الجديد برس| في عام 2018، أصدرت السلطة القضائية في إنجلترا وويلز حكما بالسجن لمدة عامين على كين جامبل البالغ من العمر 18 ربيعا، والتهمة هي تنظيم مجموعة من الهجمات السيبرانية التي أدت إلى اختراق حسابات مجموعة من الشخصيات الحساسة والبارزة في الحكومة الأميركية، ومن بينهم، جون برينان رئيس المخابرات الأميركية آنذاك وزوجته، فضلا عن مارك جوليانو نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وأعضاء أسرته بالكامل.
ولكن، الاختراق الذي قام به جامبل لم يكن اختراقا عاديا يعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كان هجمة سيبرانية منظمة ومكونة من عدة قطع متحركة، انتهت باختراق حسابات مجموعة متنوعة من كبار الموظفين في الولايات المتحدة، فضلا عن الوصول إلى منازلهم واختراق شبكاتها وأجهزة التلفاز الخاصة بها لعرض رسائل استفزازية. يصف كين جامبل ما قام به بأنه أكبر اختراق على الإطلاق، ويؤكد في سجلات المحكمة الرسمية بأنه كان سعيدا بسبب نشوة التحدي والمغامرة التي كان يخوضها، فكيف تمكن من القيام بذلك؟ الاختراق الذي نفذه جامبل لم يكن اختراقا عاديا يعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كان هجمة سيبرانية منظمة (شترستوك)
أكثر من مجرد اختراق هجمات جامبل السيبرانية لم تكن هجمات معتادة تعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كانت هجمات منظمة ترتقي إلى مستوى المنظمات العالمية، إذ استطاع تقليد وخداع موظفي خدمة العملاء في كبرى الشركات الأميركية مثل “كومكاست” (Comcast) و”فيريزون” (Verizon) ثم إقناعهم بتسريب بيانات سرية ومهمة عن ضحاياه. ورغم أن جامبل كان هو الوجه الإعلامي للاختراق والمجرم الرئيسي الذي تم الحكم عليه، إلا أنه لم يكن وحيدا، إذ أسس في بداية فترة نشاطه عبر الإنترنت مجموعة من المخترقين أطلق عليها “كراكا وذ آتيتود” (Cracka with Attitude) واختصارا “سي دبليو إيه” (CWA)، ومن ضمن النشطاء في هذه المجموعة كان “ديفولت” (Default)، وهو قرصان مراهق آخر تأثر كثيرا برحلة سنودن واستغل قدراته لتوصيل رسائل سياسية في المقام الأول. هجمات جامبل و”ديفولت” لم تكن مجرد هجمات سيبرانية من أجل الاختراق فقط أو الابتزاز، بل امتدت إلى استفزاز الضحايا خاصة من الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، إذ نشر جامبل عبر حسابه في “تويتر” آنذاك متحديا وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” (CIA) قائلا إنه وصل إلى كل شيء تملكه الوكالة وطالبا منهم رفع درجة التحدي، كما اختراق أجهزة التلفاز الخاصة بكل ضحاياه تاركا رسالة استفزازية عليها. كما ترك رسائل صوتية عديدة لزوجة وزير الأمن الداخلي، جيه جونسون مستفزا إياها، فضلا عن تغيير كلمات المرور لحسابات أسرة مارك جوليانو وإزعاجهم بمئات المكالمات المستمرة حتى تم وضعهم تحت حماية الشرطة. وتجدر الإشارة إلى أن جامبل سرب بعض المعلومات التي وصل إليها عبر مواقع التسريبات الشهيرة والمعروفة مثل “ويكي ليكس” (Wikileaks) وغيرها، وهو الأمر الذي دفع القضاء لرفع حدة التهم الموجهة إليه لتصبح اختراق الحياة الخصوصية وترويع المواطنين. الحكم النهائي ارتكب جامبل هذه الجرائم عندما كان يبلغ من العمر 15 و16 عاما، ورغم صغر سنه، إلا أن هجماته كانت مدفوعة بنوايا سياسية، إذ ذكر في كافة هجماته تعليقات تطلب تحرير فلسطين وإيقاف العمليات الإرهابية فيها، إلى جانب التعرض لقضايا أخرى مختلفة ومتنوعة. ولكن بسبب صغر سن جامبل، تمكن المحامي الخاص به وليام هارباغ من إقناع المحكمة بأنه لم يكن يدرك عواقب ما يقوم به، فبالنسبة له، كان الأمر كله عبارة عن لعبة ماتعة يخوض غمارها مع أصدقائه في محاولة منهم لجذب الانتباه. لذا حصل على حكم مخفف بقضاء عامين في سجن الأطفال، وهو الحكم الذي انتهى في أغسطس/آب 2020، ثم عاود كين جامبل مجددا الاتصال بالإنترنت، في محاولة منه للحاق بما فاته، ولكن هذه المرة، دخل عالم الأمن السيبراني وأصبح أحد مدافعيه بدلا من أن يكون قرصانا يتربص بالضحايا.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية:
لم یکن
بل کان
إقرأ أيضاً:
اختراق جديد يهز تطبيق المواعدة الشهير Tea ويكشف بيانات حساسة
شهد تطبيق المواعدة Tea المخصص لتعزيز أمان النساء في تبادل المعلومات حول شركائهن السابقين اختراقا أمنيا خطيرا الأسبوع الماضي، كشف عن نحو 72 ألف صورة حساسة.
تطبيق المواعدة Tea يواجه اختراقا جديدا يعرض بيانات
حساسة لمئات الآلاف من المستخدمين
شملت الاختراق الوصول إلى صور سيلفي وبطاقات هوية استخدمت في توثيق الحسابات، إلى جانب صور من المنشورات والرسائل الخاصة، ووفقا للتقارير، تم تسريب هذه البيانات الشخصية على منتدى “4chan”.

