ماذا بعد زيارة ترامب إلى المنطقة؟!
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
إن زيارة الرئيس الأمريكي ترامب كما روج لها من قبل الإعلام الغربي والإعلام العربي والعبري بانها خطوة أولي في طريق السلام للشرق الأوسط هذا
ما روجوا له وأفهمونا أن هناك خلافات بين ترامب ونتنياهو وأن ترامب سيضغط ليوقف الحرب على الشعب الفلسطيني وأن المال العربى سيكون اللوبي الجديد الذي يؤثر في سياسات أمريكا للضغط للاتجاه نحو السلام في الشرق الأوسط، ولكنها مجرد أكاذيب لتمر زيارة ترامب للمنطقة وسط حالة من تخدير الوعي العربي ولتكون زيارة عادية.
في منظوري لم تكن طائرة ترامب مجرد طائرة تهبط في مطار الرياض أو الدوحة أو أبوظبي بل كانت لحظة سقوط مدوية لهيبة أمة بأكملها وانهياراً أخلاقياً علنياً على أرض كانت يوماً مهبط الوحي.
لقد استقبلوه كما يُستقبل الفاتحون أشعلوا له الأرض أهازيج وولاء كأنهم فتحوا بيت المقدس لا أبواب الذل.
لقد رقصوا له بالسيوف التي لم تُشهر قط في وجه صهيـوني واحد.
لكنهم رقصوا بها وتراقصت طرباً بين يديه ترامب.
وغنوا له بأصوات لم تهتف لأبناء غزة يوما وهتفوا باسمه كأنه المنقذ المنتظر.
بينما أبناء غزة يموتون جوعا وحصارا ودماً وقتلاً على مدار الساعة.
قبحتم يا حثالة البشر. وسيلعنكم الله والتاريخ والأجيال القادمة.
وإما ما في الباطن وخلف الكواليس الهدف لهذه الزيارة المشؤومة فهناك نوايا استعمارية وهذا ما تخطط له الإدارة الأمريكية وخصوصا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فزيارته للمنطقة جاء لتثبت الطاغوتية الأمريكية في مقابل العبودية عند حكام العالم العربي لها وهذا ما ظهر من خلال مليارات الدولارات التي أغدقت على ترامب والمقابل هو توفير الحماية للأنظمة من شعوبها وحماية الحكام من بعضهم البعض فاصبح الاستقوى بالطاغوت الأمريكي ليبقى على كرسيه وليستمر في تسلطه على شعبه فكل تلك الأموال لن تغير من حقيقة استحقاره لحكام الخليج وشعوبها وهو يعتبرها إتاوة مقابل الحماية ليس إلا وقالها مرارا دون مواربة.
وهذا ما أشارت إلى ذلك خطابات القائد السيد عبدالملك الحوثي في كثير من المناسبات وحذر من الرضوخ لأمريكا من قبل حكام الأنظمة العربية لعلمه بالمخطط الأمريكي والذي يسعى للسيطرة الكاملة على الدول العربية وكامل موارده الاقتصادية من خلال حكامها العملاء.
ومن المؤسف قد شاهد ذلك العالم أجمع تلك الاحتفالات ومراسم التوقيع المصاحبة لزيارة ترامب في الخليج لا يمكن للمتابع إلا أن يتعجب من سطحية التفكير وغياب الوعي.
هناك حقائق لا تتغير بتغير الأشخاص والخطابات للسياسة الأمريكية واهمها نوردها في هذه النقاط :
١. أمريكا قتلت مئات الآلاف من العرب والمسلمين بشكل مباشر وغير مباشر في سنوات سابقة ولازالت تقتل وتسفك دماء إخواننا في غزة فكل القنابل التي يستخدمها العدو الكيان الإسرائيلي التي قتلت وقصفت ودمرت كانت أسلحة أمريكية الصنع.
٢. الكيان الإسرائيلي مشروع استيطان استعماري تبنته أمريكا وستحافظ عليه على حساب شعوب هذه الأمة. ولا يوجد خلاف بينهما إلا في الوسائل.
٣. إن رفع العقوبات عن سوريا لن يغير من استراتيجية تقسيم سوريا في شيء بحجة السعي نحو التطبيع والدهاء السياسي ولن يجديا نفعا وقد يحول التحرير إلى استعمار آخر والتلويح بأن أمريكا لن تتأخر في تنصيب قادات الإرهاب القاعدة وداعش قيادات وحكام لأي دولة تحاول أن تخرج عن الصف الأمريكي .
٤. ستظل دول الخليج كيانات داعمة اقتصاديا لسياسات أمريكا وسوقاً مفتوحاً أمام مصانع الأسلحة الأمريكية وتعودنا أن أمريكا عندما تكون في ضغط سياسي أو اقتصادي فإنها تفتعل الحروب لانعاش اقتصادها.
ولكن الحرب هذه المرة لن تجدي لها نفعا فقد استنزفت الكثير من ترسانتها العسكرية التي دعمت إسرائيل في عدوانها على غزه وكلفها ذلك كثيرا .
٥. يحاول الرئيس الأمريكي ترامب إنهاء الحرب بأي وسيلة في الوقت الحاضر ولكنه لا يستطيع أن يتخذ القرار دون موافقة اللوبي الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية.
٦. ستظل دول الخليج البقرة الحلوب لأمريكا بمبرر الحماية لعروشهم.
٧. اضف إلى ذلك ما يريده الرئيس الوقح والأرعن ترامب أن يجرب سياسة خلط الأوراق الاقتصاديّة والسياسية من أجل دفع هذه الدول لاسترضاء أمريكا بإنعاش اقتصادها من خلال تخفيض الرسوم والضرائب على الصادرات الأمريكية وبالمقابل رفع هذه الضرائب عن صادرات تلك الدول، في إشارة إلى متانة العلاقات الأمريكية الخليجية.
هذه خفايا وأبعاد الزيارة للرئيس الأمريكي ترامب لبعض دول الخليج المنبطحة.
وما خفى كان اعظم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب للخليج.. وعهد جديد من التبعية
زيارة الرئيس ترامب إلى دول الخليج لم تكن سوى استعمار سافر، ونهب منظم لثروات المنطقة. لقد كانت تعاملاً مع “ولايات” تابعة، وليست دولاً ذات سيادة. المشهد الذي ظهر فيه حكام الخليج وأمراء الصحراء وهم يستقبلونه بحفاوة بالغة، ويغدقون عليه بالترليونات، لم يكن سوى مشهد استسلام وخضوع.
المقارنة التاريخية مع تعامل المغول مع الدول الخاضعة لهم ليست مجرد تشبيه، بل هي حقيقة واقعة. فالمغول، الذين عرفوا بصرامتهم وقوتهم، كانوا يفرضون ضرائب باهظة على المناطق التي احتلوها، تماماً كما فعل الرئيس ترامب عندما استلم “الضرائب والخراج” من دول الخليج. هذه الزيارة لم تكن لقاء بين دول ذات سيادة، بل كانت زيارة “مستعمر” إلى “مستعمراته”.
قرارات دول الخليج تتماشى بشكل كامل مع السياسة الأمريكية، وهذا دليل قاطع على فقدانها للسيادة. لا يمكن لدول ذات سيادة حقيقية أن تتبع سياسة خارجية تابعة لدولة أخرى. التحدي الذي أطرحه هو: لا يمكن لأي من هذه الدول أن تتجرأ على الخروج عن السياسة الأمريكية في أي من قراراتها.
حكام الخليج وأمراء الرملة والصحراء لم يغدقوا على الرئيس ترامب بالترليونات احتراماً له، بل خوفاً منه. لقد اشتروا الحماية بالذهب، وباعوا كرامة شعوبهم بالرخيص. دول الخليج ليست سوى “ولايات” تابعة للولايات المتحدة، وزيارة الرئيس ترامب كانت بمثابة استعراض للقوة، وتأكيد على تبعية هذه الدول.
هذا التحليل يكشف حقيقة العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين. نحن أمام شكل جديد من الاستعمار، حيث تستخدم القوى الكبرى نفوذها الاقتصادي والعسكري للسيطرة على الدول الأخرى. ما حدث في الخليج لم يكن تحالفاً استراتيجياً بين دول ذات مصالح مشتركة، بل كان استعماراً سافراً ونهباً للثروات.
زيارة الرئيس ترامب للخليج كانت وصمة عار في جبين حكام الخليج، ودليلاً قاطعاً على فقدانهم للسيادة. ولكن، ماذا استفادت الأمة العربية والإسلامية من هذه الزيارة؟ وماذا جنت القضية الفلسطينية من هذا اللقاء؟ هل تحققت أي مكاسب استراتيجية للعرب والمسلمين؟ أم أن المستفيد الوحيد كان أمريكا وإسرائيل؟
الواقع يؤكد أن أمريكا حصلت على عقود تسليح بمليارات الدولارات، ووظفت جزءاً كبيراً من أموال النفط الخليجي في اقتصادها. بينما حصلت إسرائيل على دعم غير مسبوق، وتأييد لسياساتها التوسعية في المنطقة. هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي العربي؟ أم أنها كانت تهدف إلى تأمين مصالح أمريكا وإسرائيل على حساب العرب والمسلمين؟
أين ذهبت مليارات الدولارات التي أنفقت على هذه الزيارة؟ هل ساهمت في دعم القضية الفلسطينية؟ هل ساهمت في حل مشاكل الأمة العربية والإسلامية؟ أم أنها ذهبت إلى جيوب الشركات الأمريكية والإسرائيلية؟
هل كانت هذه الزيارة بداية لعهد جديد من التعاون العربي الأمريكي، أم أنها كانت بداية لعهد جديد من التبعية والاستسلام؟ هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى توحيد الأمة العربية والإسلامية، أم أنها كانت تهدف إلى تفتيتها وتشتيتها؟
هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة، أم أنها كانت تهدف إلى تأجيج الصراعات والحروب؟ هل كانت هذه الزيارة تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، أم أنها كانت تهدف إلى تصفيتها؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات قليلة. ولكن، الشيء الوحيد الذي يمكن تأكيده هو أن زيارة الرئيس ترامب للخليج كانت كارثة على الأمة العربية والإسلامية، وكانت نصراً لأمريكا وإسرائيل.