ألم الفقد.. شاب يلحق بأبيه بعد الوفاة بـ12 ساعة في الأقصر
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
لم يتحمل صدمة فقده والده، وأنه رحل إلى مثواه الأخير؛ ليلحق الشاب إسلام أحمد طايع، بوالده، قبل مرور يوما على وفاة الأخير، الأمر الذي حول قرية البعيرات بغرب الأقصر إلى كتلة حزن، عقب رحيل الشاب وأبيه في غضون 24 ساعة فقط.
إسلام البالغ من العمر 32 عامًا، كان مريضًا بالسكري، ويعمل بمدينة الغردقة، فما إن عرف بوفاة والده، لم تمالك نفسه من الحزن، بحسب رواية شهود عيان، ليلحق إسلام بوالده بعد مرور 12 ساعة فقط على رحيل أبيه.
اتشحت القرية بالسواد، ودق الحزن أبواب قلوب أهل القرية، حزنًا على فقدان الأب ومن بعده نجله، ليشيعا جثمانيهما إلى مثواهما الأخير بمدافن العائلة بقرية البعيرات بغرب مدينة الأقصر.
في سياق ذات الصلة، كانت مدينة أرمنت بجنوب غرب الأقصر، شهدت منذ أيام، وفاة أحد الأربعة المصابين في مشاجرة بالأسلحة النارية التي وقعت بجزيرة أرمنت، وأصيب خلالها أربعة شباب.
وقال شهود عيان إن الشاب أحمد جمال، متزوج ولديه طفلة عمرها عامين، وكان ينتظر مولود آخر، فيما تداول عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورة الشاب فقيد مدينة أرمنت، ودعا الجميع تلاشي الشحونات والغضب الذي يؤرق أمن وسلام الأشخاص، داعين لوأد الفتنة والمصالحة بين المتخاصمين.
أصيب أربعة بطلقات نارية، إثر وقوع مشاجرة بالأسلحة النارية بجزيرة أرمنت الحيط؛ لخلافات بينهم، وتم نقلهم إلى مستشفى أرمنت التخصصي، واتخاذ الإجراءات اللازمة.
تلقت غرفة النجدة بلاغا بوقوع مشاجرة بالأسلحة النارية بين اهالي بجزيرة أرمنت الحيط، مما أسفر عنه إصابة كل من "أحمد.ج" 43 عاماً، و"على.ف" 40 عاماً، و"محمود.ع" 30 عاماً، و"سليمان.ع" 27 عاماً.
على الفور انتقلت سيارات الإسعاف إلى محل الواقعة وتم نقل المصابين إلى مستشفى أرمنت التخصصى واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتولت جهات الاختصاص التحقيق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأقصر حوادث وفاة الابن الأب
إقرأ أيضاً:
"الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه
غزة - خاص صفا
"ناجية وحيدة"، لكن صدمة فقد عائلتها قبل نحو شهر، في وقت وضعت فيه حرب غزة أوزارها، جردتها من معاني الكلمة، وتعيش أوضاعًا صعبة، تتمنى فيها "اللحاق بهم.
الفتاة بتول أبو شاويش "20 عاما"، واحدة من آلاف الناجين الوحيدين لأسرة كاملة ارتقت بحرب غزة، لكنها تُسقى أضعافًا من كأس الفقد، لكونها استبعدته يومًا.
"أنا لستُ ناجية، أنا وحيدة وتمنيتُ لو أني ذهبتُ معهم"، تقول بتول لوكالة "صفا".
وتضيف "استشهدت أمي وأبي وإخوتي في قصف بجانب بيتنا في أبراج عين جالوت قبل شهر، وكنت معهم في نفس البيت".
ولكن دقيقة بين مغادرة "بتول" غرفة إخوتها نحو غرفتها، كانت فاصلًا بينها وبينهم، بين حياتها ومماتهم، رغم أن أنقاض البيت وقعت عليها هي أيضًا.
وتصف تلك اللحظات "كنت بجانب محمد وجميعنا بغرفة واحدة، ذهبت لأبدل ملابسي، وفي لحظة وجدت نفسي تحت الأنقاض".
ما بعد الصدمة
وانتشلت طواقم الدفاع المدني "بتول" من تحت جدارين، مصابة بذراعيها، وحينما استفاقت داخل المستشفى، وجدت عمها بجانبها.
سألت بتول عمها عن والديها وإخوتها، وعند كل اسم كان جوابه "إنا لله وإنا إليه راجعون".
لم تتمالك نفسها وهي تروي اللحظة "لم أستوعب ما كان يقوله عمي، لقد فقدتُ أهلي، راحت أمي رغم أنني كنت أدعوا دومًا أمامها أن يكون يومي قبل يومها".
"بتول" تعيش أوضاعًا نفسية صعبة منذ فقدت أسرتها، ويحاول عمها "رفعت"، أن يخفف عنها وطأة الفقد والصدمة.
"لحظات لم تكتمل"
يقول رفعت "40 عاما"، لوكالة "صفا"، إنها "ليست بخير، لا تعيش كأنها نجت، ولا تتوقف عن التساؤل لماذا لم تذهب معهم".
ويضيف "هي تؤمن بالأقدار، لكن أن يفقد الإنسان أهله وفي وقت هدنة، يعني مفروض أنه لا حرب، والقلوب اطمأنّت، فهذا صعب خاصة على فتاة بعمرها".
وسرق الاحتلال لحظات جميلة كثيرة من حياة "بتول"، لم تكتمل، كحفلة نجاح شقيقها "محمد" في الثانوية العامة.
يقول عمها "بتول بكر أهلها، وهي تدرس في جامعة الأزهر، رغم كل الظروف، وقبل استشهاد أخي وعائلته، احتفلوا بنجاح محمد، وكانوا ينوون تسجيله معها في الجامعة".
ومستدركًا بألم "لكن كل شيء راح، وبقيت بتول وحيدة تحاول أن تنهض من جديد، لكن ليس بعد".
ولم تقدر "بتول" على وداع أهلها من شدة صدمتها، وحينما وضعوها بين خمسة جثامين، تحدثت إليهم، سألتهم لما "رحلتم وتركتموني"، وما قبلت إلا جبين شقيقتها الصغيرة، أما أمها "فعجزت عن الاقتراب منها"، تردد بتول وهي تهتز من استحضار المشهد.
ويوجد في غزة 12,917 ناجيًا وحيدًا، تبقوا من أصل 6,020 أسرة أبيدت، خلال حرب الاحتلال على غزة على مدار عامين، فيما مسح الاحتلال 2700 أسرة من السجل المدني بكامل أفرادها، البالغ عددهم 8,574 شهيداً.