وليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
اللا الكتابة عن الحرب لا تعني ذلك أننا سنكتب عن الحياة العادية، هذا شاعر فلسطيني مخادع فاحذروا طريقته الذكية في صياغة عبارته الشعرية ولا تثقوا في صوره، فهي مقلوبة، دون أدنى قدرة على اكتشاف ذلك، أما محاكمته أو مساءاته في محكمة الجمال الشعري فلن تجدوا لها من يدافع عنها سوى مشروعه الشعري الذي بدؤه ب: ( حيث لا شجر) حين أدخلنا في غابة من المعاني دون أن يضع لخطواتنا هوامش للتوضيح أو دليلا سياحيا.
يقول: في قصيدة حقيبة فشل على الكتب:
خرجت من البيت بحقيبة فشل فادح على الكتف.
درت بها في الغرفة
جلست قربي على مقعد الجامعة
حملتها في المواصلات العامة
وفي المظاهرة التي ذهبت اليها وأنا أظن ان المبادئ القديمة التي ولدت في نهاية القرن التاسع عشر،
بمقدروها أن تحرر مدنا بائسة وفلاحين.
أعرف أن هذا كله محض هراء أبيض.
كي أبرر لنفسي
رفوف النسيان التي رفضتها.
الكتابة (في حمى حرب طاحنة، تهدد فينا الهوية الوطنية والكرامة، الشخصية والعامة وحقوق الحياة الطبيعية،) عن حياتنا لعادية و عن طفولتنا ورغباتنا،عن الجنون الشخصي وتفاهتنا،عن التفاصيل التي لا تهم أحدا، هذه الكتابة تحتاج قراءة خاصة ، وقارىء مختلف، لا يبحث عن السهل والجاهز، خارج من مدرسة التطابق، قارىء يحب أن يتوه ويقفز ويهبط، لحثا وراء شظايا المعاني، هذه الكتابة هي التي تخلد وتبقى، وهي غير منسحبة من معركة البقاء، كما تبدو من قشرتها وهي أيضا ممتلئة بدلالات واحالات وعمق غير عادي، وليد الشيخ هو رائد مدرسة اللاتطابق، وهو بارع في التنويع فيها، والذهاب المستمر الى طفولته وذكرياته دون أن يسقط البلاغة والدراما ذات الرنين والرقص على الاوجاع واسنجداء دموع الكون. كتابة وليد ليست دموعية، لا تشبه كتابة أحد، فيها ما وراء البلادن وما تحت الجرح، تسبق هذه الكتابة وقوع الجرح، تسبقه وتقف على التلة تنتظره لكنها لا تشاركه الجنازات واللطم، ولا تنحني أيضا لعرس صاخب في الطريق.
يقول في قصيدة : كان لابد أن يكون الحوار ناقصا.
أن الحرب التي جاءت من النافذة تدركين الآنليلة أمس،والخيول التي صهلت على سبيل الوعيدوالمرأة التي هبت مثل زوبعةٍ، لتلم أشياءها وملابسها وترمي على رأسها شالاً كالحاًبلون السماء قبل الحربوالكلمات كلها، البذيئة والمهذبة، التي تساقطت كضحايا زلزالولم تعد تصلح حتى كجملة معترضةأولاد المرأة التي وضعت على رأسها الشال الكالحأيضاً، خرجوا مثل ظباء جريحة.
تمثل مدرسة وليد الشيخ في الكتابة رغبة الشاعر الفلسطيني المعاصر في مقاومة العبء الجمالي الذي تفرضه عليه حروب بلاده، كثيرون بدؤوا يكتبون مثل وليد، في الشعر غالبا.( لا أكتب عن الحرب.) تجربة شعرية متميزة تحتاج تدريسا في جامعة وورشات كثيرة لمناقشة حق الشاعر الفلسطيني في الرقص الفردي بعيدا عن رقصة الدم المستمرة في بلاده. وحق الشاعر في الإجابة بطريقته على كل الساخطين، من مدرسة التطابق بين المعنى والعنوان.
عن الشاعر
وليد الشيخ : شاعر فلسطيني مواليد "مخيم الدهيشة" في بيت لحم عام 1968.
صدر له في الشعر: "حيث لا شجر" (1999)، و"الضحك متروك على المصاطب" (2003)، و"أن تكون صغيراً ولا تصدق ذلك" (2007)، و"أندم كل مرة" (2015)، و"شجار في السابعة صباحاً" (2017)، و" أمر بسيط للغاية "2021.
كما صدر له في الرواية: "العجوز يفكر بأشياء صغيرة" 2021، يعيش في رام الله, يعمل في المجال الحقوقي بإحدى المؤسسات القانونية في رام الله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ولید الشیخ عن الحرب دون أن
إقرأ أيضاً:
القبض على طرفي مشاجرة بالأسلحة نتج عنها إصابة 6 أشخاص في السلام
نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة في القبض على طرفي مشاجرة نتج عنها إصابة 6 أشخاص بسبب خلاف على «شقة» في السلام.
تلقى قسم شرطة السلام أول بمديرية أمن القاهرة بلاغا يفيد بوجود مشاجرة ومصابين بدائرة القسم.
بالانتقال والفحص تبين حدوث مشاجرة بين طـرف أول: 8 أشخاص، 4 منهم مصابين بسحجات وكدمات، وطرف ثان: 4 أشخاص، 2 منهم مصابين بسحجات وكدمات، جميعهم مقيمون بدائرة القسم، بسبب خلافات بينهم على إحدى الشقق السكنية، تعدى خلالها الطرفين على بعضهم البعض، نتج عن ذلك الإصابات المنوه عنها، وتم ضبط طرفي المشاجرة، وبحوزة الطرف الأول «سلاح أبيض وعصا خشبية وزجاجات فارغة المستخدمة فى الواقعة»، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة لذات السبب.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية.
اقرأ أيضاًإحالة عدد من العاملين في وحدة صحية بالأقصر للتحقيق لهذا السبب
كلب يعقر «سعودية» في أكتوبر.. والسيدة تحرر محضرًا