تواصل أبوظبي اختبارها للخطوط الأمريكية الحمراء في العلاقات بين الإمارات روسيا، فيما تراقب الولايات المتحدة عن كثب التطورات بين البلدين في ظل عقوبات أمريكية وأوروبية على موسكو جراء حرب تشنها على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، بحسب جوناثان هارفي في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR).

هارفي تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "منذ بداية الصراع الأوكراني، أصبحت الإمارات مركزا مهما للتجارة الروسية، وبعيدا عن مجرد العمل كقناة للذهب الروسي، اشترت الإمارات والسعودية النفط الروسي بأسعار مخفضة، بينما باعتا نفطهما بالقيمة السوقية.

وباعتبارها مركزا تجاريا رئيسيا، باعت أبوظبي النفط الروسي إلى المشترين على مستوى العالم".

وأردف: "وفي خطوة أثارت الدهشة، شاركت الإمارات في تسهيل نقل الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى موسكو، مما ساعد بشكل غير مباشر الجهود العسكرية الروسية، كما يمكن رؤية يخوت القلة الروسية في دبي والازدهار في قطاع العقارات في الدولة الخليجية، مدفوعا جزئيا برجال الأعمال الروس، الذين انتقلوا إلى الإمارات لتجنب العقوبات الغربية ومواصلة عملياتهم العالمية".

وتنفي أبوظبي أي دور لها في تزويد إيران المزعوم لروسيا بطائرات بدون طيار تستخدمها في الهجوم على أهداف أوكرانية، ضمن حرب تبررها موسكو بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وقال هارفي إنه "بصرف النظر عن التمتع بطفرة في الأعمال التجارية، فقد شهدت أبوظبي منذ فترة طويلة فوائد من مواءمة نفسها مع سياسات موسكو الحازمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وخاصة في ليبيا وسوريا".

وأضاف أن "أبوظبي تابعت علاقاتها مع موسكو بشكل أكثر استباقية من الرياض، وبشكل عام، تسعى الإمارات إلى التصرف بشكل مستقل، وغالبا ما تجد نفسها على خلاف مع القيود التي تفرضها الولايات المتحدة، مثل محاولات واشنطن قمع الدول التي تتعامل مع نظام بشار الأسد في سوريا".

اقرأ أيضاً

الشراكة الأمريكية على المحك.. لماذا توطد الإمارات علاقاتها مع روسيا والصين؟

القائمة الرمادية

و"وسط العقوبات الغربية على روسيا، لم تكن الولايات المتحدة غافلة عن مناورات أبوظبي، وقد تم تسليط الضوء على المخاطر عندما أضافت فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية، وهي هيئة مراقبة عالمية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب، أبوظبي إلى "القائمة الرمادية" في مارس/ آذار 2022، وهو ما قامت به واشنطن والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في العام الجاري"، كما تابع هارفي.

وزاد بأن "الضغوط تصاعدت تدريجيا على الإمارات، مع القلق من دورها في مساعدة روسيا على تخفيف أثر العقوبات".

هارفي مضى قائلا إنه "في مارس/آذار الماضي، صنفت واشنطن الإمارات "دولة محط اهتمام"، مما يعكس الإحباط المتزايد من تعاملات أبوظبي مع موسكو، بينما كانت واشنطن تتطلع إلى زيادة خنق علاقات روسيا الاقتصادية الخارجية".

وأضاف أن "هذه المشاعر تفاقمت في يونيو/حزيران بعد محاولة التمرد القصيرة (على الكرملين) التي قامت بها مجموعة فاجنر، المنظمة شبه العسكرية الروسية، مما سلط الضوء بشكل أكبر على تعاون الإمارات وروسيا في الشؤون الإقليمية".

و"تلا ذلك سلسلة من العقوبات الأمريكية استهدفت شركة مقرها دبي مرتبطة بعمليات تهريب الذهب والماس التي تقوم بها فاجنر، مما يوضح كيف ساعد النظام المالي في الإمارات فاجنر في إجراء عمليات"، وفقا لهارفي.

واستطرد: "كما طاردت واشنطن شركات أخرى تعمل داخل الإمارات، ففي جولة من العقوبات ضد أكثر من 120 شركة وفردا في يوليو/تموز الماضي، تم استهداف شركة هندسية إماراتية بارزة بسبب مزاعم بأنها زودت روسيا بعشرات الشحنات من الإلكترونيات. ومع استشعارها للضغوط المتزايدة، قطعت الإمارات علاقاتها مع شركات مصرفية روسية مثل "أم تي إس" (MTS)".

اقرأ أيضاً

لماذا دعمت روسيا الإمارات في مسألة الجزر الثلاث وأغضبت إيران.. 3 أسباب

الأمن الأمريكي

ومن المؤكد، بحسب هارفي، أن "العلاقات الاقتصادية بين الخليج وروسيا عميقة وتستمر حتى وسط الحرب في أوكرانيا. لكن مع مراقبة واشنطن لتلك العلاقات عن كثب، بدأت الإمارات تدرك أن رقصتها الدقيقة ليست خالية من المخاطر".

وتابع: "وفي حين سعت أبوظبي إلى تنويع شراكاتها العالمية والإقليمية، فإنها تدرك بلا شك أنه لا يوجد شريك آخر يمكنه أن يضاهي مستوى الأمن الذي توفره واشنطن حاليا. وفي حين أنها تختبر باستمرار استقلالية السياسة الخارجية، فإنها حريصة على تجنب تجاوز خطوط واشنطن الحمراء".

