تصطدم المفاوضات المستمرة حول ملف تسليم رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنقاط خلافية عدة، تعيق التوصل إلى تفاهم يتيح صرفها، وسط تزايد حالة الاحتقان الشعبي ضد جماعة الحوثيين، وإضراب المعلمين في مناطقها بسبب حرمانهم من الرواتب للعام السابع على التوالي.

 

ويعد ملف الرواتب من أبرز الملفات التي يجري التفاوض حولها بين الأطراف المعنية، الحوثيين والسعودية، باعتباره يتصدر الملفات في الجانب الإنساني، كتمهيد لحل سياسي شامل ينهي الحرب المندلعة في البلد منذ أكثر من ثمانية أعوام.

 

ويعاني الموظفون اليمنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من انقطاع رواتبهم منذ سبتمبر/أيلول 2016، حيث ترفض الجماعة صرف رواتبهم، متهمة من تصفه بـ"العدوان السعودي الأميركي" بالوقوف وراء توقف صرف المرتبات، على الرغم من الإيرادات الكبيرة التي تجبيها، وتتيح لها صرف الرواتب وتحسين أحوال الموظفين.

 

في المقابل عمدت الحكومة اليمنية، في السنوات الماضية، وبشكل تدريجي، إلى ضمان انتظام صرف مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

 

لا مفاوضات مباشرة بين الحوثيين والحكومة

 

ويقول مصدر مطلع، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يوجد أي مفاوضات مباشرة بين الحكومة والحوثيين، وإن المفاوضات الجارية هي فقط بين الحوثيين والسعوديين.

 

ووفقاً للمصدر نفسه فإن هذه المفاوضات تتم إما بشكل مباشر أو بوساطة العُمانيين. كما أن السعودية تُعد بمثابة الوسيط بين الحوثيين والحكومة الشرعية، وحتى بين الحوثيين والمبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الذي يقول المصدر إنه "لا يعلم ما الذي يدور، وإنما يتم إبلاغه بالنتائج، وإحضاره لإعلان النتائج عندما يتم التوصل إليها".

 

ويشير المصدر إلى غياب الحكومة تماماً عن المفاوضات الجارية حول ملف صرف المرتبات، موضحاً أنه لا يوجد وفد مفاوض تابع لها بهذا الخصوص.

 

ويلفت إلى أنه قبل أشهر تمت تسمية أعضاء لجنة للتفاوض باسم الحكومة، تتكون من ممثلين للقوى المؤيدة للشرعية للتفاوض حول مختلف الملفات، غير أنه لم يصدر بها قرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي حتى الآن، من دون معرفة أسباب عدم صدور قرار بها.

 

خلافات السعوديين والحوثيين حول ملف المرتبات

 

وبحسب المصدر فإن هناك نقاطاً خلافية في المفاوضات الجارية بين السعوديين والحوثيين حول ملف المرتبات، إذ يريد الحوثيون أن تُسلّم المرتبات إليهم على أن يعمدوا إلى تسليمها للموظفين، لكن الحكومة، عبر الوسيط السعودي، ترفض ذلك من الأساس، وتتمسك بضرورة أن يتم اعتماد جدول الموظفين لعام 2014، أي عام الانقلاب الحوثي، على أن يتم فتح حسابات للموظفين في البنوك، ويتم تحويل المرتبات إليها مباشرة.

 

ووفقاً للمصدر فإن هناك جهودا بذلها السعوديون في هذا الجانب، غير أنهم فشلوا في إقناع الحوثيين بأي آلية نتيجة تمسك الجماعة بمطلبها بأن يتم تسليم المرتبات إليها.

 

كما يتطرق المصدر إلى نقطة خلافية أخرى ترتبط بمصدر دفع المرتبات، فالحوثيون يرفضون تماماً أن تدخل عائدات ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرتهم، ضمن مصادر دفع المرتبات، ويريدون أن تكون من عائدات النفط والغاز، أو أن تدفعها السعودية، لذا قاموا بضرب ميناء الضبة لتصدير النفط في حضرموت، ومستمرون بالتهديد بإعادة ضربه إذا تمت معاودة تصدير النفط منه، ما لم يتم الاتفاق على دفع المرتبات لهم من عائداته.

 

وبحسب المصدر، فإن الحكومة ترفض طرح الحوثيين، ومصممة على أن يتم دفع المرتبات من عائدات ميناء الحديدة، ويمكن إضافة جزء من عائدات النفط، فيما تطرح قيادة الحوثيين أن يتم إعادة جميع الإيرادات (إيرادات المحافظات التابعة للحكومة)، إلى خزينة البنك المركزي بصنعاء، الذي يسيطر الحوثيون عليه.

