صدى البلد:
2025-06-06@01:04:25 GMT

خطر كوني.. فيروسات قادمة من الفضاء| ما القصة؟

تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT

مع تزايد المهمات الفضائية وتوسع نطاق استكشاف الكون، عاد سؤال طالما اعتُبر خياليا إلى الواجهة العلمية هل يمكن أن يحمل الفضاء فيروسات قادرة على إصابة البشر؟.

حين غادرت "بيكر" و"آبل" الأرض.. أول رحلة ناجحة لقردين في الفضاء قبل 60 عامًاحرب النجوم| صراع نووي في الفضاء.. كوريا الشمالية تُحذّر من "القبة الذهبية" الأمريكيةهل تهددنا فيروسات قادمة من الفضاء؟ 

ورغم عدم وجود أي دليل مباشر حتى الآن على وجود حياة ميكروبية أو فيروسية خارج الأرض، إلا أن أبحاث علمية حديثة بدأت تتعامل مع هذه الفرضية بجدية متزايدة، مدفوعة بمنطق علمي يشير إلى أن البيئة الفضائية لا تُستبعد تماما كمصدر محتمل لكائنات دقيقة قادرة على النجاة في أقسى الظروف.

فرضيات علمية و سيناريوهات محتملة

دراسة نُشرت عام 2022 في قاعدة بيانات PubMed Central تحت عنوان "علم الفيروسات الفلكي: الفيروسات في علم الأحياء الفلكي"، تؤكد أن الفيروسات، رغم بساطتها، تمتلك قدرة مدهشة على البقاء في ظروف قاسية كالحرارة المرتفعة، الإشعاع، والجفاف، ما يرشحها للبقاء على قيد الحياة خلال انتقالها بين الأجرام السماوية.

 وتُعد هذه الخصائص حجر الأساس لفرضية علمية تُعرف بـ"Virolithopanspermia"، أو انتقال الفيروسات عبر الصخور الفضائية، حيث يُعتقد أن الفيروسات قد تنتقل عبر النيازك مختبئة داخل شقوقها الصخرية.

وفي السياق ذاته، استعرضت مجلة علم الأحياء الفلكي والتواصل العلمي سيناريو يفترض فيه أن الفيروسات قادرة على النجاة من صدمة الإطلاق من كوكب ما، والصقيع القارس في الفضاء، والهبوط على كوكب آخر، وهي ظروف سبق أن أثبتت كائنات دقيقة أرضية قدرتها على تحملها في تجارب مخبرية.

تهديد لجهاز المناعة البشري

وفي تطور مقلق، أشارت ورقة بحثية نشرت عام 2024 على موقع SciTech Daily إلى أن جهاز المناعة البشري، الذي تطور لمواجهة مسببات الأمراض المعروفة على الأرض، قد لا يكون مؤهل للتعامل مع أي كائنات ميكروبية فضائية محتملة.

ويعني ذلك أن الفيروسات الفضائية، إن وُجدت، قد تتجاوز الدفاعات المناعية للإنسان بسهولة، لأنها ببساطة خارج نطاق التعرف المناعي التقليدي.

بروتوكولات لحماية الأرض والفضاء

استعدادا لهذه الاحتمالات، تضع وكالات الفضاء الكبرى، وعلى رأسها "ناسا"، هذا الخطر المحتمل في حسبانها، فقد طُورت بروتوكولات صارمة ضمن إطار "حماية الكواكب"، تشمل تعقيم المركبات الفضائية، وعزل العينات العائدة من الفضاء في بيئات معقمة، ومراقبتها لفترات طويلة قبل التعامل معها خارج المختبرات.

 وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية الأرض من ملوثات فضائية محتملة، وأيضا إلى منع نقل ميكروبات أرضية إلى بيئات قد تحتوي على حياة أصلية.

دروس من الماضي المتجمد

ولتقريب الصورة، يمكن الاستفادة من دراسات تناولت فيروسات قديمة اكتشفت داخل الجليد الدائم في سيبيريا، بعضها نشط رغم مضي عشرات الآلاف من السنين على تجمده.

 هذه النتائج، التي أوردتها صحيفة ذا جارديان مطلع 2024، تقدم نموذجا واقعيا لكيفية تصرف فيروسات غير مألوفة بيولوجيا، حتى وإن كانت من أصل أرضي.

استباق الخطر بالعلم

ورغم أن احتمال وجود فيروسات فضائية معدية لا يزال في نطاق الفرضيات العلمية، يرى باحثون أن التعامل مع هذا الخطر المحتمل يجب أن يتم وفق مبدأ "الوقاية خير من العلاج". 

كما يقترح الخبراء  إنشاء قنوات تنسيق مع الجهات المعنية بالسلامة البيولوجية، كوزارات الصحة والدفاع، تحسبا لأي سيناريو غير متوقع، بما يضمن جهوزية علمية ولوجستية أمام خطر قد لا يكون خيالياً تمامًا في المستقبل القريب.

طباعة شارك فيروسات فيروسات قادمة من الفضاء علم الفيروسات الفلكي علم الأحياء الفلكي الصخور الفضائية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فيروسات الصخور الفضائية أن الفیروسات من الفضاء

إقرأ أيضاً:

سباق القرن في الفضاء بين الصين والولايات المتحدة.. وأوروبا خارج المعادلة

سلط تقرير لموقع "أويل برايس" الأمريكي، الضوء على النمو المتسارع لاقتصاد الفضاء، مع توقّع تجاوز قيمته التريليونات بحلول عام 2035.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن صناعة الفضاء تُعد اليوم من أكثر القطاعات التي يُستهان بقيمتها، خصوصًا في أوروبا، في وقت تُحرز فيه الولايات المتحدة والصين تقدمًا كبيرًا.

وقد أدّت الشركات الخاصة دورًا محوريًا في خفض تكاليف الإطلاق وتعزيز الابتكار في مجال استكشاف الفضاء. ويعتمد مستقبل هذا القطاع بدرجة كبيرة على تقليص العوائق البيروقراطية ومنح القطاع الخاص مزيدا من الحرية للنمو والتوسع.

وذكر الموقع أن صناعة الفضاء تُعد من أكثر الصناعات المُهمَلة عالميًا، وتحديدًا في أوروبا التي تخلّفت بشكل كبير عن الولايات المتحدة والصين. فقد نفّذت الولايات المتحدة 153 عملية إطلاق فضائي العام الماضي، مقابل 68 عملية للصين، وثلاث فقط لأوروبا.



وأشار الموقع إلى ما كتبه الروائي المتخصص في الخيال العلمي آرثر تشارلز كلارك، سنة 1977: "إن تأثير الأقمار الصناعية على البشرية جمعاء سيضاهي على الأقل تأثير اختراع الهاتف فيما يُعرف بالمجتمعات المتقدمة"، وقد كان على حق. فبفضل مجموعاتٍ ضخمة من الأقمار الصناعية، مثل "ستارلينك"، و"تشيانفان"، و"كويبر"، و"سات نت"، سيصبح ثلث سكان العالم غير المتصلين بالإنترنت حاليًا موصولين قريبًا، ما سيؤدي إلى تحولات اقتصادية واسعة.

ووصفت قناة "سي إن بي سي" قطاع الفضاء بأنه "الصناعة التريليونية المقبلة في وول ستريت".

وبحسب دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي نُشرت في أبريل/ نيسان 2024، من المتوقع أن تبلغ قيمة اقتصاد الفضاء 1.8 تريليون دولار بحلول سنة 2035. كما تتوقع شركة "مورغان ستانلي" أن يُنتج هذا القطاع أول تريليونير في العالم.



وبعد رحلات الهبوط على القمر في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، شهد برنامج الرحلات الفضائية المأهولة في الولايات المتحدة تباطؤًا شبه تام بسبب التدخلات السياسية المتكررة؛ إذ غالبًا ما كان كل رئيس جديد يضع أولويات مغايرة، وكانت العقود تُمنح أو تُلغى لأسباب سياسية بحتة.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج مكوك الفضاء التابع لناسا لم يلبِّ التطلعات، وعلى الرغم من الاستثمارات الضخمة في محطة الفضاء الدولية، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى فاعلية تلك النفقات.

