كيف تكافح أكثر مدن أوروبا سخونة موجات الحر وتستعد لاستقبال ملايين السياح؟
تاريخ النشر: 30th, May 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما اعتُبِر تسلق قمة "أكروبوليس أثينا" إنجازًا يتطلّب الشجاعة. ولعلّه أصبح أكثر صعوبة ممّا كان عليه الحال خلال فصول الصيف الأخيرة، عندما شهدت المدينة موجات حرّ طويلة وخطيرة.
خلال العامين الماضيين، وخلال ذروة موسم السياحة، أجبرت الحرارة الشديدة السلطات مرارًا وتكرارًا على إغلاق أكثر المواقع زيارةً في اليونان خلال ساعات النهار الأكثر حرارةً لحماية الزوار والموظفين من درجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية.
ولا يقتصر الأمر على الـ"أكروبوليس".
لطالما كانت أثينا شديدة الحرارة صيفًا، ولكن لم تصل درجات الحرارة إلى هذا المستوى من قبل.
رغم أنّها العاصمة الأكثر سخونة في أوروبا القارية، إلا أنّها شهدت ارتفاعات قياسية بدرجات الحرارة في عام 2024.
يشهد البحر الأبيض المتوسط بأسره ارتفاعًا في درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي.
وأثار هذا الوضع تساؤلاتٍ كبيرة حول اليونان وعلاقتها بالزوار الذين ساعدت قدرتهم الشرائية البلاد على تجاوز الأزمات خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة.
تعني زيادة السياحة ارتفاع الضغط على موارد المياه الشحيحة والبنية التحتية، كما أنّها تعني التضخم، بشكلٍ يدفع السكان المحليين إلى الخارج لصالح الوافدين الأثرياء.
ورأى عمدة أثينا، هاريس دوكاس، أنّ "بناء القدرة على الصمود مسألة بقاء".
وقد أصبح التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب زيادة أعداد السياح في الصيف، بمثابة أولوية كبيرة.
خزان حراري حضريعلى المدى القصير، يعني ذلك وضع أنظمة إنذار مبكر لموجات الحر، ومراقبة بيانات درجات الحرارة في الوقت الفعلي، إلى جانب إضافة نوافير الماء، ومراكز تبريد مكيفة، وحدائق صغيرة مظللة لتوفير الراحة.
قالت إيريس بلايتاكيس، وهي مرشدة سياحية تزور الـ"أكروبوليس" بانتظام: "غالبًا ما يستهين السياح بالحرارة، وخاصة القادمين من مناطق تتمتع بمناخٍ بارد".
تُعتبر الحرارة الشديدة خطيرة للغاية، إذ أوضحت خبيرة التكيف الحضري في الوكالة الأوروبية للبيئة، إين فانديكاستيل أن "موجات الحر مسؤولة عن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن ظواهر الطقس والمناخ في أوروبا".
لكن على المدى البعيد، تواجه أثينا تحديًا يتمثَّل في إعادة تشكيل مدينة تحوّلت إلى خزان حراري خرساني بمساحات خضراء محدودة.
في عام 2021، أصبحت أثينا أول مدينة أوروبية تُعيّن "مسؤولاً عن الحرارة" مُخصصًا لتعزيز وتنسيق استراتيجيات التكيف.
وأكّد دوكاس: "خلال أكثر من عام بقليل، زرعنا 7 آلاف شجرة، وهو أمر صعب في مدينة مكتظة بالسكان. نريد أن يصل هذا العدد إلى 28 ألف شجرة خلال أربع سنوات. كما نعمل على إنشاء ممرات خضراء".
إزالة الخرسانةلا تشبه أثينا الحديثة الموقع الساحر الذي اختاره البشر للاستقرار منذ آلاف السنين. آنذاك، تميزت المنطقة بقربها من الجبال، والبحر، ومناخها المعتدل، ومواردها الخضراء الوفيرة، وأنهارها المتدفقة، وهي المجاري المائية ذاتها التي غُمِرت بالخرسانة خلال فترة التوسع الحضري السريع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لبناء الطرق السريعة.
لَفَت الأستاذ المشارك في تخطيط المدن بالجامعة التقنية في فالنسيا بإسبانيا، خوانخو غالان، إلى ضرورة إزالة الخرسانة، موضحًا: "سيتعين على أثينا إزالة بعض الخرسانة، والاستثمار في البُنى التحتية الخضراء، والمواد التي تمتص الحرارة. سيستغرق الأمر بعض الوقت، ولكنه ممكن".
تطوير الساحلغالبًا ما يتوجّه سكان أثينا خارج المدينة عند الرغبة في الشعور بالانتعاش. والآن تتبع مدينتهم النهج ذاته، مع توسعها على طول الواجهة البحرية، وتجديدها لمنطقة أُطلق عليها مؤخرًا اسم "ريفييرا أثينا".
يمتد الساحل جنوبًا على بُعد 50 كيلومترًا من ميناء "بيريوس" الرئيسي، ويضم شواطئ مُنظّمة ومطاعم راقية وفنادق ومنتجعات من فئة خمس نجوم.
يُعتبر أيضًا المكان الذي يشهد أكبر تحوّل حضري أخضر على الإطلاق بالبلاد في مطار "إلينيكون" الخارج عن الخدمة والمُغلق.
في قلب المشروع، تقع حديقة "إلينيكون متروبوليتان"، ومن المتوقع أنّها ستصبح أكبر منطقة خضراء في أثينا وواحدة من أكبر الحدائق الساحلية في العالم.
حرائق ومخاوفالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أثينا أحوال الطقس التغيرات المناخية الطقس مناخ درجات الحرارة Getty Images
إقرأ أيضاً:
مع ارتفاع درجات الحرارة.. ازاي تحافظ على صحة طفلك؟
مع ارتفاع درجات الحرارة تسعى الكثير من الأمهات لمعرفة خطوات الحفاظ عى صحة أطفالهن في مثل هذا الطقس شديد الحرارة.
كيف تحافظين على صحة طفلكِ في الصيف؟وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة خطوات الحفاظ على صحة طفلك في الصيف، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
1) الترطيب أساسيمن أبرز خطوات الوقاية من آثار الحر هو الحرص على شرب الطفل كميات كافية من السوائل، في حالة الرضع، يجب الحرص على تقديم الرضاعة بشكل متكرر، أما للأطفال الأكبر سنًا، فيُنصح بإعطائهم الماء والعصائر الطبيعية المنعشة والخالية من السكر المضاف، مع إمكانية إضافة شرائح فواكه للماء لجعله أكثر قبولًا لديهم.
2) تقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرةخلال ساعات النهار الحارقة، خصوصًا من العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، يجب إبقاء الطفل داخل المنزل أو في أماكن ظليلة ومكيفة. وإذا لزم الأمر الخروج، فاحرصي على أن يرتدي ملابس تغطي جسده بشكل جيد وقبعة واسعة الحواف لحماية رأسه من الشمس.
3) اللعب داخل المنزلحتى في فصل الصيف، يمكن أن يكون اللعب داخل المنزل ممتعًا ومفيدًا، سواء من خلال الرسم، التلوين، أو الأنشطة الحركية البسيطة. تنظيم الألعاب المنزلية سيُشغل الطفل ويمنعه من طلب الخروج في أوقات الذروة.
4) ملابس خفيفة ومريحةاحرصي على اختيار ملابس قطنية فضفاضة لطفلكِ، حتى لا تعيقه أثناء الحركة أو تسبّب له الطفح الجلدي. الملابس متعددة الطبقات خيار ذكي يمكن من خلالها تعديل حرارة الجسم بسهولة.
5) تنظيم فترات الراحةارتفاع درجات الحرارة يُنهك الأطفال بسرعة حتى إن لم يعبروا عن ذلك. لذلك، من المهم تشجيعهم على أخذ فترات قيلولة خلال اليوم وتجديد طاقتهم.
6) الحماية من الحشراتخلال الصيف، تكثر الحشرات التي قد تسبّب لدغات مزعجة أو حتى أمراضًا خطيرة. لذا، يُفضل استخدام طارد حشرات مناسب للأطفال، مع الحرص على عدم ملامسته لأجزاء الوجه أو الجروح، وتجنب الخروج للمناطق العشبية الكثيفة في أوقات المغرب.
اقرأ أيضاًأبرزها الصدفية والبهاق.. توتر الامتحانات يُهدد صحة طفلك بـ 12 مرضًا
كيف تحافظين على صحة طفلك من خطر السمنة؟.. إليك هذه النصائح
«كارثة».. تعرف على خطورة «الموبايل» على صحة طفلك