الثقافة تختتم المعرض التشكيلي “مع غزة أعيادنا انتصارات”
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
الثورة نت/..
اختتمت بصنعاء اليوم فعاليات المعرض التشكيلي “مع غزة أعيادنا انتصارات” الذي أقامته وزارة الثقافة والسياحة ممثلة بقطاع الفنون التشكيلية بالتعاون مع منتدى بيت الفنون الإبداعية.
ويأتي المعرض الذي اشتمل على أكثر من 500 لوحة تشكيلية إبداعية واستمر أربعة أيام في إطار الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني بالتزامن مع العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية “22 مايو” وانتصارات اليمن على الغطرسة الأمريكية.
وفي الاختتام أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي أهمية إقامة هذا المعرض الذي تم فيه عرض 500 لوحة تشكيلية لفنانين مرموقين وموهوبين من طلاب المدارس الصيفية عبرت عن الحالة الإبداعية للطلاب المشاركين ورؤيتهم للأحداث التي يمر بها الوطن وما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وكذا التعبير عن الوحدة اليمنية وأهميتها ومكانتها السامية في وجدان وواقع الشعب اليمني.
ونوه بنجاح المعرض وتحقيق أهدافه.. لافتا إلى أهمية تكريم الفنانين التشكيليين المبدعين الذين عبروا في لوحاتهم عن الحالة الوجدانية للشعب اليمني ككل تجاه القضية الفلسطينية وأهمية المقاومة لتحقيق الانتصار على أعداء الأمة.
وأشار إلى أن هذا المعرض ليس الأول ولن يكون الأخير فلدى الوزارة الكثير من الأنشطة والحراك الثقافي الذي ستشهده الساحة خلال الفترة القادمة.. مؤكدا أن الوزارة ستستمر في اكتشاف وتشجيع المبدعين والموهوبين من الشعراء والكتاب والأدباء والفنانين التشكيليين وغيرهم، وإخراج أعمالهم ومواهبهم إلى الواقع.
كما أكد اليافعي دعم الوزارة لكل الأعمال والأنشطة التي تناصر القضية الفلسطينية على أن يحرص المبدعون على المزج ما بين الفن الداعم لفلسطين والموقف اليمني المشرف في مناصرة القضية الفلسطينية بحيث تكون إبداعاتهم مجسدة لهذا الترابط وواحدية القضية والموقف الفلسطيني اليمني.
وتطرق إلى موقف اليمن قيادة وحكومة وشعبا الداعم والمناصر والمساند للقضية الفلسطينية والذي يمثل مصدر فخر لكافة اليمنيين خصوصا في ظل الصمت المخزي للأنظمة العربية والإسلامية.. مؤكدا أن تفاعل اليمنيين بكل أطيافهم وفئاتهم وفنانيهم مع القضية الفلسطينية يعبر عن طبيعة الشعب اليمني وإيمانه الراسخ.
من جانبه أكد أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان محمد العابد على أهمية الأعمال والأنشطة الثقافية المختلفة لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية وإبراز الموقف اليمني المساند لها.
وأشار إلى أن أعمال الفنانين التشكيليين والمبدعين التي احتواها المعرض تتجاوز المحلية كونها أعمال كبيرة في عظمتها وتعبيراتها التي اشتملت على كافة عناصر القضية الفلسطينية.
وفي الاختتام بحضور عدد من قيادات وزارة الثقافة والسياحة، تم تكريم 300 من الفنانين المبدعين، والموهوبين من طلاب المراكز الصيفية الذين شاركوا في المعرض.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
الجيل الناهض .. قصة الصمود اليمني التي كتبت بالوعي والإيمان
لم يكن الصمود اليمني خلال سنوات العدوان، مجرد فعل مقاومة ظرفي، بل تحوّل إلى حالة صمود ووعي متنامي ومستمر، تشترك فيه جميع الفئات العمرية، ويشارك فيه المجتمع بكل ثقله، ومع مرور الوقت، برزت ملامح هذا الصمود في مشاهد كثيرة، كان أبرزها ذلك الحضور الكثيف للأطفال في الفعاليات الشعبية والوقفات الجماهيرية، حيث أصبحت الوجوه الصغيرة رمزاً لمرحلة جديدة من التماسك المجتمعي، ودلالة على أن الإرادة اليمنية لم تتراجع رغم التحديات.
يمانيون / خاص
حضور يتقدّم الصفوف ويرسم لوحة صمود فريدة
كانت الفعاليات الشعبية التي تقام في مختلف المحافظات الحرة تشهد مشاركة ملحوظة من الأطفال، جيل المسيرة القرآنية المباركة، وكان حضورهم في البداية يبدو تلقائياً، مرافقين لآبائهم وأمهاتهم، ثم ما لبث أن تحوّل إلى جزء أصيل من الصورة الجماهيرية.
أصبحوا يسيرون في مقدمة المسيرات، يلوّحون بالأعلام، ويرفعون لافتات بسيطة تعكس إيمانهم وتعكس ما يتلقونه من وعي وثقافة بأن الصمود فعل جماعي يتجاوز حدود العمر.
هذا الظهور المتكرر لم يكن مجرد عنصر جمالي في المشهد، بل كان إشارة واضحة على أن المجتمع اليمني يربّي جيلاً يعرف مبكراً معنى الولاء والانتماء وروح المسؤولية والهوية الإيمانية.
فحتى في المسيرات الكبرى التي تحشد الملايين، تبقى الوجوه الصغيرة الحاضرة في الصفوف الأولى علامة لافتة، تجسد انتقال الصمود من جيل لآخر بصورة تلقائية، غير مصطنعة.
الصمود .. ثقافة تنمو مع الأطفال
من أبرز العوامل التي أسهمت في نمو هذا الوعي لدى الأطفال، عودة النشاط الواسع للمراكز الصيفية التي شهدت إقبالاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، فقد تحولت هذه المراكز إلى منظومات تربوية وثقافية تُعنى ببناء وعي الناشئة، وتعزيز ارتباطهم بالقيم الأخلاقية والإنسانية والهوية الإيمانية التي تشكّل جزءاً من النسيج الاجتماعي اليمني.
تقدم هذه المراكز برامج في العلوم الشرعية والأخلاقية، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، مما جعلها بيئة جاذبة للأطفال والشباب.
وقد بدت الفعاليات الختامية للمراكز الصيفية في الأعوام الأخيرة بمثابة مؤشر مجتمعي يُظهر حجم المشاركة، حيث يكتسي المشهد بنبرة التفاؤل بجيلٍ جديد يحمل المعرفة والثقة والوعي.
جيل يتسلّح بالوعي والثقافة القرآنية .. ودلالات التحول المجتمعي
ساهمت هذه المراكز في بناء شخصية متوازنة لدى جيل المسيرة القرآنية المباركة، تتسلح بالمعرفة وتنفتح على الفكر، مما جعل الجيل الناشئ أكثر قدرة على استيعاب الأحداث من حوله، وفي الوقت ذاته، عززت هذه التجارب روح الانتماء لدى الناشئة، إذ تتلاقى فيها التربية مع الهوية، والثقافة مع الوعي.
ولم يكن غريباً أن ينعكس هذا الزخم على الخطاب العام، إذ خصّ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ،هذا الجيل بتوصيف لافت في أحد خطاباته الهامة، معبراً عن تأثره بحجم الإقبال على المراكز الصيفية ومشاركة الأطفال في الفعاليات الشعبية، فأشار إلى أن هذا الجيل الآخذ في النهوض يمتلك من الوعي والثبات ما يجعله قادراً على مواجهة التحديات، مستخدماً عبارته الشهيرة ذات الدلالة الرمزية، ’’الويل لكم من هذا الجيل الناهض’’.
وفي مدلولها الاجتماعي يُقرأ هذا التوصيف باعتباره إقراراً بوجود تحوّلٍ حقيقي في بنية الوعي لدى الجيل الجديد، جيل القرآن، جيلٍ لا يقف عند حدود المتابعة، بل يشارك، يتعلم، ويعيد صياغة حضوره في المجتمع.
الفعاليات الشعبية .. مسرح يتجلّى فيه الصمود الجماعي
لقد أصبحت الساحات العامة في كل المدن اليمنية الحرة مسرحاً اجتماعياً تلتقي فيه الحشود من مختلف الأعمار، لكن حضور النشء فيها يضفي طابعاً إنسانياً يعكس جمال الصورة التي ملأت الساحات .
فالابتسامات التي يتبادلونها، والمواقف العفوية التي يظهرون بها، تمنح الفعاليات قدراً كبيراً من الحيوية والأمل، وتكشف في الوقت ذاته عن عمق الروابط المجتمعية التي لا تزال متماسكة رغم الظروف.
حتى كبار السن المشاركين في هذه الفعاليات بدوا وكأنهم يستمدون قوتهم من الأطفال أنفسهم، فوجود الجيل الناشئ في مقدمة المسيرات يجعل الجميع يشعر أن الصمود ليس مجرد رد فعل مؤقت، بل هو بناء طويل المدى يرتكز على تواصل الأجيال.
المراكز الصيفية والفعاليات .. خطان متوازيان في بناء الهوية
حين يتأمل المتابع الخارجي مشهد الفعاليات إلى جانب المراكز الصيفية، يدرك أن اليمن يعيش حالة من التحول الإيجابي في البناء الثقافي والتوعوي للجيل الجديد، فالمراكز تقدّم التعليم والوعي القرآني، بينما تقدّم الفعاليات الخبرة الاجتماعية المباشرة وترسيخ القيم، ومن مجموع هذين المسارين يولد جيلٌ أكثر تماسكا ووعياً.
وقد لاحظ كثير من المهتمين بالشأن الاجتماعي أن الأطفال الذين يشاركون في الفعاليات هم أنفسهم الذين يزداد حضورهم في المراكز الصيفية، وهذا الترابط يعكس أن الصمود اليمني لا يعيش على الاندفاع العاطفي، بل يتغذى على وعي يترسخ داخل الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية.
جيلٌ يصنع الحكاية
يستطيع المراقب اليوم أن يقرأ ملامح المستقبل في وجوه الجيل القرآني الناشئ الذين يسيرون في الصفوف الأولى، وفي اندفاعهم إلى المراكز الصيفية، وفي الحماسة التي يظهرونها في كل مناسبة عامة، إنهم ليسوا مجرد متفرجين على لحظة تاريخية صعبة، بل هم جزءٌ من معادلة الصمود، وربما أهم أركانها.
وهكذا تتشكل قصة الصمود اليمني كحكاية تُكتب على مراحل، الكبار يصنعون المواقف، لكن الصغار يعطونها معناها الأعمق.
الفعاليات تصنع الحضور، والمراكز الصيفية تصنع الوعي، والمجتمع بجميع فئاته يصنع روحاً جديدة تتقدم نحو المستقبل بثبات وثقة.
إن هذا الجيل، الذي وصفه خطاب السيد القائد حفظه الله، بأنه ’’ناهض’’، أثبت بالفعل أنه قادر على حمل الراية، وأن الصمود اليمني ليس قصة تروى، بل واقع يعيشه الصغار قبل الكبار، ويعيدون صياغته كل يوم بحضورهم ووعيهم وإيمانهم