يتعثر مشروع فاخر بقيمة 500 مليون دولار لعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بلغراد، بسبب تزوير وثائق رسمية تتعلق بحماية مبنى تاريخي قصفه الناتو عام 1999، ويتورط في المشروع جاريد كوشنر، فيما يواجه مسؤول صربي تهماً بالتزوير والإضرار بالإرث الثقافي.

وجاء في تقرير لصحيفة "إل موندو" الإسبانية: "هل ترغب في استثمار مدخراتك في إقامة سكنية بنظام الشقق المشتركة تحمل توقيع ترامب؟ لا يمكن حتى الآن تأكيد السعر، لكن شقتك الفاخرة المستقبلية، إذا اقتنعت بالفكرة في النهاية، ستكون في بلغراد، تحديدًا حيث كان يقع مبنى وزارة الدفاع وقيادة الأركان اليوغوسلافية الذي قصفته الناتو مرتين في عام 1999، خلال الحملة التي أخرجت القوات الصربية من كوسوفو وأنهت تلك الحرب، فأمر الهدم جاهز بالفعل".



وأكد التقرير أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، وزوج ابنته الكبرى إيفانكا، ومستشاره الخاص في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى، يقف وراء هذه العملية".


وأوضح أنه "مع ذلك فإن أبراج الزجاج والفندق الذي يفتقر إلى البساطة، والمتحف والنصب التذكاري لضحايا هجمات الحلف الأطلسي (هل لم تشارك الولايات المتحدة في ذلك؟) معرضة لأن تبقى محصورة في التصاميم المعروضة على موقع المشروع فقط".

وبين أن ذلك "ليس بسبب احتجاجات المواطنين الصرب، وهذه ليست مجرد معركة من أجل مبنى، بل معركة للحفاظ على تاريخنا وهويتنا وحقنا في التراث الثقافي، بحسب ما جاء في آذار/ مارس  الماضي خلال تجمعات إحياء ذكرى مرور 26 عامًا على عملية القوة المتحالفة، وهي معركة أيضا بسبب اعتقال شخص يدعى غوران فاسيتش، مهندس معماري ومتخصص في العمل العام الصربي".

وأضاف التقرير: "ومن هو هذا فاسيتش ليهدد مشروعًا بقيمة 500 مليون دولار؟ قبل اعتقاله منتصف أيار/ مايو، كان يشغل منصب المدير بالوكالة لوكالة حماية الآثار الثقافية في صربيا منذ حزيران/ يونيو  من العام السابق، وبعد اعتقاله، اعترف بتزوير الوثيقة التي كانت ستسمح بهدم المبنى".

وبيّن أن المشروع، الذي يتضمن بناء فندق ترامب إنترناشونال، الأول من نوعه في أوروبا، حصل العام الماضي على تصريح مبدئي من الحكومة الصربية، قبل حتى أن يُلغى تصنيف المبنى كأثر ثقافي يحميه من أي تدخل.

ويمنح هذا التصريح شركة أفينيتي بارتنرز، شركة الاستثمار التي أسسها جاريد كوشنر بعد تركه منصبه في الإدارة الأمريكية، حق إدارة الأرض لمدة 99 عامًا، وإذا نجح المشروع في النهاية، فسيكون أول تعاون مشترك بين عائلتي كوشنر وترامب.

ويذكر أن والد جاريد، وهو رجل أعمال عقاري أيضًا، قضى فترة في السجن بتهمة التهرب الضريبي ونال عفوًا رئاسيًا من ترامب نفسه، وسيكون السفير القادم للولايات المتحدة في فرنسا بعد موافقة مجلس الشيوخ قبل أيام قليلة.


وأفاد التقرير أن النيابة الصربية لمكافحة الجريمة المنظمة صرحت في بيان: "تزوير فاسيتش لمقترح قرار إلغاء حالة الأثر الثقافي"، ووجهت له تهمة "التسبب في ضرر للتراث الثقافي لجمهورية صربيا".

