوروبا، حيث بات يُنظر إليها كدولة سلطوية يحكمها جناح فاشي، يضرب عرض الحائط بكل معايير الحكم الرشيد والمؤسساتية.
وأضاف أن تعيين زيني يُضعف موقع إسرائيل كدولة حليفة يمكن الاعتماد عليها، ويكرّس صورتها ككيان يتجه نحو المزيد من العزلة الدولية، خاصة في ظل انتقادات أوروبية متصاعدة للممارسات العسكرية والسياسية للحكومة الإسرائيلية.
وفي ما يتعلق بتأثير هذا القرار على المسار التفاوضي، لفت شاكر إلى أن مفاوضات الدوحة الأخيرة شهدت انسحاب مفاوضين رئيسيين من الجانب الإسرائيلي، مما يعكس موقفا متصلبا ينفي وجود نية فعلية للتوصل إلى صفقة تبادل.
شروط تعجيزيةورأى أن حكومة نتنياهو تحاول إغلاق كل المسارات السلمية عبر تقديم شروط تعجيزية، في حين تعتمد على دعم إدارة أميركية يغلب عليها الطابع الترامبي في فرض أجندتها داخليا وخارجيا، رغم انزعاج الأوروبيين المتزايد.
وفي حين تتوالى التحذيرات من تداعيات داخلية خطيرة، يوضح مصطفى أن مصطلح "الحرب الأهلية" في السياق الإسرائيلي لا يعني السلاح والاقتتال، بل انقساما اجتماعيا حادا وفقدانا للتسويات الداخلية التي بُنيت عليها إسرائيل.
وأشار إلى أن سعي حكومة نتنياهو لحسم ملفات داخلية كالقضاء والجيش والسياسة الأمنية سيؤدي إلى تفكك المجتمع الإسرائيلي، وتصاعد دعوات العصيان المدني، ورفض الخدمة العسكرية، مما يهدد بتآكل ركائز الدولة من الداخل.
ويخلص إلى أن نتنياهو لا يكترث لمصلحة إسرائيل كدولة، بل يكرّس سياسته لحماية حكومته اليمينية ولو على حساب انهيار المنظومة القانونية والأمنية والدستورية، وهو ما يثير القلق لدى الحلفاء قبل الخصوم.
إعلانمن جهته، يرى الدويري أن هذه التعيينات تقود نحو تصعيد الحرب بوحشية أشد، وتعزز مناصب الضباط المتطرفين الذين يتماهون مع أهداف سياسية لا علاقة لها بالكفاءة المهنية، مما يزيد من عزلة إسرائيل ويعمّق أزمتها البنيوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى أن زینی ی
إقرأ أيضاً:
انتحار جندي إسرائيلي.. نتنياهو يأمر بإخلاء «بؤر استيطانية» والرئيس الإسرائيلي يحسم موقفه!
أعلن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما تنفيذ عملية دهس بسيارة عند حاجز لقوة إسرائيلية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما أصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر السبت أربعة مواطنين من قرية النبي صالح بعد دهم منازلهم وتفتيشها، كما أصيب رضيع فلسطيني يبلغ 20 يومًا بالاختناق جراء استنشاق غاز مسيل للدموع أثناء اقتحام الجيش لقرية مادما جنوب نابلس.
إلى ذلك، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، تعليمات بإخلاء 14 بؤرة استيطانية وإلقاء القبض على 70 شخصًا تتهمهم الأجهزة الأمنية بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين.
ونقلت القناة الإسرائيلية 12 أن البؤر المذكورة تُعد مواقع استيطانية غير قانونية، وتُصنف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مصدرًا لما تصفه بـ”الإرهاب اليهودي” والجريمة القومية، وتستعد الأجهزة المختصة لتنفيذ عمليات ميدانية تستهدف تفكيك هذه النقاط وملاحقة المجموعات التي تتخذ منها قاعدة لشن هجمات.
