«مركز المصادر الوراثية النباتية» يفك شيفرة جينات النباتات
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
نجح مركز المصادر الوراثية النباتية، الذي تديره هيئة البيئة – أبوظبي في مدينة العين، في رصد التوصيف الجيني لـ12 نوعاً من النباتات، وجمع عينات لأنواع جديدة من الفطريات التي يندر تسجيلها في الدولة.
وبيّنت سلّامة راشد المنصوري، اختصاصي حفظ النبات في المركز، الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، أن رصد التوصيف الجيني للنباتات يأتي في إطار مشروع تسلسل الجينوم الكامل للنبانات، والذي تضمن في مرحلته الأولى ستة أنواع من النباتات المحلية، وتتمثل في نوع من أشجار المانغروف المقاومة للملوحة، ويُعرف باسم المانغروف الرمادي، والنخيل القزم، وشجيرة نادرة تنمو في الجبال الصحراوية معروفة باسم Acridocarpus orientalis، ونوع من الأعشاب البحرية ذات الأوراق الضيقة معروفة باسم Halodule uninervis، إضافة إلى شجرة الغاف المعروفة بتحملها للجفاف، وشجرة السرح وهي نوع محلي من الأشجار التي لها أهمية بيئية.
فيما استهدفت المرحلة الثانية من المشروع ستة أنواع، وفقاً لسلامة المنصوري، التي بينت أنها اشتملت على نبات العرفج المعروف بأهميته في دعم التنوع البيولوجي الصحراوي من خلال توفير المأوى والعلف للحيوانات المحلية، ومساهمته في تثبيت التربة، وتنظيم المناخ المحلي في البيئات القاسية.
كما شملت المجموعة الجديدة شجرة معروفة باسم Orchradenus arabicus وهي شجيرة مقاومة للملوحة تنمو في البيئات الصخرية والمالحة، وتسهم في تغطية الغطاء النباتي في الأراضي الهامشية، وتدعم الملقحات وصحة التربة، وتُستخدم غالباً في مشاريع الاستصلاح نظراً لقدرتها على التحمل في البيئات المتدهورة.
كما استهدف المشروع نوعاً من الأعشاب البحرية معروفاً باسم Halophila stipulacea ويفيد في تثبيت الرواسب، ويحسّن جودة المياه، ويوفّر موائل للأسماك الصغيرة واللافقاريات، ويعتبر مؤشراً على صحة النظم الساحلية والبحرية.
وعن أهمية مشروع الجينوم، بيّنت المنصوري أن المشروع يفيد في فك شيفرة الصفات الجينية، التي تمكّن النباتات من البقاء في البيئات القاسية كالصحارى والسواحل المالحة، إلى جانب دعم برامج إعادة التأهيل والتشجير، وتحديد التجمعات النباتية المقاومة للتكاثر المستقبلي، وتعزيز مراقبة التنوع البيولوجي واستراتيجيات التكيف مع المناخ.
وفيما يخص أبرز إنجازات مركز المصادر الوراثية النباتية، منذ افتتاحه مارس العام الماضي، فقد نجح المركز حتى الآن في حفظ أكثر من 580 عينة بذور تمثل 130 نوعاً من النباتات المحلية.
وساهم المركز حتى الآن في حفظ 4 آلاف عينة ضمن المعشبة، التي تضم 705 أنواع من 411 جنساً و102 عائلة نباتية، بالإضافة إلى 3,000 عينة رقمية. كما تم حفظ أكثر من 100 عينة نباتية، تمثل 80 نوعاً مختلفاً ضمن التجميد العميق لضمان صونها طويل الأمد.
وفيما يخص التصنيف الرقمي والتوثيق عالي الدقة، أوضحت المنصوري أن مركز المصادر الوراثية النباتية استخدم أكثر من 3000 صورة عالية الدقة للمعشبة، وتم إنشاء تصوير ثلاثي الأبعاد وبالذكاء الاصطناعي لتعزيز دقة تحديد أنواع النباتات، كما نجح المركز في إنشاء أول مجموعة لفطريات دولة الإمارات، ومن خلالها تم جمع سجلات جديدة ومحلية للفطريات.
ويمتدّ مركز المصادر الوراثية النباتية على مساحة تزيد على 20,000 متر مربع مع مرافق تخزين متقدمة، تتسع لأكثر من 20,000 عينة بذرية، حيث يسعى مركز المصادر الوراثية إلى حفظ ما يزيد على 600 نوع من النباتات البرية، وصون بذور وأجزاء نباتية من جميع أنواع النباتات والأصول البرية للمحاصيل الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات.
محطات
وتضمنت الجولة الإعلامية التعرف على جميع المحطات، التي تمر بها عملية جمع وتخزين البذور، وشملت مختبر تجهيز البذور وفحصها، وهو المحطة الأولى لوصول العينات من النباتات البرية والبذور من خارج المركز، ويجري فيه عدد من الفحوص المختلفة للبذور، للتأكد من حيويتها وصلاحيتها للتخزين والاستخدام في عمليات الإكثار والزراعة. والمختبر مجهّز بـ8 من أحدث الأجهزة في العالم لإتمام العمليات المطلوبة. ويضم المركز مختبر التصنيف والمسح الضوئي لعينات النباتات البرية، الذي يهدف إلى ضمان التصنيف العلمي الدقيق للنباتات، وتوثيقها بشكل عينات مجفّفة، وكذلك كعينات رقمية إلكترونية وتضمينها في قاعدة البيانات الخاصة بالهيئة، لتمكين الباحثين محلياً وعالمياً من الاطلاع على تلك العينات واستخدامها في أبحاثهم، حيث تضم المعشبة حالياً أكثر من 4000 عينة جافة و3000 عينة رقمية.
غرف تبريد
يحتوي المركز على غرف تبريد، وتجهيزات للحفظ في النيتروجين بدرجات حرارة تنخفض إلى -196 مئوية، ما يضمن حفظ العينات لفترات طويلة الأمد تصل إلى أكثر من 100 عام.
ويشتمل المركز على مختبر التوصيف الجيني للنباتات البرية المجهز بأحدث الأجهزة في العالم لدراسة الجينوم للنباتات البرية المحلية، بهدف ضمان صونها ودراسة خصائصها، واستخدامها في مشاريع صون الموائل وإعادة تأهيلها، ورفع إنتاجية الغطاء النباتي، ومكافحة آثار تغير المناخ، وتحديد الأشكال المختلفة للنوع نفسه.
وشملت الجولة، زيارة للبيت الزجاجي الذي يمثل 5 موائل طبيعية أساسية في دولة الإمارات العربية المتحدة (الموائل الساحلية- الصفائح الرملية- الكثبان الرملية- الأودية- الجبال)، حيث زُرع فيه أكثر من 64 نوعاً نباتياً محلياً مميزاً لهذه البيئات، ليوفّر للزائر تجربة تعليمية وتثقيفية غنية.
ويستخدم البيت الزجاجي أيضاً في إكثار بعض الأنواع النباتية خارج المواسم الزراعية، لأنه يوفّر ظروفاً مناسبة للإنبات والنمو، ويُتحكم فيه بدرجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، مع تضمنه أنواعاً مختلفة من التربة لإيجاد الأجواء المثالية لنمو النباتات لفترات طويلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة البيئة العين النباتات الموارد الوراثية الفطريات الجينات مرکز المصادر الوراثیة النباتیة من النباتات فی البیئات أکثر من
إقرأ أيضاً:
«وقاية النباتات» ينظم برنامج تدريبي لدعم توطين صناعة الحرير
نظم معهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، برنامجا تدريبيا، بعنوان: «مشروع الحرير: تنمية مستدامة بأيدي مصرية»، بالمقر الرئيس للمعهد بالدقي، كخطوة عملية ضمن المبادرة الوطنية لتوطين صناعة الحرير في مصر.
وقال الدكتور أحمد عبد المجيد مدير المعهد، أن ذلك يأتي في ضوء رؤية القيادة السياسية بتوطين صناعة الحرير الطبيعي، وتنفيذا لتوجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بوضع خطة للنهوض بصناعة الحرير في مصر، لدعم التنمية الريفية وخلق فرص عمل مستدامة، وتعليمات الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بضرورة استثمار القدرات البحثية والفنية في دعم هذه المبادرة.
من جانبه أكد الدكتور أحمد عبد المجيد مدير معهد بحوث وقاية النباتات، مواصلة معهد بحوث وقاية النباتات، أداء دوره الحيوي كجهة علمية وفنية فاعلة في دعم مبادرة توطين صناعة الحرير من خلال تنظيم البرامج التدريبية، والمشاركة في إعداد الدراسات الفنية والبيئية، وتقديم حلول علمية للمشكلات التي تواجه تربية ديدان الحرير، بما يضمن إنتاجًا عالي الجودة يُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحرير الطبيعي، وذلك استجابةً لتكليفات القيادة السياسية وحرص الدولة على تعزيز هذه الصناعة الحيوية، وخلق فرص عمل مستدامة و تأهيل الكوادر الفنية للمشاركة في هذه المبادرة، بما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز مكانة مصر في قطاع إنتاج الحرير الطبيعي.
وأشار الدكتور طارق عفيفي وكيل المعهد للإرشاد و التدريب، إلى أن البرنامج يهدف إلى تحسين البيئة الإنتاجية لأشجار التوت وتربية ديدان الحرير، من خلال التدريب على اقتصاديات إنتاج الحرير، زراعة وإكثار التوت، تربية ديدان الحرير التوتية، ومراحل إنتاج الشرانق، إلى جانب التعريف بالأمراض التي تصيب دودة القز وطرق المكافحة الحيوية، وانتهاءً بأساليب حل الشرانق واستخلاص الحرير الخام.
قام بالتدريب أساتذة وباحثون من قسم بحوث الحرير تحت إشراف الدكتور محمود سعد رئيس القسم، كما شهد التدريب مشاركة واسعة من الباحثين وشباب الخريجين والمهندسين الزراعيين والمهتمين بمجال تربية دودة الحرير التوتية.
والجدير بالذكر أن معهد بحوث وقاية النباتات، يعد أحد الركائز الفنية لهذا المشروع القومي، ببناء الكوادر المؤهلة التي تمتلك الخبرة العلمية، ومواكبةً لخطة الدولة لتوطين صناعة الحرير الطبيعي وتحقيق التنمية الريفية المستدامة.
اقرأ أيضاًوزارة الزراعة تستضيف تدريبًا مكثفًا لـ طلاب الجامعات المصرية
الزراعة: صرف 12 مليون شيكارة سماد مدعم لـ المزارعين ضمن منظومة كارت الفلاح
«الزراعة» تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة في الجيزة