 

فشل السعودية بالتوصل لحل مع الحوثيين

 

ويشير المصدر إلى أن "السعوديين عندما ذهبوا بأنفسهم إلى صنعاء للتحاور في هذا الملف لم يستطيعوا التوصل إلى حل مع الحوثيين، رغم كل التنازلات التي قدمت لهم، من بينها استعدادهم لدفع المرتبات لمدة ستة أشهر من ميزانية المملكة، لكن الحوثيين رفضوا الآلية، ما دفع السعوديين للاستعانة بالوساطة العمانية، التي يبدو أنها فشلت أيضاً بإقناع الحوثيين".

 

في السياق، نقلت وكالة "النبأ" التابعة للحوثيين عن مصدر سياسي مطلع، يوم الجمعة الماضي، أن ملف المفاوضات لم يشهد أي جديد، منذ مغادرة الوفد العماني العاصمة صنعاء في 20 أغسطس/آب الحالي وحتى اليوم، في ظل مماطلة واضحة من قبل "دول العدوان"، فيما يتعلق بالملفات الإنسانية، وفي مقدمها ملف المرتبات.

 

ويقول المحلل السياسي رماح الجبري، لـ"العربي الجديد"، إن حالة الغليان والاحتقان والرفض الشعبي لجماعة الحوثيين في صنعاء ومناطق سيطرتها، مع إضرابات الموظفين لا سيما المعلمين، تهدد بتحرك مجتمعي يمكن أن يتطور لثورة ضدها، وهو ما دفعها لتفعيل مفاوضات سابقة توقفت عند ضرورة أن تتفاوض الجماعة مع مجلس القيادة الرئاسي بعيداً عن الأطراف الخارجية، بما فيها السعودية التي تقدم نفسها كوسيط.

 

الحوثيون لا يبحثون عن حلول

 

ويضيف الجبري أن المشكلة تكمن في "أن المليشيا الحوثية لا تبحث عن حلول لإنهاء معاناة اليمنيين، وتحقيق السلام العادل والشامل، فهي ترى أن التوصل لأي اتفاق شامل، يمثل خسارة كبيرة بالنسبة لها، نظراً لما يمكن أن تفقده من إيرادات وسلطة ومشروع طائفي، ولذلك تركز على ما تسميه الملف الإنساني ورواتب الموظفين بشكل خاص".

 

ويوضح الجبري أن "بعض المعلومات تشير إلى التوافق على صرف رواتب الموظفين من إيرادات النفط والغاز وميناء الحديدة، وأي نقص يمكن أن تساهم فيه الأمم المتحدة بدعم التحالف، إلا أن نقطتي الخلاف تتمثلان في آلية الصرف، ونقطة الخلاف الأخرى الرفض داخل مجلس القيادة الرئاسي من قبل ممثلي المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يتم تقديم إيرادات المحافظات الجنوبية للمحافظات الشمالية".

 

ويلفت إلى أن الحوثيين يرفضون صرف الرواتب في مناطق خاضعة لسيطرتهم، رغم الإمكانيات المادية والإيرادات الكبيرة التي يتحصلون عليها، لا سيما من الموارد النفطية عبر ميناء الحديدة، ومنذ إعلان الهدنة في إبريل/نيسان 2022 دخلت حسابات أكثر من 3.5 مليارات دولار من 157 سفينة نفطية أفرغت حمولتها في ميناء الحديدة، وهذه أرقام بعثة الأمم المتحدة التي أعلن عنها وزير الإعلام معمر الأرياني.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي رواتب حقوق میناء الحدیدة بین الحوثیین دفع المرتبات من عائدات حول ملف أن یتم

إقرأ أيضاً:

قريباً .. زيادة المرتبات و المعاشات رسمياً

تستعد الحكومة لتطبيق زيادة المرتبات و المعاشات 2025 رسمياً خلال الفترة المقبلة بعدما وعد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بحزمة إجتماعية جديدة تستهدف تحسين حالة المواطنين و زيادة المرتبات و رفع الحد الأدنى للأجور و كذلك زيادة المعاشات . 

 صرف معاش شهر يونيو 

وبدأ اليوم ١ يونيو صرف معاشات شهر يونيو حيث يستمر صرف المعاشات من يوم ١ وحتى نهاية الشهر كما هو متعارف عليه بخصوص صرف المعاشات ، وذلك وفقاً  لقانون التأمينات الإجتماعية والمعاشات الجديد الصادر برقم 148 لسنة2019. 

