«تريندز» يناقش «مكافحة التطرف حول العالم» في مقر البرلمان الأوروبي
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مائدة مستديرة بعنوان «استراتيجيات مكافحة التطرف حول العالم من خلال التعليم ونشر ثقافة التسامح والسلام»، والتي عقدها التحالف البرلماني الدولي، والبرلمان الأوروبي، وأنطونيو لوبيز، عضو البرلمان الأوروبي، وذلك في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، بمشاركة نخبة من البرلمانيين والخبراء والأكاديميين والمتخصصين، وجاءت المشاركة في ختام جولة «تريندز» البحثية في المملكة البلجيكية.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن هذه المائدة المستديرة تأتي في وقتها، في ضوء انتشار أيديولوجيات التطرف، وما يرتبط بها من عنصرية وعنف وإرهاب، في أنحاء مختلفة من العالم، سواء اتخذت شكلاً دينياً أو شعبوياً أو يمينياً متطرفاً.
وأكد أن أفضل الاستراتيجيات لمكافحة الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة هو التخلص من الاقتراب النخبوي في المعالجة، والتركيز على مؤسسات التنشئة الاجتماعية، بدءاً من الأسرة، ومروراً بالمؤسسات التعليمية والاجتماعية والدينية، وصولاً إلى وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، إذ إن هذه المؤسسات تمتلك إمكانيات هائلة لزرع أفكار وقيم التسامح وثقافة السلام في نفوس الأطفال والشباب، ما يحول دون تسرب أفكار التطرف إلى عقولهم.
مأسسة التسامح
وأشار الرئيس التنفيذي لـ «تريندز» إلى أن مؤسسات التعليم تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في ترسيخ قيم وثقافة التعايش والتسامح والسلام، وفي مقدمتها قيم قبول الآخر والحوار البناء، وهذا يتطلب تطوير المناهج التعليمية وتنقيتها من أي أفكار تحض على التطرف والعنف والكراهية، وتأتي هنا الحاجة إلى تدخل حكومي نشط يتصدى لمروجي التطرف، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل المظلة التي خرجت من تحت عباءتها معظم التيارات المتطرفة.
واستعرض العلي النموذج الإماراتي في التسامح الإنساني في مجتمع متعدد ثقافياً، ينتمي أفراده إلى أكثر من 200 جنسية، حيث عملت دولة الإمارات على مأسسة التسامح، عن طريق تشريعات داعمة وسياسات وقرارات واضحة، وأنشأت مؤسسات متخصصة وطورت مناهجها التعليمية، وفرضت منهج «التربية الأخلاقية» على طلاب المدارس كافة، وهو ما عزز من تجربة التسامح الإماراتي، وجعلها نموذجاً عالمياً.
الاعتدال والتسامح
بدورها، أوضحت اليازية الحوسني، الباحثة، ونائبة رئيس قطاع الإعلام في «تريندز»، خلال مداخلتها بالمائدة المستديرة، أن دولة الإمارات أمة شابة في العمر، ولكنها قوية في الفعل، فهي دولة مبنية على الاعتدال والتسامح والتطلع للمستقبل، وتعكس العدل والتوازن في كل جانب من جوانب الحياة، مضيفة أنها أمة متجذرة في التعايش، حيث احترام الآخر ليس مجرد مبدأ، بل قيمة راسخة بعمق في كل إماراتي.
وذكرت أن دولة الإمارات أنشأت عام 2016 وزارة التسامح والتعايش، لتصبح أول دولة تنشئ جهة حكومية مخصصة لتعزيز الاندماج والاحترام المتبادل بين المجتمعات، إلى جانب افتتاح «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي، والذي يعد منارة ورمزاً للتسامح والتعايش، وهو عبارة عن مجمع ديني وثقافي يجمع بين المسجد والكنيسة والكنيس.
التعليم من أجل السلام
أما شيخة النعيمي، الباحثة في «تريندز»، فتحدثت في مناقشات المائدة المستديرة عن الدور الحيوي للتعليم في تعزيز التسامح والسلام، مؤكدة أن التعليم ليس مجرد نقل للحقائق، بل هو تشكيل عقول تقدر التعاطف والاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية، ومن خلال التعرف على الثقافات والمعتقدات يطور الطلاب تفكيرهم ويكتسبون قوة ضد التطرف.