\ وأوضحت مصادر رسمية أن فاسيتش يواجه الآن تهم استغلال السلطة وتزوير الوثائق الرسمية. من جهتها، نفت شركة أفينيتي بارتنرز في بيان أي علاقة لها بهذه المناورة غير القانونية، واعترفت بأن مشروع ترامب بلغراد المستقبلي، الذي يصفونه في موقعهم الإلكتروني بأنه "رمز عالمي"، قد يواجه مستقبلًا غير مؤكد في ظل هذه الظروف الجديدة.

وقالت الشركة "لقد علمنا من خلال وسائل الإعلام أن موظفًا في الحكومة الصربية، لا علاقة له بشركتنا، قد زوّر على ما يبدو مستندات تتعلق بتصنيف مشروع ساحة بلغراد كمعلم تاريخي". وأضاف البيان: "سنراجع هذا الأمر ونحدد الخطوات التالية".

وأفاد التقرير بأن اهتمام عائلة ترامب بمنطقة البلقان وبمقر الأركان اليوغوسلافي القديم ليس أمرًا جديدًا، حيث لاحظ الأب الروحي المكان قبل أكثر من عقد من الزمن، قبل انطلاق مغامرته الرئاسية الأولى. وعلى الرغم من أن جاريد كوشنر نفى معرفته بذلك في البداية وأكد أن حماه لا علاقة له، إلا أنه أكد لاحقًا ذلك بطريقة غير مباشرة بتسمية المبنى الرئيسي للمجمع بـ”برج ترامب”.

وبحسب التقرير لم يضطر كوشنر لدفع أي مبلغ للحكومة الصربية مقابل حق استخدام الأراضي، وأوضح صهر ترامب أن الفكرة تتمثل في تسليم بلغراد نسبة 22 بالمئة من أرباح المشروع.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أكد إريك ترامب، ابن الرئيس والمشارك في المشروع، في مقابلة أن “صربيا من أسرع الدول نموًا في أوروبا، ونحن نشعر بشرف كبير لوجودنا هناك”، مشيرًا إلى أن “جمع العائلة سيكون ممتعًا”. 


وزار شقيقه الأكبر، دون ترامب جونيور، العاصمة الصربية مرارًا في الأشهر الماضية للقاء الرئيس ألكسندر فوتشيتش، الذي أجرى معه مقابلة في بودكاست وقدم له دعمه وسط احتجاجات طلابية مستمرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تندد بالفساد المستشري في البلاد. ورد فوتشيتش الزيارة، رغم أنه لم يتمكن من مقابلة الأب.

وأوضحت الصحيفة أن كوشنر يضع أيضًا نصب عينيه منطقة أخرى في البلقان، وهي ألبانيا المجاورة، حيث يخطط لبناء مجمعين سياحيين جديدين: الأول على أرض متنازع عليها بين عائلة ألبانية تدعي زراعتها للأرض عبر أجيال، وتؤكد أن جزءًا منها نُزع منها بعد نهاية النظام الشيوعي عام 1991، والثاني في جزيرة سازان الصغيرة التي كانت قاعدة عسكرية خلال الحرب الباردة.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الحكومة الألبانية وافقت مبدئيًا في كانون الأول/ ديسمبر على مشروع الجزيرة، ووفقًا لوثيقة لجنة الاستثمارات الاستراتيجية في ألبانيا التي يرأسها رئيس الوزراء إيدي راما، ستتعاون الحكومة مع شركائها الأمريكيين على تطهير المنطقة من الذخائر المحتملة وفحص أية مشكلات بيئية أو قانونية قبل منح التصريح النهائي. أما المشروع الآخر فلم تصدر بشأنه أخبار رسمية حتى الآن، رغم تأكيد إيفانكا ترامب الصيف الماضي في بودكاست على تنفيذه قائلة: “نحن نجلب أفضل المهندسين المعماريين وأفضل العلامات التجارية”.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب كوشنر الولايات المتحدة صربيا الولايات المتحدة صربيا ترامب كوشنر المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جارید کوشنر

إقرأ أيضاً:

شركة سرت تُنجز مشروعًا متقدّمًا لمراقبة جودة الهواء في مواقعها النفطية

في خطوة تعكس التزامها بالمعايير البيئية والصحية العالمية، أعلنت شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز عن استكمال تنفيذ مشروع متقدم لمراقبة جودة الهواء في مواقعها التشغيلية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات المؤسسة الوطنية للنفط وتعليمات رئيس مجلس إدارة الشركة، السيد مصطفى همّاد.

