لجريدة عمان:
2025-12-14@16:32:47 GMT

وليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب

تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT

وليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب

اللا الكتابة عن الحرب لا تعني ذلك أننا سنكتب عن الحياة العادية، هذا شاعر فلسطيني مخادع فاحذروا طريقته الذكية في صياغة عبارته الشعرية ولا تثقوا في صوره، فهي مقلوبة، دون أدنى قدرة على اكتشاف ذلك، أما محاكمته أو مساءاته في محكمة الجمال الشعري فلن تجدوا لها من يدافع عنها سوى مشروعه الشعري الذي بدؤه ب: ( حيث لا شجر) حين أدخلنا في غابة من المعاني دون أن يضع لخطواتنا هوامش للتوضيح أو دليلا سياحيا.

في كتابه الشعري الجديد (لا أكتب عن الحرب) الصادر حديثا عن دار الأهلية بعمان يضعنا الشيخ في مهب صواريخ قاتلة دون أن يكتب عنها ودون أن نسمع صوتها، في الأفق الشعبي للذائقة العربية غالبا تحيل العناوين الى المعنى، فيهرع القراء الضحلون الى الكتاب ليبحثوا عما يطابق العنوان، ويغرقوا في المكرر والمتوقع والدراما السطحيةـ، في هذا الكتاب يضع وليد الشيخ عنوانا لافتا (لا أكتب عن الحرب،) رفضا لغباء التطابق، وتجريبا جماليا لمغامرة قلب للصيغة، واستدراجا لقراء يختارهم هو مناسبين لعمقه و ممتلئين بالافق الذوقي الحيوي، والباحثين عن معان جديدة لا تكتب بسهولة. لا يهرب وليد من الكتابة عن الحرب، سأما أو خوفا او منعا لتكرار واجترار معان سبق وأن حرثت طيلة تاريخ الدم الفلسطيني، هو لا يكتب عنها ليكتب عنها، ليراها من بعيد، ليستكشف أبعادها الخفية.

يقول: في قصيدة حقيبة فشل على الكتب:

خرجت من البيت بحقيبة فشل فادح على الكتف.

درت بها في الغرفة

جلست قربي على مقعد الجامعة

حملتها في المواصلات العامة

وفي المظاهرة التي ذهبت اليها وأنا أظن ان المبادئ القديمة التي ولدت في نهاية القرن التاسع عشر،

بمقدروها أن تحرر مدنا بائسة وفلاحين.

أعرف أن هذا كله محض هراء أبيض.

كي أبرر لنفسي

رفوف النسيان التي رفضتها.

الكتابة (في حمى حرب طاحنة، تهدد فينا الهوية الوطنية والكرامة، الشخصية والعامة وحقوق الحياة الطبيعية،) عن حياتنا لعادية و عن طفولتنا ورغباتنا،عن الجنون الشخصي وتفاهتنا،عن التفاصيل التي لا تهم أحدا، هذه الكتابة تحتاج قراءة خاصة ، وقارىء مختلف، لا يبحث عن السهل والجاهز، خارج من مدرسة التطابق، قارىء يحب أن يتوه ويقفز ويهبط، لحثا وراء شظايا المعاني، هذه الكتابة هي التي تخلد وتبقى، وهي غير منسحبة من معركة البقاء، كما تبدو من قشرتها وهي أيضا ممتلئة بدلالات واحالات وعمق غير عادي، وليد الشيخ هو رائد مدرسة اللاتطابق، وهو بارع في التنويع فيها، والذهاب المستمر الى طفولته وذكرياته دون أن يسقط البلاغة والدراما ذات الرنين والرقص على الاوجاع واسنجداء دموع الكون. كتابة وليد ليست دموعية، لا تشبه كتابة أحد، فيها ما وراء البلادن وما تحت الجرح، تسبق هذه الكتابة وقوع الجرح، تسبقه وتقف على التلة تنتظره لكنها لا تشاركه الجنازات واللطم، ولا تنحني أيضا لعرس صاخب في الطريق.

يقول في قصيدة : كان لابد أن يكون الحوار ناقصا.

أن الحرب التي جاءت من النافذة تدركين الآنليلة أمس،والخيول التي صهلت على سبيل الوعيدوالمرأة التي هبت مثل زوبعةٍ، لتلم أشياءها وملابسها وترمي على رأسها شالاً كالحاًبلون السماء قبل الحربوالكلمات كلها، البذيئة والمهذبة، التي تساقطت كضحايا زلزالولم تعد تصلح حتى كجملة معترضةأولاد المرأة التي وضعت على رأسها الشال الكالحأيضاً، خرجوا مثل ظباء جريحة.

