العُمانية: نجح فريق ابتكاري من كلية عُمان لطبّ الأسنان في تطوير حشوة سنية باستخدام أسمنت بورتلاند العُماني المعزّز بصفائح نانوية كربونية، لتُصبح أول مادة تجمع بين القوة الفائقة والتوافق الحيوي الكامل مع أنسجة الأسنان، ما يفتح آفاقًا جديدة في علاجات طب الأسنان على المستوى العالمي.

وقالت ملاك بنت خليفة الحارثية، عضو الفريق البحثي «Pulp49»، لوكالة الأنباء العُمانية: إن فكرة الابتكار انطلقت من ملاحظة أنّ الحشوات التقليدية غالبًا ما تفتقر إلى الجمع بين «القوة» و«التوافق الحيوي»، وهو ما دفع الفريق إلى ابتكار مركب جديد يُحقق هذه المعادلة الصعبة.

وأضافت أنّ المركب عبارة عن حشوة سنية صُنعت عبر دمج الأسمنت العُماني بصفائح الجرافين، ما أسفر عن حشوة ذات كفاءة ميكانيكية عالية وتوافق حيوي كبير، الأمر الذي أدى إلى ترميم الأنسجة المحيطة بالأسنان بوضوح وفي وقت قصير.

وأشارت إلى أنّ تطوير المركب استغرق نحو خمس سنوات من البحث والتجريب، حيث خضع للاختبار على مستوى الخلايا، ثم على الحيوانات بالتعاون مع قيادة شرطة الخيالة، وهو الآن في المرحلة الثانية من التجارب على البشر، وقد أظهرت النتائج الأوليّة مؤشرات واعدة جدًا.

وحول الفوائد المتوقعة من استخدام هذا المركب في طبّ الأسنان، بيّنت أنّه يُوفر حلًّا فعّالًا من حيث التكلفة، ويُعزز من عمر وكفاءة العلاجات السنية، ما يُمثل تقدمًا كبيرًا في مجال مواد طب الأسنان، ويوفر نتائج محسّنة لكل من المرضى وأطباء الأسنان على حدّ سواء.

وبيّنت أنّ للمركب عدة مزايا، من بينها التوافق الحيوي العالي، إذ يُعزّز دمج الصفائح النانوية الكربونية من التفاعل الإيجابي للمركب مع الأنسجة البيولوجية، كما يدعم خصائصه الميكانيكية، ما يجعله مناسبًا بشكل خاص للتطبيقات السنية في الحالات المعقدة والمستعصية.

وأضافت أنّ من بين مميزات المركب أيضًا دعم الأنسجة لقدرتها على إعادة البناء، إذ يحاكي المركب البيئة المثالية لخلايا البناء الموجودة في الأنسجة المحيطة بالأسنان، ويُعزى هذا الأثر إلى التفاعل التآزري بين خصائص الصفائح النانوية الكربونية وتفاعل أسمنت بورتلاند القائم على أيونات الكالسيوم مع سوائل الجسم الفسيولوجية.

ولفتت إلى أنّ للمركب قدرة عالية على العزل، حيث تُسهم الزيادة في الحجم والخصائص الفريدة للصفائح النانوية في تعزيز قدرته على سدّ الفجوات والفراغات، ما يجعله مثاليًّا للتطبيقات التي تتطلب عوازل محكمة أو مقاومة للماء.

وأكّدت أنه تمّ اعتماد هذا الابتكار رسميًّا، وحصل على براءة اختراع في سلطنة عُمان، كما تم تسجيله دوليًّا، ويعمل الفريق حاليًّا على إنهاء المراحل النهائية لتطوير الحشوة، بعد حصولهم على الدعم اللازم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تمهيدًا لتصديرها إلى الأسواق المحليًة ثم العالميّة.

وحول أبرز التحدّيات التي واجهت المشروع، وضّحت أنّ الفريق واجه العديد من الصعوبات، أبرزها الوصول إلى المقاييس المثالية للحشوة، ما تطلّب عدة جولات من الاختبارات، والتجريب، وتعديل النماذج قبل الوصول إلى الصيغة النهائية المعتمدة.

وأكّدت أنّ الدعم الذي حصل عليه الفريق كان كبيرًا، حيث ساهمت كلية عُمان لطبّ الأسنان في توفير الإمكانيات اللازمة، إلى جانب دعم شرطة الخيالة بشرطة عُمان السُّلطانية، مثمنةّ الدعم المباشر من الدكتور أبو بكر قطيشات، رئيس قسم الدراسات العليا والبحث العلمي والتطوير في الكلية، والدكتورة عايدة الوهيبية، بالإضافة إلى دعم الأهل الذي شكّل دافعًا ومحفزًا كبيرًا لتحقيق هذا الإنجاز.