ويستطيع أصحاب المعاشات صرف قبض شهر يونيو من منافذ البريد المصري وماكينات الصراف الآلي وكارت ميزة ومنافذ فوري.

مفاجأة بشأن معاشات شهر يونيو.. وصرف الزيادة الجديدة في هذا الموعدمن يستحق زيادة المعاشات المقبلة؟.. نص قانوني يحدد المستفيدينشروط الحصول على معاش تكافل وكرامةبشرى بالزيادة الجديدة والصرف خلال ساعات.. تفاصيل معاشات يونيو 2025زيادة المعاشات ١٥٪؜ 

أعلن رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي في شهر فبراير الماضي عن زيادات مرتقبة في المعاشات خلال عام ٢٠٢٥ وذلك بنسبة ١٥ ٪؜. 

ومن وقت الإعلان ينتظر أصحاب المعاشات شهريا زيادة المعاشات التي وعدتها بهم الحكومة لكن موعد تطبيق زيادة المعاشات رسميا سيتم في شهر يوليو المقبل مع السنة المالية الجديدة . 

رئيس الوزراء 

وحددت الحكومة موعد تطبيق زيادة المعاشات رسمياً ، وهو في يوليو المقبل وذلك وفقًا للمادة رقم 35 من قانون التأمينات الاجتماعية المصري (رقم 148 لسنة 2019)، والتي تنص على تطبيق زيادة سنوية للمعاشات لا تتجاوز 15% بداية من كل عام مالي.

 الحكومة تقر زيادة المرتبات لـ4.5 مليون موظف رسميًا.. والصرف هذا الموعدوزير المالية: زيادة المرتبات والعلاوات الأضخم في تاريخ الموازنات العامةزيادة المرتبات ٢٠٢٥ زيادات رسمية في يوليو

وفي إطار خطة الحكومة لتحسين دخول العاملين، أعلنت وزارة المالية أنه سيتم تطبيق زيادات رسمية في الأجور اعتبارا من يوليو 2025، مع بدء العام المالي الجديد 2025/2026، وتشمل:

رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7,000 جنيه شهريا.

علاوة دورية بنسبة 10% للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية.
علاوة خاصة بنسبة 15% لغير المخاطبين بالقانون.
زيادة علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية من 600 إلى 1,000 جنيه.
زيادة الحافز الإضافي بمقدار 300 جنيه شهريا.
 

زيادة المرتبات والمعاشات

فمن المقرر أن يتم تطبيق قرار زيادة المرتبات والمعاشات 2025 خلال شهر يوليو المقبل  بشكل رسمي ودائم، وذلك ضمن بنود الحزمة الإجتماعية التي وافق عليها الرئيس السيسي ووجه بسرعة تنفيذها، وكان من أهم قراراتها زيادة معاش تكافل وكرامة ، و زيادة المرتبات والمعاشات 2025. 

مصطفى مدبوليما هي الزيادات الجديدة 2025؟

حتى الآن لم يتم تطبيق سوى زيادة معاش تكافل وكرامة والذي دخل حيز التنفيذ في أبريل 2025، وينتظر المواطنون والموظفون تطبيق زيادة المرتبات والمعاشات خلال الفترة المقبلة مع السنة المالية الجديدة. 

طباعة شارك زيادة المرتبات زيادة المعاشات زيادة المرتبات و المعاشات زيادة المعاشات 2025 صرف معاشات يونيو

مقالات مشابهة

  • مجلس التعاون الخليجي يكشف عن تحركات سعودية وعمانية لإحياء العملية السياسية في اليمن ويشدد على انخراط الحوثيين .. عاجل
  • التعاون الخليجي يؤكد على وحدة اليمن ويشدد على انخراط الحوثيين بإيجابية للوصول لحل سياسي
  • فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين
  • لافروف وروبيو يبحثان أزمة أوكرانيا وخطط استئناف الجولة الثانية من مفاوضات اسطنبول
  • عاجل | بيان مصري قطري يؤكد تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها مفاوضات غزة
  • قرارات جديدة ترفع الأجور وتدعم الموظفين.. تفاصيل موعد الصرف والقيمة
  • لماذا توقفت مفاوضات إطلاق الأسرى والمعتقلين في اليمن؟
  • قريباً .. زيادة المرتبات و المعاشات رسمياً
  • الحكومة: تعنت الحوثيين عطل مفاوضات الأسرى والمختطفين
  • وزارة الداخلية تنفي وجود قرارات فردية أو مخالفات بشأن تنظيم صرف مرتبات منتسبيها