ووفق القناة، اتخذ نتنياهو القرار بعد وصول تقارير أمنية تشير إلى تجمع ناشطين داخل مزارع وبؤر استيطانية بهدف تنفيذ اعتداءات متصاعدة، معظمها يستهدف الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن هذه البؤر تحولت خلال الأشهر الماضية إلى “نقاط انطلاق” لاقتحامات تنفذ ضد القرى الفلسطينية، كما رُصدت حوادث وُصفت بأنها مساس برموز الدولة الإسرائيلية، شملت مهاجمة جنود وضباط شرطة والتحريض ضد السلطات.
وفي المقابل، نقلت القناة عن مصدر سياسي قوله إن نتنياهو لا يسعى إلى “تطهير” البؤر الاستيطانية نفسها، موضحًا أن الهدف هو التعامل مع مجموعات شبابية خارجة على القانون لا تمثل المستوطنين ولا تنتمي إليهم، وفق تعبيره.
وأضاف أن أي توصيف آخر لما يجري “غير دقيق ولا يعكس حقيقة النقاشات الرسمية”.
الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ يحترم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن العفو عن نتنياهو ويؤكد سيادة القانون
قال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، اليوم السبت، إنه يحترم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن العفو عن رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو في قضية الفساد المتهم بها، لكنه شدد على أن إسرائيل دولة ذات سيادة وتحترم نظامها القانوني.
وأضاف هرتسوغ في تصريحات لإعلام أمريكي أن أي عفو استباقي يجب النظر إليه من منظور موضوعي، موضحًا أن هناك العديد من القضايا التي تستلزم الموازنة بين مبدأ المساواة أمام القانون والظروف الخاصة لكل حالة.
وأشار إلى احترامه لصداقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهوده في مساعدة إسرائيل على استعادة رهائنها، لكنه أكد أن الالتزام بالقانون الإسرائيلي لا يقبل التجاوز.
وفي وقت سابق، أوضح هرتسوغ أنه سيضع في اعتباره مصلحة الدولة والمجتمع الإسرائيلي فقط عند البت في طلب العفو المقدم من نتنياهو.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يؤكد على ضرورة التراجع عن خطط ضم الضفة الغربية
صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم السبت، خلال زيارته للأردن، بأن القيادة الإسرائيلية يجب أن تتخلى عن أي خطوات نحو ضم الضفة الغربية.
وقال ميرتس بعد لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: “يجب أن نبقي الطريق إلى الدولة الفلسطينية مفتوحًا”.
وأضاف أن أي إجراءات تجاه ضم الضفة الغربية، سواء كانت شكلية أو سياسية أو بناءً أو فعليًا، يجب أن تتوقف بالكامل لتجنب تغيير الوضع القانوني والسياسي للمنطقة.
وأشار المستشار الألماني إلى أن النقاش مع الملك عبد الله الثاني تطرق أيضًا إلى أفضل الحلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تبقى الحل الأمثل لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
ارتفاع حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين بعد حرب غزة وأزمة نفسية هيكلية داخل الجيش
أقدم جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي من القدس، نهراي رافائيل بارزاني، على الانتحار ليلة الجمعة، في حادثة ربطها تقرير صحيفة يسرائيل هيوم بالصدمة النفسية العميقة الناتجة عن حرب غزة.
وبحسب التقارير، كان بارزاني يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة منذ مشاركته في الصراع، كما أشار إلى وفاة صديقه المقرب روي شاليف بعد تعرضه لهجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، ما فاقم الصدمة النفسية لديه.
خبراء أمنيون وإعلاميون عبريون أكدوا أن هذه الحوادث ليست حالات فردية، بل تعكس أزمة نفسية هيكلية داخل الجيش الإسرائيلي، حيث تم تشخيص آلاف الجنود باضطراب ما بعد الصدمة منذ بداية الحرب على غزة، مع نقص حاد في الموارد النفسية والعلاجية.
وذكرت صحيفة هآرتس أن ما لا يقل عن 15 جنديا أقدموا على الانتحار منذ اندلاع الحرب، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع إذا لم يتم توفير دعم نفسي كافٍ للمصابين.