للمرة الأولى، أقرّ رئيس هيئة الدفاع العامة في القوات المسلحة الهندية، الجنرال أنيل تشوهان، بأن بلاده تكبّدت خسائر جوية في المواجهة الأخيرة مع باكستان مطلع أيار/ مايو، مشيرًا إلى أن الهند سارعت إلى تعديل تكتيكاتها العسكرية، قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار بعد ثلاثة أيام من التصعيد. اعلان

على هامش منتدى "حوار شانغريلا" في سنغافورة، أقرّ تشوهان بتعرض القوات الجوية الهندية لخسائر في بداية الصراع، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل، مؤكدًا أن "الأهم هو فهم أسباب هذه الخسائر".

وأوضح، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أن الهند عدّلت خططها الهجومية، ونفذت في 7 و8 و10 أيار/ مايو عمليات جوية واسعة النطاق استهدفت قواعد باكستانية. وأشار إلى أن سلاح الجو استخدم أنواعًا متعددة من الطائرات والذخائر في العمليات، التي تميزت بدقة عالية في الاستهداف.

وحول احتمال التصعيد النووي، شدد تشوهان على أن هذا الخيار لم يُطرح خلال الاشتباكات، معتبرًا أن "ثمة هامشًا واسعًا للعمل العسكري التقليدي قبل تجاوز العتبة النووية، وأن الجانبين أظهرا عقلانية كبيرة في التفكير والتصرف". وأضاف: "من وجهة نظري، العسكريون هم الأكثر عقلانية عندما تقع النزاعات. ولم يكن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الأمر قد يتجه نحو استخدام أسلحة غير تقليدية".

جندي هندي يعرض بقايا ذخائر استخدمتها القوات الباكستانية في الاشتباكات الأخيرة على خط المراقبة، قطاع بونش، 20 أيار/مايو 2025.Channi Anand/ AP

وعن الموقف الصيني، قال تشوهان إنه رغم العلاقات الوثيقة بين بكين وإسلام آباد، لم تلاحظ الهند أي تحركات غير اعتيادية على حدودها الشمالية خلال القتال، كما لم يظهر أي دليل على دعم مباشر من الصين لباكستان. وأوضح أن الصور الفضائية وغيرها من المعلومات الاستخباراتية باتت متوفرة ويمكن لأي طرف الحصول عليها من مصادر متعددة، بما فيها الصين.

وأكد تشوهان أن الهند أبلغت باكستان بشكل واضح بعد انتهاء القتال بأنها سترد بشكل "دقيق وحاسم" على أي هجوم جديد ينطلق من الأراضي الباكستانية، مضيفًا: "هذا يفرض على القوات المسلحة الاستعداد التام على مدار الساعة".

تصعيدٌ ينتهي بوقف لإطلاق النار

اندلعت المواجهات الأعنف منذ عقود بين الجارتين النوويتين في 22 نيسان/ أبريل، بعد هجوم في كشمير الهندية أودى بحياة 26 شخصًا، معظمهم من السياح. واتهمت نيودلهي جماعات مسلحة مدعومة من باكستان بتنفيذ الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد.

وفي 7 أيار، شنت الطائرات الهندية غارات على ما وصفته الحكومة بمواقع للبنية التحتية "الإرهابية" داخل الأراضي الباكستانية، ما أدى إلى اشتباكات جوية أعلنت خلالها باكستان إسقاط ست طائرات هندية، بينها ثلاث مقاتلات من طراز "رافال".

وفي اليوم الأخير من القتال، أي في العاشر من أيار، استخدم الطرفان الطائرات الحربية والصواريخ والطائرات المسيّرة والمدفعية. وأكدت الهند أنها استهدفت على الأقل ثماني قواعد جوية باكستانية، من بينها واحدة قرب العاصمة إسلام آباد.

Relatedالهند تعتقل 11 شخصاً بتهمة التجسس لصالح باكستانسباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل ساحة الصراعلا قهوة ولا تفاح: دعوات في الهند لمقاطعة السلع التركية بعد دعم أردوغان لباكستان

من جهته، قال الجيش الباكستاني إن سلاح الجو الهندي لم يشارك مجددًا في القتال بعد خسائر 7 أيار. لكن مسؤولين هنودًا نفوا هذه الرواية، إذ قال المارشال الجوي أ. ك. بهارتي، مدير العمليات الجوية، إن "الخسائر جزء من أي صراع"، مؤكدًا أن الهند بدورها أسقطت طائرات باكستانية. أما إسلام آباد، فرفضت الإقرار بسقوط أي من طائراتها، لكنها أقرت بتعرض قواعدها الجوية لضربات، مشيرة إلى أن الأضرار كانت محدودة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قطاع غزة الصين دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قطاع غزة الصين دونالد ترامب باكستان الصين أسلحة نووية طائرات سنغافورة الهند إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قطاع غزة الصين دونالد ترامب ضحايا إيران أوكرانيا هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي إيمانويل ماكرون أن الهند

إقرأ أيضاً:

موسكو وكييف تعقدان محادثات حول السلام وسط استمرار التصعيد

يجتمع مسؤولون روس وأوكرانيون اليوم الاثنين في مدينة إسطنبول بتركيا لإجراء الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ 2022، لكن ذلك يأتي مع استمرار تصاعد القتال والتباعد بين الجانبين بشأن كيفية إنهاء الحرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن وفد كييف وصل إلى إسطنبول، مضيفا أن من المقرر عقد اجتماع بين الجانبين بعد ظهر اليوم.

وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا بإحلال السلام، لكنهما لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق، وحذر البيت الأبيض مرارا من أن الولايات المتحدة "ستنسحب" من جهود إنهاء الحرب إذا حال عناد الجانبين دون التوصل إلى اتفاق سلام.

وأسفرت الجولة الأولى من المحادثات في 16 مايو عن أكبر عملية تبادل للأسرى في الحرب، لكنها لم تسفر عن أي بادرة سلام، أو حتى وقف لإطلاق النار، إذ اكتفى الطرفان بتحديد موقفيهما التفاوضيين المبدئيين.

وبعد أن أبقى العالم في حالة من الحيرة حول ما إذا كانت كييف ستحضر الجولة الثانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن وزير الدفاع رستم أوميروف سيجتمع مع المسؤولين الروس في إسطنبول.

وسيترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، وهو مساعد للرئيس فلاديمير بوتين استشهد بعد الجولة الأولى بما حدث مع الجنرال ورجل الدولة الفرنسي نابليون بونابرت في الماضي ليؤكد أن الحرب والمفاوضات يجب أن تتم دائما في الوقت نفسه.

وشنت أوكرانيا، أمس الأحد، واحدا من أكثر هجماتها طموحا في الحرب، إذ استهدفت قاذفات روسية بعيدة المدى ذات قدرة نووية في سيبيريا وقواعد عسكرية أخرى، في حين قال سلاح الجو الأوكراني إن الكرملين أطلق 472 طائرة مسيرة على أوكرانيا، وهو أكبر عدد تطلقه روسيا في ليلة واحدة خلال الحرب.

وكان بوتين قد اقترح فكرة المحادثات المباشرة لأول مرة بعد أن طالبته أوكرانيا وقوى أوروبية بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي رفضه الكرملين.

وقال بوتين إن روسيا ستضع مسودة مذكرة تحدد الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل وبعدها فقط ستناقش وقف إطلاق النار.

وأشارت كييف مطلع هذا الأسبوع إلى أنها لا تزال تنتظر مسودة المذكرة من الجانب الروسي.

وقال ميدينسكي، كبير مفاوضي الكرملين، أمس إن موسكو تلقت مسودة المذكرة الأوكرانية وصرح لوكالة الإعلام الروسية بأن الكرملين سيرد عليها اليوم.

وذكر كيث كيلوغ، مبعوث ترامب، أن الجانبين سيقدمان في تركيا وثائقهما التي تحدد أفكارهما بشأن شروط السلام، على الرغم من أن من الواضح أن موسكو وكييف لا تزالان متباعدتين بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وأشار كيلوغ إلى أن الولايات المتحدة ستشارك في المحادثات، بل إن ممثلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيشاركون أيضا على الرغم من أنه لم يتضح على أي مستوى ستكون الولايات المتحدة ممثلة.

وورد في أمر تنفيذي أصدره زيلينسكي أمس أن وفد أوكرانيا سيضم أيضا نائب وزير الخارجية، بالإضافة إلى عدة مسؤولين عسكريين ومسؤولي مخابرات.

وأظهرت نسخة من الوثيقة التي اطلعت عليها رويترز أن المفاوضين الأوكرانيين سيقدمون في إسطنبول للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى حل سلمي دائم.

ووفقا للوثيقة فإن كييف تهدف إلى عدم وجود أي قيود على القوة العسكرية الأوكرانية بعد إبرام اتفاق سلام، وعدم وجود أي اعتراف دولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها قوات موسكو، وكذلك تقديم تعويضات لأوكرانيا.

وأضافت الوثيقة أن الموقع الحالي لخط المواجهة سيكون نقطة البداية للمفاوضات حول الأراضي.

مقالات مشابهة

  • موسكو وكييف تعقدان محادثات حول السلام وسط استمرار التصعيد
  • احتراق جماعي للقاذفات.. أوكرانيا تنفذ هجومًا واسع النطاق يستهدف 4 قواعد جوية روسية
  • تفاصيل لأول مرة.. الجيش الهندي يقر بسقوط طائرات بقتال باكستان
  • الهند تقر بخسارة مقاتلات في مواجهتها الأخيرة مع باكستان
  • الهند تقر لأول مرة بسقوط طائرات حربية خلال المواجهة الأخيرة مع باكستان
  • ترامب يؤكد إجراء مباحثات تجارية مع باكستان خلال أيام
  • الهند تعترف بخسارتها طائرات مقاتلة في مواجهتها الأخيرة مع باكستان
  • لأول مرة.. الهند تعترف بخسارة مقاتلات في اشتباكات مايو مع باكستان
  • رئيس الأركان الباكستاني: مخاطر التصعيد مع الهند زادت بعد المواجهة الأخيرة