تمثل مدرسة وليد الشيخ في الكتابة رغبة الشاعر الفلسطيني المعاصر في مقاومة العبء الجمالي الذي تفرضه عليه حروب بلاده، كثيرون بدؤوا يكتبون مثل وليد، في الشعر غالبا.( لا أكتب عن الحرب.) تجربة شعرية متميزة تحتاج تدريسا في جامعة وورشات كثيرة لمناقشة حق الشاعر الفلسطيني في الرقص الفردي بعيدا عن رقصة الدم المستمرة في بلاده. وحق الشاعر في الإجابة بطريقته على كل الساخطين، من مدرسة التطابق بين المعنى والعنوان.

عن الشاعر

وليد الشيخ : شاعر فلسطيني مواليد "مخيم الدهيشة" في بيت لحم عام 1968.

صدر له في الشعر: "حيث لا شجر" (1999)، و"الضحك متروك على المصاطب" (2003)، و"أن تكون صغيراً ولا تصدق ذلك" (2007)، و"أندم كل مرة" (2015)، و"شجار في السابعة صباحاً" (2017)، و" أمر بسيط للغاية "2021.

كما صدر له في الرواية: "العجوز يفكر بأشياء صغيرة" 2021، يعيش في رام الله, يعمل في المجال الحقوقي بإحدى المؤسسات القانونية في رام الله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ولید الشیخ عن الحرب دون أن

إقرأ أيضاً:

وليد سامي يروج لأغنيته مع إيساف "مش جدع"

 روج الفنان وليد سامي لأحدث أعماله الغنائية مع المطرب إيساف التي تحمل «مش جدع»، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

 وليد سامي 

 

وليد سامي لم يقدم برومو، ولم يعلن موعد نزول، بل أطلق رسائل حادة ومقتضبة، أشبه باعترافات ناقصة أو اتهامات بلا أسماء، ليترك الجمهور في مواجهة مفتوحة مع عنوان صادم لا يقبل التأويل الهادئ، معلقًا «مش جدع»، لم يظهر كاسم أغنية بقدر ما بدا كحكم أخلاقي قاسٍ، أثار موجة من الجدل والتكهنات حول الرسالة الحقيقية للعمل، وهل هو إسقاط مباشر على وقائع وتجارب حقيقية أم مجرد طرح فني جريء.

 

طريقة الترويج نفسها تحولت إلى جزء من العمل، حيث اعتمد وليد سامي على خلق حالة من التوتر والترقب، مستخدمًا كلمات مقتطعة وإيحاءات تحمل نبرة خذلان وانكسار، وهو ما دفع المتابعين للبحث عن الطرف المقصود، وربط الأغنية بسياقات واقعية.

 

التعاون مع إيساف جاء ليكمل الصورة، ويمنح العمل ثقلًا جماهيريًا مختلفًا، خاصة أن صوت إيساف ارتبط دائمًا بالأغاني التي تعتمد على الإحساس المباشر والكلمة المؤثرة، ما عزز التوقعات بأن «مش جدع» ليست مجرد تجربة عابرة، بل مواجهة صريحة مع فكرة الخيانة وسقوط الأقنعة.

 

ويرى متابعون أن وليد سامي تعمد اللعب على الحافة، مدركًا أن الجدل أصبح أحد أقوى أدوات الانتشار، لكنه في الوقت نفسه راهن على مضمون قادر على تحمّل هذه الضجة. فبدلًا من تسويق الأغنية، قام بتسويق السؤال، وترك الإجابة معلّقة حتى لحظة الطرح.

 

وبين من اعتبر ما يحدث ذكاءً تسويقيًا عالي المستوى، ومن رأى فيه تصعيدًا مقصودًا لإشعال السوشيال ميديا، يبقى المؤكد أن وليد سامي نجح في فرض اسمه وأغنيته على خريطة التريند قبل طرحها رسميًا، ليؤكد أن «مش جدع» دخلت الساحة كقضية ساخنة لا كأغنية عادية، في انتظار الكلمة الأخيرة التي سيقولها الجمهور بعد الاستماع.

مقالات مشابهة

  • عام الرحيل الثقافي.. مصر تودّع قامات بارزة من الكتابة والنشر والنقد خلال 2025
  • بعد إصابته.. المباريات التي سيغيب عنها ميليتاو مع ريال مدريد
  • وليد سامي يروج لأغنيته مع إيساف "مش جدع"
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر والمصريون !!
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • الحباشنة يكتب..مجلس النواب أمام اختبار ضبط الخطاب وحماية استقرار الدولة
  • يعلن وليد حسن بقية عن فقدان سجل تجاري باسم وليد بقية للتجارة
  • إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • ماضي يكتب : عصام فخر الدين