إيلون ماسك يخطط لإعادة إطلاق تطبيق Vine بلمسة ذكاء اصطناعي

تحذير أمني جديد.. 5 تطبيقات صينية شهيرة تتهدد خصوصيتك
وفي تطور مقلق جديد، كشفت منصة 404 Media عن ثغرة أمنية ثانية في التطبيق أدت إلى تسريب المزيد من بيانات المستخدمين، مما دفع الشركة إلى تعطيل ميزة الرسائل الخاصة بشكل مؤقت بعد ظهر يوم الثلاثاء.
المحقق الأمني المستقل كاسرا راجيردي أبلغ 404 Media بأن البيانات المسربة شملت محادثات حساسة بين المستخدمين، تضمنت أرقام هواتف، ونقاشات حول حالات إجهاض، وعلاقات غير شرعية، ما يشير إلى عمق المعلومات الشخصية المعرضة للخطر.
وكان تطبيق Tea قد أصدر بيانا الأسبوع الماضي عقب الاختراق الأول، مشيرا إلى أن الحادث اقتصر على المستخدمين الذين سجلوا قبل فبراير 2024.
إلا أن راجيردي كشف أن الرسائل المتسربة تعود إلى أوائل عام 2023 وحتى الأسبوع الماضي، وقدر عددها بأكثر من 1.1 مليون رسالة.
وردا على هذه الانكشافات، أعلنت Tea عبر حسابها الرسمي على إنستجرام أنها قامت بإيقاف نظام الرسائل المتأثر احترازيا، في خطوة تهدف للحد من تداعيات الحادث الأمني الثاني.
ورغم حداثة انطلاق التطبيق في عام 2023، فقد حقق انتشارا واسعا، حيث يحتل حاليا المرتبة الثانية في قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلا على متجر App Store.
وتشير تقديرات شركة Sensor Tower إلى أن عدد مستخدميه النشطين شهريا يبلغ نحو 2 مليون مستخدم حتى نهاية هذا الشهر.
هذا الحادث يثير تساؤلات خطيرة حول مدى جاهزية التطبيقات الاجتماعية الجديدة للتعامل مع التحديات الأمنية، خصوصا عندما يكون المحتوى حساسا بطبيعته.

طباعة شارك تطبيق Tea اختراق ثغرة أمنية البيانات المسربة