أكد الدكتور عصام عبدالخالق، استشاري علاج الآلام، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين المشكلات النفسية والجسدية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المرضى يعانون من آلام حقيقية في الجسد دون وجود سبب عضوي واضح، وتكون تلك الآلام ناتجة عن اضطرابات نفسية أو عصبية.

وقال خلال لقائه مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة صدى البلد، إن كثير من الأحيان يأتي مريض يشتكي من ألم في منطقة معينة من جسمه، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل والأشعات يتضح أن كل شيء سليم من الناحية العضوية، ورغم ذلك يستمر الشعور بالألم في هذه الحالات لا يكون المريض يتوهم أو يفتعل، بل هو يعاني بالفعل من ألم حقيقي، لكن مصدره نفسي وعصبي ناتج عن ضغوط أو اضطرابات في المشاعر.

وشدد على أهمية التاريخ المرضي في التشخيص قائلاً: "في مثل هذه الحالات، لا نعتمد فقط على التحاليل والفحوصات، بل نستمع للمريض ونحلل طبيعة حياته اليومية، هل يعاني من ضغوط في العمل؟ هل هناك مشكلات أسرية؟ فغالبًا ما تقودنا هذه الخلفيات النفسية إلى فهم أسباب الآلام الجسدية التي لا تفسير عضوي لها".

وأوضح أن الجهاز العصبي، خاصة اللاإرادي منه، مسؤول عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم مثل نبضات القلب، الهضم، وتوسيع الأوعية الدموية.

طباعة شارك الالم الزعل استشاري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الالم الزعل استشاري

إقرأ أيضاً:

حين يوقظنا الألم

في بعض مراحل الحياة تمر النفس بحالة من الغياب، كأنها تنفصل عن الواقع فلا ترى الأشياء كما هي، ولا تدرك حجم ما يحدث من حولها فتمضي الأيام وتتشابك الأخطاء وتضيع الملامح ويفقد الإنسان قدرته على التمييز بين الطريق الصحيح والمسار المجهول، عندها كل شيء يصبح معتما حتى بصيص الأمل يبهت، ويصبح الألم هو الصدمة التي توقظنا بعد طول غفلة.

حين يوقظنا الألم، نبدأ في مراجعة أنفسنا ونتأمل قراراتنا ونتساءل كيف وصلنا إلى هذا المنحدر، وكيف تساهلنا مع المقدمات حتى صارت النهايات موجعة حينها ندرك أن كثيرا مما نحن فيه لم يكن قضاء محضا بل كان نتيجة قرارات غير محسوبة، ومواقف اتخذناها في لحظات ضعف أو اندفاع أو تسرع.

أحيانا يعيش الإنسان ضغوطا متراكمة لا يشتكي ولا يتكلم لكنه في داخله يختنق ومع ذلك يبتسم ظاهرا، بينما قلبه مملوء بالتعب لكنه يتظاهر بالقوة وهو يتمنى فقط لحظة راحة أو حضنا صادقا أو كلمة طيبة تشعره بأنه ليس وحده، وحين لا يجد ذلك يزداد اختناقه حتى ينفجر من الداخل. ولنأخذ مثالا قريبا من الواقع عن شاب بدأ حياته بطموح كبير، أراد أن يثبت نفسه وأن ينجح وأن يصنع شيئا يفتخر به فاندفع بكل طاقته نحو مشروع ما، أعطاه كل ما يملك من وقت وجهد وأمل. لكنه لم يخطط جيدا ولم يطلب المشورة ولم يستند إلى من لديه خبرة، ومع الوقت اصطدم بالعقبات وانتهى به الأمر في أزمة خانقة، حينها شعر بالخذلان من نفسه وأن كل شيء انهار فجأة.

هنا يتوقف الزمن لحظة، هذه اللحظة إما أن تكون بداية انهيار كامل، أو بداية وعي جديد، ذلك الوعي الذي لا يأتي في الراحة، بل يولد من التعب ومن الخطأ فنتعلم منه، ومن السقوط كي نتقن الوقوف بعدها، لذا علينا أن نعيد التفكير ونصحح قراراتنا ونتحمّل مسؤولية ما حدث دون جلد للذات، ولكن بفهم عميق لما كان يجب أن يكون.

جميعنا نعيش ضغوطا لكننا نختلف في طريقة التعامل معها، فالبعض ينكسر والبعض الآخر يتأمل ويتغير، هنا ندرك أن الفرق لا يكون في مقدار الألم، بل في نظرتنا له، وفي إرادتنا أن نتعلم وأن نطلب النصيحة، وأن نفتح قلوبنا لمن يرشدنا، قال الله تعالى: ﴿والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم﴾ فالمشورة ليست ضعفا وإنما وعي ونضج وهي ما يعيننا على رؤية الأمور من زوايا مختلفة.

إن الحياة لا تعطينا دائما ما نريد، لكنها دائما تعطينا ما نحتاج إليه كي ننضج، فبعض التجارب تؤلمنا كي توقظ فينا شيئا نائما، هنا علينا أن نثق بالله أولا ثم بأنفسنا ثانيا، وأن نعيد رسم الطريق بتأن وهدوء كي لا نسير وحدنا، ولا نكرر الخطأ ذاته ولا نغفل طلب العلم، واستشارة أصحاب الخبرة والتخطيط السليم والتنفيذ المتقن ثم نمضي.

ليست المشكلة في أن نخطئ، فذلك طبيعي ولكن أن نصر على الخطأ أو أن نتجاهله، أو أن نلقي باللوم كله على الظروف فذلك الخطأ بعينه، ولنعلم يقينا أن التعلم لا يكون في الكتب فقط، بل في المواقف وفي الألم وعدم الاستسلام وتكرار المحاولات التي لم تنجح حتى نتخطى سقوطنا وخطأنا بنجاح. حين نراجع أنفسنا بهدوء ونفهم ما مررنا به، تصبح كل تجربة فرصة، وكل خيبة درسا، وكل خسارة بداية جديدة، وحينها ندرك أن الألم ليس النهاية، بل جرس تنبيه لما يمكن أن نكونه لو أردنا أن ننهض بوعي.

فكّر جيدا، لا تكرر ما جربته دون نتيجة، لا تخجل من التراجع إذا اكتشفت أن الطريق خاطئ. خذ وقتك وراجع نفسك وابدأ من جديد، لكن هذه المرة بعين ترى وقلب أقوى وعقل أوسع.

مقالات مشابهة

  • تحذير من استخدام شات جي بي تي في الدعم النفسي والعاطفي
  • هل يؤثر إيقاف ميسي على مفاوضات تجديد عقده مع إنتر ميامي؟
  • قبل أن ينتحر كتب لها: “أحبكِ كثيرًا”.. جريمة تهز تركيا وتكشف علاقة مأساوية
  • تدخل طبي نادر في العراق.. استخراج 24 أداة حادة من معدة شاب
  • برج الثور حظك اليوم السبت 26 يوليو 2025.. لا تتمسك كثيرًا بالروتين
  • استشاري يوضح أنواع أمراض السكري وعلاجها
  • يعاني من اضطرابات نفسية.. شاب ينهي حياة والده بالمنيا
  • حين يوقظنا الألم
  • استشاري : الضغوطات النفسية تهدد العلاقات الأسرية والاجتماعية
  • المفوضية الأوروبية: الدعم الصيني لروسيا يؤثر على أمن الاتحاد الأوروبي