وأردف أن "جهود الإمارات للالتفاف على العقوبات وإعطاء الأولوية للأعمال التي يُنظر إليها على أنها تضر بالمصالح الأمريكية، من المرجح أن تؤدي إلى استمرار الضغط من واشنطن".

و"على الرغم من أن علاقة الإمارات بنظام (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين سوف تتكيف مع تقدم الحرب، فمن المرجح أن تكون العقوبات الأمريكية عاملا مؤثرا، وقد يدفع الضغط المتزايد الإمارات إلى أن تصبح أكثر حذرا وانتقائية في تعاملاتها مع موسكو. وحتى لو كانت ترغب في تعزيز هذه العلاقات، فلا يزال يتعين عليها اجتياز بيئة تنظيمية أكثر صعوبة للقيام بذلك".

اقرأ أيضاً

هكذا قد تخسر الولايات المتحدة الإمارات لصالح روسيا والصين

المصدر | جوناثان هارفي/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات روسيا عقوبات علاقات الولايات المتحدة حرب أوكرانيا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للشراع» يرفع شعار الذهب في «المصنعة للإبحار»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات عضواً في لجنة سباقات الفورمولا-1بالاتحاد الدولي للرياضات البحرية «الرياضات البحرية» يرسم المستقبل بالمشاركة في «اجتماع شنغهاي الدولي»

يشارك فريق أبوظبي للشراع الحديث بأكبر بعثة إماراتية في منافسات أسبوع المصنعة للإبحار الشراعي، الذي تُقام فعالياته في سلطنة عُمان من 15 إلى 21 أكتوبر الجاري، بمشاركة أكثر من 100 بحار من مختلف دول المنطقة والعالم، ضمن واحدة من أهم البطولات البحرية في الشرق الأوسط، التي تنظمها مؤسسة عُمان للإبحار بإشراف الاتحاد العماني للإبحار الشراعي.
ويمثّل فريق أبوظبي في البطولة 16 بحاراً يتنافسون في أربع فئات رئيسية هي، الأوبتيمست للناشئين، الأوبتيمست للصغار، الإلكا 4، والإلكا 6، تحت إشراف أكاديمية أبوظبي للرياضات البحرية، وقيادة الجهاز الفني الذي يضم المدربين باتريك لوتومسكي، أحمد تارهان، ونجيب خان، إلى جانب الإداري خليفة السعدي.
ويضم الفريق نخبة من البحارة الواعدين هم: عبدالرحمن البحري، اليازية الحمادي، زايد الحوسني، حمد المهيري، ذياب المهيري، راشد النيادي، خليفة الرميثي، مروة الحمادي، عبدالله المهيري، سيف الزعابي، عبدالله الزبيدي، محمد الحمادي، ذياب الحوسني، عبدالله النيادي، توبراك كاليجيان، وسيمون هاريستوف.
وأكد خليفة السويدي، مدير أكاديمية أبوظبي للرياضات البحرية، أن مشاركة الفريق في أسبوع المصنعة، تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لإعداد جيل جديد من البحّارة الإماراتيين وصقل مهاراتهم في المنافسات الدولية، وقال: «فريقنا يرفع شعار المنافسة على الميداليات الذهبية في هذه البطولة، والبحارة جاهزون بدنياً وفنياً لخوض سباقات قوية تجمع نخبة من أفضل المتسابقين في الإبحار الشراعي من مختلف الدول، وهدفنا ليس فقط المشاركة، بل تحقيق نتائج تليق باسم دولة الإمارات».
وأضاف السويدي أن الأكاديمية تولي اهتماماً كبيراً بتطوير البحّارة الصغار، عبر برامج تدريبية مستمرة تمتد على مدار العام، مشيراً إلى أن هذه المشاركة تمثل محطة مهمة لاكتساب الخبرة والاحتكاك بمدارس عالمية في الإبحار الحديث.
وتوجّه خليفة السويدي بالشكر إلى الشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، على دعمه المتواصل للرياضات البحرية وبرامج إعداد الكوادر الوطنية، مؤكداً أن هذا الدعم يشكّل الأساس في تحقيق النجاحات والتميز في مختلف المحافل الإقليمية والعالمية.

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية تطالب صربيا بالانضمام إلى العقوبات الأوروبية ضد روسيا
  • اليوم ..الشرع في موسكو لبحث العلاقات بين روسيا وسوريا
  • مفاجأة مدوية من دمشق إلى موسكو: الشرع في روسيا و يطالب بتسليم بشار الأسد لمحاكمته!
  • الشرع يزور موسكو غدا ويفتح صفحة جديدة مع روسيا
  • روسيا تختبر ترامب بزيادة صادرات الغاز الخاضع للعقوبات
  • لوبس: هكذا تتحايل روسيا على العقوبات النفطية بألف من السفن الأشباح
  • روسيا تكثف قصفها على أوكرانيا وزيارة مرتقبة لزيلينسكي إلى واشنطن وسط تصاعد التوترات
  • ترامب: لو لم تزور الانتخابات الرئاسية الماضية لتوقفت حرب روسيا وأوكرانيا منذ سنوات
  • «أبوظبي للشراع» يرفع شعار الذهب في «المصنعة للإبحار»
  • لافروف ينفي تعرض الأسد للتسميم في موسكو.. والشرع يتعهد بملاحقته قضائيًا دون صدام مع روسيا