وحول تأهلها لتمثيل سلطنة عُمان في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا في ماليزيا 2025، قالت: إنّ هذه المشاركة تُعدُّ فرصة لإبراز قدرات الشباب العُماني ودورهم في تقديم حلول مبتكرة تُعزّز من مكانة سلطنة عُمان عالميًّا، وتُتيح فرصة لتبادل التجارب مع مبتكرين من مختلف دول العالم.

وختمت ملاك بنت خليفة الحارثية، عضوة الفريق البحثي «Pulp49» حديثها بالتأكيد على أن الشباب العُماني قادر على تحقيق إنجازات عظيمة إذا آمن بفكرته ووجّه إبداعه لخدمة المجتمع، خاصة إذا كان الابتكار حقيقيًّا ويُلامس احتياجات الناس ويُسهم في رفعة الوطن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانی ع مانی

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الدولة يستقبل وفدًا قضائيًّا عُمانيًا للاطلاع على جهود التحول الرقمي

استقبل صباح اليوم الأربعاء المستشار أسامة شلبي رئيس مجلس الدولة وفدًا قضائيًّا رفيع المستوى من سلطنة عُمان الشقيقة، وذلك في أثناء زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية بحضور الأمين العام وعدد من قضاة وقاضيات مجلس الدولة، للتعرف على التحول الرقمي في أداء العمل القضائي داخل مجلس الدولة المصري، وتعزيز أوجه التعاون القضائي، وتبادل الخبرات بين البلدين.

وفي بداية اللقاء رحب رئيس مجلس الدولة بالقضاة العُمانيين مشيدًا بتمييز العلاقات المصرية العُمانية والروابط التاريخية بين البلدين، ولا سيما في المجال القضائي.

وقد أعرب أعضاء الوفد العُماني عن بالغ سعادتهم بزيارة إحدى المؤسسات القضائية المشهود لها بالخبرة القضائية والقانونية والمرجعية التي ترسخ العدالة.

وقد اطلع الوفد القضائي على أحدث ما أُنجز في ملف التحول الرقمي وتطوير بيئة العمل، حيث استُعرِضت الخطوات التي اتخذها المجلس في سبيل تحديث البنية التحتية التكنولوجية، وتفعيل الأنظمة الرقمية التي تسهم في تسريع الإجراءات القضائية، فضلاً عن الموسوعات الرقمية المفهرسة لجميع أحكام مجلس الدولة والمبادئ التي أرستها محاكمه، وفى خلال جولتهم فقد تم اطلاعهم على آليات العمل المستحدث من تطبيقات رقمية بالمحكمة الإدارية العليا، وقسم التشريع، والجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع.

وقد أبدى الوفد القضائي إعجابه بالتطور في آليات العمل والتجهيزات الفنية معربًا عن تقديره للجهود المبذولة، لتطوير المنظومة الثقافية داخل المجلس من خلال المشروعات الرقمية، لتحقيق العدالة الناجزة.

ومن جانبه أكد المستشار أسامة شلبي عن خالص شكره وتقديره للسادة القضاة العُمانيين متمنيًا دوام التعاون وتبادل الخبرات التي تسهم في دعم مسيرة العدالة والتنمية القانونية بين قضاء مجلس الدولة والمجلس الأعلى للقضاء بسلطنة عُمان.

اقرأ أيضاًإصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بمدينة نصر.. والنيابة تحقق

أسعار مخفضة وجودة عالية.. استمرار فعاليات مبادرة «كلنا واحد» لمدة شهر

مقالات مشابهة

  • شرطة عجمان و«هواوي» تبحثان إنشاء مركز ابتكار
  • شاب عُماني يسطع في واحدة من أرقى كليات إدارة الأعمال في العالم
  • من الجامعة اللبنانية.. إعلان لأطباء الأسنان
  • موقف حاسم من النصر بشأن مستقبل ساديو ماني
  • فيديو إسرائيلي يوثق كمين القسام المركب في بيت حانون
  • قاتل واتساب الجديد من دون إنترنت.. ابتكار جريء من مؤسس تويتر
  • التحلل السمي..عندما يتحول جلدك إلى سم قاتل يهدد الحياة | اكتشفه..صور
  • «وِرث» تُعيد ابتكار الفنون التقليديّة بلغة الألعاب في كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • الفريق أسامة ربيع يبحث مع مجموعة UW القبرصية سبل تطوير ترسانة بورسعيد وفق معايير الاقتصاد الأزرق
  • رئيس مجلس الدولة يستقبل وفدًا قضائيًّا عُمانيًا للاطلاع على جهود التحول الرقمي