وأضافت أن دولة الإمارات جعلت التعليم من أجل السلام والتسامح أولوية وطنية، حيث يدرس الطلاب مواد التربية الأخلاقية التي تعلمهم الأخلاق والمواطنة والأخوة الإنسانية، وهذا يتجاوز المناهج الدراسية، حيث يتبع المعلمون مدونة قواعد سلوك وطنية مصممة لتعزيز القيم الإيجابية وحماية الطلاب من الأيديولوجيات الضارة.
وأشارت النعيمي إلى أن دولة الإمارات تدعم البيئات الشبابية وتدفعهم للتفاعل، من خلال مراكز الشباب والحلقات النقاشية والجلسات الحوارية التي تمكن الشباب من قيادة الحوار بين الثقافات والأديان، مبينة أن التعليم عندما يكون هادفاً وقائماً على القيم يمكن أن يوحد المجتمعات، ويحمي الأجيال من الكراهية والانقسام، مطالبة بمواصلة الاستثمار في التعليم، ليس فقط كطريق إلى المعرفة، بل كأساس للسلام.
وفي السياق ذاته، التقى فريق مركز تريندز للبحوث والاستشارات معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، ومحمد السهلاوي، سفير الدولة لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، وذلك على هامش المائدة المستديرة التي عقدت في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل.
التسامح
بينت الحوسني أنه بعد توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية مباشرة، التي كانت نتيجة طبيعية لنهج دولة الإمارات في التسامح والاعتدال والسلام وقبول الآخر، يمكن توقيع اتفاق في أي يوم، ولكن لكي ينجح هذا الاتفاق، يجب أن تلتقي الشعوب وتتفاعل مع بعضها البعض، مبينة أنها حظيت بفرصة أن تكون أول باحثة إماراتية تتدرب في مركز «موشي دايان»، وهناك تمكنت من التعرف إلى الآخر والتفاعل مع المجتمعات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات التعليم البرلمان الأوروبي تريندز محمد العلي بلجيكا بروكسل البرلمان الأوروبی أن دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
جبالي يبحث مع وفد البرلمان الأوروبي دعم الشراكة الاستراتيجية وقضايا الهجرة
استقبل رئيس مجلس النواب، المستشار الدكتور حنفي جبالي، وفد العلاقات مع دول المشرق بالبرلمان الأوروبي برئاسة لوران كاستيلو، في مقر المجلس اليوم، لبحث سبل تعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
في مستهل اللقاء، شدد جبالي على تمسك مصر بالشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الاتحاد الأوروبي، مشيداً بالزخم المتنامي الذي تشهده العلاقات المصرية الأوروبية، مؤكداً أهمية مواصلة التشاور بين الجانبين لتحقيق مزيد من التفاهم والدعم المتبادل.
وأكد رئيس مجلس النواب، خلال اللقاء التزام مصر بمسار الإصلاح السياسي والاقتصادي، رغم التحديات الإقليمية المعقدة، مشيراً إلى أن البرلمان المصري يقوم بدور فاعل في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان ومكافحة الهجرة غير الشرعية، من خلال تبني رؤية متكاملة تربط بين التنمية والحد من مسببات الهجرة.
وثمّن جبالي، دعم الاتحاد الأوروبي لمصر، لا سيما عبر صرف الشريحة الأولى من المساعدة المالية الكلية، والتي تعكس التقدم في تنفيذ برامج الإصلاح، داعياً إلى تسريع صرف الشريحة الثانية لدعم جهود مصر التنموية والاقتصادية.
وفي الشأن الإقليمي، شدد جبالي على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً رفض تهجير الفلسطينيين، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار.
من جانبه، أكد لوران كاستيلو قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى ما شهدته من نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، بفضل إدراك الاتحاد الأوروبي لدور مصر المحوري في الاستقرار الإقليمي والتعاون المتوسطي.
وأشاد كاستيلو ، بالجهود المصرية في مجالات الإصلاح ومكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً أن تعزيز التعاون البرلماني بين الجانبين يمثل ركيزة أساسية لتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة.