نشرت وسائل إعلام عبرية توثيقًا خاصًا، يُظهر مقاتلي لواء "غولاني" الإسرائيلي إلى جانب عناصر من القوات المسلحة المغربية، وهم يشاركون في تدريب عسكري يحاكي القتال في الأنفاق تحت الأرض، ضمن مناورات "الأسد الإفريقي 2025" التي تُجرى في مناطق متعددة من المغرب.

وبحسب روعي كايس٬ وإيتاي بلومنتال٬ الصحفيان اللذان يعملان في قناة "كان 11" العبرية الرسمية٬ فإن هذا التدريب يُعد امتدادًا لمحاولات إسرائيلية مستمرة منذ ما يقرب من 600 يوم لتعزيز التعاون العسكري مع المملكة المغربية، في إطار اتفاقيات التطبيع التي وُقعت بين الطرفين عام 2020، وما تبعها من توسيع نطاق التعاون الأمني والدفاعي بين الجانبين.



חיילי צה"ל וחיילי צבא מרוקו בתרגיל "האריה האפריקני" pic.twitter.com/r4be9mmwSW — roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) May 25, 2025
תיעוד מיוחד ממרוקו: לוחמי חטיבת גולני והכוחות המזויינים של מרוקו בתרגיל בתת-קרקע. יש פה נסיון ישראלי שנמשך עוד מעט 600 יום ????????????????

@kaisos1987 #AfricanLion25 pic.twitter.com/A4ZzMHdztF — איתי בלומנטל ???????? Itay Blumental (@ItayBlumental) May 25, 2025
أثارت صور التدريبات التي جمعت بين عناصر من الجيش المغربي وأفراد من لواء "غولاني" التابع لجيش الاحتلال٬ موجة استياء عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.


غزة تُستنسخ في المغرب
أظهرت الصور، التي تم تداولها على نطاق واسع، عناصر من لواء "غولاني" المسلح وهم يشاركون في تدريبات مكثفة إلى جانب وحدات الأمن والتدخل (GSI) التابعة للدرك الملكي المغربي. 

وقد تمحورت التمارين حول اقتحام الأنفاق القتالية، وهو أحد أبرز التكتيكات القتالية التي يستخدمها جيش الاحتلال خلال عملياته في غزة، بحسب ما أكده صحفيون إسرائيليون.

وقد التُقطت صور تذكارية للجنود الإسرائيليين وهم يرفعون علم الاحتلال وعلم لواء "غولاني"، ضمن موقع المناورات، التي تشارك فيها أكثر من 20 دولة، بينها دول عربية.

غضب شعبي ومواقف فلسطينية رافضة
تزامنت هذه المشاركة العسكرية مع تصاعد الغضب الشعبي في العالم العربي ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، وسط اتهامات موجهة للاحتلال بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

وفي هذا السياق، أعربت حركة "المجاهدين" الفلسطينية عن استنكارها الشديد لاستضافة جنود من لواء "غولاني" في الأراضي المغربية، ووصفت اللواء بـ"النازي"، معتبرة المشاركة "انحداراً أخلاقياً وإنسانياً في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وأكدت الحركة في بيان لها أن "استضافة قتلة الأطفال والمسعفين في رفح تمثل دعماً مباشراً لمواصلة حرب الإبادة بحق أهل غزة"، مشيدة في المقابل بالمواقف الشعبية المغربية المناهضة للتطبيع، وداعية إلى تكثيف الفعاليات الرافضة للعلاقات مع الاحتلال.


من مكافحة الإرهاب إلى التطبيع الأمني
لطالما عُرفت مناورات "الأسد الإفريقي" التي تُنظَّم سنوياً بمشاركة الجيش الأمريكي وجيوش إفريقية وعربية، بطابعها الدفاعي الاستراتيجي، وتركّزت في السنوات الماضية على محاربة الإرهاب والتطرف. 
إلا أن إدراج وحدات إسرائيلية متهمة بارتكاب جرائم حرب ضمن التمارين، يُثير تساؤلات حول أهداف بعض التدريبات التي تُجرى على الأراضي المغربية.

"غولاني".. سجل حافل بالانتهاكات
يُعد لواء "غولاني" من أبرز ألوية النخبة في جيش الاحتلال، ومتخصص في القتال داخل المدن واقتحام الأنفاق. وتتهمه منظمات دولية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، آخرها مجزرة المسعفين في مدينة رفح خلال آذار/مارس الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 15 فرداً من طواقم الإغاثة، بإشراف مباشر من قائد اللواء العميد "يهودا فاخ".

وتساءل مراقبون عن الرسائل السياسية التي يحملها السماح بمشاركة هذا اللواء، تحديداً في تدريبات عسكرية على أراضٍ عربية.

مشاركة متزايدة منذ 2022
ولم تكن مشاركة جيش الاحتلال في مناورات "الأسد الإفريقي" أمراً مفاجئاً بالكامل، إذ سبق أن شارك عام 2022 بصفة "مراقبين عسكريين"، قبل أن يتوسّع الحضور عام 2023 بمشاركة ضباط وجنود من كتيبة الاستطلاع في لواء "غولاني"، في تدريبات امتدت لعشرة أيام بالتعاون مع الجيشين المغربي والأمريكي.

وقد وصفت وسائل إعلام إسرائيلية مشاركة جيش الاحتلال في مناورات 2023 بأنها "الأولى من نوعها بصورة فعّالة على التراب المغربي"، مشيرة إلى أن وفداً مكوناً من 12 جندياً وضابطاً من كتيبة "غولاني" غادر "إسرائيل" للمشاركة.