كما أن تكلفة الإطلاق، أي تكلفة إرسال كيلوغرام واحد إلى الفضاء، بقيت شبه ثابتة لأكثر من أربعة عقود.

وبيّن الموقع أن الشركات الخاصة كانت صاحبة الاختراق الحاسم في هذا المجال، إذ تمكنت من خفض تكاليف الإطلاق بنحو 80 بالمئة، وهذه ليست سوى البداية.

كما يثبت استكشاف الفضاء من جديد تفوّق النموذج الرأسمالي. فقد حلّ التنافس بين الولايات المتحدة والصين محل سباق الفضاء القديم بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في ستينيات القرن الماضي، غير أنّ الفرق الجوهري يكمن في أن السباق الأول كانت تقوده الحكومات بالكامل.

وتابع التقرير، "صحيح أن شركات خاصة شاركت في تصنيع صواريخ برنامج "أبولو"، لكنها خضعت لإرشادات صارمة وضيقة من وكالة ناسا، التي كانت تُحدّد بدقة كيفية بناء الصواريخ، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف نتيجة الالتزام الحرفي بهذه التعليمات. ومع نظام العقود القائمة على التكاليف المُضافة، لم يكن لدى تلك الشركات أي حافز لتقليل النفقات، بل كانت تُكافأ على زيادتها".

وأشار الموقع إلى أن العلاقة بين "ناسا" والشركات الخاصة شهدت تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة. فقد أصرّ إيلون ماسك على العمل بنظام الأسعار الثابتة، وبدلًا من أن تُملِي "ناسا" على شركة "سبيس إكس" ما يجب تصنيعه، باتت تحدد نوعية الخدمات التي ترغب في شرائها فحسب، والنتيجة: من أصل 261 مهمة فضائية حول العالم في سنة 2024، نفذت "سبيس إكس" وحدها 134 عملية إطلاق. ولو اعتُبرت "سبيس إكس" دولة، لتفوقت بفارق كبير على الصين، ثاني أكبر دولة من حيث عدد الإطلاقات (68 عملية).

وأوضح التقرير، أنه بالرغم من هذا التقدم، لا تزال الرحلات الفضائية الخاصة تُواجه عوائق تنظيمية وتدخلات حكومية، خاصة في أوروبا، وأيضًا في الولايات المتحدة. ويُرجَّح أن أحد دوافع دخول إيلون ماسك عالم السياسة هو رغبته في تخليص شركات الفضاء الخاصة من الأعباء البيروقراطية المتزايدة في أمريكا.

وخلص الموقع إلى أن حسم سباق الفضاء الجديد بين الصين والولايات المتحدة سيتوقف بدرجة كبيرة على مدى الحرية التي يمنحها كل بلد لنمو قطاع الفضاء الخاص، وفي حين تتقدم الولايات المتحدة حاليًا بفارق مريح، من الخطأ التقليل من شأن ما تحققه الصين، التي بدأت بدورها تقليص اعتمادها على القطاع العام وتوسيع المجال أمام الشركات الخاصة.

مقالات مشابهة

  • سباق القرن في الفضاء بين الصين والولايات المتحدة.. وأوروبا خارج المعادلة
  • وفاة مارك جارنو أول كندي يسافر إلى الفضاء ووزير الخارجية سابقا
  • رحلات العيد تحت رحمة الفيروسات! تقرير صادم عن نظافة وسائل النقل
  • حجز شخصين يروجان لبيع أجهزة فك شفرات القنوات الفضائية
  • القبض على شخصين يروجان لبيع أجهزة فك شفرات القنوات الفضائية
  • روسيا.. إطلاق أكثر من 100 قمر صناعي للتحكم بالدرونات
  • وكيل «الصحة»: كورونا أصبح من الفيروسات الموسمية ولم نسجل إصابات به حتى الآن بموسم الحج
  • الداخلية تداهم محل لبيع أجهزة الريسيفر المعُدة لفك شفرات القنوات الفضائية
  • رائد فضاء روسي يقيّم فرص وصول البشر إلى المريخ