يمانيون / خاص

في عملية عسكرية نوعية تحمل أبعاداً استراتيجية متقدمة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية مزدوجة استهدفت العمق الإسرائيلي بصاروخين باليستيين، أحدهما من طراز فلسطين2 فرط صوتي، استهدف مطار “اللد” بن غوريون، والآخر من نوع ذو الفقار، استهدف منشأة حيوية شرقي مدينة يافا المحتلة.

المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أكد في بيان رسمي أن العملية حققت أهدافها بنجاح، وأدت إلى توقف حركة الطيران في المطار وهرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، مؤكداً أن الضربة جاءت رداً على الجرائم الإسرائيلية في غزة وتدنيس المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الصهاينة.

وفي ضوء هذه التطورات، قدّم عدد من الخبراء العسكريين والمحللين الاستراتيجيين قراءات مفصلة حول دلالات العملية وتبعاتها الأمنية والعسكرية على كيان الاحتلال.

معركة تُدار بعقلية احترافية واستراتيجية متنامية :

الخبير العسكري العميد عبدالغني الزبيدي في مداخلة لقناة “المسيرة” تحدث بقوله : “عندما نتحدث يجب أن نتحدث عن مسألتين مهمة: الأولى أن المعركة تُدار بعقلية احترافية تعرف ما هي أهدافها وتعرف متى ترسل هذه الصواريخ بعمليات مزدوجة أو منفردة أو بهذه الكثافة، حيث لا تكاد تمر 24 ساعة إلا وهناك عملية نوعية تطلق من اليمن.
ولذلك العبرة اليوم بماهية هذه الأهداف وكيف تستطيع القوات المسلحة أن تدير معركة بهذه الاحترافية في ظل عدوان غاشم على غزة والعالم يتفرج. وأكد الزبيدي أن هذه العمليات العسكرية هي جزء من الاستراتيجية اليمنية التي منذ أكثر من 18 شهراً تقود معركة باحترافية وبقوة عسكرية متنامية وقدرات متطورة.

العدو اليوم في مأزق، كيف يتعامل مع هذه الصواريخ وهذا الأداء العسكري؟

وأكد الزبيدي أن معظم الشركات أحجمت وأغلقت أبوابها عن السفر إلى هذا المطار، وهناك ترسانة عسكرية يمنية تتعامل بفاعلية وقدرات متناهية، وتطوير مستمر في القدرات والإنتاج. مشيراً أن هذه العمليات رسالة إلى المفاوض الفلسطيني أنك لست وحدك، واليمنيون يطلقون الصواريخ مساندة لك”.

الاحتلال مكشوف يوميًا أمام ضربات لا يمتلك ردًا عليها

من جانبه، أشار الخبير في شؤون العدو الإسرائيلي حسن حجازي بقوله : “هذه المسألة تترك آثارًا على كل مستوى، وهي تمثل تحديًا خطيرًا لكيان الاحتلال الذي يشعر أنه بات مكشوفًا بشكل يومي وبصورة متصاعدة لإطلاق الصواريخ التي لا يمتلك حلولًا للتعامل معها.
وأكد حجازي أن العدو الصهيوني يعيش شعور بالعجز والمرارة أمام واقع يتمكن فيه الخصم من استهداف الاحتلال مرارًا وتكرارًا، دون أن يشعر المستوطنون أن لدى حكومتهم أو جيشهم حلولًا فعالة.
مشيراً إلى أن نتنياهو تحدث قبل يومين عما يسميه تغيير الشرق الأوسط، لكن استمرار هذه الصواريخ يطرح أسئلة جديدة عن أي شرق أوسط يقصده.
صحيفة هآرتس قالت اليوم إنه لا أحد استطاع حسم المواجهة مع اليمن، وهذا التحدي سيبقى قائماً، والحل الوحيد أمام إسرائيل هو وقف العدوان والسماح بدخول المساعدات.”

