علاقة الاستبداد بالتكنولوجيا.. ماذا كشف خاشقجي قبل مقتله عن السعودية؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
تتصاعد التساؤلات حول التوازن بين التطور التكنولوجي والحقوق الإنسانية، في ظل التحولات السريعة التي تشهدها السعودية، التي تحاول بناء مستقبل رقمي متقدم بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وسلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على الرؤية التي قدّمها الصحفي الراحل جمال خاشقجي، والتي كشفت عن التناقضات العميقة بين الطموحات التقنية والسياسات القمعية التي لا تزال تفرضها السلطات.
وأكدت الصحيفة في تحقيق موسع أن الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي كان قد أشار في كتاباته وتحليلاته إلى الجوانب المظلمة لمساعي السعودية نحو التحديث التكنولوجي، حيث أظهرت المملكة صورة متناقضة تجمع بين التقدم التقني والقمع السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن خاشقجي، منذ انضمامه كمساهم في الصحيفة عام 2017، كان يحذر من الأوهام التي يروج لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي يسعى إلى بناء مملكة حديثة تقنيًا عبر مشاريع ضخمة مثل مدينة "نيوم" الذكية، والروبوتات، والاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، في الوقت نفسه، أظهرت المملكة قمعًا متصاعدًا للمعارضة، واعتقالات واسعة بحق نشطاء وصحفيين، بالإضافة إلى حملة قمع خاصة ضد النساء المعبرات عن آرائهن.
ونقلت الصحيفة عن مقال خاشقجي الذي نُشر في تشرين الأول / أكتوبر 2017 تحت عنوان "ولي العهد السعودي يريد سحق المتطرفين. لكنه يعاقب الأشخاص الخطأ"، حيث أكد خاشقجي في مقاله على التناقض العميق بين صورة السعودية الحديثة التي يسعى محمد بن سلمان لعرضها عالميًا وبين الواقع المظلم الذي يعيش فيه السعوديون، مشيرًا إلى منح الجنسية لروبوت غربي الشكل بينما يتم إسكات المواطنين، وسأل خاشقجي: "هل يمكننا حقًا وصف هذه المملكة بأنها حديثة، في ظل هذا القمع المستمر؟".
وأوضحت واشنطن بوست أن خاشقجي كان يلفت الانتباه إلى أن المملكة ليست كما تبدو، وأن نسبة كبيرة من سكانها تعيش في فقر، وتعتمد على الدعم الحكومي، رغم ثراء الدولة الظاهر. ولفتت إلى أن خاشقجي كان يرى أن التكنولوجيا وحدها لا يمكن أن تحل مشاكل الفقر والقمع.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل خاشقجي عام 2018 شكل نقطة تحوّل في تعامل الغرب مع السعودية، حيث تراجع التعاون الدولي مع المملكة لفترة مؤقتة بسبب الانتهاكات الحقوقية، لكن الدعم الاقتصادي والسياسي عاد لاحقًا، حيث استقبلت السعودية مجددًا كبار رجال الأعمال والقادة الأمريكيين، خاصة خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب التي كرّس فيها محمد بن سلمان مكانة السعودية كمركز عالمي للاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأكدت واشنطن بوست أن هذا المشهد السعودي يمثل جزءًا من واقع عالمي أوسع يتسم بتراجع الديمقراطية وتزايد القمع في الوقت الذي يشهد فيه العالم تسارعًا هائلًا في التطور التكنولوجي، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التكنولوجيا على حرية التعبير وحقوق الإنسان.
ونقلت الصحيفة تحذيرات خبراء وتقارير متعددة تؤكد استغلال شركات التكنولوجيا للعمال بأجور زهيدة، وتجاهلها لقضايا العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى محو مساهمات النساء والأقليات في الأرشيف الرقمي، ما يعكس تحديات كبيرة تواجه البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي.
