إبراهيم عثمان يكتب: رصاصتان في جسد سردية ميتة!
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
* محمد حمدان دقلو “حميدتي”: (نحن لو من بدينا الحرب دي بديناها بنضافة بتاعة الكيزان والعفن المعانا، نحن ما كان وصلنا الدرجة دي، لكن رب ضارة نافعة)
* عبد الرحيم حمدان دقلو: (جاينكم في الشمالية، كنا غلطانين، كنا غلطانين، ما كنا عارفين مسرح المعركة وين)
*الاقتباسان يُقدمان دليلاً داخلياً على أن الميليشيا خططت للحرب وبدأتها، وهي تتحدث الآن عن أخطاء في اختيار البداية.
* الخطابان صدرا في سياق تعبئة لقواتهم، أي أنهما أقرب للصدق الداخلي منهما للتزييف الإعلامي. أما خطاب البراءة الإعلامي الذي يروج له ثلاثي الإمارات/الميليشيا/تحالف تقدم/صمود، فهو خطاب علاقات عامة موجه للرأي العام وللخارج، ويقوم على إنكار الحقائق.
* الشرط في “لو من بدينا الحرب دي .. ” يفترض أن الميليشيا هي التي بدأت الحرب فعلاً، لكنه يبرر كيف كان يمكن للأمر أن يكون أقل كلفة له لو كانت البداية مختلفة هذا الاعتراف يتضمن فعل البدء، و”التحسر” على الأسلوب فقط.
* القناعة لدى الميليشيا في ذلك الوقت، وقت البداية، كانت هي أن الجهة الأولى ببداية الهجوم عليها هي الجيش ووحداته بدءاً بمطار مروي، ومقر القائد العام، والمواقع السيادية. مع القيام بعمليات خطف واغتيالات للكيزان ولغيرهم من المستهدفين في الأحياء. وهذه القناعة كانت منطقية لطرف يريد الاستيلاء على السلطة وتصفية حساباته مع خصومه.
* الحديث عن “نضافة الكيزان والعفن المعانا” يكشف عن صراع سياسي مع أطراف يراها قائد التمرد عائقاً أمام طموحاته وطموحات مشغله الأجنبي، لا عن حرب بدأها من يتحدث عنهم، فلو كان الأمر كذلك فخيار “نضافتهم” متاح أثناء الحرب، وليس هناك ما يستدعي “التحسر”.
* لا يمكن أن تقول “كنا غلطانين” في سياق عسكري تعبوي إلا إذا كنت أنت من اتخذ قرار التحرك العسكري في الأصل.
* الاعتراف بالخطأ في تحديد “مسرح المعركة” يفترض وجود قرار مسبق بالحرب، لكن شابه سوء تقدير.
* جملة “جاينكم في الشمالية” ــ لتصحيح خطأ البداية ــ تعني وجود نية هجومية مسبقة، تم تعليقها أو تعديلها لا بسبب رفض الحرب، بل بسبب سوء تقدير موقعها الأمثل. بهذا المعنى، فالحديث يفند تماماً رواية “المفاجأة” أو “رد الفعل”.
* البداية بالشمالية، في إطار هدف عسكري، (حدثت) فعلاً، قبل بداية المواجهات في العاصمة. حدثت في مطار مروي أحد أهم المواقع العسكرية، الأمر الذي يشير إلى أن “التحسر” هو فقط على أن البداية لم تكن “شاملة” لكل الشمالية بمدنها وبقراها، وبالمستهدفين من سكانها (أي الكيزان وعامة داعمي الجيش كما أكد المتمرد حميدتي في خطابه الأخير).
* الميليشيا لم تبذل أي جهد لتغطية الثغرة الكبيرة التي أحدثتها غزوة مطار مروي في سردية براءتها من إشعال، ومحاولات خالد عمر وبكري الجاك وجعفر حسن كانت فطيرة، ووسعت الثغرة، وزادت أدلة تورطهم في التبرير للميليشيا، إن لم يكن مشاركتها.
* حديثاهما يعنيان توفر “خيار” تحديد نوع البداية، والجغرافيا المستهدفة، والطرف المستهدف. والاعتراف “بالخطأ” في اختيار المسرح الصحيح للمعركة، والعدو الأولى “بالنضافة”، يعني أنه ليس صحيحاً أنهم بوغتوا بمعركة شنها طرف حدد موقع بدايتها، وتحكم في نوع استهدافاتها المتاحة للميليشيا، وترك لها رد الفعل فقط.
* الحديثان يثبتان أنه كانت هناك إمكانية، ونية أفسدها سوء التقدير، لهجوم شامل على المنطقة والأطراف المستهدفة، حيث كانوا سيتعرضون “لهجوم”، لم يبادروا به، بل ليسوا في حالة استعداد كامل له، الأمر الذي كان سيجعل النتائج للميليشيا أفضل وفق الحديثين.
* الحديث عن “الوصول للدرجة دي” لا ينفي التخطيط، بل يظهر أن خسائر التخطيط الخاطيء تجاوزت توقعات البداية.
* “لكن رب ضارة نافعة”: يكشف عن موقف تبريري لاحق يرى أنه رغم أخطاء البداية فإن المآلات إيجابية، مما يلغي صدقية سردية الاضطرار أو الانجرار للحرب.
*رغم أن المتوقع هو أن يكون لحديثي المتمردين صدى إيجابياً لدى الراعي الإقليمي، وقادة “تقدم” ــ الذين توزعوا بين “صمود” و”تأسيس” ــ لأنهما أكدا على العدو المشترك، وأنهما سيقضيان عليه. ورغم أن هذا بمثابة وعد خاص لياسر عرمان بإكمال “الفائدة الوحيدة للحرب” التي تحدث عنها في بداية التمرد، ولأسماء محمود محمد طه التي شددت عليها. رغم هذا، يطلق حديثاهما رصاصتين في قلب السردية التي يتمسكون بها، ويصعبان أمامهم مهمة الترقيع وسد الثغرات التي زاداها كماً وكيفاً حتى اتسع الفتق على الراتق!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اليوم.. "مربعانية القيظ" تعلن البداية الفعلية لفصل الصيف مناخيًا
بدأت اليوم "مربعانية القيظ" إحدى أبرز فترات الصيف في الجزيرة العربية، التي تمثل البداية المناخية الفعلية لفصل الصيف، وتشهد أطول نهارات العام وأقصر لياليه، وسط مؤشرات لارتفاع تدريجي في درجات الحرارة على مختلف مناطق الخليج العربي.
ويمتد هذا الموسم على مدى 40 يومًا، ويُعد من أكثر المواسم حرارة في السنة، وتتزامن بدايته مع نهاية موسم "الكنة"، الذي يتميز بحرارة النهار واعتدال الأجواء نسبيًا ليلًا.
أخبار متعلقة بعد جهود 100 عام.. رصد زهرة أوركيد نادرة في بريطانيا للمرة الأولىعبر أبشر.. خطوات إصدار تصريح دخول مكة المكرمة لهذه الفئاتوتُعرف "المربعانية" بهذا الاسم نسبةً إلى مدتها الزمنية، التي تبلغ 40 يومًا.طلوع نوء الثرياوأوضح عضو جمعية آفاق لعلوم الفلك برجس الفليح أن مربعانية القيظ تبدأ مع طلوع نوء الثريا، وتستمر خلال3 أنواء متتابعة هي: الثريا، الدبران، والهقعة، ويمتد كل نوء منها 13 يومًا.
وأشار إلى أن مربعانية القيظ تختلف عن مربعانية الشتاء، التي تبدأ بنوء "الإكليل"، مشيرًا إلى أن مربعانية الصيف تتسم بهبوب رياح شمالية غربية مع شروق الشمس، تشتد تدريجيًا خلال النهار، وتخف حدتها عند الغروب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اليوم البداية الفعلية لفصل الصيف مناخيًا - متداولة
في حين تبدأ أشعة الشمس بالتعامد على الأرض منتصف الموسم، ما يؤدي إلى تصاعد درجات الحرارة بفعل الحرارة المختزنة في باطن الأرض.
وأشار الفليح إلى أن هذه المرحلة تُعرف بـ"حر الانصراف"،إذ يبلغ الحر ذروته، خاصة في حال سكون الرياح، وتكوّن السحب الكاتمة التي تزيد من احتباس الحرارة في الأجواء.أبعد نقطة عن الشمسوفي نهاية مربعانية القيظ، تصل الأرض إلى أبعد نقطة عن الشمس فيما يُعرف بـ"الأوج الأرضي"، وهو ما يقلل نسبيًا من سطوع الشمس نتيجة وجود الغبار العالق في الجو.
وتبدأ خلال هذه الفترة مرحلة نضج ثمار النخيل، إيذانًا ببدء موسم جني الرطب في عدد من المناطق الزراعية.