ويهدف المشروع إلى توفير بيئة عمل آمنة وخالية من الملوثات الهوائية للعاملين والمقيمين داخل مواقع الشركة والمناطق المحيطة بها، حيث تم تركيب محطتين لمراقبة ملوثات الهواء الجوي بشكل مستمر في كل من حقل زلطن وحقل الراقوبة.

وستعمل المحطات الجديدة على قياس تركيزات الملوثات الجوية على مدار 24 ساعة يوميًا ولمدة ستة أشهر متواصلة، ما يوفر بيانات دقيقة لحظية تسهم في اتخاذ الإجراءات الوقائية والتصحيحية لضمان سلامة المستخدمين وتعزيز بيئة تشغيلية آمنة.

كما تتميّز هذه المحطات بقابلية النقل وإعادة الضبط، إلى جانب الربط المباشر بشبكة الإنترنت من خلال الشركة المصنّعة “أوريون”، ما يتيح نقل البيانات بشكل مباشر إلى الحواسيب المركزية المخصصة للتحليل والمراقبة البيئية.

كما تحتوي كل محطة على ثمانية حساسات عالية الدقة، تقيس ملوثات رئيسية منها:

ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂)

غاز الأوزون (O₃)

كبريتيد الهيدروجين (H₂S)
بالإضافة إلى عدد من الغازات والمركّبات التي تُعد من أخطر الملوثات على صحة الإنسان والبيئة.

وفي إطار التوسّع في المشروع، من المقرر خلال اليومين المقبلين تركيب محطتين إضافيتين في منطقة البريقة، الأولى بالقرب من السكنية الأولى، والثانية بجوار السكنية الثانية، ضمن خطة شاملة لتغطية كافة المناطق الحيوية التابعة للشركة.

أعربت إدارة السلامة وحماية البيئة عن شكرها وتقديرها لكل الإدارات والفرق الفنية التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع، وعلى رأسها:

إدارة الإنتاج (مراقبتي زلطن والراقوبة)

إدارة صيانة الحقول

مراقبة ورش التصنيع والصيانة بالبريقة

منتسبو إدارة السلامة وحماية البيئة في الحقول

من جهته، عبّر السيد مصطفى همّاد، رئيس مجلس إدارة شركة سرت، عن فخره بهذا الإنجاز البيئي، قائلاً: “نحن سعداء بخبر تركيب محطات قياس التلوث في زلطن والراقوبة. هذه خطوة مهمة نحو خلق بيئة عمل خالية من الغازات والتلوث الضار، ومثال يُحتذى به في المسؤولية المهنية والالتزام البيئي.”

“تحية تقدير لكل من ساهم في هذا العمل المتميز، ونتطلّع إلى مزيد من الإنجازات التي تصبّ في مصلحة الإنسان والبيئة.”

آخر تحديث: 2 أغسطس 2025 - 15:45

مقالات مشابهة

  • تسلّم مولداً كهربائياً لمشروع مياه سردد في مديرية الرجم
  • شركة سرت تُنجز مشروعًا متقدّمًا لمراقبة جودة الهواء في مواقعها النفطية
  • الأشغال” تُنجز المرحلة الأولى من مشروع طريق معان
  • سليم سحاب: مشروع اكتشاف المواهب في قصور الثقافة ينشط الحياة الفنية
  • مشروع رايزوتوب: تقنية مشعة لمكافحة صيد وحيد القرن في جنوب أفريقيا
  • تراجعت 248 مليار دولار.. رسوم ترامب تهدد بتعميق خسائر أسهم الهند
  • تدشين إعادة تأهيل مشروع بئر الغول في الراهدة
  • اجتماع موسع بمصيرة لمتابعة مشروع ميناء متعدد الأغراض
  • الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة تنفذ مبادرة مشروع المرضى
  • أخبار العالم | تصعيدات نارية.. ترامب يغير موقفه من غرز .. تركيا تهدد نتنياهو .. وإيران تحت نار العقوبات