شهدت مدينة لوس أنجلوس احتجاجات مستمرة لليوم الرابع على التوالي، تنديداً بحملة اعتقال نفّذتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) ضد مهاجرين غير نظاميين في جنوب كاليفورنيا، ما أسفر عن اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن.

بدأت المظاهرات صباح الجمعة، بعد المداهمات التي طالت نحو 44 شخصًا في عدة مواقع، بينها مخازن ومناطق تسوق ومواقف سيارات، وأدى ذلك إلى مواجهات وتسجيل إصابات وسط استخدام قوة زائدة من قبل الشرطة .

 

وصل عدد المشاركين إلى آلاف المحتجين الذين احتشدوا خارج مبنى الاحتجاز الفيدرالي وسط المدينة، وردّت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع و"ذخيرة غير قاتلة" لفض التجمع .

ساخرا من تصريحات اعتراض السفينة "مادلين".. ترامب: هل إسرائيل بحاجة لاختطافها؟ترامب: إيران تُلحّ على السماح لها بتخصيب اليورانيوممن كامب ديفيد.. ترامب يقود جلسة استراتيجية حاسمة بشأن إيران وغزةالبنتاجون: ترامب يرسل 2000 جندي إضافي من الحرس الوطني

وفي محاولة للسيطرة على الموقف، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بنشر 700 عنصر من القوة البحرية (مارينز)، إضافة إلى 2,000 جندي من الحرس الوطني، في خطوة ستضاعف عدد الجنود إلى نحو 4,000 عنصر بحلول اليوم الرابع من الاحتجاجات، وفقا لـ رويترز.

وتهدف هذه الخطوة إلى دعم حماية المنشآت الفيدرالية وإعادة النظام، فيما لم يتم تفعيل قانون التمرد حتى الآن .

وفي وقت كانت السلطات تحاول تهدئة الأوضاع، اشتعلت الاحتجاجات بفعل الممارسات الأمنية، وتعرضت ممتلكات عامة وخاصة للنهب، تم خلالها إحراق سيارات ذاتية القيادة ومنشآت وفروع الخدمات العامة، وسط تقارير عن إصابات بين عناصر الشرطة وخيولها .

جاءت ردة الفعل الرسمية من حكومة كاليفورنيا سريعة وقوية. فقد رفع الحاكم غافين نيوسوم والمدعي العام روب بونتا دعوى قضائية اعتبروا فيها نشر هذه القوات العسكرية دون موافقة الولاية "انتهاكًا فادحًا للقانون والدستور" وانتقاصًا من السيادة المحلية.

ووصفت العمدة كارين باس هذه الخطوة بأنها "استفزازية وغير مبررة"، مطالبة بالاحتكام للنهج السلمي .

أما البيت الأبيض، فبرّر بنشر هذا العدد الكبير من القوات بأنه ضرورة لضبط الأمن بعد تصعيد موجة اعمال العنف، رغم التحذيرات من إقحام القوات المسلحة الداخلية . 

ووصف ترامب الحاكم نيوسوم بأنه عجز عن حماية سلامة المدنيين، مردفًا أنه لا يستبعد نشر قوات فدرالية في ولايات أخرى إذا تفاقمت الأوضاع .

في موازاة ذلك، نظمت مظاهرات تضامنية في مدن أمريكية أخرى مثل نيويورك وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو، مؤكدة تزايد النقمة ضد سياسة الهجرة الفيدرالية المتشددة .

وتتصاعد الأزمة في لوس أنجلوس ما يعكس تعقيدات التوازن بين حماية الأمن واحترام الحريات المدنية، ففي حين يرى بعضهم في تعبئة الجنود عبر قوات المارينز والحرس الوطني حماية من الفوضى، يرى آخرون أنها تقود إلى عسكرة المدن وتحدي إرادة الولايات، في لحظة يترقب فيها الجميع قرار القضاء الفيدرالي حول شرعية التدخل الفيدرالي في إطار المعركة الحقوقية والسياسية الدائرة.

طباعة شارك مدينة لوس أنجلوس وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية جنوب كاليفورنيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومة كاليفورنيا العمدة كارين باس البيت الأبيض

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مدينة لوس أنجلوس جنوب كاليفورنيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

شرارة لوس أنجلوس تشتعل في تكساس.. دالاس وأوستن تنتفضان ضد حملات الترحيل | تقرير

اتسعت رقعة الاحتجاجات الناتجة عن التوترات المتعلقة بسياسات الإدارة الأمريكية متمثلة في وكالة الهجرة الفيدرالية، لتصل إلى ولاية تكساس، حيث شهدت مدينتا دالاس وأوستن تظاهرات جديدة دعمًا للمحتجين المطالبين بوقف حملات توقيف وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

في مساء الإثنين، اجتمع حوالى 400 متظاهر على جسر مارجريت هنت هيل بمدينة دالاس، مردّدين هتافات مثل "اغلقوا وكالة الهجرة" و"اتحدوا لنصرة حقوق المهاجرين"، وفقا لما نشره موقع مجلة تايمز الأمريكية 

ووضعت شرطة دالاس حواجز في الجسر عقب إشعال أحد المتظاهرين لإطارات سيارات، فيما نشبت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الدرك، التي بدورها استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت لتفريق التجمع بعد محاولتهم دخول الشوارع.

حاكم كاليفورنيا: نشر المارينز خطوة تحقق "خيال رئيس ديكتاتور مضطربكاليفورنيا تتحدى ترامب قضائيًا.. سلطات الولاية: نشر الحرس الوطني انتهاك لسيادتنا

المظاهرات في دالاس نقلت خطاب الاحتجاجات من ساحات كاليفورنيا إلى قلب الجنوب الأمريكي، مسلطة الضوء على امتداد الغضب الشعبي ضد حملات إنفاذ قوانين الهجرة التي نفذتها وكالة الهجرة والجمارك (ICE) مؤخرًا. 

وأجبرت الشرطة المحتجين على وقف الحركة لفترة قصيرة قبل حلول المساء، ما دفع عناصر الأمن لفض التجمعات واعتقال بعض المتظاهرين.

وفي أوستن، تجمع نشطاء وأعضاء من "حزب الاشتراكية والتحرير" أمام مبنى الكابيتول الساعة السابعة مساءً، شاركوا في مظاهرة طارئة تضامنًا مع المحتجين ضد الاعتقالات التي طالت 118 مهاجرًا في لوس أنجلوس وأدت إلى وقوع عشرات الإصابات واعتقالات .

من خلال الإعلام المحلي، دعا منظمو المظاهرة المواطنين إلى الوقوف مع عائلات المحتجزين ورفض استخدام العنف ضدهم، مؤكدين أن الاحتجاج السلمي هو الوسيلة الأنسب لمواجهة الإجراءات الفدرالية. 

كما دعا المشاركون إلى إيقاف حملات ترحيل العمال وحث السلطات على الضغط لاتخاذ إجراءات قانونية ضد انتهاكات حقوق الإنسان.

ولم تقتصر التظاهرات على دالاس وأوستن؛ بل امتدت إلى مدن أخرى مثل هيوستن وسان أنطونيو، حيث نظم سكان هذه المدن مسيرات ووقفات تضامنية كانت سلمية عمومًا، وسُجّلت مشاركة واسعة من الجاليات اللاتينية والأحلاف الحقوقية . بينما وجه الحاكم غريغ أبوت دعمه لإجراءات الضغط لتعزيز تنفيذ قوانين الهجرة، معتبرًا أن حماية القانون "أولوية قصوى" .

وتصاعدت ضغوط الإصلاح السياسي عندما دخلت إدارة ترامب بقوات الحرس الوطني وإجراءات عسكرية-مدنية إلى مناطق الاحتجاجات في عدة ولايات، ما أثار نقاشًا قانونيًّا بين الولايات الاتحادية، حيث يصرّ البعض على حق الحكومات في حماية البنى الفدرالية مقابل من يرى أن الإجراءات تجاوزت صلاحياتها الدستورية .

طباعة شارك الإدارة الأمريكية ولاية تكساس دالاس أوستن شرطة دالاس مواجهات بين المتظاهرين قوات الدرك سان أنطونيو هيوستن

مقالات مشابهة

  • شرارة لوس أنجلوس تشتعل في تكساس.. دالاس وأوستن تنتفضان ضد حملات الترحيل | تقرير
  • حاكم كاليفورنيا يقاضي ترامب بسبب “أحداث لوس أنجلوس”
  • بعد مداهمات الهجرة.. ماذا يحدث في لوس أنجلوس؟
  • كاليفورنيا تقاضي ترامب مع تصاعد احتجاجات لوس أنجلوس.. والمكسيك تدخل على خط الأزمة (صور)
  • لوس أنجلوس تحظر الاحتجاجات وسط المدينة
  • إصابة شرطيين خلال أعمال شغب في لوس أنجلوس على خلفية احتجاجات الهجرة
  • بسبب "أحداث لوس أنجلوس".. حاكم كاليفورنيا يقاضي ترامب
  • ترامب يصف حاكم كاليفورنيا بغير الكفء ويهدد بنشر الجيش
  • تصاعد الاحتجاجات في لوس أنجلوس.. إغلاق طرق وحرق سيارات