واختتمت واشنطن بوست تقريرها بالتأكيد على أن جمال خاشقجي كان قد أدرك مبكرًا أن الاعتماد على التكنولوجيا وحدها، دون معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات، وترك البشرية في مواجهة مستقبل لا يقدر الإنسان كما يجب، محذرًا من أن مستقبل التكنولوجيا قد يصبح أداة للقمع بدلاً من التحرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية السعودية محمد بن سلمان خاشقجي التكنولوجيا السعودية التكنولوجيا محمد بن سلمان خاشقجي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محمد بن سلمان واشنطن بوست خاشقجی کان إلى أن
إقرأ أيضاً:
“هذه أسماؤهم”.. واشنطن بوست توثق أسماء أكثر من 18,500 طفل استُشهدوا في غزة
#سواليف
في تحقيق موسّع نشرته صحيفة #واشنطن_بوست، وثقت خلاله #أسماء و #أعمار ومعلومات شخصية عن أكثر من 18,500 #طفل #فلسطيني استشهدوا في قطاع #غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضمن #حصيلة إجمالية تجاوزت 60,000 شهيد بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، شكل #الأطفال نحو 31% من مجمل الشهداء.
التقرير الذي حمل عنوان “هذه أسماؤهم”، استعرض قائمة بأسماء الشهداء الأطفال – من الرُضّع حتى سنّ المراهقة – بعضهم لم يتجاوز يومه السبعين، وآخرون استُشهدوا بينما كانوا يلعبون، أو في أحضان عائلاتهم، أو ينتظرون شربة ماء أو قطعة خبز.
من بين الأطفال الشهداء الذين وردت أسماؤهم في التقرير:
مقالات ذات صلة التجويع المستمر يقتل 159 فلسطينيًا في غزة 2025/07/31 أيلول قاعود (7 سنوات)، وصفتها عمتها بأنها "أجمل طفلة عرفتها في حياتي، كانت ترفض شراء أي شيء إذا علمت أن أطفالًا آخرين لا يستطيعون الأكل". هند رجب (6 سنوات)، استُشهدت داخل مركبة استُهدفت بالرصاص، بعد ساعات من مناشدتها لفرق الإنقاذ وهي محاصرة بين جثامين أفراد عائلتها. ساند أبو الشعر (70 يومًا)، استُشهد مع شقيقيه عبد (8 سنوات) وطارق (5 سنوات) في غارة جوية في سبتمبر. كنان نصار (9 سنوات)، كان يحب الرياضيات ويطمح لأن يصبح رجل أعمال، واغتيل خلال قصف على مخيم البريج.وتضمن التقرير شهادات مؤلمة من ذوي الأطفال، توثق لحظات الاستشهاد والوداع، وتُظهر حجم الفقد والوجع الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن أكثر من 900 طفل استُشهدوا قبل أن يبلغوا عامهم الأول، فيما استشهد بعضهم داخل أسِرّتهم أو أثناء اللعب أو في طوابير انتظار المساعدات.
كما نقل التحقيق عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” قولها إن غزة باتت أخطر مكان في العالم على الأطفال، مؤكدة أن معدل قتل الأطفال في الحرب الأخيرة تجاوز طفلًا واحدًا في الساعة. وأشارت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1000 فلسطيني استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
واستعرض التحقيق أيضًا شهادات أطباء ومُسعفين، بينهم الجراح الأميركي سامر عطار، الذي وصف ما شاهده في مستشفيات غزة بأنه “لا يُنسى ولا يُحتمل”، حيث نقل مشاهد لأطفال بأجساد محترقة أو رؤوس ممزقة وأطراف مبتورة، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع المحاصر.
واختتمت الصحيفة تحقيقها بالتأكيد أن القائمة المنشورة لا تمثل سوى أقل من 1% من الأطفال الذين قُتلوا، لكنها محاولة لكسر الصمت عن مأساة تُرتكب بحق الطفولة في فلسطين المحتلة، موضحة أن بيانات وزارة الصحة الفلسطينية تُعد “من بين أكثر سجلات الضحايا دقة وشفافية في النزاعات المسلحة المعاصرة”، وفقًا لخبراء دوليين.
يُذكر أن الاحتلال يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربًا بعرض الحائط النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أميركي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين.