أبوظبي (الاتحاد)
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مائدة مستديرة بعنوان «استراتيجيات مكافحة التطرف حول العالم من خلال التعليم ونشر ثقافة التسامح والسلام»، والتي عقدها التحالف البرلماني الدولي، والبرلمان الأوروبي، وأنطونيو لوبيز، عضو البرلمان الأوروبي، وذلك في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، بمشاركة نخبة من البرلمانيين والخبراء والأكاديميين والمتخصصين، وجاءت المشاركة في ختام جولة «تريندز» البحثية في المملكة البلجيكية.


وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن هذه المائدة المستديرة تأتي في وقتها، في ضوء انتشار أيديولوجيات التطرف، وما يرتبط بها من عنصرية وعنف وإرهاب، في أنحاء مختلفة من العالم، سواء اتخذت شكلاً دينياً أو شعبوياً أو يمينياً متطرفاً.
وأكد أن أفضل الاستراتيجيات لمكافحة الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة هو التخلص من الاقتراب النخبوي في المعالجة، والتركيز على مؤسسات التنشئة الاجتماعية، بدءاً من الأسرة، ومروراً بالمؤسسات التعليمية والاجتماعية والدينية، وصولاً إلى وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، إذ إن هذه المؤسسات تمتلك إمكانيات هائلة لزرع أفكار وقيم التسامح وثقافة السلام في نفوس الأطفال والشباب، ما يحول دون تسرب أفكار التطرف إلى عقولهم. 
مأسسة التسامح 
وأشار الرئيس التنفيذي لـ «تريندز» إلى أن مؤسسات التعليم تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في ترسيخ قيم وثقافة التعايش والتسامح والسلام، وفي مقدمتها قيم قبول الآخر والحوار البناء، وهذا يتطلب تطوير المناهج التعليمية وتنقيتها من أي أفكار تحض على التطرف والعنف والكراهية، وتأتي هنا الحاجة إلى تدخل حكومي نشط يتصدى لمروجي التطرف، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل المظلة التي خرجت من تحت عباءتها معظم التيارات المتطرفة.
واستعرض العلي النموذج الإماراتي في التسامح الإنساني في مجتمع متعدد ثقافياً، ينتمي أفراده إلى أكثر من 200 جنسية، حيث عملت دولة الإمارات على مأسسة التسامح، عن طريق تشريعات داعمة وسياسات وقرارات واضحة، وأنشأت مؤسسات متخصصة وطورت مناهجها التعليمية، وفرضت منهج «التربية الأخلاقية» على طلاب المدارس كافة، وهو ما عزز من تجربة التسامح الإماراتي، وجعلها نموذجاً عالمياً. 
الاعتدال والتسامح 
بدورها، أوضحت اليازية الحوسني، الباحثة، ونائبة رئيس قطاع الإعلام في «تريندز»، خلال مداخلتها بالمائدة المستديرة، أن دولة الإمارات أمة شابة في العمر، ولكنها قوية في الفعل، فهي دولة مبنية على الاعتدال والتسامح والتطلع للمستقبل، وتعكس العدل والتوازن في كل جانب من جوانب الحياة، مضيفة أنها أمة متجذرة في التعايش، حيث احترام الآخر ليس مجرد مبدأ، بل قيمة راسخة بعمق في كل إماراتي.
وذكرت أن دولة الإمارات أنشأت عام 2016 وزارة التسامح والتعايش، لتصبح أول دولة تنشئ جهة حكومية مخصصة لتعزيز الاندماج والاحترام المتبادل بين المجتمعات، إلى جانب افتتاح «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي، والذي يعد منارة ورمزاً للتسامح والتعايش، وهو عبارة عن مجمع ديني وثقافي يجمع بين المسجد والكنيسة والكنيس.

أخبار ذات صلة %80 من خريجي «محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» يتوظفون خلال عامهم الأول حمدة البلوشي: «صغارية» منصة تعليمية ترفيهية مبتكرة

التعليم من أجل السلام 
أما شيخة النعيمي، الباحثة في «تريندز»، فتحدثت في مناقشات المائدة المستديرة عن الدور الحيوي للتعليم في تعزيز التسامح والسلام، مؤكدة أن التعليم ليس مجرد نقل للحقائق، بل هو تشكيل عقول تقدر التعاطف والاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية، ومن خلال التعرف على الثقافات والمعتقدات يطور الطلاب تفكيرهم ويكتسبون قوة ضد التطرف.
وأضافت أن دولة الإمارات جعلت التعليم من أجل السلام والتسامح أولوية وطنية، حيث يدرس الطلاب مواد التربية الأخلاقية التي تعلمهم الأخلاق والمواطنة والأخوة الإنسانية، وهذا يتجاوز المناهج الدراسية، حيث يتبع المعلمون مدونة قواعد سلوك وطنية مصممة لتعزيز القيم الإيجابية وحماية الطلاب من الأيديولوجيات الضارة.
وأشارت النعيمي إلى أن دولة الإمارات تدعم البيئات الشبابية وتدفعهم للتفاعل، من خلال مراكز الشباب والحلقات النقاشية والجلسات الحوارية التي تمكن الشباب من قيادة الحوار بين الثقافات والأديان، مبينة أن التعليم عندما يكون هادفاً وقائماً على القيم يمكن أن يوحد المجتمعات، ويحمي الأجيال من الكراهية والانقسام، مطالبة بمواصلة الاستثمار في التعليم، ليس فقط كطريق إلى المعرفة، بل كأساس للسلام.
وفي السياق ذاته، التقى فريق مركز تريندز للبحوث والاستشارات معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، ومحمد السهلاوي، سفير الدولة لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، وذلك على هامش المائدة المستديرة التي عقدت في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل.
التسامح 
بينت الحوسني أنه بعد توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية مباشرة، التي كانت نتيجة طبيعية لنهج دولة الإمارات في التسامح والاعتدال والسلام وقبول الآخر، يمكن توقيع اتفاق في أي يوم، ولكن لكي ينجح هذا الاتفاق، يجب أن تلتقي الشعوب وتتفاعل مع بعضها البعض، مبينة أنها حظيت بفرصة أن تكون أول باحثة إماراتية تتدرب في مركز «موشي دايان»، وهناك تمكنت من التعرف إلى الآخر والتفاعل مع المجتمعات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات التعليم البرلمان الأوروبي تريندز محمد العلي بلجيكا بروكسل البرلمان الأوروبی أن دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

"فرصة أخيرة".. فون دير لاين تنجو من التصويت على سحب الثقة في البرلمان الأوروبي

خرجت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، منتصرة يوم الخميس من جلسة التصويت على سحب الثقة من قيادتها للتكتل، بعدما حصلت على دعم أغلبية أعضاء البرلمان الأوروبي الذين صوّتوا ضد مقترح اليمين المتطرف الرامي إلى الإطاحة بها. اعلان

وقد حضر الجلسة 533 عضوًا من أصل 720، صوّت 360 منهم ضد اقتراح سحب الثقة، بينما أيّده 175 نائبًا، وامتنع 18 عن التصويت.

وكان المقترح بحاجة إلى أغلبية الثلثين لتمريره، ولو تم ذلك، لكانت فون دير لاين وسائر أعضاء المفوضية أُجبروا على الاستقالة. لكن يبدو أن العديد من المشرّعين فضّلوا منح السياسية الألمانية "فرصة أخيرة"، بحسب ما قالت نائبة رئيس البرلمان، كاتارينا بارلي، عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

ورغم حصول رئيسة المفوضية، التي لم تحضر الجلسة، على دعم حزب الشعب الأوروبي الذي تنتمي إليه، إلى جانب الاشتراكيين، والليبراليين من حزب "رينيو"، والخضر، فإن الاقتراع طرح عدة تساؤلات حول مستقبل أجندتها السياسية.

فقد كشف تغيب عدد من النواب المنتمين إلى الأحزاب الداعمة عن وجود حالة من عدم الرضا الكامل عنها، كما أظهرت نتائج التصويت معارضة متزايدة لها، في ظل صعود اليمين المتطرف إلى السلطة في أوروبا.

Relatedانتقادات تطال المفوضية الأوروبية بسبب غموض آليات دعم المنظمات غير الحكوميةدون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يوروالمفوضية الأوروبية تُعيد ترتيب أولوياتها التشريعية: ما هي مقترحات القوانين التي قررت استبعادها؟

وهاجم عدد من البرلمانيين فون دير لاين، متهمين إياها بغياب الشفافية، والميل إلى المركزية المفرطة في اتخاذ القرار، فضلًا عن التراجع عن الاتفاق الأخضر، وانتهاك الإجراءات المؤسسية للاتحاد الأوروبي.

وخلال الفترة الماضية، هدد الاشتراكيون والليبراليون بالامتناع عن التصويت بسبب مخاوفهم من انجراف المفوضية نحو اليمين. لكن الاشتراكيين تراجعوا لاحقًا بعد حصولهم على تنازل من فون دير لاين بشأن الميزانية طويلة الأجل للاتحاد الأوروبي، التي يُتوقع أن تُقدم الأسبوع المقبل. وقال متحدث باسم حزب "رينيو" إنهم لا يرغبون في الانخراط في "ألعاب" اليمين المتطرف على حساب استقرار أوروبا.

كما وعدت فون دير لاين يسار الوسط بالإبقاء على الصندوق الاجتماعي الأوروبي، الذي يهدف إلى مكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة، كجزء من الميزانية، رغم مؤشرات سابقة كانت توحي بإمكانية إلغائه.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إلى أين تتجه سياسة الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة المناخ؟
  • الخوذة التي تقرأ المستقبل.. الإمارات تُطلق أول جهاز توليدي بالذكاء الاصطناعي
  • البديوي: الإمارات تحقق إنجازات نوعية في مكافحة الجرائم المالية وغسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • شاهد بالفيديو.. أستاذ سوداني يناقش قضية نجم الإعلانات “بدر خلعة” في محاضرة وسط طلابه ويكشف سر الشهرة التي حققها مؤخراً
  • "فرصة أخيرة".. فون دير لاين تنجو من التصويت على سحب الثقة في البرلمان الأوروبي
  • الوطنية لمواجهة غسل الأموال: قرار البرلمان الأوروبي اعتراف بكفاءة منظومة الإمارات الوطنية
  • استعراض الجهود العمانية في مكافحة "الإسلاموفوبيا" بفعالية إقليمية
  • «جمارك الإمارات» تبحث استراتيجيتها ودعم مكافحة غسل الأموال
  • أبوزريبة يناقش جهود مكافحة الجريمة وضبط الأمن بأمساعد
  • "الدولة" يناقش مشروع قانون "مكافحة جرائم تقنية المعلومات"