استنزاف دفاعي مستمر وحالة استنفار دائم في الداخل الإسرائيلي

أما الخبير العسكري العميد عمر معربوني فقد ركز على الأبعاد الدفاعية والنتائج الميدانية بقوله :
:
“أول ما يلفت النظر الآن هو ثبات وتيرة إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، ما يضعه في حالة استنفار ورعب دائمين وهو تأكيد على الحصار الجوي الذي بدأ يأخذ أبعادًا جديدة من حيث امتناع عدد من شركات الطيران عن استئناف رحلاتها إلى الأراضي المحتلة.
وقال أن الإرادة والإدارة حاضرتان بشكل واضح، وهناك قرار واعٍ بوضع الكيان في حالة استنفار دائم ونحن على مشارف أربعين صاروخًا أُطلقت حتى اللحظة، ما يعني استنزاف 60 إلى 70 صاروخًا من منظومات مثل ثاد وباتريوت وحيتس، وهو ما يشكل خسائر مادية ومعنوية فادحة.
وأكد ’’معربوني’’ أن إسقاط الصواريخ اليمنية يراكم أضرارًا في الهيبة والقدرة القتالية للمنظومة الدفاعية، لا سيما مع تطور الصواريخ الفرط صوتية، التي تتجاوز أنظمة الاعتراض بسرعة هائلة.

تصعيد يمني يفتح جبهة معقدة ويضغط على المنظومة الأمنية الإسرائيلية

تشير العملية اليمنية الأخيرة إلى تطور في نوعية التهديدات التي يواجهها الاحتلال ، وخصوصًا مع استمرار دخول صواريخ فرط صوتية في المعادلة، وهي أسلحة يُعد التصدي لها من أعقد التحديات الدفاعية للكيان . وبينما تتكرر العمليات الصاروخية بمعدلات يومية، يتصاعد الضغط على القرار الأمني والسياسي الصهيوني ، الذي يبدو عاجزًا عن توفير إجابات عملية أمام تهديد بعيد المدى، لكنه دقيق ومباشر في تأثيره.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي

ذكرت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة، منذ قليل، بإن الولايات المتحدة تستعد لاعتراض المزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي، وفقًا للقاهرة الإخبارية.

البيت الأبيض: وزارة العدل وافقت على مصادرة ناقلة النفط قبالة فنزويلا قاذفة أمريكية تُحلق قرب فنزويلا


وعلى صعيد آخر، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكره للجيش على "النجاحات" التي حققها، مؤكدا أن الجنود المشاركين في العملية العسكرية الخاصة "يعدون هداياهم للوطن" مع اقتراب احتفالات العام الجديد.
وقال بوتين، خلال اجتماع حول الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة، "نحن نقترب من العام الجديد، والبلاد بأكملها تستعد له: البعض يجهز الفطائر الحلوة، والبعض الآخر يصهر الفولاذ ويجهزه للحفاظ على استمرار صناعة الدفاع، وهناك من يؤدي مهامه على الجبهة مباشرة خلال عملية عسكرية خاصة، ويجهز هداياه لروسيا، ويحارب ويخاطر بحياته.
وكان الكرملين قد أعلن أن بوتين تلقى تقريرا حول اكتمال سيطرة القوات الروسية على مدينة سيفيرسك في دونيتسك، حيث تمنى الرئيس الروسي التوفيق والنجاح للجنود المنتشرين في منطقة العمليات الذين "حرروا" المدينة، وفق التعبير الروسي الرسمي.
وقدم رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، تقريرا إلى بوتين حول التطورات الميدانية، مؤكداً أن القوات الروسية حررت بلدتي كوتشيروفكا وكوريلوفكا في مقاطعة خاركوف.

 

مقالات مشابهة

  • القوات الجنوبية تُطلق عملية الحسم لاستئصال الإرهاب من أبين
  • مقتل وإصابة 77 جندي.. القوات الجنوبية تطلق «عملية الحسم» في أبين
  • الصوفي: دعم القوات الأمنية لإدارة مجتمعاتها يعزز الاستقرار
  • اليمن.. القوات المسلحة الجنوبية تطلق "عملية الحسم" في أبين
  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • قائد القوات البحرية يشرف على مراسم تفتيش الغراب قاذف الصواريخ “رايس حسان بربيار”
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • القوات الإسرائيلية فجرت فجرا منزلا في اطراف ميس الجبل