تطبيع العلاقات وتعزيز التعاون العسكري
تأتي هذه التطورات في إطار اتفاقيات "أبراهام" التي رعتها الولايات المتحدة، والتي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي في عام 2020، مقابل اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.

ومنذ ذلك الحين، تعزز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والدفاع، حيث وقّعت الرباط وتل أبيب اتفاقيات عسكرية وأمنية عدة، من بينها مشاريع مشتركة في الصناعات الدفاعية.

وفي تموز/يوليو 2022، التقى الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني المغربي عبد اللطيف لوديي برئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي خلال زيارة رسمية للرباط استمرت ثلاثة أيام، في إطار توسيع آفاق التعاون العسكري.

رغم توجّه الحكومة نحو تعزيز التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن الشارع المغربي ما زال يشهد تظاهرات ومواقف رافضة للتطبيع، خاصة في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، ما يضع السلطات المغربية أمام معادلة معقدة بين المصالح الجيوسياسية والمواقف الشعبية المتجذرة في دعم القضية الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غولاني الإسرائيلي المغربية الأنفاق غزة إسرائيل المغرب غزة أنفاق غولاني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال التی ت

إقرأ أيضاً:

بنود وثيقة الضمانات التي وقعت في شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة

وقع رؤساء وزعماء كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا في القمة التي انعقدت بشرم الشيخ المصرية الاثنين 13 أكتوبر 2025 ، على وثيقة شاملة بشأن الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل.

وقد نشر البيت الأبيض فحوى وثيقة الضمانات التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ بشأن إشاعة السلام والازدهار في المنطقة بعد توقيع "اتفاق وقف الحرب في غزة ".

ونصت الوثيقة على أن الدول الموقعة ترحب بالالتزام التاريخي الحقيقي والتنفيذ من قبل جميع الأطراف لاتفاق السلام الذي تم التوصل إليه برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي وضع حدا لأكثر من عامين من المعاناة العميقة والخسائر، وي فتح فصلا جديدا للمنطقة عنوانه الأمل والأمن والرؤية المشتركة للسلام والازدهار.

كما أكد الموقعون على دعم وتأييد جهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. والعمل معا على تنفيذ هذا الاتفاق بطريقة تضمن السلام والأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون.


 

وأشارت الوثيقة إلى أن السلام الدائم هو ذلك الذي يتمكن فيه كل من الفلسطينيين والإسرائيليين من الازدهار مع ضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية، وحماية أمنهم، وصون كرامتهم.

كما أكدت أن التقدم الحقيقي يتحقق من خلال التعاون والحوار المستمر، وأن تعزيز الروابط بين الدول والشعوب يخدم المصالح الدائمة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

كما تعهد الموقعون بالعمل على حل النزاعات المستقبلية من خلال الحوار الدبلوماسي والمفاوضات، لا من خلال القوة أو الصراع المطول. وأشاروا إلى أن الشرق الأوسط لا يمكنه أن يتحمل دورة مستمرة من الحروب الطويلة، أو المفاوضات المتعثرة، أو التطبيق الجزئي والانتقائي للاتفاقيات.

وأشارت الوثيقة إلى الطموح لتحقيق التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص لكل إنسان بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء الإثني، وكذلك العزم على القضاء على التطرف والتشدد بجميع أشكاله.

كما أشارت الوثيقة للسعي إلى رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة، تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك. وفي هذه الروح، ترحب بالتقدم المُحرَز في إقامة ترتيبات سلام شاملة ومستدامة في قطاع غزة.

وكذلك أكدت على التعهد بالعمل الجماعي لتنفيذ هذا الإرث واستدامته وبناء أسس مؤسسية تزدهر عليها الأجيال القادمة معًا في سلام.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين النرويج تقدم تقدم دعما إضافيا للموازنة الفلسطينية بـ 4 ملايين دولار إسبانيا تدعم رواتب الموظفين والمتقاعدين الفلسطينيين بـ 2 مليون يورو الرئيس عباس يلتقي عددا من الرؤساء والمسؤولين في شرم الشيخ الأكثر قراءة سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025 الاحتلال يقتحم زعترة شرق بيت لحم الاحتلال يعتقل 10 مواطنين على الأقل من مدينة البيرة ومخيم الجلزون الاحتلال ومستوطنوه يقتلعون 150 شجرة زيتون في قرية أم الخير بمسافر يطا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نادي الأسير: قضية جثامين الشهداء المحتجزة شاهد على الجرائم التي مارسها الاحتلال بعد حرب الإبادة
  • ما قصة جثة خليل دواس التي أثارت الجدل بين حماس وإسرائيل؟
  • الاحتلال يقتحم قرية فلسطينية لإجراء تدريبات عسكرية !
  • الاحتلال يعترف بهوية الجثة الرابعة التي تسلمها أمس من المقاومة أمس
  • عاجل-وزير الدفاع الإسرائيلي: سنعمل مع القوة الدولية لتدمير أنفاق حماس وبنيتها التحتية
  • الاحتلال يعترف بهوية الجثة الرابعة التي تسلمها
  • سوريا تنجز قبة فلكية تحاكي السفر عبر الزمن والمكان
  • جيش الاحتلال: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تعود لأي أسير إسرائيلي
  • لماذا تصر إسرائيل على تدمير أنفاق حماس؟
  • بنود وثيقة الضمانات التي وقعت في شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة